د. فايز أبو شمالة
وضع السيد عباس أصبعه على دمَّل الخوف لدى حركة حماس، وراح يضغط على سلوكيات قيادتهم التي نزَّت بالارتعاب كما جاء على لسان السيد عباس، وهو يصفهم بالهاربين من حرب غزة إلى سيناء المصرية، ويقصد بذلك قيادة وكوادر، ورجال، ومقاتلي حركة حماس، أولئك الجبناء الذين اختفوا، ونجوا بأنفسهم، واختبؤوا تحت الأرض لئلا تطال رؤوسهم الطائرات، والصواريخ، والمدفعية الإسرائيلية.
وللحقيقة، والتاريخ، وكشاهد على يوميات حرب غزة، فأنني أضم صوتي إلى صوت السيد عباس، وأشهد أن معظم رجال حماس، وقيادتها قد اختفوا تحت الأرض، وشخصياً سألت عن أكثر من شخصية من قيادتهم في عز الحرب فلم يبرز منهم أحدٌ، بينما كنت أتجول بسيارتي الخاصة في شوارع خان يونس دون خشية من الطائرات الإسرائيلية، وقد تنقلت إلى أكثر من مكان تحت القصف المدفعي والصاروخي باطمئنان، ودون خوف من الدبابات الإسرائيلية التي كانت تدمر كل شيء، وذلك لأن جسدي لم يكن ضد الرصاص، وإنما لأنني لست من قادة حماس، ولا أنا مقاتل لحماس، ولا أنا منتمٍ لحركة حماس، بالتالي فأنا لست هدفاً للطائرات، ولا داعي لأن أختبئ ما دمت غير مطلوب!. وعندما سألت زوجتي التي كانت تخرج، وتشتري لوازم البيت، وتتجول في السوق. ألا تخافين من الطائرات، ومن القصف، ومن المدفعية الإسرائيلية؟
ردت زوجتي بهدوء أعصاب: أنا امرأة، والطائرات تفتش عن رجال المقاومة، وعن قادة حماس، ولا تفتش الطائرات الإسرائيلية عن النساء اللائي أنا واحدة منهن، وقد يأتيهن الموت الإسرائيلي بالصدفة سواء أكنت في البيت أو في الشارع، أو في السوق!.
لقد نجح السيد عباس في جر حماس إلى مربع الدفاع عن النفس، والنفي للتهمة، وتقديم الدلائل والبراهين على من استشهد من قادتهم، وعلى صمودهم كل فترة الحرب، وهذا صحيح، ولكن ما العيب يا حركة حماس من احتماء قادتكم عن عين عدوكم؟ وأين الخلل في طلبكم الحياة لكم ولشعبكم، مادام العدو الإسرائيلي يطلب لكم الموت؟!.
ربما كان الأجدر بقيادة حماس أن يحتشدوا في مكان معلوم، ويسهلوا على الجيش الإسرائيلي قصفهم، وتصفيتهم دفعة واحدة، لكي يعود عباس إلى غزة رئيساً منتصراً شجاعاً لم يهرب من الطائرات، ولم يتخفى عن عين الدبابات، ولم يرتعب من الصواريخ، ما دامت الأوامر المشددة قد صدرت لقادة أجهزة الحرب الإسرائيلية بحماية عباس، وعدم التعرض له، وهو يتنقل من رام الله إلى تل أبيب لمقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي، وتقبيله.
**
عكا، رام الله، تل أبيب
بين فلسطيني عكا وسلطة رام الله حرب أقسى من خلاف سلطة رام الله مع حكومة غزة، والسبب يعود إلى إدراك مليون ونصف مليون فلسطيني عربي يعيشون في إسرائيل، أن ما يجري في رام الله من مشاورات مع "جورج ميتشل"، وما يجري من لقاءات سرية مع الإسرائيليين، وما سيجري من مفاوضات علنية في المستقبل، لن تقف آثاره على أراضي الضفة الغربية التي حسم المستوطنون أمرها، بل أن ما يجري في رام الله من تدبير، وترتيب لقرارات سيتعدى الضفة الغربية لتصيب وجود الفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل في الصميم، فهذا هو مجال المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية القادمة، وهذا هو الحلم اليهودي في دولة نقية من العرب، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال تبادل الأراضي وتبادل السكان بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
الإحساس بالخطر الداهم يستفز العرب الفلسطينيين في إسرائيل، وإن كان الذي حركهم للاجتماع الجماهيري الذي جرى في عكا هو تأجيل النظر في تقرير غولدستون، إلا أن انتصاب قامة الجماهير العربية مع حزب التجمع الوطني الديمقراطي، وارتفاع رأس عكا الإسلامي وسط تجمع اليهود، وهي تطلق صرخة احتجاج على خطيئة، وجريمة سلطة رام الله لتأجيلها التصويت على تقرير "غولدستون"، وكأنها صرخة تحذير تنطلق بلسان كل العرب الذين يعيشون في دولة إسرائيل، ضد سلطة رام الله، وما تخططه ضدهم في الخفاء، ولسانهم يقول: من فرط فين نفسه فمن المؤكد أنه سيبيع بيت أخيه، وأرض أمه، ودم أبيه.
الخوف مما يطبخ في السر، ويستهدف فلسطيني 1948 كان وراء مطالبة المجتمعين العرب في عكا بمحاكمة عباس، وإقالته، واتهامه مباشرة من قبل أعضاء الكنيست العرب جمال زحالقة، وحنين زعبي التي وصفت عباس بالخائن، وأضافت: أن "فضيحة غولدستون كشفت النوايا الحقيقية التي اختفت وراء المفاوضات التي يقودها عباس، وأنه يطالب بتقوية مركزه و إعطاء التسهيلات للضفة الغربية في الوقت الذي يطالب بتشديد الحصار على غزة.
وسط هذا الاتهام الواضح بالخيانة، ناقشت اللجنة المركزية لحركة فتح تقرير غولدستون وملابسات تأجيل التصويت عليه، وما رافق ذلك من حملة محمومة من إسرائيل وتورط حماس في هذه الحملة التي تستهدف الشرعية الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية. هكذا جاء حرفياً في بيان اللجنة المركزية لحركة فتح، الذي نشر في الصحف.
إذن موقف حركة فتح ينتقد تورط حركة حماس في الحملة التي تستهدف الشرعية الفلسطينية، وهذا منطقي، وينسجم مع الانقسام، ولكن أين المنطق في الحملة المحمومة من قبل إسرائيل ضد الشرعية، ولاسيما أن إسرائيل هي المستفيدة من تأجيل عرض التقرير على مجلس حقوق الإنسان، فلماذا تقوم بحملة محمومة ضد السلطة الفلسطينية؟
للعلم، فقد أفادت مصادر إسرائيلية، أنها ناقشت مع "جورج ميتشل" كيفية رفع شأن عباس جراء ما لحق فيه، وذلك من خلال إمكانية تخصيص موجات البث للشبكة الخلوية الجديدة، كما نوقشت إمكانية عدم الاعتراض على إقامة مدينة فلسطينية جديدة اسمها "روابي" بالقرب من رام الله، وسيتم إزالة عدد من الحواجز العسكرية عن طرق الضفة الغربية.
فأين حملة إسرائيل المحمومة ضد السلطة، وضد المنظمة، وضد عباس؟ وإن كان هنالك حملة ضد السلطة، فما هي أهدافها؟
**
وضع السيد عباس أصبعه على دمَّل الخوف لدى حركة حماس، وراح يضغط على سلوكيات قيادتهم التي نزَّت بالارتعاب كما جاء على لسان السيد عباس، وهو يصفهم بالهاربين من حرب غزة إلى سيناء المصرية، ويقصد بذلك قيادة وكوادر، ورجال، ومقاتلي حركة حماس، أولئك الجبناء الذين اختفوا، ونجوا بأنفسهم، واختبؤوا تحت الأرض لئلا تطال رؤوسهم الطائرات، والصواريخ، والمدفعية الإسرائيلية.
وللحقيقة، والتاريخ، وكشاهد على يوميات حرب غزة، فأنني أضم صوتي إلى صوت السيد عباس، وأشهد أن معظم رجال حماس، وقيادتها قد اختفوا تحت الأرض، وشخصياً سألت عن أكثر من شخصية من قيادتهم في عز الحرب فلم يبرز منهم أحدٌ، بينما كنت أتجول بسيارتي الخاصة في شوارع خان يونس دون خشية من الطائرات الإسرائيلية، وقد تنقلت إلى أكثر من مكان تحت القصف المدفعي والصاروخي باطمئنان، ودون خوف من الدبابات الإسرائيلية التي كانت تدمر كل شيء، وذلك لأن جسدي لم يكن ضد الرصاص، وإنما لأنني لست من قادة حماس، ولا أنا مقاتل لحماس، ولا أنا منتمٍ لحركة حماس، بالتالي فأنا لست هدفاً للطائرات، ولا داعي لأن أختبئ ما دمت غير مطلوب!. وعندما سألت زوجتي التي كانت تخرج، وتشتري لوازم البيت، وتتجول في السوق. ألا تخافين من الطائرات، ومن القصف، ومن المدفعية الإسرائيلية؟
ردت زوجتي بهدوء أعصاب: أنا امرأة، والطائرات تفتش عن رجال المقاومة، وعن قادة حماس، ولا تفتش الطائرات الإسرائيلية عن النساء اللائي أنا واحدة منهن، وقد يأتيهن الموت الإسرائيلي بالصدفة سواء أكنت في البيت أو في الشارع، أو في السوق!.
لقد نجح السيد عباس في جر حماس إلى مربع الدفاع عن النفس، والنفي للتهمة، وتقديم الدلائل والبراهين على من استشهد من قادتهم، وعلى صمودهم كل فترة الحرب، وهذا صحيح، ولكن ما العيب يا حركة حماس من احتماء قادتكم عن عين عدوكم؟ وأين الخلل في طلبكم الحياة لكم ولشعبكم، مادام العدو الإسرائيلي يطلب لكم الموت؟!.
ربما كان الأجدر بقيادة حماس أن يحتشدوا في مكان معلوم، ويسهلوا على الجيش الإسرائيلي قصفهم، وتصفيتهم دفعة واحدة، لكي يعود عباس إلى غزة رئيساً منتصراً شجاعاً لم يهرب من الطائرات، ولم يتخفى عن عين الدبابات، ولم يرتعب من الصواريخ، ما دامت الأوامر المشددة قد صدرت لقادة أجهزة الحرب الإسرائيلية بحماية عباس، وعدم التعرض له، وهو يتنقل من رام الله إلى تل أبيب لمقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي، وتقبيله.
**
عكا، رام الله، تل أبيب
بين فلسطيني عكا وسلطة رام الله حرب أقسى من خلاف سلطة رام الله مع حكومة غزة، والسبب يعود إلى إدراك مليون ونصف مليون فلسطيني عربي يعيشون في إسرائيل، أن ما يجري في رام الله من مشاورات مع "جورج ميتشل"، وما يجري من لقاءات سرية مع الإسرائيليين، وما سيجري من مفاوضات علنية في المستقبل، لن تقف آثاره على أراضي الضفة الغربية التي حسم المستوطنون أمرها، بل أن ما يجري في رام الله من تدبير، وترتيب لقرارات سيتعدى الضفة الغربية لتصيب وجود الفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل في الصميم، فهذا هو مجال المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية القادمة، وهذا هو الحلم اليهودي في دولة نقية من العرب، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال تبادل الأراضي وتبادل السكان بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
الإحساس بالخطر الداهم يستفز العرب الفلسطينيين في إسرائيل، وإن كان الذي حركهم للاجتماع الجماهيري الذي جرى في عكا هو تأجيل النظر في تقرير غولدستون، إلا أن انتصاب قامة الجماهير العربية مع حزب التجمع الوطني الديمقراطي، وارتفاع رأس عكا الإسلامي وسط تجمع اليهود، وهي تطلق صرخة احتجاج على خطيئة، وجريمة سلطة رام الله لتأجيلها التصويت على تقرير "غولدستون"، وكأنها صرخة تحذير تنطلق بلسان كل العرب الذين يعيشون في دولة إسرائيل، ضد سلطة رام الله، وما تخططه ضدهم في الخفاء، ولسانهم يقول: من فرط فين نفسه فمن المؤكد أنه سيبيع بيت أخيه، وأرض أمه، ودم أبيه.
الخوف مما يطبخ في السر، ويستهدف فلسطيني 1948 كان وراء مطالبة المجتمعين العرب في عكا بمحاكمة عباس، وإقالته، واتهامه مباشرة من قبل أعضاء الكنيست العرب جمال زحالقة، وحنين زعبي التي وصفت عباس بالخائن، وأضافت: أن "فضيحة غولدستون كشفت النوايا الحقيقية التي اختفت وراء المفاوضات التي يقودها عباس، وأنه يطالب بتقوية مركزه و إعطاء التسهيلات للضفة الغربية في الوقت الذي يطالب بتشديد الحصار على غزة.
وسط هذا الاتهام الواضح بالخيانة، ناقشت اللجنة المركزية لحركة فتح تقرير غولدستون وملابسات تأجيل التصويت عليه، وما رافق ذلك من حملة محمومة من إسرائيل وتورط حماس في هذه الحملة التي تستهدف الشرعية الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية. هكذا جاء حرفياً في بيان اللجنة المركزية لحركة فتح، الذي نشر في الصحف.
إذن موقف حركة فتح ينتقد تورط حركة حماس في الحملة التي تستهدف الشرعية الفلسطينية، وهذا منطقي، وينسجم مع الانقسام، ولكن أين المنطق في الحملة المحمومة من قبل إسرائيل ضد الشرعية، ولاسيما أن إسرائيل هي المستفيدة من تأجيل عرض التقرير على مجلس حقوق الإنسان، فلماذا تقوم بحملة محمومة ضد السلطة الفلسطينية؟
للعلم، فقد أفادت مصادر إسرائيلية، أنها ناقشت مع "جورج ميتشل" كيفية رفع شأن عباس جراء ما لحق فيه، وذلك من خلال إمكانية تخصيص موجات البث للشبكة الخلوية الجديدة، كما نوقشت إمكانية عدم الاعتراض على إقامة مدينة فلسطينية جديدة اسمها "روابي" بالقرب من رام الله، وسيتم إزالة عدد من الحواجز العسكرية عن طرق الضفة الغربية.
فأين حملة إسرائيل المحمومة ضد السلطة، وضد المنظمة، وضد عباس؟ وإن كان هنالك حملة ضد السلطة، فما هي أهدافها؟
**
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق