د. فايز أبو شمالة
قبل يومين؛ ابتسم "أبو علي" وهو يحمل ابنه رقم 26 بين يديه، ويقول: هذا هو ردي على حماس التي أغضبتني؛ لقد عرضت عليهم أن أقوم بعملية استشهادية عندما كان عندي 23 ولداً، ولكنهم رفضوا بحجة أنني كبير في السن، لقد غضبت على حركة حماس، وقررت أن أنثر بذرتي في كل الأرض، وأثبت لحماس أن ابن 65 عاماً ليس عاجزاً.
عندما هاجر "أبو علي" عبد الرحمن أبو شمالة من قرية بيت دراس سنة 1948، كان ابن أربع سنوات، وقد تكاثر، وتكاثر أولاده حتى صار ذاك الفرد قوماً يتجاوز مئة لاجئ فلسطيني، يصرون هم وأمثالهم على حق العودة، وأن أي حل سياسي يتجاوز عودتهم إلى قرية "بيت دراس"، هو حل قزم، مشوّه، لن تغفر جموع اللاجئين لمن سيوافق عليه.
ذلك التفاخر في الإنتاج البشري يعود بنا إلى نسبة النمو السكاني في فلسطين، إذ وصلت إلى 4،7% بينما هي في إسرائيل 1،7% فقط. ولهذا النمو السكاني دلالة، وانعكاس مباشر على مستقبل الصراع مع إسرائيل. وقد حذر منه الخبير السكاني الصهيوني الشهير "أرنون سوفير" فى بحث جديد أشرفت عليه جامعة حيفا "الإسرائيلية"، جاء فيه: أن نسبة اليهود في فلسطين المحتلة تتآكل عام بعد عام، مشيراً إلى أن نسبتهم بلغت خلال العام الجاري 49% من إجمالي سكان فلسطين، بما فيها الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن هذه النسبة سوف تتضاءل مع حلول عام 2015 وستصل نسبة اليهود فى فلسطين كلها 46% من إجمالي السكان. وخلصت نتائج البحث الذي أجراه "أرنون سوفير" أنه مع حلول عام 2025 ستصل نسبة اليهود في فلسطين إلى 41.8% فقط من إجمالي السكان.
أخيراً يحذر الخبير اليهودي من مواصلة احتلال "إسرائيل" للضفة الغربية، وذلك من أجل ضمان الغالبية اليهودية، ويمتدح في النهاية المتدينين اليهود الذين يحرصون على إنجاب المزيد من الأطفال، عكس العلمانيين الذين يفضلون تربية القطط والكلاب على تربية الأولاد.
لقد نسي الخبير الإسرائيلي أن في العالم ثلاثة عشر مليون يهودي فقط، وأنهم يتحملون وزر الممارسة العدوانية الإسرائيلية، وبالتالي فهم يستثيرون عداوة مليار وسبعمائة وخمسين مليون مسلم، أدركوا أن دولة الصهاينة في إسرائيل تعاديهم من ناحية عقائدية، وتتستر بجرائهما خلف اليهودية، وهذا ما يستفز كل معتنق للدين الإسلامي، حتى صارت كرة النار الحاقدة التي دحرجها الصهاينة تكبر يوماً إثر يوم، وهي تدوس على صدر المسلمين، تحرق جلد كرامتهم، وتلهب لحمهم، وتزكم أنفاسهم كراهية اليهود لهم.
أما "أبو علي" الذي اعتبر نفسه منتصراً على إسرائيل بالتكاثر، فقد انهزم أمام جارته "فتحية، أم ياسر" في المعسكر الغربي من خان يونس، التي قالت له: أنت أب لستة وعشرين ولداً من أربعة نساء، ولكنني أم لستة عشر ولداً من رجل واحد فقط، ولو كانت نساؤك مثلي لأصبح عندك الآن 64 ولداً!.
fshamala@yahoo.com
قبل يومين؛ ابتسم "أبو علي" وهو يحمل ابنه رقم 26 بين يديه، ويقول: هذا هو ردي على حماس التي أغضبتني؛ لقد عرضت عليهم أن أقوم بعملية استشهادية عندما كان عندي 23 ولداً، ولكنهم رفضوا بحجة أنني كبير في السن، لقد غضبت على حركة حماس، وقررت أن أنثر بذرتي في كل الأرض، وأثبت لحماس أن ابن 65 عاماً ليس عاجزاً.
عندما هاجر "أبو علي" عبد الرحمن أبو شمالة من قرية بيت دراس سنة 1948، كان ابن أربع سنوات، وقد تكاثر، وتكاثر أولاده حتى صار ذاك الفرد قوماً يتجاوز مئة لاجئ فلسطيني، يصرون هم وأمثالهم على حق العودة، وأن أي حل سياسي يتجاوز عودتهم إلى قرية "بيت دراس"، هو حل قزم، مشوّه، لن تغفر جموع اللاجئين لمن سيوافق عليه.
ذلك التفاخر في الإنتاج البشري يعود بنا إلى نسبة النمو السكاني في فلسطين، إذ وصلت إلى 4،7% بينما هي في إسرائيل 1،7% فقط. ولهذا النمو السكاني دلالة، وانعكاس مباشر على مستقبل الصراع مع إسرائيل. وقد حذر منه الخبير السكاني الصهيوني الشهير "أرنون سوفير" فى بحث جديد أشرفت عليه جامعة حيفا "الإسرائيلية"، جاء فيه: أن نسبة اليهود في فلسطين المحتلة تتآكل عام بعد عام، مشيراً إلى أن نسبتهم بلغت خلال العام الجاري 49% من إجمالي سكان فلسطين، بما فيها الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن هذه النسبة سوف تتضاءل مع حلول عام 2015 وستصل نسبة اليهود فى فلسطين كلها 46% من إجمالي السكان. وخلصت نتائج البحث الذي أجراه "أرنون سوفير" أنه مع حلول عام 2025 ستصل نسبة اليهود في فلسطين إلى 41.8% فقط من إجمالي السكان.
أخيراً يحذر الخبير اليهودي من مواصلة احتلال "إسرائيل" للضفة الغربية، وذلك من أجل ضمان الغالبية اليهودية، ويمتدح في النهاية المتدينين اليهود الذين يحرصون على إنجاب المزيد من الأطفال، عكس العلمانيين الذين يفضلون تربية القطط والكلاب على تربية الأولاد.
لقد نسي الخبير الإسرائيلي أن في العالم ثلاثة عشر مليون يهودي فقط، وأنهم يتحملون وزر الممارسة العدوانية الإسرائيلية، وبالتالي فهم يستثيرون عداوة مليار وسبعمائة وخمسين مليون مسلم، أدركوا أن دولة الصهاينة في إسرائيل تعاديهم من ناحية عقائدية، وتتستر بجرائهما خلف اليهودية، وهذا ما يستفز كل معتنق للدين الإسلامي، حتى صارت كرة النار الحاقدة التي دحرجها الصهاينة تكبر يوماً إثر يوم، وهي تدوس على صدر المسلمين، تحرق جلد كرامتهم، وتلهب لحمهم، وتزكم أنفاسهم كراهية اليهود لهم.
أما "أبو علي" الذي اعتبر نفسه منتصراً على إسرائيل بالتكاثر، فقد انهزم أمام جارته "فتحية، أم ياسر" في المعسكر الغربي من خان يونس، التي قالت له: أنت أب لستة وعشرين ولداً من أربعة نساء، ولكنني أم لستة عشر ولداً من رجل واحد فقط، ولو كانت نساؤك مثلي لأصبح عندك الآن 64 ولداً!.
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق