د. فايز أبو شمالة
قد يبدو الحديث عن تفوق المقاومة على إسرائيل ضرباً من الخيال، لأن هذا التفوق لا يتفق مع مسيرة خمسين عاماً خلت من فوقية الجيش الإسرائيلي، وانتصاراته الساحقة، حتى أن بعض الكتاب، والمفكرين العرب أبوا إلا أن يدللوا على عجز المقاومة أمام القوة الإسراٍئيلية بما لحق بالجنوب اللبناني، وقطاع غزة من دمار، وتخريب، وجرائم حرب، وساقوها كبيّنة على انتصار إسرائيل، وبالتالي الوصول إلى نتيجة مفادها بضرورة التسليم بعبث المقاومة، والاعتراف بأن نهج التفاوض هو الطريق الوحيد للتعامل مع دولة بهذه القوة الجبارة القاهرة، ولكن هؤلاء المنظرين لم يتنبهوا إلى أن إسرائيل التي تعودت على حسم معاركها بإملاء إرادتها، عجزت عن تغيير الواقع القائم في الجنوب اللبناني، وقطاع غزة، وعاشت حالة خلل داخلي، ومحاسبة للذات أملت عليها تشكيل لجنة "فينوجراد" للتحقيق في حرب لبنان، وهي الآن تعيش حالة من الخلل الخارجي الفاضح لحقيقة الكيان كما ظهر في تقرير "غولدستون"، الذي أشار إلى اقتراف جيشها جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وهذا ما سيملي على إسرائيل قريباً تشكل لجنة تحقيق قانونية في جرائم حرب غزة، ولاسيما بعد مطاردة "أهود باراك" في بريطانيا وهروبه الذي أثار حالة من الرعب في قلوب قادة الكيان، وخشيتهم من المسائلة الدولية عن جرائم ضد الإنسانية، وهذا يمثل انتصاراً إضافياً للمقاومة الفلسطينية التي أعطت بصمودها الأسطوري المفتاح السحري لقوى الخير، والمنظمات الإنسانية، والقانونية على مستوى العالم لهز الحصون اليهودية، وملاحقة قادة الكيان المجرم.
منطق انتصار المقاومة المسلحة تعزز اليوم مع شهادة كبار ضباط الكيان الصهيوني، واعترافهم بفشلهم أمام حزب الله في الاستبيان الذي أعده المقدم "ساندمان"، ولمن أراد التدقيق أكثر في الأرقام سيضع أصبعه على مقومات النصر كما جاءت في التقرير الذي أشار إلى أن إسرائيل قد تفوقت بنسبة الضعف تقريباً في مجالات التكنولوجيا، ووسائل القتال، والقوى البشرية، والإمدادات، وإلى حد ما تفوقت في السيطرة، ولكن حزب الله قد تفوق بشكل واضح في المجالات التالية: الإقدام، والإستراتيجية، والقيادة، والاستخبارات، والتأهيل والتنظيم.
ولكن الأخطر في تقرير "ساندمان" الأمني الذي حصل فيه على جائزة رئيس هيئة الأركان هو: ما تخيله للحرب القادمة حيث قال: "سيقوم العدو بشن هجوم على إسرائيل بواسطة آلاف الخلايا المكونة من أربعة إلى خمسة مقاتلين على درجة عالية من التدريب، بحوزتهم رشاشات ثقيلة وقذائف مضادة للدروع، وبنادق قنص، وسلاح خفيف. وأزعم أن هذا التوقع يعود بنا إلى تهديد السيد حسن نصر الله لدولة الكيان الصهيوني عندما قال لهم: أننا قادرون في الحرب القادمة على تغيير وجه المنطقة.
إن تقرير "ساندمان" الأمني يؤشر على حالة الخوف التي باتت تسيطر على الكيان الصهيوني، وانتقالهم بالتفكير من حالة الهجوم الدائم على أرض العرب إلى حالة الدفاع، إذ يدعو التقرير إلى إجراء تدريبات على استقبال قوات أمريكية جوا في إسرائيل خلال فترة إنذار قصيرة. ويرى أن قوة أمريكية من شأنها أن تردع الأعداء عن شن هجوم.
فهل بدأ العد التنازلي للقوة الإسرائيلية، وبدأت ثقة الجنود الإسرائيليين بأنفسهم بالانهيار؟ أم هل بدأت مع صمود المقاومة موجة الزمن اليهودي بالانحسار؟
fshamala@yahoo.com
قد يبدو الحديث عن تفوق المقاومة على إسرائيل ضرباً من الخيال، لأن هذا التفوق لا يتفق مع مسيرة خمسين عاماً خلت من فوقية الجيش الإسرائيلي، وانتصاراته الساحقة، حتى أن بعض الكتاب، والمفكرين العرب أبوا إلا أن يدللوا على عجز المقاومة أمام القوة الإسراٍئيلية بما لحق بالجنوب اللبناني، وقطاع غزة من دمار، وتخريب، وجرائم حرب، وساقوها كبيّنة على انتصار إسرائيل، وبالتالي الوصول إلى نتيجة مفادها بضرورة التسليم بعبث المقاومة، والاعتراف بأن نهج التفاوض هو الطريق الوحيد للتعامل مع دولة بهذه القوة الجبارة القاهرة، ولكن هؤلاء المنظرين لم يتنبهوا إلى أن إسرائيل التي تعودت على حسم معاركها بإملاء إرادتها، عجزت عن تغيير الواقع القائم في الجنوب اللبناني، وقطاع غزة، وعاشت حالة خلل داخلي، ومحاسبة للذات أملت عليها تشكيل لجنة "فينوجراد" للتحقيق في حرب لبنان، وهي الآن تعيش حالة من الخلل الخارجي الفاضح لحقيقة الكيان كما ظهر في تقرير "غولدستون"، الذي أشار إلى اقتراف جيشها جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وهذا ما سيملي على إسرائيل قريباً تشكل لجنة تحقيق قانونية في جرائم حرب غزة، ولاسيما بعد مطاردة "أهود باراك" في بريطانيا وهروبه الذي أثار حالة من الرعب في قلوب قادة الكيان، وخشيتهم من المسائلة الدولية عن جرائم ضد الإنسانية، وهذا يمثل انتصاراً إضافياً للمقاومة الفلسطينية التي أعطت بصمودها الأسطوري المفتاح السحري لقوى الخير، والمنظمات الإنسانية، والقانونية على مستوى العالم لهز الحصون اليهودية، وملاحقة قادة الكيان المجرم.
منطق انتصار المقاومة المسلحة تعزز اليوم مع شهادة كبار ضباط الكيان الصهيوني، واعترافهم بفشلهم أمام حزب الله في الاستبيان الذي أعده المقدم "ساندمان"، ولمن أراد التدقيق أكثر في الأرقام سيضع أصبعه على مقومات النصر كما جاءت في التقرير الذي أشار إلى أن إسرائيل قد تفوقت بنسبة الضعف تقريباً في مجالات التكنولوجيا، ووسائل القتال، والقوى البشرية، والإمدادات، وإلى حد ما تفوقت في السيطرة، ولكن حزب الله قد تفوق بشكل واضح في المجالات التالية: الإقدام، والإستراتيجية، والقيادة، والاستخبارات، والتأهيل والتنظيم.
ولكن الأخطر في تقرير "ساندمان" الأمني الذي حصل فيه على جائزة رئيس هيئة الأركان هو: ما تخيله للحرب القادمة حيث قال: "سيقوم العدو بشن هجوم على إسرائيل بواسطة آلاف الخلايا المكونة من أربعة إلى خمسة مقاتلين على درجة عالية من التدريب، بحوزتهم رشاشات ثقيلة وقذائف مضادة للدروع، وبنادق قنص، وسلاح خفيف. وأزعم أن هذا التوقع يعود بنا إلى تهديد السيد حسن نصر الله لدولة الكيان الصهيوني عندما قال لهم: أننا قادرون في الحرب القادمة على تغيير وجه المنطقة.
إن تقرير "ساندمان" الأمني يؤشر على حالة الخوف التي باتت تسيطر على الكيان الصهيوني، وانتقالهم بالتفكير من حالة الهجوم الدائم على أرض العرب إلى حالة الدفاع، إذ يدعو التقرير إلى إجراء تدريبات على استقبال قوات أمريكية جوا في إسرائيل خلال فترة إنذار قصيرة. ويرى أن قوة أمريكية من شأنها أن تردع الأعداء عن شن هجوم.
فهل بدأ العد التنازلي للقوة الإسرائيلية، وبدأت ثقة الجنود الإسرائيليين بأنفسهم بالانهيار؟ أم هل بدأت مع صمود المقاومة موجة الزمن اليهودي بالانحسار؟
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق