د. فايز أبو شمالة
لو صح ما يقال عن يأس السيد عباس من الواقع الدولي والعربي والفلسطيني، فمعنى ذلك أن الفلسطينيين على طريق المصالحة الحقيقية، ولاسيما إذا صدقنا بعض ما نقله المراسل السياسي لصحيفة 'يديعوت أحرونوت" حين قال: بأنّ السيد عبّاس قال للسيد "أوباما": أنّه يائس من هذا الوضع. وأن مصادر مقربة جداً من ديوان نتنياهو تقول: أنّ عبّاس يعوّل على أوباما في أن يتدخل شخصياً لإلزام الإسرائيليين بالبدء في المفاوضات بين الطرفين. ويتضح من المصادر الإسرائيلية أنّ مكالمتين قد جرتا بين أوباما وعبّاس، وكانتا صعبتين للغاية، حيث قال عبّاس: أنا لا أعرف ماذا يريد الأمريكيون مني؟ إنّكم لا تريدونني أن أذهب إلى الانتخابات، كما تطلبون منّي عدم تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتضغطون عليّ لعدم التوقيع على اتفاق مصالحة مع حركة حماس، وفي الوقت نفسه منحتم "نتنياهو" الدعم الكامل لكي يواصل عملية بناء وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، ويتساءل عبّاس: على ماذا تريدون منّي أن أتفاوض مع الإسرائيليين؛ على أنّ القدس الموحدة هي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي؟. وزادت الصحيفة العبرية، نقلاً عن مصادر سياسية في تل أبيب أنّ محمود عبّاس، الذي كان ثائراً خلال المحادثتين، قال لأوباما: أننّي لا أقدر أن واصل المسيرة على هذا النحو؛ أنّكم أيها الأمريكيون والإسرائيليون وحركة حماس تحشرونني في الزاوية، ولم تتركوا لي مجالاً للمناورة، وبالتالي فنحن في السلطة الفلسطينية وصلنا إلى حد اليأس.
لو صح بعض هذا الكلام؛ فمعنى ذلك أن السلطة الفلسطينية قد اتعظت من تجربتها التفاوضية العبثية، وهي في طريقها إلى كسر أصعب حاجز يحول دون المصالحة الفلسطينية؛ ومعنى ذلك؛ أن الوضع الفلسطيني بات أقرب إلى التلاقي على برنامج سياسي يحظي بالإجماع، ولعل أول بنوده ستكون التخلص من شروط الرباعية التي ظلت كالرسن تشد مسيرة العمل الوطني إلى الهاوية، ومعنى ذلك أن ضمير السيد عباس الوطني طفق يخفق بين أضلاعه، وسيبدأ عملياً الخطوة الفلسطينية الأولى، والتي تتمثل في إطلاق سراح رجال المقاومة الفلسطينيين من سجون السلطة الفلسطينية، وقطع كافة الاتصالات مع الإسرائيليين، وإغلاق ملف التنسيق الأمني، والتوجه فوراً إلى غزة للقاء قادة الفصائل الفلسطينية لتنسيق أول خطوات العمل الفلسطيني المشترك، والتي تتمثل في إطلاق يد الجماهير الفلسطينية للتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي وفق تجربتها العريقة في المقاومة.
لو صح ما سبق من كلام، فإن السيد عابس لا يحتاج إلى الإعلان عن موعد انتخابات رئاسية، وتشريعية كي تعطيه الشرعية، لأنه سيكون قد انتزع شرعية المقاومة بالفعل المقاوم، وخطف راية الجهاد من يد الحركات الإسلامية، وغلّق دونهم أبواب الجماهير، وتركهم يلهثون خلفه، وهو يخطو أولى خطوات العمل الميداني الضامن لعروبة القدس، وقلع المستوطنات، وحل قضية اللاجئين حلاً عادلاً وفق القرارات الدولية، وقيام الدولة المستقلة كاملة السيادة على ما يتحرر من أرض فلسطين.
fshamala@yahoo.com
لو صح ما يقال عن يأس السيد عباس من الواقع الدولي والعربي والفلسطيني، فمعنى ذلك أن الفلسطينيين على طريق المصالحة الحقيقية، ولاسيما إذا صدقنا بعض ما نقله المراسل السياسي لصحيفة 'يديعوت أحرونوت" حين قال: بأنّ السيد عبّاس قال للسيد "أوباما": أنّه يائس من هذا الوضع. وأن مصادر مقربة جداً من ديوان نتنياهو تقول: أنّ عبّاس يعوّل على أوباما في أن يتدخل شخصياً لإلزام الإسرائيليين بالبدء في المفاوضات بين الطرفين. ويتضح من المصادر الإسرائيلية أنّ مكالمتين قد جرتا بين أوباما وعبّاس، وكانتا صعبتين للغاية، حيث قال عبّاس: أنا لا أعرف ماذا يريد الأمريكيون مني؟ إنّكم لا تريدونني أن أذهب إلى الانتخابات، كما تطلبون منّي عدم تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتضغطون عليّ لعدم التوقيع على اتفاق مصالحة مع حركة حماس، وفي الوقت نفسه منحتم "نتنياهو" الدعم الكامل لكي يواصل عملية بناء وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، ويتساءل عبّاس: على ماذا تريدون منّي أن أتفاوض مع الإسرائيليين؛ على أنّ القدس الموحدة هي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي؟. وزادت الصحيفة العبرية، نقلاً عن مصادر سياسية في تل أبيب أنّ محمود عبّاس، الذي كان ثائراً خلال المحادثتين، قال لأوباما: أننّي لا أقدر أن واصل المسيرة على هذا النحو؛ أنّكم أيها الأمريكيون والإسرائيليون وحركة حماس تحشرونني في الزاوية، ولم تتركوا لي مجالاً للمناورة، وبالتالي فنحن في السلطة الفلسطينية وصلنا إلى حد اليأس.
لو صح بعض هذا الكلام؛ فمعنى ذلك أن السلطة الفلسطينية قد اتعظت من تجربتها التفاوضية العبثية، وهي في طريقها إلى كسر أصعب حاجز يحول دون المصالحة الفلسطينية؛ ومعنى ذلك؛ أن الوضع الفلسطيني بات أقرب إلى التلاقي على برنامج سياسي يحظي بالإجماع، ولعل أول بنوده ستكون التخلص من شروط الرباعية التي ظلت كالرسن تشد مسيرة العمل الوطني إلى الهاوية، ومعنى ذلك أن ضمير السيد عباس الوطني طفق يخفق بين أضلاعه، وسيبدأ عملياً الخطوة الفلسطينية الأولى، والتي تتمثل في إطلاق سراح رجال المقاومة الفلسطينيين من سجون السلطة الفلسطينية، وقطع كافة الاتصالات مع الإسرائيليين، وإغلاق ملف التنسيق الأمني، والتوجه فوراً إلى غزة للقاء قادة الفصائل الفلسطينية لتنسيق أول خطوات العمل الفلسطيني المشترك، والتي تتمثل في إطلاق يد الجماهير الفلسطينية للتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي وفق تجربتها العريقة في المقاومة.
لو صح ما سبق من كلام، فإن السيد عابس لا يحتاج إلى الإعلان عن موعد انتخابات رئاسية، وتشريعية كي تعطيه الشرعية، لأنه سيكون قد انتزع شرعية المقاومة بالفعل المقاوم، وخطف راية الجهاد من يد الحركات الإسلامية، وغلّق دونهم أبواب الجماهير، وتركهم يلهثون خلفه، وهو يخطو أولى خطوات العمل الميداني الضامن لعروبة القدس، وقلع المستوطنات، وحل قضية اللاجئين حلاً عادلاً وفق القرارات الدولية، وقيام الدولة المستقلة كاملة السيادة على ما يتحرر من أرض فلسطين.
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق