د. فايز أبو شمالة
ضجت في صدره الكرامة العربية، وصرخت النخوة في وجدانه، وهب ضد أبي لهب، وامرأته حمّالة الحطب، الذين عادوا من العصر الجاهلي ليعادوا أمة العرب، فإذا بسلوكهم، وتفكيرهم، ومنهاج حياتهم، وطريقة فهمهم السياسية لا تخدم العرب، فتناولهم الكاتب "محمد الرطبان" في صحيفة الوطن السعودية، ووجد له مدخلاً من خلال سلوك أحد أثرياء العرب ويدعى "على الفرج" الذي اشترى نادي "بورتسموث" الإنجليزي، واختار لفريق كرة القدم التابع للنادي مدرباً إسرائيلياً، وتعاقد مع لاعب إسرائيلي ليكون ضمن تشكيله فريقه.
الكاتب العربي محمد الرطبان عبر عن وجدان مئات ملايين العرب وهو يهاجم في مقالة كل المطبعين مع إسرائيل، والمعترفين فيها، والداعين للتسوية، والمنهزمين دون مواجهة، والمشككين بالقدرة العربية، والمثبطين المحبطين المنبطحين، واختتم مقاله قائلاً:
يا "على الفرج" هل شعرت في ذلك المساء بالملل فأردت أن تطرده بشراء هذا النادي؟ هل كنت تبحث عن الأضواء التي تمنحها لك اللعبة الأكثر شعبية في العالم؟ سأقول لك شيئاً: الضوء المنبعث من تنور عجوز فلسطينية مرابطة في أطراف الأقصى هو بالنسبة لي وللغالبية من الشعب الذي أنتمي إليه، هو أجمل وأبهى، وأغلى، وأشرف من كل الأضواء التي سيمنحها لك الدوري الإنجليزي.
ستدفع رواتب مدربك بجنيهاتك الإسترلينية، سيدفع هو ضريبته لحكومة إسرائيل، سيذهب جزء منها للتصنيع العسكري، سينتج رصاصة توجه إلى صدر العجوز الفلسطينية. بالله عليك ـ ودعنا من إسلامنا، وعروبتنا، فالبعض لا يحبها! ـ بل؛ إنسانياً، وأخلاقياً، وحضارياً، إلى جانب من سأقف؟ إلى جانب رصاصة مدربك الإسرائيلي أم إلى جانب عجوزنا الفلسطينية؟.
تباً لكل قلبٍ ينكر دمه، ويخونه.
بهذه الكلمات المشتعلة غضباً، والتي تقطر فصاحة عربية انهي الكاتب مقاله، لأتساءل من بعده بحرقة: ترى؛ كم "على الفرج" يعيش بين الفلسطينيين، ويتنفس هواءهم، ويركب على ظهرهم، ويمسك بالرسن، ويلتقي مع الإسرائيليين، بل وينسق مع المخابرات الإسرائيلية خطوات عمل مشتركة، ومنها زيارة قائد المنطقة الوسطي للجيش الإسرائيلي لمدينة بيت لحم، ويشجع العمل داخل المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بل ويستورد الأسمنت المصري لبناء جدار العزل العنصري، ثم يطالب بعد ذلك بوقف البناء في المستوطنات، وبالانسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. ترى؛ كم مسئول فلسطيني يسهر آخر الليل في تل أبيب، لينام في حضن الشعارات الوطنية؟!.
ترى؛ كم "محمد الرطبان" نحتاج في فلسطين كي نصحو من هذا الهذيان؟!.
fshamala@yahoo.com
ضجت في صدره الكرامة العربية، وصرخت النخوة في وجدانه، وهب ضد أبي لهب، وامرأته حمّالة الحطب، الذين عادوا من العصر الجاهلي ليعادوا أمة العرب، فإذا بسلوكهم، وتفكيرهم، ومنهاج حياتهم، وطريقة فهمهم السياسية لا تخدم العرب، فتناولهم الكاتب "محمد الرطبان" في صحيفة الوطن السعودية، ووجد له مدخلاً من خلال سلوك أحد أثرياء العرب ويدعى "على الفرج" الذي اشترى نادي "بورتسموث" الإنجليزي، واختار لفريق كرة القدم التابع للنادي مدرباً إسرائيلياً، وتعاقد مع لاعب إسرائيلي ليكون ضمن تشكيله فريقه.
الكاتب العربي محمد الرطبان عبر عن وجدان مئات ملايين العرب وهو يهاجم في مقالة كل المطبعين مع إسرائيل، والمعترفين فيها، والداعين للتسوية، والمنهزمين دون مواجهة، والمشككين بالقدرة العربية، والمثبطين المحبطين المنبطحين، واختتم مقاله قائلاً:
يا "على الفرج" هل شعرت في ذلك المساء بالملل فأردت أن تطرده بشراء هذا النادي؟ هل كنت تبحث عن الأضواء التي تمنحها لك اللعبة الأكثر شعبية في العالم؟ سأقول لك شيئاً: الضوء المنبعث من تنور عجوز فلسطينية مرابطة في أطراف الأقصى هو بالنسبة لي وللغالبية من الشعب الذي أنتمي إليه، هو أجمل وأبهى، وأغلى، وأشرف من كل الأضواء التي سيمنحها لك الدوري الإنجليزي.
ستدفع رواتب مدربك بجنيهاتك الإسترلينية، سيدفع هو ضريبته لحكومة إسرائيل، سيذهب جزء منها للتصنيع العسكري، سينتج رصاصة توجه إلى صدر العجوز الفلسطينية. بالله عليك ـ ودعنا من إسلامنا، وعروبتنا، فالبعض لا يحبها! ـ بل؛ إنسانياً، وأخلاقياً، وحضارياً، إلى جانب من سأقف؟ إلى جانب رصاصة مدربك الإسرائيلي أم إلى جانب عجوزنا الفلسطينية؟.
تباً لكل قلبٍ ينكر دمه، ويخونه.
بهذه الكلمات المشتعلة غضباً، والتي تقطر فصاحة عربية انهي الكاتب مقاله، لأتساءل من بعده بحرقة: ترى؛ كم "على الفرج" يعيش بين الفلسطينيين، ويتنفس هواءهم، ويركب على ظهرهم، ويمسك بالرسن، ويلتقي مع الإسرائيليين، بل وينسق مع المخابرات الإسرائيلية خطوات عمل مشتركة، ومنها زيارة قائد المنطقة الوسطي للجيش الإسرائيلي لمدينة بيت لحم، ويشجع العمل داخل المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بل ويستورد الأسمنت المصري لبناء جدار العزل العنصري، ثم يطالب بعد ذلك بوقف البناء في المستوطنات، وبالانسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. ترى؛ كم مسئول فلسطيني يسهر آخر الليل في تل أبيب، لينام في حضن الشعارات الوطنية؟!.
ترى؛ كم "محمد الرطبان" نحتاج في فلسطين كي نصحو من هذا الهذيان؟!.
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق