كفاح محمود كريم
لم يتعود العراقيون إجمالا على استخدام مصطلحات التفخيم والتعظيم على الطريقة التركية أو الإيرانية في مخاطبة الما فوق واختصروها بمصطلح عسكري معروف في التداول وهو ( سيدي ) وربما على العهد الملكي سادت مفردات البيك والباشا المستوردة من فلكلور الدولة العثمانية.
وفي كل ذلك كانت هناك ثقافة تصاحب الكثير من العاملين في إدارة البلاد وعلى مختلف المستويات مستمدة من ارث غائر في التاريخ يتكثف دوما في ثقافة وسلوك وتعاطي الحكام من الملوك والرؤساء في مجمل منطقتنا وبالذات بلادنا.
ولم يعد خافيا على الجميع إن الرئيس الأسبق صدام حسين ليس وحده من يستحق أن يحاكم ويعاقب على ما اقترفه بحق الشعب والوطن تحت مختلف التسميات والشعارات، وربما لا أكون متطرفا إذا ما قلت إن ( سيادته ) قد يكون أفضل من كثير من أقرانه أو من ما هم أقل درجة من وظيفته السابقة والذين أنتجهم أو سهل إنتاجهم عبر العقود الأربعة الماضية في إدارة الدولة العراقية.
وهذا لا يعني إن النموذج أعلاه قد تم إنتاجه وتصنيعه خلال هذه العقود الأربعة، بل يمتد في جذوره إلى قرون عديدة من العقلية والثقافة المغلقة والسلوك الأحادي المكثف بشخص واحد أو عدة أشخاص والذي تسبب في ما آلت إليه مجتمعاتنا حتى هذا اليوم، فلم يك البعثيون وغيرهم ممن أتيحت لهم فرصة الانقلاب والتفرد في الحكم والسلطة أصحاب هذه المدرسة في العنف والإرهاب وإلغاء الآخرين، بل هم نتاج منظومة فكرية وتربوية متراكمة عبر مئات السنين، ربما كانوا مبدعين في ترجمة تلك الأفكار والأهواء إلى الحد الذي لم ينافسهم أحد فيما مضى من الأيام.
أقول قولي هذا (!) وأنا أراقب نماذج أخرى يفترض أن تكون بديلة لذلك الذي ننزف دما لأجله حتى هذه الأيام، فمنذ سنوات تحقق ما كنا نصبو إليه عبر مئات السنين ( بصرف النظر عن آلية التغيير ومشروعيته ) وكان يفترض أن تكون النماذج البديلة ( في الحد الأدنى ) متناقضة تماما في ما كنا نعاني منه من استئثار للسلطة وتشبث بالمناصب سواء رضي الناس أم لم يرضوه، وتسخير امتيازات السلطة وأبوابها من أجل ذلك الكرسي وصلاحياته وسحره الأخاذ.
كنا نتوقع جميعا ( ربما حتى ضحايا السقوط ) أن يكون البديل مغايرٌ تماما لما كان أيام ( القائد الضرورة ) و ( الحزب القائد ) وتنتهي والى الأبد مصطلحات ( البيعة ) و ( أنريدك يا صدام أنريدك ) وتسيير عشرات الآلاف من ( الجماهير المناضلة ) في مظاهرات التأييد من البصرة حتى الموصل ( لتأييد القائد ) واستنكار من لا يريد القائد.
كنا نتوقع جميعا أن ( نخلص ) من القنوات الإعلامية الحكومية التي تمجد الحكومة وتوهم ( الشعب المناضل ) بعظمة القائد ومنجزاته، وأن يتم حل دائرة العشائر في ديوان الرئاسة ووضع حد لشيوخ تلك العشائر من تدخلاتهم في ما لا يعنيهم من أمور السياسة والإدارة إسوة بحل وزارة الإعلام والدفاع والأوقاف!؟
إذن هي ليست مشكلة ( الرئيس صدام حسين ) بشخصه وحتى بنظامه، بل هي مشكلة سلوك تربوي وأخلاقي وممارسات فعلية لا تتفق مع ( معسول الكلام ) وشعارات الاستهلاك العاطفي والغريزي للجماهير المناضلة بقدر ما هي تعبير عن الأحادية والنرجسية والدكتاتورية وعقلية المؤامرة والاعتقاد بأن كل مخاليق الله إنما خلقت لخدمة الرئيس وأهدافه المقدسة سواء كان هذا الرئيس رئيسا للوزراء أو الجمهورية أو شيخا لعشيرة أو مديرا عاما أو رئيسا لجوقة من الطبالين والحمالين؟.
حقيقة؛ كانت التوقعات كبيرة بكبر أوجاعنا وعمقها ولكن ما حدث وما ( أخشى أن يحدث ) كان صغيراً لا يتلاءم مع الزلزال الذي وقع في نيسان 2003 وما تبعه من هزات طائفية وعرقية وتدمير شبه تام للبلاد على أيدي الاحتلال سواء كان أمريكيا أو محليا أو إقليميا أو إرهابيا؟.
ربما لم نصب بالإحباط لحد الآن، والخشية في تراكم ( الأخطاء ) وتقزيمها بما لا يتناسب وحجمها مبدئيا، ففي ذلك مؤشر خطير قد يهدد بالعودة إلى الوراء وإضاعة فرصة تاريخية لبقاء كيان كان ذات يوم يسمى العراق سواء بالمذكر ( جمهورية العراق ) أم بالمؤنث ( الجمهورية العراقية )؟.
لم يتعود العراقيون إجمالا على استخدام مصطلحات التفخيم والتعظيم على الطريقة التركية أو الإيرانية في مخاطبة الما فوق واختصروها بمصطلح عسكري معروف في التداول وهو ( سيدي ) وربما على العهد الملكي سادت مفردات البيك والباشا المستوردة من فلكلور الدولة العثمانية.
وفي كل ذلك كانت هناك ثقافة تصاحب الكثير من العاملين في إدارة البلاد وعلى مختلف المستويات مستمدة من ارث غائر في التاريخ يتكثف دوما في ثقافة وسلوك وتعاطي الحكام من الملوك والرؤساء في مجمل منطقتنا وبالذات بلادنا.
ولم يعد خافيا على الجميع إن الرئيس الأسبق صدام حسين ليس وحده من يستحق أن يحاكم ويعاقب على ما اقترفه بحق الشعب والوطن تحت مختلف التسميات والشعارات، وربما لا أكون متطرفا إذا ما قلت إن ( سيادته ) قد يكون أفضل من كثير من أقرانه أو من ما هم أقل درجة من وظيفته السابقة والذين أنتجهم أو سهل إنتاجهم عبر العقود الأربعة الماضية في إدارة الدولة العراقية.
وهذا لا يعني إن النموذج أعلاه قد تم إنتاجه وتصنيعه خلال هذه العقود الأربعة، بل يمتد في جذوره إلى قرون عديدة من العقلية والثقافة المغلقة والسلوك الأحادي المكثف بشخص واحد أو عدة أشخاص والذي تسبب في ما آلت إليه مجتمعاتنا حتى هذا اليوم، فلم يك البعثيون وغيرهم ممن أتيحت لهم فرصة الانقلاب والتفرد في الحكم والسلطة أصحاب هذه المدرسة في العنف والإرهاب وإلغاء الآخرين، بل هم نتاج منظومة فكرية وتربوية متراكمة عبر مئات السنين، ربما كانوا مبدعين في ترجمة تلك الأفكار والأهواء إلى الحد الذي لم ينافسهم أحد فيما مضى من الأيام.
أقول قولي هذا (!) وأنا أراقب نماذج أخرى يفترض أن تكون بديلة لذلك الذي ننزف دما لأجله حتى هذه الأيام، فمنذ سنوات تحقق ما كنا نصبو إليه عبر مئات السنين ( بصرف النظر عن آلية التغيير ومشروعيته ) وكان يفترض أن تكون النماذج البديلة ( في الحد الأدنى ) متناقضة تماما في ما كنا نعاني منه من استئثار للسلطة وتشبث بالمناصب سواء رضي الناس أم لم يرضوه، وتسخير امتيازات السلطة وأبوابها من أجل ذلك الكرسي وصلاحياته وسحره الأخاذ.
كنا نتوقع جميعا ( ربما حتى ضحايا السقوط ) أن يكون البديل مغايرٌ تماما لما كان أيام ( القائد الضرورة ) و ( الحزب القائد ) وتنتهي والى الأبد مصطلحات ( البيعة ) و ( أنريدك يا صدام أنريدك ) وتسيير عشرات الآلاف من ( الجماهير المناضلة ) في مظاهرات التأييد من البصرة حتى الموصل ( لتأييد القائد ) واستنكار من لا يريد القائد.
كنا نتوقع جميعا أن ( نخلص ) من القنوات الإعلامية الحكومية التي تمجد الحكومة وتوهم ( الشعب المناضل ) بعظمة القائد ومنجزاته، وأن يتم حل دائرة العشائر في ديوان الرئاسة ووضع حد لشيوخ تلك العشائر من تدخلاتهم في ما لا يعنيهم من أمور السياسة والإدارة إسوة بحل وزارة الإعلام والدفاع والأوقاف!؟
إذن هي ليست مشكلة ( الرئيس صدام حسين ) بشخصه وحتى بنظامه، بل هي مشكلة سلوك تربوي وأخلاقي وممارسات فعلية لا تتفق مع ( معسول الكلام ) وشعارات الاستهلاك العاطفي والغريزي للجماهير المناضلة بقدر ما هي تعبير عن الأحادية والنرجسية والدكتاتورية وعقلية المؤامرة والاعتقاد بأن كل مخاليق الله إنما خلقت لخدمة الرئيس وأهدافه المقدسة سواء كان هذا الرئيس رئيسا للوزراء أو الجمهورية أو شيخا لعشيرة أو مديرا عاما أو رئيسا لجوقة من الطبالين والحمالين؟.
حقيقة؛ كانت التوقعات كبيرة بكبر أوجاعنا وعمقها ولكن ما حدث وما ( أخشى أن يحدث ) كان صغيراً لا يتلاءم مع الزلزال الذي وقع في نيسان 2003 وما تبعه من هزات طائفية وعرقية وتدمير شبه تام للبلاد على أيدي الاحتلال سواء كان أمريكيا أو محليا أو إقليميا أو إرهابيا؟.
ربما لم نصب بالإحباط لحد الآن، والخشية في تراكم ( الأخطاء ) وتقزيمها بما لا يتناسب وحجمها مبدئيا، ففي ذلك مؤشر خطير قد يهدد بالعودة إلى الوراء وإضاعة فرصة تاريخية لبقاء كيان كان ذات يوم يسمى العراق سواء بالمذكر ( جمهورية العراق ) أم بالمؤنث ( الجمهورية العراقية )؟.
هناك تعليق واحد:
رائع دوما يا كفاح كما في كل مرة.
شكرا من الاعماق
إرسال تعليق