محمود غازي سعدالدين
هل وصل غالبية المسلمين إلى الدرك الأسفل من الانحطاط وهزاله التفكير والتطبيق الفعلي لهذه الأفكار من خلال ممارساتهم وأفعالهم وأقوالهم , تراهم في كل مكان يهيمون , يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يقولون , ما نراه ونشاهده من تفكير عقيم يعكس هذا الهزال الذي أصاب جسدنا , وأصبحنا بؤرة لفيروسات وميكروبات عديدة اخترقته شلت معه قدرة تفكيرنا السليم , مع أن الوقاية وتجنب معظم الجراثيم الخطيرة كان سهلا وممكنا.
جراثيم التعصب والتخلف والبداوة والقتل والإرهاب وظلم الغير والنفاق والاستئثار بكل شيء والتصفيق للحاكم المتكبر والدعاء له بالنصر المؤزر على الشعوب المسكينة , كلها وغيرها أصبنا بها , كنا قادرين ونحن قادرون على أن نعالجها لو وضعنا أيدينا على العلاجات الحقيقية ونحظى بجسم وعقل سليم معافى , وكما تقول الحكمة فالعقل السليم في الجسم السليم .
هل نحن قادرون على التخلص من هذه الجراثيم شيئا فشيئا في ظل وجود بؤر كثيرة وحاضنات تربى فيها أجيال متعاقبة لهذه الجراثيم الخطيرة ويتم نشرها بشتى الطرق والوسائل ؟
الجرعة الوقائية الأولى التي تقينا من اخطر تلك الفيروسات القاتلة , وكما يقال فدرهم وقاية خير من قنطار علاج , يجب علينا أن نتخلص من الوعظ الديني المنافق , والوعاظ الذين سلطوه على عقولنا طوال عقود وعقود , حتى أصبحنا نتحدث فقط عن المظالم والانتهاكات والجرائم التي وقعت عبر تاريخنا ونسرد قصص الأنبياء وعدلهم وأمانتهم دون أن تتحرك العقول الصماء لمن يخطبون على منابر المساجد للتحدث عن ظلم الرئيس وجبروتهم هم وحاشيتهم , ومن ثم نعجب بفيلم الرسالة ومسلسل النبي يوسف وعمر المختار أيما إعجاب , ونتناسى مظالم ألقذافي الليبي وأمراء آل سعود وحاكم سوريا وبو تفليقة ومبارك واحمد نجاد وولي الفقيه وصدام المقبور ومن يسير على شاكلته في العراق وغير العراق , لا بأس من قراءة التاريخ وذكر فضائل من لهم من الفضائل وننكر المظالم والجرائم , ولكن أن يصبح شغلنا الشاغل هو فقط التحدث عن عدل يوسف ومحمد وموسى وعيسى وعلي , ونلعن ونتحدث عن ظلم الفراعنة المتكبرين وبنو أمية والعباس وهشام بن الحكم ومعاوية ويزيد فقط , ونغفل عن ما يحدث في عصرنا الراهن فهذا هو الخسران المبين .
مسلسل النبي يوسف هو من إنتاج 2008 شركة سيما الإيرانية لاقى صداه ومشاهديه في العالم الإسلامي وفتح مع عرضه مساحة واسعة للنقاش بين الاعتراض والتأييد , عرض مسلسل النبي يوسف الصديق في العديد من القنوات العراقية وقناة الكوثر( التابعة لولي الفقيه ) , وتزامن عرضه في وقت واحد وهو في شهر رمضان , البعض ذهب من فقهاء الأزهر ومشايخ الوهابية , إلى أن المسلسل والمؤسسة المنتجة ( الشيعية الإيرانية) لم تأخذ برأي المؤسسة الدينية في مصر متمثلة بالأزهر , وفقهاء المذهب الوهابي السلفي لما في المسلسل من أخطاء وخصوصا في تجسيد شخصيات الأنبياء والصالحين ( حسب أرائهم) فقد التقت أرائهم في هذا الشأن , حتى أفتى وخرج المجمع الفقهي للبحوث في الأزهر( على لسان الدكتور رأفت عثمان وأكد أنه لو فتحنا الباب لتمثيل الرسل والأنبياء فقد نفاجأ بمن يقوم بتمثيل الأنبياء والرسل في فيلم سينمائي أو مسرحية أو مسلسل ثم يقوم بعد ذلك بدور سكير مثلاً أو أي دور يسيء إلى الشخص العادي، وطالب عثمان بصفته المقرر المناوب للجنة الفقهية داخل مجمع الأزهر بوقفةٍ حاسمةٍ مع مثل هذه المسلسلات).
وقال: "بما أن التمثيل محاكاة للأصل، خاصة في الشخصيات التاريخية، فإننا نطرح سؤالاً هو: هل كانت هناك صور أو تماثيل تصور أو تجسد أشخاص هؤلاء الرسل في عصورهم حتى نقول إن الشخصية التي مثلت دور الرسول أو النبي تماثل الأصل؟ والإجابة: لا يمكن؛ لأنه لم يحدث إطلاقًا. وطالب علنا بوقف عرض المسلسل في القنوات المصرية) .
الايجابية الجيدة التي ظهر بها المسلسل الإيراني هي تجسيد شخصيات الأنبياء والصالحين , وغيرها من المسلسلات الأخرى التي أنتجتها شركات إنتاج إيرانية , هنا حتى بعض المرجعيات الشيعية تتناقض مع نفسها, فهم مع تجسيد شخصيات الأنبياء كيوسف وهارون وموسى ويعقوب ومريم العذراء وصحابة أجلاء كحمزة وعمار وأبي ذر, دليلنا في ذلك هو موافقة الوقف الشيعي في لبنان لتجسيد شخصيات فيلم الرسالة , في الوقت نفسه يقفون معارضين متصلبين في أن لا تجسد شخصيات أهل البيت في أفلام ومسلسلات تصور تاريخهم الإنساني وحقيقة ما حدث عبر التأريخ , ويجيزون رسوم الرسامين المبدعين وهم يتفننون في رسم شخصيات آل البيت ويبدعون فيها , وفي حال جسدتها على سبيل المثال شخصية سينمائية كحسين جعفري الذي قام بدور يوسف في الصغر أو مصطفى زماني في الكبر فهذا أمر محرم ولا يجوز الخوض فيه , فلو تجاوزوا ذلك فأنهم قد يدفعون عنهم جميعا صفات الإلوهية والربوبية والاتهامات التي تدور حول طائفة صغيرة من المعتقدين بإلوهية البعض من آل البيت , ولكني وصلت إلى حقيقية مفادها أن غالبية من يقفون عثرة في هذا الطريق يعشقون الجمود وثقافة الأصنام وعبادتها.
العديد من الوعاظ ذهبوا بان هذه المسلسلات أفضل من متابعة الدراما التركية الهابطة حسب رأيهم , التي تم إيقافها أثناء الشهر ( المبارك على الحكام والوعاظ) لخلق مزيد من الازدواجية والخلط في العقول ودون الحكم على أي شيء بعقلانية وتمحيص .
أخشى ما أخشاه أن تحول هذه المسلسلات والأفلام الهادفة من قبل منافقي المنابر في قم ومكة والأزهر إلى وسيلة لتخدير العقول أكثر ماهية مخدرة في الأصل ويتحول المصل الوقائي إلى فيروس خطير آخر يشل قدرتنا على التفكير والتحليل .
مجموعات من الأصدقاء والأصحاب كانوا دائما كلما التقيت بهم تحدثوا عن أحداث المسلسل وعدالة الصديق يوسف في السجن وخارجه , ويطول الحديث في أحداث المسلسل حتى بتنا نسمع السارق والظالم والمرتشي والمجرم ومن ينتهك الحقوق يروج لأحداث المسلسل ( كنت انا شخصيا من احد متابعيه ) , فلم أتمالك نفسي في إحدى المرات تلك فقلت تتحدثون عن عدل يوسف وصدقه وأمانته وتناسيتم انتم ومن تقفون ورائه من يؤم صلاتكم , وصمته وسكوته المطبق عن ظلم وفسق وجرائم وسرقات المسئولين الكبار في هذه البقعة الصغيرة الموبوءة بهم ( ولا تخشى في قول الحق لومه لائم ) .
فكان ما كان من جوابهم ( أن ما علينا هاية سياسة ما علينا بيها ولا تورطنا بهيج قضايا ) وهذا مسلسل ديني نأخذ منه العبر والمواعظ , وبعد فترة ليست بالبعيدة رأيت معظم هؤلاء قد علقوا صور الطغاة على جدران محلاتهم وصدورهم ترغيبا وترهيبا , مردفين قائلين ما العمل هذه شريعة الله على الأرض منذ أن خلق آدم يأكل القوي الضعيف , وهذا حال الدنيا .
قد يطل علينا الجزء الثاني في شهر رمضان القادم ( شهر الصيام ومظاهر صلوات الجماعة الزائفة بالتزامن مع الغلاء والنفاق والطغيان والتعسف والجور وحتى الإرهاب ) , ولعل هذه الأسطر القليلة البسيطة قد تفتح عقول البعض منا لنتحرك قليلا , بعيدا عن وعظ المنافقين على المنابر .
مصيبتنا الكبرى أننا دائما نوقع أنفسنا نحن المسلمين في جدال عقيم آخر لا غاية منه ولا جدوى هذا يرفض أن يجسد شخصيات الأنبياء والصالحين وذاك في الطرف الآخر يفتى بجواز ذلك , ولا يجيزها في حالات أخرى ذكرناها .
هذا أيضا تعكسه تناقضات أحاديث الصحاح في البخاري ومسلم فلا بأس أن نجسد أبانا ادم " ع س" الذي طوله ستون ذراعا وان الله خلق آدم على صورته ولجبريل ستون جناحا وان الله يضع الأرض على إصبع والسموات على اصبع والشجر على أخرى (وسبحان رب العزة عما يصفون ).
بين خطب المنافقين على المنابر بين من يجيز ومن لا يجيز بقينا نراوح مكاننا واستغفلنا من جديد وبتنا نتحدث عن عدالة يوسف الصديق ونسينا مظالم وهفوات رئيسنا وطاغيتنا, ولم يبقى لكم سوى أن تهتفوا بحياتهم وتهتفوا ...... الله يخلي الريس والله يطول عمرة .
الأربعاء، أبريل 14، 2010
عدالة النبي يوسف , وطغيان رئيسنا
الأربعاء، أبريل 07، 2010
الاعتراف بالفضائح فضيلة
محمود غازي سعدالدين
ضجت وسائل الإعلام العالمية كلها بأصداء وأخبار الفضيحة التي هزت معظم الكنائس في العالم بكشف وسائل الإعلام الغربية لجملة الفضائح الجنسية التي مورست من قبل عدد من القساوسة والمرتلين والعاملين ضمن الهيكل الهرمي للكنيسة عموما في أوربا .
جدار الصمت الذي حطمته حرية الإعلام وقوانين حقوق الإنسان والنظام المؤسساتي في هذه الدول , أتاحت للعديد من وسائل الإعلام وضحايا هذه الاعتداءات في دول كالولايات المتحدة واسبانيا وايرلندا وايطاليا وهولندا وألمانيا وحتى الفاتيكان , ومعظم الدول الغربية التي كشفت وسائل الإعلام فيها عن قصص الانتهاكات التي مورست من قبل عدد من رجال الدين بحق طلاب وتلامذة الكنائس حتى وصل إلى حد كشف شبكات دعارة كان يديرها بعض رجال الدين .
تنوعت شكل هذه الإساءات التي أقرت وكشف عنها , بين التحرش الجنسي والاعتداء وممارسة الجنس تحت الإكراه واللواط والعقاب الجسدي وصل في بعض الأحيان إلى السادية في التصرف , بحق الأطفال والنساء والرجال.
اضطر بابا الفاتيكان ولغير ذي مرة إلى الاعتذار عن ما حدث طوال السنين التي وقعت فيها هذه الأحداث , وقدم كبار القساوسة اعتذاراتهم لعائلات ضحايا هذه الانتهاكات , والتي تطالب بتعويضات مالية لما تعرضوا له من أذى جسدي ونفسي رغم توالي وتعاقب السنين .
كشف أية انتهاكات لابد أن يحصل مهما كان حجمها ونوعها في ظل وجود حرية التعبير والصحافة والإعلام الحر الغير مسيس ووجود حقوق الإنسان ومتسع كبير لممارسة أي تصرف دون إيذاء والتعدي على الغير ودون أكراه , إذا فالأمر بديهي أن تخرج إلى العلن مثل هذه الانتهاكات , فالاعتراف بالفضائح فضيلة أخرى تضاف إلى فضائل هذه المجتمعات المتحركة والمتقدمة في كل شيء .
هنا يجب القول أن معظم العالم الإسلامي والإعلام الموجه المسير من قبل الحكام ومؤسساتهم الدينية استغلوا هذه الأخبار للطعن فيما وقع وحدث , والتشدق بالحديث عن نزاهة ونقاء تاريخ امة المسلمين من كل شائبة ومن كل شاردة وواردة.
المجتمعات الديمقراطية لم تقف في أي وقت عن الكشف والبوح عن أية مظالم وانتهاكات وفضائح سواء أكانت من السلطة الدينية عبر التاريخ القديم والحديث , أو سلطة حكومية أساءت وانتهكت الحقوق , فكشف الفضائح المختلفة جار على قدم وساق , فلا رئيس يسلم ولا قسيس سوف يسلم من سلطات القانون وحرية التعبير الكبيرة التي منحتها القوانين في كشف أكبر انتهاكات حتى وان مست قمة الهرم ألكنائسي فلا شيء مقدس ومحصن ضد المحاسبة وافتضاح الأمر وأمام القانون , أشار آخر استطلاع تراجع شعبية بابا الفاتيكان والكنيسة عموما بعد موجة الفضائح الأخيرة , أقولها صراحة هذه المجتمعات ليست بحاجة لنا ولأقلامنا لنكشف ما هو مستور ومخفي عن الاسماع والعيون , بقدر ما نحن المسلمون بحاجة لان نكشف ما هو مستور ويتم إخفاءه من قبلنا قديما وحديثا من سير الحكام ورجال الدين المخجلة , فالسكوت عنها جريمة لا تغتفر والساكت عن قول الحق وكشف الفضائح هو شيطان أخرس بل وأرعن .
متى سيعي المسلمون انه إذا كانت هناك فضائح جنسية مست جسد الكنيسة , ففضائحنا القديمة والحديثة ( تشيب الرأس منها ) لما تحويه كتب التأريخ والسيرة من فضائح وانتهاكات لجملة من أمراء المؤمنين عبر التاريخ , وكتب الحديث والسيرة وما زال فقهاؤنا يتشبثون بالصفاء والنقاء وان لا يجب الطعن في امة المسلمين وكل ما يقال ويثار فهو دسائس الغرب وصنائعه للنيل من هذه الأمة (الهزيلة) .
متى يحين الوقت لكي ينطق فقهاؤنا المتزمتون بفضائحنا التي تمتلئ بها كتب التاريخ والسيرة ويقدمون اعتذاراتهم ويعترفون بالحقائق كما هي دون تحريف وتشويه , وهل حان الوقت لنا نحن المسلمين بالاعتراف بفضائح صحابتنا الإجلاء ( الذين هم كالنجوم بأيهم اقتدينا اهتدينا ) أم علينا أن نقتدي ونسير على سيرة خالد بن الوليد (سيف الله المسلول) ؟ المسلول طبعا على رقاب بني جذيمة الذي حز رقابهم لغاية في نفس خالد قضاها وقال فيه الرسول أني أبرأ مما فعل خالد قالها مرتين وأن لفي سيفه رهقا , أم حين سل سيفه ضد من لم يسلموا له الزكاة ونال الموافقة من احد الخلفاء الراشدين بحز رقابهم لأنهم فرقوا بين الصلاة والزكاة .
أم سيفه المسلول على رقبة الصحابي الجليل مالك بن نويرة الذي وقع خالد في غرام زوجته الفائقة الجمال ( ليلى بنت المنهال) التي جاءت بعض كتب السيرة فيها بأنها صاحبة أجمل ساقين , ولا اعرف كيف روجت هذه الكتب لوصف ساقيها وجسدها وجمالها واني لا اشك قطعا أن سيف الله المشلول هو الذي حمل وروج أوصافها لتنقلها لنا كتب وألسنة المحدثين والكتاب , بعد حز رقبة زوجها وفعل ألأشنع معه بعد قتله حسب الروايات التاريخية , ودخل بها في الليلة ذاتها .
أم ان علينا أن نسير على سيرة أمراء المؤمنين الكثيرين كسليمان بن عبد الملك الذي أخصى شابا كان يغني قبالة قصره (وجواريه الكثر التي جاء أنهن وصلن إلى الإلف جارية لم يلحق أن يطأهن كلهن ووافته المنية , ( خطية ما لحك ) كن تسمعن صوته الرغيم الجميل فهاج هياجه وأمر باخصاء المسكين .
أم نسير على سيرة يزيد وهشام بن عبد الملك أو الوليد الذي تزوج من 69 امرأة طوال فترة حكمه التي دامت تسعة سنين فقط لا غيرها عدى الجواري والغلمان , ويزيد الذي حبلت 1000 امرأة من غير نكاح غصبا بعد هدمه الكعبة , فهم دائما كانوا يحضون بموافقة ومباركة الوعاظ ورجال الدين .
لعل الخوض في الأمور الجنسية في كتب الحديث وما تسمى صحاحا بلغ حدا من التناقض لا يمكن السكوت عنه وننقل هنا نصا ما جاء في حديثين من كتب الصحاح , جاء في صحيح البخاري ما نصه (حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي، عن قتادة قال: حدثنا أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة، من الليل والنهار، وهن إحدى عشرة. قال: قلت لأنس: أو كان يطيقه؟ قال: كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين. وقال سعيد، عن قتادة: إن أنسا حدثهم: تسع نسوة ) .
حدثنا أبو الربيع الزهراني. حدثنا حماد. حدثنا هشام بن عروة. ح وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء (واللفظ له) حدثنا أبو معاوية. حدثنا هشام عن أبيه، عن أبي أيوب، عن أبي بن كعب؛ قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يصيب من المرأة ثم يكسل؟ فقال "يغسل ما أصابه من المرأة. ثم يتوضأ ويصلي".
تناقض ما بعده من التناقض فقد وصف الرسول بأنه أعطي قوة ثلاثين رجلا في القدرة على الطواف على نسائه تسعة كن أم إحدى عشرة وفي غسل واحد , وحينا آخر يصيب أمراته وثم يكسل , الرسل جميعا دون استثناء ارسلوا لحفظ الحقوق ومنع التعدي على الأخر , هذه الروايات وغيرها قد تصور للبعض أن الرسل ما كان همهم سوى الطواف على النساء في ظل تلك المجتمعات البدوية القبلية ويأتون من كل فج بتأويلات لهذه الأحاديث بالنظر أن هذه الكتب هي أصح الكتب بعد القرآن ولا يجب الخوض فيها .
لعل مثل هذه الأحاديث وغيرها الكثير روج لها أمثال يزيد وهشام وخالد وبنو أمية والعباس في حينه فمن يمتلك ألف جارية وعبد وأمة لابد أن يؤتى قوة ثلاثين رجل ولابد أن يكسل في حين آخر لا يستطيع القيام بواجب رعيته حق الواجب فهؤلاء هم من روجوا وفعلوا ولا زال أحفادهم من الحكام والطغاة سائرون على نهجهم .
لعلني سأستسقي مثالا في ما جرى في العراق وفي بعض مساجد إحدى المحافظات العراقية حين سيطرت عليها الجماعات الإرهابية ردحا من الزمن ، بقيادة الإرهابي الملا أبو تبارك وقامت فضائع وجرائم يندى لها جبين الإنسانية , كان أبو تبارك الملعون يؤم المسلمين في هذه المساجد على غرار سلفه الصالح من جملة الصحابة وأمراء المؤمنين , ثم يقوم بفعل جنسي مع عدد من وقفوا ورائه للصلاة من بني جنسه والعكس صحيح أيضا , وكشف عنها في مقابلات واعترافات تلفزيونية بثت في وقته , قامت قيامة الجماعات الإسلامية في شمال العراق بأن هذا كله تلفيق وهراء يراد به المساس بأمة المسلمين والنيل منهم ومؤامرة صليبية وصهيونية تحاك ضدهم كما اعتادوا أن ينعقوا في كل مرة .
لسنا بحاجة لان نتحدث ونطعن في غيرنا وينطبق علينا المثل ( إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي ألآخرين بالحجارة ) فوا لله لان بيتنا هو أهون من بيت العنكبوت الذي لا يصمد أمام ابسط المؤثرات الخارجية , فكفانا نتحدث عن فضائح الآخرين ولا نتحدث عن فضائحنا وإرهاب حكامنا وطغاتنا المتسلطين , الجنسية وغير الجنسية. لا زلنا نتذكر أيام الطاغية صدام كيف كان هو ونجلاه المقبوران ووزير الشؤون الإسلامية في وقته , يترصدون وينتقون الفتيات في الطرقات أو استدراجهن وخطفهن من قبل جلاوزته وإشباع شهواتهم الحيوانية التي لم تعرف حدودا , والقصص في الصدد عديدة وكثيرة , , ولا زال من ينتهج السلوك نفسه مدعومين ومحصنين بأدعية المنافقين على المنابر أو سكوتهم المطبق وقد وقعت حوادث في العهد القريب سمعناها ووعيناها واللبيب تكفيه الإشارة .
هالة القداسة والنقاوة التي أحطنا بها أنفسنا لن تصمد أبدا , ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين وقد ولى عصر حكم السلاطين وجبروتهم وقد جاء عصر الشعوب وحرية الرأي , فألا ولى بنا أن نتحدث عن فضائحنا وجرائم حكامنا ولا تكل أقلامنا وأفواهنا عن الحديث عن ما وقع ويقع من إرهاب وانتهاكات واغتصاب ومظالم وفضح وعاظ الحكام الذين لازالوا يتغافلون عن زلات وهفوات الحاكم الجائر إن لطا أو قتل واغتصب أمرآة غيره غصبا, فالحكام والجبابرة بالنهاية محصنون بأدعية الواقفين على المنابر يدعون لهم في الصباح قبل العشي , وأذا خاض احد في سيرة هؤلاء قديما وحديثا فإما سيكون جوابهم تلك امة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ولا تسألن عما كانوا يعملون , أو أنهم سوف يصبون كل المظالم والانتهاكات الواقعة حاليا على السوقي والصعلوك والفقير ويرفعوها عن كاهل الطاغية المتكبر .
لابد لنا من أن نتعلم كيف ننتقد أنفسنا قبل أن ننتقد غيرنا من وسبقنا أشواطا عدة وفي كل شيء , فلابد لنا نعيش في عصر النور لنحصر تلقائيا نزعة السواد والظلام التي نحياها .
الأربعاء، مارس 24، 2010
ألهاكم تكاثركم حتى زرتم المقابر
محمود غازي سعد الدين
وردني مقال حول اعتناق أستاذ الرياضيات في جامعة كنساس الأمريكية هو جيفري لانغ ( (Jeffrey Lang للإسلام يتحدث فيه عن اعتناقه للديانة الإسلامية , وكيف بدأ بإقامة الصلاة وارتباكه وتوتره خلال أداء تلك الفريضة تفاصيل كثيرة تشرح ذلك تناولته سطورا المقال .
لست هنا لأصدق الخبر أو أن انفيه وان صح أو ان لم يصح , ولكني سأعلق بسطور قليلة على مثل هذه الأخبار التي تنقلها وسائل الإعلام من صحف ومواقع الكترونية وفضائيات محسوبة على ملل المسلمين كافة بشتى صنوفهم والرقع الجغرافية التي تنتشر فيها , فهناك قنوات كثيرة ومواقع الكترونية تتسابق في نقل وترويج لمثل هذه القصص , وتشير إلى ألأعداد التي تتسابق لتعتنق الإسلام وتتخذه دينا حنيفا بغض النظر عن هذه الطائفة وتلك فالكل يخترع القصص وينشر أرقام كبيرة الداخلين , يتخيل لي من الوهلة الأولى أن العالم بالنظر لهذه الأرقام سيكون ملة ومذهبا وأمة إسلامية واحدة في غضون أعوام قليلة بالنظر لتوافد وتقاطر الناس إلى ملة الدين الحنيف أفواجا أفواجا !!!
هل باتت امة المسلمين التي بات تعدادها يقارب مليارا ونصف المليار حسب الأرقام التي نشرتها بعض المؤسسات ألإسلامية واستطلاعات الرأي بحاجة إلى أن يرفعوا سقف هذا الرقم أضعافا مضعفة , ويضموا في النهاية غيرهم من الذين يعيشون على أرض المعمورة ويعتنقون أديانا أخرى !!
هنا أطرح سؤالا على المسلمين أنفسهم بشتى طوائفهم وعقائدهم سنة وشيعة , من حنفية وسلفية ووهابية شافعية وحنبلية , جعفرية وأمامية ومهديين وعلويين (رغم وجود البون الشاسع بين عقيدة الشيعة وعقيدة المتطرفين المحسوبين على المدرسة السنية التي تشكل النسبة الأكبر من عدد المسلمين مع ملاحظتي دائما أن هناك من الشيعة الآن لا يفرق خطابهم المتطرف المتشنج عن الخطاب المتطرف السني) والسؤال هو هل فهم واستوعب معظم المسلمين قديما وحديثا بغض النظر عن أي طائفة ومعتقد , دين الإسلام الذي اعتنقوه ؟ وماهية أصول تعاملهم مع بعضهم البعض ومع غيرهم من يدينون بمعتقد آخر غير ألإسلام , في ظل تنامي الخطاب المتشنج الحالي ووجود وهيمنة الإسلام السياسي أو بالأحرى إسلام الحاكم والرؤساء جل جلالهم ووعاظهم الكثرة , وقد تناغم وتوافق الخطابان وأصبحت مظالم وانتهاكا لحقوق البلاد والعباد ؟
ما تشير إليه هذه الوسائل الإعلامية حول اعتناق هذه الأعداد للإسلام لا يفسر لي سوى أنها دعاية وترويج لهذه الطائفة آو تلك أو مؤسسة مدعومة من هذا الحاكم أو ذاك بغية تلهية العقول وتخديرها وتنويمها اجتماعيا ودينيا بقدر ما هي مخدرة ومنومة أصلا ( وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الغافلين) .
تساؤل آخر يطرق ذهني حين سماعي لمثل هذه الأخبار , أي مذهب وطائفة تعتنق هذه الأفواج التي تدخل دين الإسلام هل سيعتنقون المذهب السني أم الشيعي بجميع فروعهم وصنوفهم واختلافاتهم المتطرفين منهم والمعتدلين ؟ (فالتيار المعتدل من المدرستين وخاصة المعتدلين الشيعة , باتوا يؤرقون نوم المدرسة السنية المتطرفة خاصة بسبب تغيير المسلمين أنفسهم لمعتقدهم , والنظر إلى المدرسة والطائفة الأقل تطرفا والسير تحت ظلها فلا ضير في الاختلاف طالما لم يبح القتل وإيذاء الغير وسفك الدماء , فاختلاف امة ألإنسان رحمة (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) , وهنا لابد من التحذير من أن هدف الجماعات السنية المتطرفة ومن ورائها مؤسسات حكومية تتبع دولا كالسعودية واليمن ومصر وليبيا , تشاركها تيارات شيعية من حيث تعلم أو لا تعلم تتبع سلطة ولاية الفقيه في إيران ولبنان واليمن , تحاول جهد إمكانها خلط ألأوراق وإلصاق تهمة ألإرهاب بالطائفة الشيعية المعتدلة من خلال عمليات داخل العراق وخارجه , والهدف هو تحويل أنظار دول العالم المتحضر عن معاقل ومنابع ألإرهاب الحقيقية وصراع المصالح والمناصب بين هذه الجهات , في وقت تشهد ساحة المسلمين الصراعات والتناحر وأعمال قتل وتفجير وتفخيخ بدأ من العراق وأفغانستان وباكستان والهند واندونيسيا وانتهاءها بنيجيريا , وبعض دول العالم الأخرى التي تشهد تطرفا متزايدا من قبل المسلمين في جميع القضايا الصغيرة والكبيرة .
سأقولها صراحة هذه الأخبار كلها لا تنفع المسلمين في شيء ولا تغني ولا تسمن من جوع في النهاية سينطبق علينا نصوص الآيات الكريمة (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر)( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ) والأحاديث النبوية الكثيرة التي جاءت بها كتب الحديث لا تعكس هذا الشيء إطلاقا فقد جاء على لسان النبي محمد نفسه "إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ. وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها" وقد قال الإمام علي ( أَنَّكُمْ صِرْتُمْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ أَعْرَاباً وَ بَعْدَ الْمُوَالَاةِ أَحْزَاباً مَا تَتَعَلَّقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا بِاسْمِهِ وَ لَا تَعْرِفُونَ مِنَ الْإِيمَانِ إِلَّا رَسْمَهُ تَقُولُونَ النَّارَ وَ لَا الْعَارَ كَأَنَّكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُكْفِئُوا الْإِسْلَامَ عَلَى وَجْهِهِ انْتِهَاكاً لِحَرِيمِهِ وَ نَقْضاً لِمِيثَاقِهِ الَّذِي وَضَعَهُ اللَّهُ لَكُمْ حَرَماً فِي أَرْضِهِ وَ أَمْناً بَيْنَ خَلْقِهِ وَ إِنَّكُمْ إِنْ لَجَأْتُمْ إِلَى غَيْرِهِ حَارَبَكُمْ أَهْلُ الْكُفْرِ ثُمَّ لَا جَبْرَائِيلُ وَ لَا مِيكَائِيلُ وَ لَا مُهَاجِرُونَ وَ لَا أَنْصَارٌ يَنْصُرُونَكُمْ إِلَّا الْمُقَارَعَةَ بِالسَّيْفِ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَكُمْ) وَ قَالَ علي ( عليه السلام ) : (يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَبْقَى فِيهِمْ مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُهُ وَ مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا اسْمُهُ وَ مَسَاجِدُهُمْ يَوْمَئِذٍ عَامِرَةٌ مِنَ الْبِنَاءِ خَرَابٌ مِنَ الْهُدَى سُكَّانُهَا وَ عُمَّارُهَا شَرُّ أَهْلِ الْأَرْضِ مِنْهُمْ تَخْرُجُ الْفِتْنَةُ وَ إِلَيْهِمْ تَأْوِي الْخَطِيئَةُ يَرُدُّونَ مَنْ شَذَّ عَنْهَا فِيهَا وَ يَسُوقُونَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهَا إِلَيْهَا يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فَبِي حَلَفْتُ لَأَبْعَثَنَّ عَلَى أُولَئِكَ فِتْنَةً تَتْرُكُ الْحَلِيمَ فِيهَا حَيْرَانَ وَ قَدْ فَعَلَ وَ نَحْنُ نَسْتَقِيلُ اللَّهَ عَثْرَةَ الْغَفْلَة).
فجميع الأحاديث والآيات التي ذكرتها والتي لم تذكر وهي عديدة في هذا الصدد لا تؤشر في أن الكثرة والعدد وتزايد عدد المساجد وبناءها ومروجي وممولي بناءها مؤشرات ودلالة لقوة أية ملة وطائفة , بل العكس صحيح كما تشير هذه النصوص والآيات , إنما القوة والمؤشر الأول والأخير هو مقدار تطبيق العدالة والإنسانية بين مختلف بني البشر فهذا هو المقياس التي تسير عليه البشرية والتي جاءت بها معظم الرسالات السماوية , والدلائل على هذا كثيرة في حياة الرسول كثيرة فمخاطبته لصحابته قبيل وفاته ونصحه لهم في حجة الوداع وهو يستنصت الناس ثم قال ويحكم أو ويلكم "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض" وجاء في القرآن الكريم (لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ) إذا لقد تنبأ الرسول فيما سيحصل بعده من تقاتل وتناحر وهذا ما استنتجه من خلال رؤيته الثاقبة في حياته قبل مماته .
تناحر وتقاتل المسلمون من الصحابة ألأجلاء والمنافقين والطغاة منهم في العديد من المواقف عبر التأريخ فريق يريد تحقيق العدل الاجتماعي والمساواة والقيام بتغيير داخلي وإيقاف الفتوحات وذاك يريد السلطة والجاه والحسب والنسب وسلب الحقوق وتوسيع رقعة أرض المسلمين وإكراه الناس على دخول ملة الإسلام وسبي النساء وزيادة العبيد والجواري.
لا زال العديد من المروجين ينعقون بأن أعداد المسلمين باتت تفوق أو ستفوق أعداد من يعتنقون الديانات الأخرى (الضالة عن طريق الحق حسب تعبيرهم المتطرف) وكأن الرسالات والعقائد الأخرى باتت مجرد رسالات وقتية (أو أنها منتهية الصلاحية) أكل عليها الدهر وشرب , وهذا أيضا بمجمله يخالف نصوص القرآن نفسه في مواضع عدة(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ) ( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ) ولعل الدول المتقدمة في مجال حقوق الإنسان ورقي قوانينها في هذا المجال يجعلني أقول أنهم أقاموا القران والتوراة والإنجيل وكل الرسالات السماوية ولا فرق لدي بين هذه الرسالة وتلك , سماوية وغير سماوية فالمهم أن يكون هدفها ألأسمى خدمة الإنسان وليس العكس كما تصوره مجتمعاتنا وحكوماتنا في استباحة وانتهاك الحقوق باسم ألإسلام .
هل سلك المسلمون أنفسهم طريق الحق ليسلكه غيرهم ويهتدي بهم ويدخل في ملتهم داخلون جدد, وليرفعوا راياتهم ويتفاخروا بذلك في كل ساعة وكل حين ؟؟؟
لسنا بحاجة لأرقام تتزايد وتتضاعف نتفاخر بها فإذا دخل أحد الموقنين المؤمنين أصلا القصد هنا الأستاذ الأمريكي (إن صح الخبر) وجعل الإسلام السمح المتسامح طريقا له للاسترشاد والتوجه إلى الله فلا ضير , فهذه أيضا ليست مفخرة لأمة المسلمين بل هو انجاز شخصي وإيماني صرف يحسب له ( يهدي من يشاء بغير حساب) .
فهل هذا الخطاب المتشنج يصلح ويتوافق مع النص ألقراني الصريح( قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) هؤلاء كلهم سموا مسلمين وليسوا من ملة وطائفة واحدة , ويأبى المتطرفون إلا أن يصروا على آرائهم , دأبهم هذا هو أن الحق معي والآخرون غيري هم على باطل يستحقون سوء العقاب .
لقد راينا كيف دخلت ملة الإسلام أفواج من قريش والقبائل واستسلم العديد من الصحابة للأمر الواقع (ولم يسلموا عن قناعة وإيمان خالصين) من بعد ما باتت عليه الرسالة من قوة بعد ضعف حتى قويت شوكة الذين استسلموا وعادوا طغاة مجرمين جبارين , وهذا هو دأب أحفادهم لحد الآن .
فالعديد من أمثال أبي سفيان وعمرو بن العاص ومعاوية ويزيد ومروان بن الحكم والمتوكل وبنو العباس وبنو امية والحجاج وغيرهم الكثير , تمتلئ بها كتب التاريخ والسيرة بسيرهم الإجرامية وأفعالهم الشنيعة في حق المسلمين وغير المسلمين , وكذلك الحال الآن نفسه مع المسلمين على غرار الجماعات الإرهابية في أفغانستان والعراق وإيران وتركيا ومدن أوربية والولايات المتحدة , ونحن نسمع بين الحين و الآخر الأخبار عن إلقاء القبض على ثلة مجرمة منهم كانت تنوي بث التخريب والفوضى بأعمال إرهابية .
أصبح جزء كبير من المسلمين مستسلمين وراضخين للأمر الواقع وهي أرادة الحاكم وفقهائهم وخطابهم التخديري الذي يشل العقول والأنظار عن المظالم التي يقوم بها أربابهم وأولياء نعمهم أمراء المؤمنين وظلال الله في ألأرض .
ليس لنا إلا الخطاب والفعل العقلاني بعيدا عن حسابات ألأرقام والأعداد والقسمة والجمع والضرب فلسنا بصدد حل معضلة حسابية أو معادلة آنية استعصى حلها , ولنتحرك ولو قليلا بعيدا عن سلطتي الواعظين المتفيقهين وكفانا نذرف الدموع في وقت الموعظة ويغمى علينا (كما كان عليه هارون الرشيد وغيره الكثيرون من أمراء المؤمنين والمؤمنات ويقطع ويحز الرؤوس في الوقت نفسه على رنين النقود والنهود والقدود) ونكون ظالمين طاغين متعسفين في الوقت نفسه , فلا تصبحوا شركاء في بقاء الطغاة والجبابرة على عروشهم يعيثون فسادا في ألأرض آمنين مستأمنين .
بلجيـــــــــكا
البريد ألإلكتروني: nelson_usa67@yahoo.com
ألاعتراف بإبادة ألأرمن تأشيرة دخول تركيا للإتحاد الأوربي
طفا على السطح خبر تصويت الكونغرس الأمريكي ضد عمليات إبادة الأرمن التي حصلت من قبل الدولة العثمانية في حينه وقتل فيها الآلاف من الرجال والنساء والأطفال , حدث مضى عليه قرن من الزمان ليطفو على السطح فجأة وتتحدث الولايات المتحدة بشأنه ويصوت عليه !! في ظل وجود العديد من الملفات الهامة الأخرى التي تشغل العالم كظاهر ألإرهاب العالمي المتفشي وخاصة من قبل الجماعات الإسلامية المتطرفة , وألازمه الاقتصادية العالمية والكوارث الطبيعية التي تضرب مناطق مختلفة من أصقاع الأرض محدثة أزمات حقيقية بين الفينة والأخرى .
لعل بعد تصويت الكونغرس الأمريكي ضد مجزرة الأرمن وإدانتها أعقبها تصويت الدولة السويدية وبرلمانها ضد المجزرة أيضا , الدولة التركية التي تتمتع بعلاقات قوية تجارية وسياحية مع جميع الدول الأوربية من ضمنها السويد والتي هي جزء من عملية رسم سياسة الاتحاد الأوربي ووضع الخطط والحلول واتخاذ القرارات بشأن المشاكل التي تشهدها الساحة الأوربية والعالمية , وقد نشهد التحاق دول أوربية أخرى تلحق السويد في الشأن نفسه كالنرويج وألمانيا وبلجيكا والدا نمارك .
السؤال هنا لماذا هذا التوقيت في طرح مشكلة ( إبادة الأرمن ) وما تأثير ذلك على المشهد السياسي في المنطقة ؟ في وقت نددت تركيا بذلك من خلال تصريحات السيدين أوردوغان , وعبد الله غول بتصويت الكونغرس الأمريكي والبرلمان السويدي , مما أدى إلى تفاقم الأزمة واستدعاء سفراء تلك الدول لتلوح أزمة سياسية أخرى في ألأفق القريب وهل المنطقة بحاجة إلى أزمة جديدة ؟ أم نحن بصدد تغيير حقيقي جذري نحو آفاق الحضارة والتقدم وبناء الإنسان ؟
يتناقض توقيت مسالة بحث مسألة إبادة الأرمن مع توقيت إعلان مدينة استانبول عاصمة للثقافة الأوربية , وهي سابقة لم تعهدها دول الاتحاد الأوربي طوال تاريخها , في أن تتخذ مدينة عاصمة للثقافة تقع خارج حدود وخارطة الاتحاد الأوربي , فما السر في هاذين التوقيتين وما هو الهدف في كل هذا السجال ؟
من المهم القول هنا أن تركيا دولة أصبح لها دور فعال في رسم سياسات المنطقة واتخاذ القرارات , في وقت كانت كل من إيران والسعودية قاب قوسين أو أدنى من لعب وتبني هذا الدور , ولكن تشنج وتعنت الحكومة الإيرانية بقيادة ولي الفقيه , في مسائل عدة بدأ من الملف النووي الذي بدأت الدول تفكر جديا في عزل إيران بسبب عدم رضوخها لإرادة المجتمع الدولي وقوانين مجلس الأمن , كذلك حال دون لعب إيران لذلك الدور هي أزمة الانتخابات الإيرانية وتداعياتها جعل دور إيران يبدأ بالانحسار , وتأخذ الدولة السعودية هذا الدور( ولو مؤقتا ) في ظل عدم تغافل المجتمع الدولي عن سياسات أمراء السعودية وملفات حقوق الإنسان التي تشهد تدهورا خطيرا تساهم تركيا في تكريس جزء من ذلك الدور , وبذلك فهي تقترف خطأ فادحا .
لعل من المهم القول أن الدولة التركية شهدت تطورا ملحوظا من حيث تحسين مستوى دخل الفرد التركي , والإشادة بتجربتها العلمانية التي برأيي بدأت بالتراجع , لتولي حكومة شبه إسلامية بدأت تتخبط في التعامل مع الأزمات في الشرق الأوسط واتخاذ القرارات الصائبة بشأنها , بدأ من قضية فلسطين التي كما يبدو باتت تركيا توليها أهمية اكبر , ودخلت في شراكة سياسية وتناغم خطابها السياسي مع دول عربية في الضغط على دولة إسرائيل بغية الرضوخ والتنازل في بعض القضايا من قبيل إيقاف بناء بعض المستوطنات وموضوعة القدس وانتهاكات حقوق الإنسان ( حسب ما يراه الساسة الأتراك من حزب العدالة والتنمية ) , يتراءى لي أن العامل ألتأريخي والموروث القديم والدافع الديني , يدفع الساسة ألأتراك بهذا الاتجاه وليس شيئا آخر غيره , وهذا ما تؤكده المظاهرات التي خرج بها الآلاف في مدن تركية حرقوا فيها العلم الإسرائيلي ورفع الشعارات الحماسية ( نسبة لحماس) وهتفوا بإسقاط إسرائيل , وهذا يؤكد مدى تأثير الخطاب السياسي الديني في نفوس هؤلاء المتظاهرين لتصبح قضية القدس وفلسطين عامة , تجارة مربحة لقادة حماس والذين ملئت جيوبهم ( على حساب غالبية الشعب الفلسطيني الذي يتحمل جزءا كبيرا من تلك المعاناة طالما هتف لهذه الحركات الإسلامية المتطرفة) من قبل قادة الدول الإسلامية الدكتاتورية , وقد دخلت تركيا ذلك المستنقع.
لعل المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة تشاركها دول الاتحاد الأوربي , تحاول تطبيق سياسة الشد والجذب واختبار تركيا في ذلك , من خلال ممارسة الضغط على صانعي القرار, في ما يعتبره الساسة الأتراك خطا احمرا لا يمكن المساس به وهو طرح مسألة إبادة الأرمن والاعتراف بذلك , في الوقت نفسه هناك خطوات تم اتخاذها من قبل دول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة تصب في مصلحة الدولة التركية تتمثل في الضغط على بعض الجماعات التي تنتمي إلى حزب العمال الكردي , الذي يصنف كمنظمة إرهابية وتجلى ذلك في غلق إحدى القنوات الفضائية التي تؤيد نشاطات الحزب الإرهابية , وقد اتضح ذلك من خلال أعمال العنف الهمجية التي مورست في العاصمة بروكسل من قبل المتظاهرين الكوورد , بعيد مبادرة الحكومة البلجيكية ( مقر البرلمان الأوربي وعاصمته) .
القرار الذي اتخذته دولة بلجيكا لم يأتي من فراغ في ظل وجود وتنامي نشاط المنظمات الإرهابية الكووردية داخل الدول الأوربية وتنامي دورها في دعم عمليات عدم الاستقرار في كل من العراق وتركيا عبر تمويل وتجنيد مسلحين لرفد المقاتلين في كلتا الدولتين , وتم اعتقال عدد منهم في كل من ايطاليا وبعض الدول الأخرى , في وقت رحبت تركيا بقرار غلق القناة والضغوط الأوربية التي تمارس بغية كبح جماح هذه المنظمات الإرهابية .
إذا الموضوع كله هو اختبار حقيقي لتركيا في وقت شهدت الساحة التركية أزمة بين بعض قيادات العسكر والحكومة تمثلت في اعتقال عدد من الضباط الكبار على خلفية مخططات تستهدف الإطاحة بالحكومة الحالية وإرباك الوضع الداخلي التركي .
على ساسة الدولة التركية التنازل عن غرورهم في مسألة عدم الاعتراف بجرائم إبادة الأرمن , ولعل القاصي والداني بات يدرك ما وقع من أحداث في حقبة حكم الدولة العثمانية , وعلى تركيا الابتعاد عن أعطاء دور أكبر لدول عربية وغير عربية لها باع واليد الطويلة في دعم وتغذية ظاهرة التطرف والإرهاب العالميين , ومجال انتهاكات حقوق الإنسان , كالسعودية وسوريا وإيران , ولعل الأيام القليلة القادمة ستشهد مزيدا من الضغوطات من قبل دول أخرى على تركيا وسنشهد آجلا أم عاجلا فتح ملفات ضد الدولة السعودية ( ملف حقوق الإنسان والحريات الدينية وحرية الإعلام والصحافة وحقوق المرأة ) راعية التطرف ومصدرة الإرهاب العالمي في العراق خاصة والعالم أجمع .
إذا من الضروري أن يستغل الساسة الأتراك هذه الفرصة لو أدركوا أهميتها , وبانتظار الرد التركي الأخير بعيدا التشنج والتعصب لحقبة تاريخية ولت شهدت فظائع وجرائم , وانجازات جبارة نقرها في الوقت نفسه , ومن ثم الظفر ونيل تأشيرة الدخول الرسمية إلى دول الاتحاد الأوربي .
بلجيـــــــــكا
البريد ألإلكتروني: nelson_usa67@yahoo.com
الثلاثاء، فبراير 16، 2010
بين حانة ومانة لكي لا تضيع لحيانة
محمود غازي سعد الدين
مثل قديم تناولته كتبنا ألأدبية لطالما قراناه وسمعناه في أحاديثنا اليومية داخل مجتمعنا العراقي خاصة , يتلخص المثل بأنه كان هناك أحد كبار السن متزوجا من امرأتين إحداهن وهي ألأولى كبيرة في السن والثانية صغيرة جميلة أراد من خلالها تجديد شبابه , فكلما كان يزور زوجته الأولى فتقوم بقص ونتف الشعرات السوداء التي تتخلل لحيته البيضاء وفي مخيلتها أن ذلك سيضمن أن زوجها لن تنظر إليه أية من النسوة ولا تفكر في الزواج من عجوز ولحيته بيضاء ويزيد الطين بله بان يتزوج الثالثة , صاحبنا هذا عندما كان يزور زوجته الصغيرة الجميلة كانت تقوم بقص ونتف كل الشعر الأبيض الذي شاب لحيته لكي لا يتحدث الناس بان هذه الصغيرة الجميلة قد تزوجت من هرم مسن لا حول ولا قوة له , الأولى هي مانة والثانية كانت حانة حتى خسر الرجل المسكين لحاه كلها بين حانة ومانة فجاء المثل بين حانة ومانة ضاعت لحيانة .
أخشى ما أخشى أن ينطبق مثل حانة ومانة على المشهد السياسي العراقي فيضيع الشعب العراقي وتضيع ألانجازات التي تلت عملية تحريره وإسقاط صنم الطاغية , انجازات طالما تحدثنا عنها من قبيل وجود انتخابات دورية رغم وجود الخروق التي تقوم بها بعض الأحزاب أثناء تلك الممارسة الانتخابية , ووجود دستور يحفل بالعديد من النقاط ألايجابية (رغم وجود السلبيات ) بالإضافة إلى حرية الإعلام والصحافة ( رغم وجود التدخلات والانتهاكات العديدة شمالا وجنوبا ) والنقطة المهمة التي لا تسبقها أية نقاط أخرى هي إقرار الدستور فقرة تخص بحظر كل كيان أو نهج يتبنى العنصرية أو ألإرهاب والتكفير أو التطهير الطائفي أو يحرض أو يمهد ويروج له بخاصة البعث ألصدامي ورموزه وتحت أي مسمى كان , ولعل كل هذه الممارسات تنتهجها تيارات وأحزاب ومنظمات إرهابية كل حسب أهدافه ودوافعه , والمشهد الأمني والخروق اليومية لا تحتاج إلى أي تعليق .
لعل فقرة ألاجتثاث هي من أهم الفقرات التي تضمنها الدستور أثلجت قلوب عائلات الضحايا والمنكوبين إبان عهد الطاغية وبعد عملية إسقاط نظام البعث البائد , وبدأ المسلسل الإجرامي لفلول البعث ومن تلون وتستر تحت عباءة حزب قومي أو إسلامي , ولم يدخر كل هؤلاء الجهد في أضعاف المشروع الديمقراطي , وقد نستطيع تشبيه العملية الديمقراطية في العراق بمريض قد خرج توا من صالة العمليات وقد أجريت له العديد من العمليات الجراحية الحساسة ويعاني من مضاعفات تؤرق حالته ويطمئنه المشرفون والجراحون أن حالته مستقرة ولكن تحتاج فترة من النقاهة والعلاج والراحة والرعاية , أذا فالتفاؤل قائم رغم حالة المريض الحرجة .
في خضم الأحداث الأخيرة وقرب حلول موعد الانتخابات العراقية في آذار القادم واستفحال أزمة ما آل إليه قرار هيئة المساءلة والعدالة بإبعاد وإقصاء المئات من البعثيين من القوائم الانتخابية وما عقب ذلك القرار من سياسة الشد والجذب وتضارب التصريحات من المشاركين في الحكومة وأعضاء البرلمان بين معترض ومؤيد للقرار , في الوقت نفسه تشهد الساحة العراقية إراقة المزيد من دماء الشعب المسكين بعمليات دموية في بغداد وكربلاء والموصل وغيرها من المدن .
هل بات قرار هيئة المساءلة والعدالة صفقة أخرى تتبناها بعض التيارات والأحزاب التي تشارك في العملية السياسية ؟ بغية استقطاع وإضافة المزيد من المكاسب إلى جعبهم الممتلئة أصلا , فالتحالف الكردستاني يعيش تخبطا واضحا في مسألة إبعاد أو عدم إبعاد المستثنين بقرار هيئة المسالة والعدالة وهذا ما لوحظ من تضارب تصريحات المسئولين بدءا من هيئة الرئاسة ونواب قي الكتلة (الكوووردية) واعتقد جازما أنهم يمارسون سياسة فرض الأمر الواقع ولي أذرع (بعض) البعثيين المجتثين التي تضمنتها قائمة المساءلة والعدالة , تقاطعت بعض أرائهم السياسية مع أراء ورؤى واتجاهات التحالف الكوووردي في مسائل عالقة مهمة , منها المناطق المتنازع عليها ومسألة كركوك ( قدس الأقداس ) التي لا مجال وتنازل في شأنها حتى وان دخلوا في معمعة جديدة تحرق الأخضر واليابس حسب التصريحات التي يدلون بها بين الفينة والأخرى , هنا تذكرت الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر الذي قال في كتابه سنتي في العراق وهو يتحدث مع احد زعماء احد الأحزاب الكردية قائلا ( قدس واحدة قد جعل العالم يتيه وفي حيرة من أمره فما بالكم لتخرجوا لنا قدسا مقدسة أخرى ولم نجد حلا لحد ألان لقدسنا الأولى وتتحدثوا عن قدس ثانية ) .
اللاعبون الوطنيون قليلون على الساحة السياسية وخصوصا من يتمتعون بالروح الوطنية والحرص على وطن وشعب واحد ومن يتمتعون وينتهجون لغة الحوار لا غيرها في حل جل المسائل العالقة بين كل ألأطراف والتيارات , ولعلني هنا سأقول وليس من باب الدعاية لقائمة ولشخص رئيس الحكومة المالكي , وعدم تلقينا أي منح ومناصب من هذه الجهة او تلك ولكننا من خلال المتابعة وسماع الحديث الذي يدلي به شخص رئيس الوزراء هو الحديث الواقعي القانوني الذي يصب في صالح قوة وبناء دولة قوية حديثة وديمقراطية ( تعرفهم من لحن القول) مع عدم إنكارنا لوجود ضعف في تطبيق القرارات وتخبطا في بعض المفردات التي تمس حرية المواطن ليس بعيدا عن رقابة وأعين وضغط بعض الهيئات والمؤسسات الدينية والأحزاب بغض النظر عن أسماء ومسميات , فدولة القانون القادمة يجب أن تكرس لفصل السلطات وعدم إقحام المؤسسة الدينية في تكوين الدولة ومؤسساتها , وهذا ما نأت المرجعية الدينية نفسها عنه متمثلة بالسيد السيستاني في مناسبات عديدة في عدم إقحامها في شان العمل السياسي وضرورة احترام الحريات كافة وتأمين حقوق المواطنين .
نرجو أن لا يأخذ قانون اجتثاث البعث والبعثيين منحا آخر في أن يأخذ كل طرف سياسي وحزب هذا القانون الذي أقره الدستور وصوت عليه الشعب العراقي بنظرة ضيقة لا تنم عن مصلحة عامة ووطنية بل من خلال نظرته بما يتعارض ما ذهب اليه من توجهات ومصالح آنية تخدم حزبه وتوجهاته القومية كردية أو عروبية .
لا شك ان من بين الأسماء التي تم اجتثاثها من هم لم يبخلوا على الشعب العراقي بخطابهم وفعلهم المتطرف الذي يمجد النظام السابق ويذرف الدموع الغزيرة عليه كلما جاء الحديث في سياق البعث البائد ونظامه , ولكن الخوف كل الخوف من ألازدواجية في المعايير وان يصبح من يدعي الوطنية ويتحدث بالديمقراطية ويضحى ملاذا وحاضنة للبعث ويكرس أفعالهم ونهجهم على ألأرض .
البعثيون لا زالوا يدعون للمقاومة ضد المحتل وأذنابه حسب قولهم المنافق , والعديد من هم في بعض الكتل المشاركة في الحكومة من قبيل الحزب الإسلامي (الحليف الإستراتيجي للتحالف الكوردي) وبعض المحسوبين على التيار الصدري يروجون وتناغم خطابهم مع هذا الخطاب بل ما هو الأشنع أن يشارك زعيم الائتلاف العراقي في مؤتمر عام شارك فيه مؤخرا يمجد للمقاومة في لبنان والعراق , إذا الفرق غير شاسع بين النائب المطلوب للعدالة (المجرم مشعان الجبوري) الذي يروج جهارا نهارا لعمليات ما يسميها مقاومة وبين من يروج لهذا المصطلح الخبيث من خلال أروقة الحكومة ومؤسساتها وعبر أحزابهم وكتلهم التي ينتمون اليها .
نفاق وتخبط وازدواجية يعيشه بعض المحسوبين على هذه الكتل , فكيف يتوافق أن تدعو وتروجوا لهذا المصطلح الخبيث في وقت وقعت الحكومة العراقية لاتفاقيات مع (دول ما يسمونها احتلالا) تضمن شراكة طويلة الأمد تأخذ بين طياتها العديد من الجوانب العسكرية والمخابراتية والعلمية والاقتصادية في وقت أخر يحضرون مؤتمرات تمجد لخطاب البعث والأمة العروبية وتبيح للقيام بأعمال إرهابية تربك الوضع الأمني في بعض محافظات الشمال قبل الجنوب .
وكذلك الحال فيما شاهدناه في شريط (عصابات الباطل الإرهابية) وليس عصائب الحق , وقد ظهر في هذا الشريط أحد العراقيين المختطفين الذين يحملون الجنسية ألأمريكية والتي أحد زعمائها هو وزير سابق في الحكومة العراقية هو سلام المالكي والذي كان يتقلد منصب وزير النقل العراقي وهي وزارة غاية في الحساسية والأهمية وسبق أن تبنت عمليات عديدة للخطف خطف البريطاني (بيتر مور المستشار في شؤون المعلوماتية) وأربعة من حراسه داخل وزارة المالية من قبل عشرات المسلحين ارتدوا زي الشرطة العراقية الرسمي , هذه الأخطاء والتداعيات والخروق ألأمنية اليومية لا زالت تلقي بظلالها على وزارات عديدة أخرى كالدفاع والداخلية وجهاز المخابرات مع وجود أشخاص غير كفوئين في هيكلية هذه الوزارات بعيدون كل البعد عن الولاء للدولة وللمواطن وللقانون .
لكي لا تضيع علينا ما قطعناه من مسافة وجهد لبلوغ هذه المرحلة ولكي لا نعود أدراجنا إلى الوراء يجب على الوطنيين العراقيين الذين همهم بناء العراق والارتقاء به , أن يبتعدوا كل البعد عن أية صفقات بين هذه الجهة وتلك وهذا الحزب وذاك وخاصة في مسألة أعادة البعثيين المجرمين تحديدا ومن الممكن مشاركة البعض منهم في أية عملية سياسية مع ألأخذ بنظر ألاعتبار تبرئهم من نهج البعث وسياساته ووضع شروط صارمة في تقييد الترويج لأي نهج عنصري وقومي وعدم السماح لأي خطاب وفعل تروج له المؤسسات الإعلامية البعثية المختلفة سواء داخل أو خارج العراق , لاسيما أن هناك كتلا وأحزاب أصبحت راعية وحواضن بعثية تفرخ بعثيين من نوع أخر متلونين برداء جديد ومتخفين بقناع الوطنية والحرص على العراق فالحذر كل الحذر من هؤلاء ولكي لا ينطبق علينا المثل الشعبي , بين حانة ومانة ضاعت لحيانا .
بلجيـــــــــكا
البريد ألإلكتروني: nelson_usa67@yahoo.com
www.iraqfreedom.blogspot.com
الاثنين، فبراير 15، 2010
خذ الحكمة من أفواه المجانين
محمود غازي سعدالدين
هل لنا أن نصدق المثل القائل ( خذ الحكمة من أفواه المجانين) ؟ هل يعقل أن هناك مجانين يقولون حكما لكي يصدقها العقلاء الذين لا تشوب عقولهم أية شائبة ولماذا جاء هذا القول ؟ لطالما فكرت مليا في هذا القول ولم استوعبه ولطالما وجدنا في حياتنا اليومية وخصوصا عندما يتصرف أي واحد منا بتصرف طائش أو متهور فيقال له أأنت مجنون أو هل فقدت عقلك .
ولعل فاقد العقل قد اعفي من جميع أو معظم ما يترتب على العاقل من واجبات وحقوق ومهام وقوانين توكل له حتى في المسائل الدينية المكلف بها وبغض النظر عن المعتقد وأي رسالة سماوية وغير سماوية حتى جاء القول في ذلك (أن من لا عقل له لا دين له ) إذا هل يصح أن نطلق مفردة المجنون على الشخص الذي لا يستوعب ما يفعل ولا يتحكم في فعله وقوله وأن يتحكم بعقلانية في هذه التصرفات . ومن هو المجنون إذا , ولماذا أذا نأخذ الحكمة من أفواههم ؟
توصلت بعد أن فكرت مليا في هذه الحكمة و تبين لي أنها لا تخلو من الصحة ولعلي دائما أتذكر بعض ألأشخاص المجانين الذين أصيبوا بعاهة وخلل ذهني على عهد البعث البائد عندما لم يكن هناك احد يتجرا على التفوه ببنت شفة حول أية مسألة سياسية تمس السلطة القمعية التي كانت تحكم إبان ذلك العهد , وكنا نرى ونسمع بعض المجانين كانوا يتفوهون جهارا نهارا ويلعنون المسئولين من أكبرهم إلى أصغرهم وهم يجوبون الشوارع والطرقات , في وقت كان الصمت مطبقا على ( وعاظ السلاطين أولا) الذين كانوا يدعون بل ويمجدون للزمرة الحاكمة من على المنابر مع تقديرنا لمن ضحوا بحياتهم وقبعوا في غياهب السجون في سبيل قول الحق ومنع الظلم .
في أحد ألأيام وكنت جالسا في إحدى المقاهي العامة في شمال العراق مر بنا أحد من نسميهم في مجتمعاتنا بالمجانين (نظرا لهيئته وتصرفاته الغريبة ) وكان يتحدث بصوت عال وهو (يلعن المسئولين في الإقليم (الكوووردي) قائلا لعنة الله على من يظلمنا ولعنة الله على من يسرق أموالنا ولعنة الله على من غدر بنا) فقلت لزميلي فوا لله لابد أن نأخذ الحكمة من فم هذا ومن نسميه مجنونا قال كيف ؟ فقلت هل يجرأ من يقف على المنبر ويؤم المئات من الناس في صلوات الجمعة وغير الجمعة أن يشير بإشارات تحرك العقل الجامد الراكد للمتلقي ليبدأ بالحراك من حالة السكون والسبات إلى حالة الحركة والوعي والاسترشاد إلى السلوك القويم الصحيح ؟ ومن ثم لكي نبدأ بفضح من يسرق وينهب المال العام وحوادث الاغتصاب والجرائم ووو... التي يقوم بها المسئولون ؟
لقد سمعت بعد فترة ليست بالقصيرة أن احد أزلام الموالين لسياسة ألأحزاب الكردية في السلطة قام باستدراج هذا المجنون المعفي من كل شيء قانونا وشرعا وعرفا إلى محله وقام بتهديده بمسدسه قائلا له سأقتلك إن لم تقف عند حدك وتكف عن هذا الحديث الذي تروجه أنت ومن يدفعك فما كان من هذا المجنون إلا أن أذعن له خائفا مرتعدا من تهديده ولعل ثقافة التهديد والوعيد هذه ولغة السلاح والعنف ضد كل من يقف في غير صفهم وانتهاك الحقوق والرعاية الصحية السيئة بحق هذه الشريحة وتعامل المجتمع بصورة لا إنسانية هي نفسها التي قد جعلت من هذا المجنون مجنونا يجوب الشوارع بهيئته الرثة ولحيته الكثة .
أبو ذر الغفاري لم يكن مجنونا وسائر الأنبياء والصالحين والأولياء من الناس لم يكونوا مجنونين يوما ما ولكن بدأت مسيرة كل منهم بأن اتهموا بالجنون والهوس والخرف (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ) , فهل كان أبو ذر الغفاري احد اقرب صحابة الرسول مجنونا عندما اتهمه الخليفة عثمان بالجنون والخرف ؟ فيما كان هو يجوب الشوارع ويردد الآية ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) في وقت كان فيه العديد من المسلمين وغير المسلمين يعيش شظف العيش ولا يجد قوت يومه والحوادث المروية عن ذلك كثيرة وعديدة ولطالما سمعنا المرأة التي كانت تضع قدر الماء ليغلي على النار موهمة أولادها بأنها تحضر طعاما حتى ينهكوا ويناموا والخليفة الذي عملت الصدفة عملها وعلم بها وهم ليساعدها , في حين كان غافلا عن أمراءه وولاته وصحابته الكثيرين الذين كانت تركاتهم وسبائك الذهب الخاصة بهم كانت تكسر وتقطع بالفؤوس .
هل كان أبو ذر الذي قال فيه الرسول أربعة تشتاق إليهم الجنة ومنهم أبو ذر الغفاري (المجنون) الذي نفي وأقصي عن المدينة إلى ( ما تسمى ألان منطقة جبل عامل في لبنان) ولم يسمح لأي من صحابته ( المجانين) كعلي وعمار بن ياسر وسلمان الفارسي أن يودعوه حتى توديعا والذين لم يذعنوا لذلك وهددوا بالنفي والإقصاء ليلحقوا المجنون الذي تشتاق أليه الجنة !!!!
لعل من المهم القول أن قول الحق والوقوف بوجه الظالم والطاغية والمجرم والإرهابي قد يفسره المراءون والمنافقون بأنه ضرب من الجنون والهوس فكل من يفرط في خطابه الإنساني بعقله الحر المنفتح سوف يسمى الآن مجنونا فعلينا الآن أن نحيد عن صف من يسمون أنفسهم بالعقلاء والحكماء ويروجون في نفس الوقت لثقافة القتل والإرهاب والعنف والتهديد والوعيد وأنت عزيزي القارئ لن تكون منهم ونحن سنقف مع المجانين من الرسل والصالحين كعلي بن أبي طالب ومارتن لوثر ونيتشه وأبي ذر وعمار و سلمان ولنكولن وتشرشل وإديسون الذين لم يبخلوا بخطابهم وفعلهم الإنساني فنعتوا ولقب البعض منهم بالمجانين , ألا أنهم هم المجانين وساء ما يحكمون .
لقد تفشت ظاهرة الجنون والهوس في مجتمعاتنا المتخلفة ولا أشير هنا إلى المجنون الذي قلت عنه سابقا انه كان يجوب الشوارع يلعن المسئولين , فالجنون الحقيقي هو أن تسرق وتنهب المال العام وما ليس لك فيه حق وسلطان والجنون الحقيقي أن ترهب الناس وتهتك أعراضهم وتسفك دماؤهم بغير حق وأن تمنع حريات الناس التي كفلها الله وكل الشرائع السماوية وغير السماوية .
إذا فالجنون الحقيقي هو الذي تعيشه الثلة الضالة التي تقوم بتفجيرات وأعمال قتل طائفي وقومي وعرقي في مشارق الأرض ومغاربها فهم الذين يسمون ويروجون وينعتون كل حركة أصلاحية وإنسانية ومشروع ديمقراطي بالسفاهة والجنون وقد تحولت المصطلحات القديمة هذه إلى مصطلحات جديدة من قبيل العمالة للغرب والخيانة والمؤامرة .
الإنسانية بالطبع ليست ذاهبة للانحلال والتفسخ والانحدار بل هي قائمة بقاء الهواء الذي نستنشقه والحياة التي نحياها والتفاؤل قائم , ولعلنا لابد ان نحذو حذو نيتشه عندما قال تحطيم الأصنام هي كلمتي المفضلة , حتى قال له طبيبه الذي كان يعاوده أنت لست مريضا عصبيا ومجنونا بل أنا هو المتوتر أصلا .
أما من ينظرون إلى الناس من فوق أبراجهم العاجية فهم غير جديرين بان يخدمونا وهم لا ينتجون في دنياهم سوى فلسفة الحذلقة الفارغة وتكريس ثقافة رضوخ الجميع لهم قولا وفعلا فلا تعيروهم أي اهتمام فهم إلى زوال.
ولنأخذ بعض الحكمة والموعظة من أفواه المجانين .
بلجيـــــــــكا
البريد ألإلكتروني: nelson_usa67@yahoo.com
http://www.iraqfreedom.blogspot.com/
الأحد، فبراير 14، 2010
فريضة الحج هل هي طريق نحو ألإرهاب ؟؟
محمود غازي سعدا لدين
نبدأ مقالنا بنكتة طريفة طرقت مسمعي قبل فترة وأصبحت هذه النكتة الطريفة واقع حال في مجتمعاتنا الإسلامية مفادها (أن احد الحجاج الموسرين من أصحاب العقارات والشركات ومحلات بيع الأجهزة كان قد حج بيت الله عدة مرات , واقفا في احد محلاته لبيع ألأجهزة الكهربائية يساعده في عمله أربعة من أبناءه في عملية البيع ثلاثة منهم يشتركون مع والدهم الحاج في جميع الأشياء من هيئة وأصول التعامل مع الزبائن وزيارات للحج باستثناء الرابع الذي لم يكن يشاركهم في ذلك , وفي إحدى المرات زار أحد الزبائن المحل ليبتاع احد ألأجهزة الكهربائية وانتهت العملية بشراء أحداها وعندما طلب الزبون من الحاج صاحب المحل أن يعاين الجهاز وتشغيله كونه بعيد عن موقع المحل قال له الحاج أن القوة الكهربائية غير متوفرة ألان ولكن بضاعتنا كلها في السليم 100% , وأنا أضمن لك سلامة الجهاز وأنا حاج لبيت الله ولي كلمتي وهؤلاء أولادي يشاركونني رأيي وفي حال وجود أي خلل يمكنك إرجاعه واستبداله بأخر ويمكنك ألاعتماد على كلامنا , فذهب الزبون بجهازه ليكتشف انه لا يعمل وعاد سريعا للحاج لتبديل الجهاز فما كان إلا أن نفى الحاج ولم يصرح بذلك ونفى أولاده أيضا وبهت الزبون !!
وبعد جهد جهيد تدخل الابن الرابع قائلا أنكم قلتم ذلك وأنا شاهد بذلك فبهت الحاج من قول ولده الرابع بعد أن أصبح أمرا واقعا , وقال له ما دام كذلك فليكن !!
استبدل أنت بنفسك جهازه وعاينه , وغادر الزبون مرتاحا من معاملة الابن الرابع , وعاد الولد إلى أبيه الحاج فقال والده له هل استبدلت الجهاز قال نعم , قال ف والله الذي لا أله إلا هو (إلا أرسلك للحج هاية السنة لتصبح مثلي ومثل أخوتك !!!!).
هذه النكتة ألقيتها في إحدى جلسات العمل في دائرتي التي مارست فيها عملي تدخل احد المراجعين حينها قائلا يا أستاذي لماذا تلقي علينا نكاتا كهذه هذا ما عايشته أنا شخصيا حيث قال أنا اعمل في محل للحلاقة منذ عدة أعوام كمستأجر وطوال هذه الأعوام لم تحدث لي مع صاحب المحل أية إشكالية إلا أن حج بيت الله وعاد ليقوم برفع ألإيجار إلى الضعف وأقام الدنيا ولم يقعدها وهدد برمي جميع حاجياتي إلى الشارع وما كان مني ألا أن أذعن لطلبه في حين انه كان على قدر عال من الثراء , وهذه الظاهرة مستفحلة في مجتمعنا ..
لسنا هنا بصدد طرح عدد من النكات والمواقف الطريفة بقدر ما نحن جادون في طرح هذا الموضوع , لنقول لقد أضحت فريضة الحج طقسا وتجارة تدر على القائمين على إدارة مناسكها من آل سعود ومن يروج لهذا الطقس المليارات من الدولارات سنويا , (ونؤمن إيمانا كاملا بأنها فرض من فروضنا نحن المسلمين لكي لا يزايد علينا احد في ذلك ولكني لا أؤمن البتة بحركات ودوران وجلوس وقعود مهما كان نوع هذه الفرائض وطريقة وموسم أدائها ولكن ليس بمعزل ودون ألابتعاد عن شكل وأصول التعامل الإنساني بين بني البشر الذي يأتي أولا) .
المؤسسات المنتشرة في كافة أنحاء العالم التي يدعمها آل سعود وتدر على العائلة (الكريمة على ألإرهابيين) المليارات من الدولارات ومن ثم دعم ظاهرة التطرف والترويج للإرهاب عبر خطباء ومشايخ السلفية والوهابية .
المفارقة في ألأمر أن هناك العديد من النواب العراقيين (سنة وشيعة) قد ارتأوا أن يؤدوا طقوسهم هذه السنة في وقت يعلمون هم جيدا الظروف التي تحيط بالعراق وشعبه والمآسي التي تحل عليه من جراء التفجيرات التي تديرها الآلة السعودية والبعثية وأذنابهم , لعل النواب أنفسهم قد ظهروا في عديد من الأوقات وما برحوا ليتحدثوا عن معاناة الشعب العراقي ومآسيه والفقر والعوز الذي يعانيه قطاع كبير من هذا الشعب المسكين , ولعل السادة النواب وكل منهم يمثل محافظة من محافظات العراق التي لو كانوا يعلمون وهم يعلمون بدون أدنى شك , أن جميع المحافظات العراقية تأوي داخل رقعها الجغرافية حالات مأساوية تدمى لها الدموع وتكسر القلوب ولعل مشاهد عوائل الضحايا والمعوقين وحالات البؤس والمرض والفقر و عوائل ضحايا الإرهاب والجرحى والمعاقين التي رصدتها بعض القنوات العراقية على قلتها وعددها الضئيل بالنسبة للواقع على ألأرض كفيلة بدعم ما ذكرته واذكرهم بالحكمة القائلة (إذا أردت أن تعرف امرءا فأعطه جاها وأعطه سلطة) والحمد لله لقد أوتي نوابنا ألاثنتين .
كان من الأجدر بهؤلاء النواب بل وغير النواب أن يتكفل كل منهم عائلة من تلك العوائل وتأجيل ما يسمونها حقوق الله عز وجل عليهم ومتناسين عباده , بحجة أداء فريضة الحج وإنفاق ما ينفقونه لتذهب إلى جيوب عوائل ومشايخ آل سعود ومن ثم تصبح سيارات وانتحاريين يفجر بها جسد الإنسان عموما في العراق (الشيعة منهم خاصة ) لاسيما أن الدولة السعودية ومشايخ ووعاظ السلطة لم يبخلوا بفتاوى وتصريحات في هذا الصدد في مناسبات عدة ( كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى) ولمن أراد أن يطلع على أرصدة هؤلاء فله ذلك وبكل سهولة عبر مواقع شبكة الانترنت العديدة (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ) .
هل تناسى المسلمون عموما الذين يحجون بيت الله خاصة أن حق الإنسان على أخيه الإنسان اجل وأسمى من حقوق الله على عباده وخلقه الذي لم يخلقهم عبثا ليتآلفوا وينفقوا في سبيل المسكين واليتيم والفقير وان الله وسعت رحمته كل شيء ليدخل في رحمته من يشاء من عباده حتى من ترك فريضة من فرائضه كالحج بسبب إنفاقه وإعانة أخ له في الإنسانية يعاني ما يعانيه من فقر وعوز وأزمات تكاد لا تخلو منها أية بقعة ولو بصغيرة من بقاع أراضي المسلمين المتواجدين عليها.
لعل ما لاحظته هو تنامي دور الحركات ألإسلامية على مدى واسع وكبير جدا في شمال العراق (تحركها كالعادة ألأحزاب القومية المهيمنة على السلطة) حتى أضحت هناك مكاتب وشركات عديدة ومنابر ومساجد تبنى ويقف عليها خطباء يروجون الثقافة الوهابية وتمجيد طغاة متعمدين ذلك في خطبهم على المنابر (حتى بات تمجيد والترضي على معاوية الفاسق شيئا بديهيا ) يصدح به هؤلاء المنافقون بل أكاد أن أقول أنها على غرار الحملات ألإيمانية التي كان يروج له الطاغية الملعون أبان عهده البائد .
ولعل ما استدل به انك لن تجد مسئولا كرديا كبيرا رفيع المستوى (الرفعة هنا المنصب الذي يتقلده والكم الذي سرقه من جاه ومال فهذا هو مقياس الرفعة هناك وكما يقول المثل الكردي القديم (هة يي بة كورى كةرى بة أي فيما معناه املك مالا وجاها فلك الرفعة والسمعة والحظوة حتى لو كنت ابنا لحمار مع احترامنا للحمير كافة كونها لا تؤذي أحدا فهي صبورة خدومة للجميع ) يأتي على اتهام السعودية بتهم تتعلق ب ألإرهاب وفي حال وجود بعض التصريحات الخجولة هنا وهناك فإنما هي من قبيل خلط الأوراق والضحك على بعض الذقون (الشيعية والسنية) ولو لا الضغط الإعلامي الذي تتبناه بعض القنوات الإعلامية العراقية وبعض السياسيين المخلصين من سنة وشيعة وأطياف أخرى في فضح سياسة مشايخ آل سعود لما تفوه احد ببنت شفة وحرف واحد.
لقد بدأ الشمال العراقي يستقطب وباستمالة شركات سعودية بدلا من ذلك وخليجية مؤيدة للنظام السعودي وإدخالها إلى الشمال العراقي عبر ألأحزاب الإسلامية المتطرفة والقومية طبعا هناك , ومن ثم الترويج لثقافة طائفية عبر المنابر والاجتماعات المغلقة ويتضح ذلك وبشكل جلي أثناء المناسبات الدينية .
المضحك المبكي أن هناك عددا كبيرا من الزوار الشيعة الذين يؤدون هذه الفريضة من العراق وغير العراق وما يهمنا هنا هو ما يمس شان العراقيين خاصة , لأننا نعتقد جازمين أن فريضة الحج التي أصبحت لعبة سياسية وسياسة شد وجذب بين السلطة الحاكمة في السعودية في كسب التأييد وحشد ألإعلام ضد الدور ألإيراني وولاية فقيهه الذي بات هو أيضا يتاجر على حساب العقيدة الأصلية لشيعة أهل البيت وعلى حساب معاناة الإنسان عموما وهذا ما نلاحظه في أن السلطات السعودية هددت بقمع الحجاج الشيعة (الغافلين) في حال تسييس هؤلاء الحجاج ما يسميه أمراء آل سعود بفريضة الحج تجلت هذه التصريحات خصوصا بعد أن طفت إلى السطح أزمة المتمردين الحوثيين (الشيعة) في اليمن .
لقد أصبح الحجاج الشيعة أداة بيد ولي الفقيه وغيرهم وهم لا يعلمون أنهم يرمون بالآلاف من الدولارات إلى جيوب أمراء الإرهاب عبر إرسال الآلاف من الحجاج والمعتمرين الشيعة لكي يقمعوا وتصبح في ألآخر صفقة ولعبة سياسية بين ولي الفقيه وأمراء آل سعود , الخاسر الأول والأخير وضحية نفاقهم السياسي هو ألإنسان عموما العراقي والمغربي والجزائري والاندونيسي والباكستاني والأفغاني ...
علينا أولا أن ندرك انه لن تنفعنا أية فرائض بدون الرجوع إلى القيم العليا للتعامل الإنساني ولا يغفل المسلمون إنهم قد يصبحون بشكل أو بآخر في النهاية شركاء وأدوات تمول بها آلة الإرهاب العالمي ويصبح كل حاج منكم شظية أو رصاصة أو سيارة مفخخة تقتل إنسانا بريئا في إحدى أرجاء العالم .
بقلم :
محمود غازي سعدا لدين
بلجيـــــــــكا
البريد ألإلكتروني: nelson_usa67@yahoo.com
www.iraqfreedom.blogspot.com
السبت، فبراير 13، 2010
ضحايا ألإرهاب يبحثون عن براءتهم
محمود غازي سعدا لدين
لا زال ألإرهاب ألأسود ألأعمى يفعل أفعاله الشنيعة في العراق وقد ظهر جليا قبل أيام في الموصل وبغداد وبابل باستهداف مكونات مختلفة من فسيفساء المجتمع العراقي تارة باستهداف الشبك في قرية الخزنة وتارة باستهداف التركمان من الطيف الشيعي في تل عفر ومن ثم استهداف العملية الديمقراطية برمتها وإتباع سياسة ألأرض المحروقة التي كان يتبعه نظام البعث البائد في بغداد وبابل , وجل همهم هو الوصول إلى نتيجة واحدة تفضي بتحطيم وتدمير نفسية المواطن العراقي بعدم الشعور بأي تحسن امني واقتصادي , بهذه التفجيرات الدموية في العاصمة العراقية وأنحاء متفرقة أخرى من العراق .
يخرج علينا بعد كل عملية إرهابية المسئولون في الدولة العراقية بمختلف صنوفهم وكتلهم وتياراتهم من المتطرفين والمعتدلين والقوميين ومن الشيعة والسنة والعلمانيين والديمقراطيين بل وحتى البعثيين ليصرحوا وينددوا جميعهم بهذه التفجيرات الدموية التي طالت ألأبرياء من العراقيين وهو الخطاب العام الذي أكل عليه الدهر وشرب ولا يغني ولا يسمن من جوع .
فالجميع متفقون في التنديد بهذه ألأعمال البربرية في نفس الوقت جميعهم مختلفون في قضايا عدة رئيسية فالجميع يصرح إن هذه التفجيرات هي من تداعيات الخلافات السياسية بين الكتل الكبيرة التي تمثل أقطاب وأعمدة الحكومة العراقية وان هناك أجندات من دول الجوار العراقي كإيران والسعودية وسوريا تنفذ على ألأرض العراقية وفي ضل وجود السياسات الفاشلة من قبيل التوافق والمجاملات على حساب دماء ومعاناة هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره.
فمنهم من لا زال يخطب ويمجد بما يسميها المقاومة الشريفة وطرد المحتل وجلاءه والمناداة بالاستقلال حسب تعبيرهم المنافق , كما ولا زالت الخلافات الكبيرة على الدستور العراقي تراوح مكانها ولجنة التعديلات الدستورية لم تفضي إلى حل نهائي في الفقرات الخلافية الكبيرة كشكل الدولة طبيعة نظام الحكم وقانون النفط وتوزيع عائدات النفط العراقي وصلاحيات السلطة ألاتحادية والعلاقة بين المركز وحكومات ألأقاليم والتي لم يتضح شكل أي منها عدى ألإقليم الكردستاني والذي بات واقع حال يفرض نفسه منذ عام 1990 , ومن ثم مشكلة المناطق الواقعة بين محافظتي الموصل وكركوك من جهة و أربيل ودهوك والسليمانية من جهة أخرى فيما سميت ب (المناطق المتنازع عليها) لتؤكد هذه المفردة بدون أدنى شك إن هناك نزاعا وخلاف كبيرا يجري على ألأرض ومن ثم ما ستؤول عليه مشكلة ألأزمة المستفحلة بين ألإدارة الحكومية في الموصل عقب ألانتخابات ألأخيرة المتمثلة بقائمة الحدباء وقائمة التآخي الكردية التي قاطعت ولم تشارك في ألإدارة الحالية .
هل باتت الضحية التي سقطت على يد ألإرهابيين في العراق بحاجة لتبحث عن دليل لتبرئ نفسها من تهمة من أزهق روحها وقطعها أربا أربا !! ومن هو غير البريء من بين الضحايا الكثيرة الذين سقطوا وأرهقت دماءهم على ألأرض العراقية بدأ بالسيد عبد المجيد الخوئي شهيد الحضرة العلوية أم السيد باقر الحكيم الذي قطعت أوصاله والعشرات معه من أمثاله أثناء حضوره صلاة الجمعة في النجف ؟ أم أن الغير البريء من هؤلاء الضحايا هم من عمل في المنظمات ألإنسانية كالسيد سيرجو ديملو وكينيث بغلي أو مارغريت حسن ؟ أم أنهم المتعاقدون مع الجيش ألأمريكي الذين قطعت أوصالهم وحرقوا وسحلوا وعلقوا في الفلوجة ؟ أم هم ضحايا قوات التحالف التي ساعدت العراقيين على التحرر ؟ أم ان غير ألأبرياء قد يكونوا هم من سقطوا نتيجة التفجيرات البربرية في سنجار والزن جيلي وقرية الخزنة او قرية آمرلي ؟
المسؤولية والواجب ألأخلاقي تحتم على الدولة العراقية وكل من لديه ذرة من الشعور ألإنساني كشف جميع المجرمين والمتورطين بما ذكر من جرائم والتي لم تذكر ولم يكن هناك مجال لأن نذكر العديد منها و ألإبتعاد عن نظرية الكل يتهم الكل والكل يبرئ الكل لتصبح الضحية في ألآخر هي من تبحث عن دليل لها لتثبت براءتها وتدفع عن نفسها تهمة أنها الضحية الغير البريئة وأنها تستحق الذبح والتفخيخ والسحل والتقطيع والحرق !!
محمود غازي سعدا لدين
العراق
البريد ألالكتروني
nelson_usa67@yahoo.com
www.iraqfreedom.blogspot.com
الجمعة، يناير 01، 2010
مسيحيو البصرة تعقيب من قبل الكاتب
محمود غازي سعدالدين
وردتني العديد من التعليقات و الايميلات حول مقالي المنشور على عدد من المواقع ألالكترونية والصحف والمجلات المختلفة , و ارتأيت هنا أن أعقب على بعض هذه التعليقات و من باب تصحيح بعض ما قد التبس على البعض والرد بكل صراحة على بعض المتشنجين والمتطرفين الذين استغلوا المقال لترويج الطائفية أكثر أو لإثارة بعض النعرات الدينية بين مكونات الشعب العراقي , والثناء على العديد من ألإخوة والأخوات الذين علقوا بعقلانية على ما جاء في سطور المقال .
لا زلت أؤكد أن موقف المسيحيين موقف وطني ووفي ونبيل في تعليقهم الاحتفال بأعياد رأس السنة وميلاد السيد المسيح ولعلي لابد أن أوضح بعض الأشياء واتفق مع آراء بعض ألإخوة الذين أدلوا بآرائهم حول المقال , بأنه كان من المهم أن تكون هناك مواقف ايجابية ورسائل من المراجع الدينية والهيئات الدينية إلى ألإخوة المسيحيين وخصوصا في البصرة وغير البصرة ولا ضير من إقامة احتفالاتهم وطقوسهم دون رد فعل سلبي من أي طرف كان وليعود الأمر بالنهاية والجواب من ألأخوة المسيحيين أنفسهم في حال تعليقها دون إكراه وضغوط وشاركوا أخوتهم في طقوس عاشوراء .
بعض ألأخوة الذين علقوا ذكروا أن مصاب الشيعة هذا يعود إلى أكثر من 1400 عام مضت فلماذا نعيش ونضع أنفسنا في تلك الأحداث المؤلمة وما مر على العراق من آلام وأحزان تكفيه لنستذكر أحزانا وقد مضى عليها أعوام وأعوام !! .
هنا أقول أن مأساة ألإمام الحسين ليست طقوسا ومواكب (تقوم بالتطبير وضرب القامات ) نشاهدها تجرى من قبل القلة من ألإخوة الشيعة والتي لا أؤيدها ومن الأجدر عدم القيام بعادات من قبل التطبير وإيذاء النفس ولا ضير من أداء أية طقوس تؤكد مصاب الحسين واستحضار بعض المواقف التاريخية بالنظر لما شوه وحرف ووضع من قبل الدساسين والوعاظ المنافقين والطغاة من قبيل تشويه الحقائق عبر التاريخ.
هنا أقول أن هناك بعض الأحداث التي جرت ومضى عليها سنين عديدة أكثر بأضعاف مما مضى على مصاب الحسين ولعلي سأذكر مثالا واحدا صغيرا وكبيرا من حيث المعنى , من منا لا يتأثر بفيلم الممثل الأمريكي (مل غيب سون) وهو يجسد دور السيد المسيح في فيلمه الرائع ومن منا يستطيع أن يحبس دموعه ويكبت مشاعره وهو يعيش أحداث الفيلم المؤلمة والمواقف الرائعة التي جسدها الممثل بأدائه الرائع طوال أحداث الفيلم .
لعلي لابد هنا أن أؤكد شيئا واحدا فقط وقد سبقني عدد من الإخوة في ذلك بان على المراجع الشيعية المعتدلة النظر بجدية إلى موضوع طرح فكرة أنتاج قصة ورحلة ومأساة الإمام الحسين على بعض الشركات السينمائية العالمية (هوليود مثالا) لإنتاج فيلم يجسد هذا الحدث العالمي الإنساني المؤلم على غرار فيلم الرسالة الذي نال رواجا واستحسانا عالميين في نسختيه العربية والانكليزية , وان لا ينظر إلى الأمر بنظرة متشنجة وافق ضيق , ولعل اتفق كليا أن حادثة ألطف خرجت نحو العالمية إلى حد ما , وما يؤكد هذا الشيء هو ما يحدث كل عام من استهداف مواكب الإخوة الشيعة في العراق وباكستان والهند وأفغانستان من قبل الإرهابيين بسيارتهم وأجسادهم النتنة المفخخة وعبوات لاصقة تستهدف سيارات مواكب الزائرين وشتى الوسائل الخبيثة التي تنم عن دناءة وخبث الأطراف التي تقوم بها وتروج لها , لقد جلبت أحداث عاشوراء أنظار وعطف المجتمعات والدول الديمقراطية التي تقدر قيمة ألإنسان وحريته في أداء كل شيء وأصبحت هذه المجتمعات والدول تتحدث عن الجرائم التي تنتهك بحق المسلمين الشيعة أثناء كل مناسبة وما السر في استهدافهم ؟ هنا لابد لي أن أشير إلى بعض العبارات التي وردت في مذكرات الحاكم المدني للعراق السيد (بول بريمر) في كتابه (عام أو سنتي في العراق) وهو يتحدث مع مستشاره ألأمني الذي قال له أنت الشخص ألأول المستهدف حاليا في العالم من قبل الجماعات الإرهابية حسب المعلومات التي تلقيناها , وعلينا زيادة وتكثيف إجراءات حمايتك الخاصة فكان رده انه علينا أن نفكر كيف نساعد ونحمي مع قوات ألأمن العراقية مواكب ثلاثة ملايين زائر عراقي في ذكرى عاشوراء فكر في ذلك أفضل فانا لدي حماية كافية ولعلك تدرك نوايا الجماعات ألإرهابية في استهداف تلك المواكب سنويا , وتشير ألإحصائيات الرسمية أن معظم الضحايا الذين سقطوا في أنحاء غالبيتهم من الطائفة الشيعية ولست هنا لأقلل من أية دماء سالت فأية قطرة دم (مسيحي او صابئي وشبكي ويزيدي أو كردي سفكتها المجموعات الإرهابية والميلشيات الخارجة على القانون غالية علينا ولا تقدر بأي ثمن .
إذا الموضوع ليس كما طرحه بعض ألأخوة والأخوات إنها حادثة جرت أحداثها قبل 1400 عام مضت بل الواقع عكس ذلك فعلى الإنسانية جمعاء أن تقف ضد هذا ألأجرام الذي يحصل في كل مناسبة ولعل كل ذو ضمير إنساني يدرك هذا الشيء , هنا ليس من الحكمة والإنصاف أن نصف جميع هذه الطقوس ومن يقوم بها بالجنون والهوس (ولعلني قلتها مرارا ويؤكد عليها معظم مراجع الشيعة بعدم إيذاء النفس في إشارة إلى ظاهرة التطبير وضرب القامات ) ولا ضير في أية طقوس أخرى نستذكر تلك المأساة , هنا أقول واطرح سؤالا على الإخوة والأخوات الذين وصفوا طقوس عاشوراء بمجملها بالهوس والجنون , هل يحق لنا أن نصف ملايين الهندوس السيخ في دولة الهند بالهوس والجنون عند أداء طقوسهم الدينية كل عام واغتسالهم في النهر المقدس (حيث تؤدي هذه الظاهرة إلى غرق الآلاف منهم عند أدائها) ولا أظن أن أحدا يشك كون الحكومة وشكل ونظام الدولة في الهند يمثل ديمقراطية حقيقية لا يطعن فيها احد ؟؟
هل علينا أن نطعن في احتفالات بعض شرائح المجتمعات الديمقراطية (رغم إنها ليست طقوسا دينية) على غرار دولة اسبانيا و البرتغال ودول أخرى ونرى جميعا بأم أعيننا الآلاف منهم يشاركون في طقوس تطلق فيها قطعان الثيران الهائجة في الشوارع والساحات يتراكضون أمامها وخلفها والمئات يقعون ضحايا كقتلى وجرحى من جراء هذه ألاحتفالات !!
أو احتفالات محصول الطماطم في بعض الدول الأوربية التي تغلق فيها ساحات وشوارع عامة يشارك يها ألآلاف نساء ورجالا وتقع نتيجتها المئات من الحوادث !!
الهوس والجنون الحقيقي هو من يقوم باستهداف المواكب الحسينية في كل مناسبة حتى (من كان منهم يؤذي نفسه بالقامات والتطبير) والهوس والجنون الحقيقي هو من يستهدف المسيحيين وكنائسهم ويقوم بتهجيرهم وكذلك الحال من يستهدف اليهود والصابئة والبوذيين وتقصد في إيذائهم في مناسبة وغير مناسبة .
فعلينا إذن أن نقف ضد الظاهرة ألأخطر وهي ظاهرة ألإرهاب العالمي المتفشي واستهداف الإنسان دون النظر بتشنج إلى الأمور ووضع الأمور في نصابها بعقلانية وتمحيص ودراية فقد يكون العذر حاضرا ومسموحا ومقبولا به كونك قد آذيت نفسك تلقاء نفسك وأنت في كامل وعيك ورشدك في سواء أكنت متسلقا للجبال أو لناطحة سحاب أو انك تقوم بمغامرة من قبيل العديد من المغامرات التي نراها في العديد من الدول الحديثة والراقية أو إن كنت شيعيا أو يهوديا أو هنديا أو بوذيا في الصين تؤدي طقوسك الدينية بغض النظر عن شكل وطبيعة هذه الطقوس , ولكن العذر الغير مقبول و علينا أن نقف ضده في حال وصل ألأمر إلى أن يقع الإيذاء متعمدا من قبل غيرك بسيارة مفخخة وعبوات ناسفة أو حتى ألعاب نارية و أطلاقات نارية تطلق في احتفالات تؤدي إلى حرق وهلاك المئات من الأنفس وهذه إحدى العديد من مظاهر الجنون والهوس الذي نعيشه يوميا في مجتمعاتنا .
فلا نجعل من أنفسنا كمن يتحدث ويستعمل كلمة الحق في سبيل الباطل و لكم الحكم على ذلك .
**
مسيحيو البصرة مثال وطني حي و وفي للإمام الحسين .
تلقيت خبر إيقاف أو تعليق مسيحيي محافظة البصرة احتفالاتهم بمناسبة أعياد رأس السنة وميلاد السيد المسيح بسبب تصادف وقوع هذه الاحتفالات مع ذكرى واقعة ألطف ذكرى استشهاد الإمام الحسين , تلقيت الخبر ومنحني شحنة أخرى من التفاؤل بأن العراق فيه من الخيرين الذين يسعون لبنائه وتقوية الأواصر بين مكونات شعبه , لعل هذا الشيء يدل على قمة الوفاء من قبل الأخوة المسيحيين لأخوتهم( الشيعة) خاصة والمسلمين والعراقيين والإنسانية عموما كون الحسين مثال للإنسانية جمعاء وليس إماما للشيعة فقط , وكما وصفه رئيس الوزراء البريطاني في حينه ونستن تشرشل قائلا (لو كان حسين منا وفينا لأمرت أن تعلق له راية في كل بيت ومنزل في بريطانيا ) وهذا غاندي الرجل الرائع ومثال التسامح والذي طالب بحقوق شعبه في الهند وروج لنظرية قمة في الروعة من حيث طلب أية حقوق دون اللجوء إلى خيار العنف يقول فيه ( علمني الحسين كيف أكون مهزوما فأنتصر) .
من الوفاء والإخلاص لمسيحيي البصرة والعراق عموما أن تكون هناك بوادر أخرى وكرد جميل من إخوانهم الشيعة والسنة كونهم يمثلون الشريحتين الكبيرتين من مكونات الشعب العراقي ومن باب هل جزاء الإحسان ألا ألاحسان أن يعامل مسيحيو العراق بمثل هذا الوفاء الذي عبروا عنه في هذه المناسبة ويجب أن ننتهج أرقى أساليب التعامل ألإنساني معهم ومنحهم مزيد من الحقوق في أداء طقوسهم الدينية وحرية المأكل والمشرب والملبس وخصوصا ما شاهدته البصرة قبل فترة من تقييد حريات الطائفة المسيحية التي تعيش بين إخوانهم منذ عقود طويلة وهذه الممارسات قد شملت المجتمع بصورة عامة رغم علمنا أنها لا تمثل المجتمع البصري عموما وإنها ظاهرة روجت لها بعض التيارات المتطرفة الشيعية المدعومة من قبل إيران وولي الفقيه التي تسير في سياسة فرض مفردات العقيدة ألأسلامية فرضا من ارتداء الحجاب ومنع الخمور ومنع خروج النساء سافرات حتى أن ألإخبار التي تتوارد من ايران تتحدث أن هناك إجراءات قاسية تأخذ بحق أية فتاة لا ترتدي الحجاب فكيف بخروجها وهي تلبس تنوره قصيرة أو تضع ماكياجا فقد تلقى في غياهب السجون أو تعدم كما تشمل هذه الإجراءات حتى الشباب الذين لا يزرون قمصانهم أو في حال ارتدائهم بعضا من ألانتيكات كمزاج شخصي ليمارس إرهاب الدولة وولي الفقيه بحقهم عند أية خروج عن تعاليمه (الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) ليناقضوا مبدأ لحرية التي فسح الله عز وجل للإنسان حرية ألأيمان والكفر به عز وجل (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا) (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ) .
علينا أن عندما نتحدث أن لا نتحدث عن محافظة البصرة فقط رغم انحسار ما شاهدته هذه المحافظة من موجة تطرف من قبل الجماعات المتطرفة الشيعية والسنية (ألأجندات المتطرفة غالبا ما تلتقي) على حد سواء بعد عمليات فرض القانون رغم علمنا عدم انتهاء ظاهرة التطرف نهائيا وينبغي على الجميع بذل الجهود بغية إنهائها في المحافظات الجنوبية بالنظر لعدم وجود حاضنات للجماعات المتطرفة السنية بقوة داخل المدن الجنوبية التي تؤجج نار الفتنة وإثارة مشاكل مع مختلف الأقليات التي تقطن هذه المحافظات .
كما قلنا لابد أن يتحلى العراقيون بالوطنية و ألإنسانية مع إخوانهم المسيحيين وغيرهم من إخوانهم من المكونات الأخرى وعلى الجميع حكومة وشعبا إيقاف ظاهرة استهداف المسيحيين واستهداف دور العبادة وتهجيرهم من مناطق سكناهم وموجة اغتيالات تمارس من قبل جماعات متطرفة نشاطات و إرهابية سنية من قبيل ما تسمى دولة العراق الإسلامية وكتائب النقش بندية الإرهابية وجيش محمد خصوصا في مناطق الموصل وسهلها وبغداد وكركوك وديالى ولعل هناك مؤشرات حول ارتفاع وتيرة استهداف المسيحيين في الموصل ومناطق سهل نينوى تحديدا .
لابد من وضع النقاط على الحروف وكشف جميع الجهات التي تقف من وراء هذه العمليات الإرهابية ولا اخفي سرا أن يكون هناك دورا خبيثا لأحزاب كردية قومية تدعو لإقامة ما يسمى منطقة حكم ذاتي في مناطق سهل نينوى من قبيل ذر الرماد على العيون ووضع المسيحيين تحت السيطرة وتوجيههم بالري موت كنترول الكوووردي القومي وخصوصا بعد تصاعد الأصوات الوطنية من العديد الشخصيات الدينية والأحزاب المسيحية التي ترفض هذا المشروع جملة وتفصيلا ولعلي هنا سأقول صراحة على الإخوة المسيحيين الانتباه أنه قد تكون هناك بعض الأطراف والشخصيات من المكون المسيحي قد تم إغراؤها بعقود سخية ووعود كاذبة حول طبيعة هذا المشروع الخبيث الذي لا ينفع العراق وشعبه سوى إضافة مزيد من الانقسام والتشرذم .
في ذكرى استشهاد الإمام الحسين ومولد السيد المسيح (سلام الله عليهم) وتصادف هاتين المناسبتين ورغم ابتعاد التسميتين والمفردتين (استشهاد وميلاد) عن بعضهما البعض كون الأولى ترمز إلى ذكرى أليمة ومأساة قتل سيد الشهداء في تراجيديا مؤلمة والثانية ترمز إلى ميلاد المسيح إلا أنهما يرمزان في الوقت نفسه إلى عمق المعاني الإنسانية في الوقوف بوجه الظلم وتحدي ومقارعة الطغيان وهما رسالتان عالميتان موجهتان للعالم بأسره لا تختص بأحد دون آخر و لنجعل هاتين الذكريين حمامتي سلام نطلق جناحيهما للانطلاق نحو السماء الصافية ونمد ألأيدي يعانق أحدنا ألآخر وننشر ثقافة المحبة والسلام والحوار في العراق والعالم كله كما هي روحا الحسين والمسيح اللتان التقيتا في السماوات العالية .
البريد ألإلكتروني: nelson_usa67@yahoo.com
السبت، أغسطس 15، 2009
مناسباتنا الدينية وعقولنا المتخلفة
احتفل المسلمون قبيل أيام قليلة بذكرى ولادة الرسول محمد الرسول الذي بعث ليس للمسلمين فقط بل بعث للعالمين جميعا(وما أرسلناك ألا رحمة للعالمين) ذكرى نشهد خلالها احتفالات وكرنفالات وأقامة منتديات وتعليق شعارات بخصوص هذه المناسبة وغيرها من المناسبات من قبيل حلول شهر رمضان ومناسبات دينية اخرى ولعل مادرج عليه المسلمون هو فقط تعليق الشعارات المختلفة وكتابة صفات تحلى بها رسول الأنسانية جمعاء بل نزيد هنا ان كل ماتكتب من صفات تنطبق على كل الرسل والانبياء والصالحين بمختلف رسالاتهم .
لسنا هنا في صدد تقيد الحريات في الاحتفال بهذه المناسبة أو تلك ولكن أصبح مفهوم الاحتفال بهذة المناسبة وهذا الشخص العظيم مجرد تقليد درجنا عليه بان نعلق لافتات ومظاهر سطحية بعيدين في نفس الوقت عن كل ماهو انساني في اصول معاملاتنا اليومية مع مختلف أفراد مجتمعاتنا وخصوصا مع شرائح تعاني من شظف العيش والفاقة والحرمان بسبب جشع وطغيان اغلب اصحاب رؤوس ألاموال والذين بطبيعة الحال هم من السباقين في الحديث عن ماهية ألاسلام وأخلاق نبيه ورفع شعارات بهذا الصدد وهم في نفس الوقت بعيدون كل البعد عن كل ماهو يمس حياة الانسان اليومية المسلم بل وغير المسلم .
جميع المسلمين متفقون في شيء واحد وهو أن الرسول محمد لايشوب خلقه العظيم اية شائبة رغم ماتوجد من تلفيقات وخزعبلات كثيرة في كتبنا نحن المسلمين تطعن في ذلك بل اكاد اجزم أن من يتحدث من غير المسلمين بسوء في ذلك الصدد سببه المسلمون أنفسهم .
ان ألاختلافات في أصول كل عقيدة ومذهب ومعتقد لايفسد في الود قضية وكما قلنا نحن قد نتفق ان جميع الرسل وألأنبياء والصالحين من (الناس) تمتعوا باخلاق فاضلة وأنسانية عالية لكن الصورة على ألارض يعكسها المسلمون بعكس ذلك فترى أنه ما أن تحل اي مناسبة حتى ترتفع ألاسعار والجشع والطمع وفي نفس الوقت يكثر حديثنا عن الصلوات والحج وان نتقرب الى الله زلفى بمظاهر زائفة وخداعة لاتسمن ولاتغني من جوع لنخدع الله ومانخدع ألا انفسنا لنضحى نحن المسلمين أسرى لهذا التقليد ألاعمى في عبادتنا من صلاة وحج وصوم وزكاة ننفقها في غير أهلها رئاء الناس واحتفالات شكلية .
لقد بات المسلمون يعيشون أزمة حقيقية في عقولهم وتفكيرهم ناسين أو متناسين ان خير الناس من ينفع الناس وان العمل أي عمل يخدم الأنسانية ليس حصرا(المسلمين) يجزي به الله صاحبه خيرا وثوابا من عنده وبغير حساب (من عمل عملا صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها وماربك بظلام للعبيد) من لاتشمل احدا دون غيره فهو تعميم خصه الله عباده جميعا .
لنأتي هنا ألى أن الله وعن طريق جميع رسله والصالحين خاطب ألانسان كذكر وأنثى ومن ثم ليبلونا وليجزينا أينا أحسن عملا وليس أكثرنا رياءا ونفاقا وطمعا وجشعا وظلما بل وحتى صلاة وحج( والعصر أن الانسان لفي خسر ألا الذين امنوا وعملوا الصالحات) صالحات قد تسقي فيه كلبا يكاد يموت عطشا ليدخلك الله فسيح جناته بالمقابل تستحق عقابا وعذابا بان تحبس هرة دون اكل وماء حتى تموت مهما كانت عدد صلواتك وطول سبحتك ولحيتك .
فما بالنا أن تنتهك الحرمات وان تسفك الدماء كل يوم وتزهق الأرواح لأقدس شيء على وجه الارض للأنسان الذي كرمه الله سواء أمن به أم لم يؤمن لنعود ونقول كفانا نحن المسلمين تقليدا ولنعود الى الله عن طريق ألانسان نفسه وليصبح القيمة العليا في جوهر تعاملنا ونحكم عقولنا ونرحم من في ألأرض ليرحمنا من في السماء .. ومن يرحم الناس يرحمه الله أو أن لا نبقى اسارى للتقليد ألاعمى في اصول عباداتنا اليومية واحتفالاتنا الشكلية لنكون كألانعام بل واضل سبيلا... والعاقبة للمتقين .
دهوك/العراق
البريد ألالكتروني
nelson_usa67@yahoo.com
الخميس، أغسطس 13، 2009
الدراما التركية ودور تركيا الجديد
لعلنا قبل مدة ليست بالطويلة لم نكن لنجد مسلسلا تركيا واحدا يعرض على شاشات الفضائيات العربية وغير العربية واقتصرت مشاهدتنا فقط الى الدراما المصرية والسورية وبعض الخليجية منها , حتى اكتسحت المسلسلات التركية المدبلجة فضائياتنا بوجوه جميلة ذكورا واناثا امتلأت صورهم أسواقنا ومنتدياتنا بل وحتى هواتفنا المحمولة لم تجد وجوه ممثلينا هذا الأقبال الواسع على صورهم طوال ألأعوام التي كنا نتابع اعمالهم الدرامية ولست هنا في صدد ألانتقاص من بعض فنانينا وبعض الجهود الجادة في سبيل تطوير العمل الفني عموما من قبل بعض الممثلين والمنتجين والمخرجين ولسنا بحاجة الى ذكر اسماء ونمدحها وننتقد أخرى الى اننا هنا لابد أن نقول ان الدراما العربية كانت ولاتزال تعيش جمودا كبيرا في رقابة صارمة على كل شاردة وورادة , ولعلنا لو أجرينا احصاءا او استفتاءا لوجدنا أن الاقبال الان وبنسبة كبيرة اصبح على مسلسلات تركية (دموع الورد , سنوات الضياع , اكليل الورد , وادي الذئاب ووووو) والقائمة تطول , ولعل قاريء هذه ألأسطر قد يتخاطر ألى ذهنه ان من كتبها جلس الساعات والساعات ليتابع احداث هذه المسلسلات ألا انني لم اكن من متتبعي المسلسلات مع تقديري واحترامي الشديدين لمشاهديها لكن مايهمني هنا أنه كيف تم تحول مزاج المشاهد من متابعة الدراما التي طالما جلس امام الشاشة ليتابعها ومن ثم حدث هذا التحول الطاريء في مزاج المشاهد نفسه وكيف دخلت هذه المسلسلات وأصبحت تتصدر القائمة متفوقة على زميلاتها من الدرامات العربية لعل من المناسب هنا ان نقول ان المناخ السياسي العام وظهورتركيا الدولة (العلمانية)التي يشهد لها بأن تبنت سياسة فصل الدين عن الدولة وبامتياز, اعطى لها هذا الدور وظهورا على المشهد السياسي العام في معالجة الكثير من المشاكل العالقة والملفات الساخنة ابتداءا من قضية فلسطين والعراق والدور الجديد التي تتبناه في تحسين صورة الأسلام من خلال حضورها الواضح في المؤتمرات والأجتماعات الدورية التي تعقد بين الفينة وألاخرى , حضورلم يأتي من فراغ ودراما لم تأتي بسبب رقيها بسيناريوهاتها وقصصصها وممثليها وتاريخها بل لو قارنا بعض مسلسلاتنا العربية باالمسلسلات التركية لم نكن لنجد هناك اختلافا في المضمون والمحتوى وألأداء في بعضها ولكن نقول ثانية ان السياسة والدور ألامريكي في احتواء سياسات الدول الدكتاتورية بدات تاتي ثمارها وبدأت تدرك أنه لابد أن يكون لتركيا دورا أكبر في رسم السياسة العالمية الجديدة ورسم الخارطة للشرق ألأوسط في ظل ماتعيشه دولنا من تخلف وبطالة وركود اقتصادي ودول مسخرة لخدمة الحاكم وحاشيته , الدراما التركية احد ألأمثلة الكثيرة التي بدأ بها التغيير في مجتمعاتنا لمزيد من ألانفتاح نحو العالم وألأبتعاد عن التطرف وثقافة ألارهاب .
دهوك/العراق
nelson_usa67@yahoo.com
الأربعاء، أغسطس 12، 2009
الدين داء ودواء
ينشغل المسلمون كافة بأطيافهم سنة وشيعة سلفيين واباضية و أحمديين , المتطرفين والمعتدلين منهم في كثير من الأحيان بجدالات فارغة ومناقشات نتابعها من على شاشات الفضائيات بخصوص مواضيع عدة تؤرق هذا الفريق وتشغل ذاك .
وكنا نتمنى لو توقف الموضوع عند النقاش والحوار, إنما ما نشاهده على ألأرض عكس ذلك فما نراه في العراق بل وخارج العراق من قتل للانسان , وقتل طائفي يظهر جليا في المناسبات الدينية وخاصة المناسبات التي تخص المسلمين الشيعة.
فما أن تحل مناسبة دينية للشيعة حتى تكثر الاقاويل والأباطيل والخرافات والتهم التي توجه لهذه الطائفة حتى لتصل إلى من يحرض ويروج ويفتي بجواز استحالة دمائهم وقتلهم بأساليب خبيثة تنم عن مدى الحقد الذي يملأ صدور هؤلاء من مروجي ثقافة القتل .
لست هنا بصدد أن أتحيز إلى هذا الطرف أو ذاك فعلينا جميعا أن نرتفع بخطابنا الديني ألإنساني ليصبح ألأنسان القيمة العليا لدينا وليس طقوسا فقط وأسماء ومسميات نحسب عليها .
(سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) حديث مشهور في كتب ألأحاديث حيث ذكرت هنا كلمة المسلم ولم تذكرالمؤمن وهناك العديد من الجماعات المتطرفة يعتمدون أحاديث وردت في كتب ما تسمى صحاحا وليبرروا بها قتل واستباحة دماء الغير المسلم استنادا الى حديث أو أحاديث استذكرنا هذا الحديث من جملتها .
ومن خلال مرورنا على التراث والتاريخ ألأسلامي نجد كثيرا من ألأحداث والروايات التي سب فيها خلفاء راشدون لسنين عدة من على المنابر وقتل العديد من الصحابة وروجوا للعديد من المعارك والغزوات ضد اقرانهم من صحابة اخرين (صحابي يقتل صحابيا وصحابي يسب صحابيا) وكلاهما في الجنة وفي حديث آخر كلاهما في النار أي تناقض هذا !! وأستطيع القول أن تلك المنابر هي نفس المنابر التي يقف عليها الان فقهاء ثقافة القتل والتكفير والتفخيخ.
لقد تناحر المسلمون فيما بينهم على مدى التأريخ وتقاتلوا فيما بينهم وسبوا بعضهم بعضا ولو كان قد وقف الأمر على الشق ألأول من الحديث(سباب المسلم فسوق) لكان ألأمر عاديا ولكن أن يصل الى التناحر والقتال والتفخيخ قديما وحديثا , فتحتاج منا وقفة ونعود ونقرأ التاريخ بتمعن وتبصر , وقفت على أحد الروايات من كتب التراث أن أحدا من الصحابة سب عليا (رابع الخلفاء وباب العلم ) فما كان جوابه إلا نصح من أخرجوا سيوفهم من أغمادها لكي يهبوا لكي يقتلوا الذي سب أمير المؤمنين ومالوا إلى عواطفهم دون عقولهم , فقال لهم دعوه فلستم بأشجع مني فأنا من سبه وأنا أولى أن أسترد حقي فقالوا وكيف ؟ فقال فإما أن أسبه وهذه ليست من أخلاقي وإما أن اعفو عنه وقد عفوت عنه .
لقد روي الحديث بصيغة أخرى (سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر) ولنقف قليلا على ماجاء في الصياغتين أما ألأول(سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) فالحديث يترك الباب مفتوحا أمام من لايعتنق غير ألإسلام لكي نسبه ومن ثم نقاتله ونستبيح دمه وماله .
أما الصيغة الثانية والتي خوطب بها المؤمن فقد يكون التعميم أوسع من قبله وبنظري يشمل الناس جميعا (من يؤمن بالله واليوم الاخر ويعمل صالحا) وجاء في العديد من الاحاديث والايات منها (والعصر إن ألإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) خوطب الإنسان هنا واقترن بعمله الصالح (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق وقبل المغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم آلآخر) ولايبرر هذا الحديث أيضا قتل الغير المومن بأي حال من ألأحوال أستنادا إلى النص (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)(من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا).
وهناك حديث اخر هو (أن المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه) وكانما سيتبادر الى ذهن غيرنا من المسلمين ولهم الحق في ذلك أن يصبحوا غير واثقين من أن تطالهم( ألسنتنا الطويلة) وأيدينا في إشارة واضحة الى مايسمونه الجهاد ضد اعداء الدين والكفار وهذا هو خطاب العديد من المنافقين .
ورد هذا الحديث بالشكل التالي أيضا , وهو ما لا يؤكده العديد من فقهاؤنا المتزمتين (المؤمن من سلم الناس من يده ولسانه) الحديث يخاطب ألإنسان المؤمن وليس المسلم والقران اشار بصورة الى المتعصبين جميعهم متمثلين ب (الاعراب) بأنهم قالوا امنا فجاءهم الجواب أنكم لم تؤمنوا بل قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم.
والمؤمن مقياسه هو أن يسلم الناس من يده ولسانه وليس المسلمون فقط وفي هذه أيضا نجد المسلمين من المتطرفين لايقف إجرامهم عند حدود المسلم أيضا فكيف عند من يختلف معهم فهم مستحقين للقتل ومثواهم جهنم وبئس المهاد.
ها نحن نرى وهم يستبيحون دماء المسلمين يوميا وما ألأحداث ألإرهابية التي تحصل عند كل مناسبة دينية (كعاشوراء) إستذكار ذكرى فاجعة سيد شباب الشيعة والسنة بل ويعتبر مثالا للإنسانية جمعاء فنجد جرائمهم لا تطال العراق فحسب بل تطال الهند وأفغانستان وباكستان ولاتقتصر جرائم ألإرهابيين على الشيعة فقط بل تشمل الطوائف ألأخرى ومناطق أخرى على الخارطة فألإرهاب لايستثني احدا ولكن الاستطلاعات والحقائق تؤكد أن هدف المتشددين من تنظيمات القاعدة وأجنحتها المتطرفة هي صريحة بهذا الصدد وهو استهداف الشيعة الذين يخالفونهم في فكرهم المتطرف .
لعل من المهم أن نقول أن الولايات المتحدة والذين رسموا سياساتها الخارجية كانوا أذكياء بأن أخذوا قرارهم بتحرير العراق وأنها كسرت بذلك صرح أكبر طاغية في نفس الوقت كسرت الجمود التي كانت تعانيه ثقافة المدرسة السنية بدخول مدرسة أخرى قد تعطي دورا أكبر للعقل ولاتلتزم بالنظرية الخاصة بتقديس جميع الصحابة وعدم الخوض في سيرهم حتى لو كانوا عتاةً طغاةً (تلك أمة قد خلت) فلايجوز الخوض في ذلك (أصحابي كالنجوم بأيهم إقتديتم أهتديتم) نعم فمن المسلمين من يقتدى بسيرة بني أمية وبني عباس ومعاوية ويزيد والحجاج ومنهم من يقتدي بسيرة الصالحين المظلومين من الناس .
النسبة ألاكبر من الشعب العراقي هم من الطائفة الشيعية ولانريد ثانية ان ندخل في مصطلحات طائفية ونتحيز لجانب دون اخر وقد ادرك العقلانيون من الطرفين سنة وشيعة في العراق أن مخطط ألإرهابيين كان يشمل إشعال هذه الفتنة الطائفية وإستغلال هؤلاء المتشديين لعوامل سياسية وعرقية ودينية مستغلة بذلك الدور الخبيث لبعض دول جوار العراق وقوى داخلية (محسوبة على السنة والشيعة) لتغذية أجنداتهم المتطرفة ولكن حكمة العقلاء من الطرفين أفسدت لهم مخططاتهم وأجهضت مشروعهم بإلاحتكام فقط إلى لغة الحوار دون اللجوء إلى أية وسائل أخرى حتى ألى السباب والعنف واستباحة الدماء أية دماء.
لنحكم جميعا عقولنا ولنكن مع المظلوم السني عندما يظلمه الشيعي ولنكن مع المظلوم الشيعي عندما يظلمه السني ومع السيخي الهندي في بومباي ضد المسلم الارهابي ومع ألأمريكي ضد القاعدة والتكفريين ومن يدورون في كنفهم لنصل إلى القاسم المشترك ألأسمى بيننا وهي ألإنسانية وعملنا الصالح ومن يخدم هذا ألانسان ومن باب القول أن خير الناس من نفع الناس .
دهوك/العراق
nelson_usa67@yahoo.com
www.iraqfreedom.blogspot.com
الثلاثاء، أغسطس 11، 2009
طيور الجنة أم طيور الجحيم
من الممكن أن تكون ألأحداث الساخنة الدموية على الساحة العراقية وماتجري من عمليات قتل وتدمير للأنسان بصورة عامة من قبل مايسمون أنفسهم الجماعات الجهادية والمليشيات الخارجة عن القانون قد تكون جل هذه الأحداث ألأرهابية التي تقوم بها مجموعات تتحدث بإسم الدين وماتضفيه هذه الجماعات المتطرفة من صبغة دينية إسلامية على جرائمها على غرار القاعدة والجيش ألإسلامي وجيش محمد وفيلق عمر و من يحوم حول هذه التنظيمات ألإجرامية.
من المهم أن نتطرق ألى موضوع خطيرلم يوله العديد من المتتبعين للأحداث داخل العراق وخارجه أية أهمية تذكر وقد تكون تداعياته خطيرة على ألأجيال القادمة ولاسيما جيل ألأطفال واليافعين.
كما قلنا المتتبع للأحداث السياسية في العراق وغير العراق يلاحظ أن الجماعات ألإرهابية أخذت تأخذ منحآ جديدا في سلوكها ألأرهابي الخبيث من قبيل تجنيد ألأنتحاريين من ألأطفال والمتخلفين عقليا والفتيات بشتى الوسائل للقيام بعمليات دموية تستهدف التجربة الديمقراطية الجديدة في العراق وخارجه , وهذا ما لوحظ في العراق وأفغانستان والجزائر من عمليات تجنيد لأطفال صغار للقيام بأعمال إجرامية , وقد نشهد في المستقبل رواج هذه الظاهرة الخطيرة في أماكن أخرى من العالم .
قد يكون كل منا شريكا لنشر ظاهرة التطرف هذه بطريقة أو بأخرى , ويجب علينا جميعا أن نكون حذرين جدا في التعاطي مع مختلف برامج الفضائيات التي توجه للأطفال خاصة وكذلك ماتسمى الآن المدارس الدينية التي برأيي إذا لم تقف العائلة على خطورة مثل هذه ألأمور فقد نرى تخرج أرهابي أو إرهابية من كل عائلة خصوصا إذا ما كانت الظروف مهيئة لذلك .
قبل فترة ليست بالطويلة وفي إحدى الجلسات العائلية وقفت على ألحاح ألأطفال الحاضرين أثناء الجلسة من أعمار بين الخمسة والستة سنوات وهم مابرحوا يطلبون من والدتهم أن تغير المحطة التلفزيونية إلى محطة (طيور الجنة !!) وبعد ألألحاح المستمر تدخلت حينها وقلت لهم لاتغبنوا حق ألأطفال فلابأس أن نغير مزاجنا ونشارك ألإطفال متعتهم ولابأس أن نستذكر جزءا من ذكريات الطفولة وشقاوتها , وأخيرا تم تغيير المحطة لأصاب بالذهول من هول ما رأيت , أطفال بعمر الزهور يهتفون ويخطبون ويمجدون وينشدون أناشيد لحركة( حماس ألأرهابية ) و فتيان بأعمار الزهور واقفون على المنابر يخطبون بخطب فقهاء ألأرهاب وبنبرتهم يدعون للجهاد ومشاهد تلهب حماس المتحمسين.
تدخلت حينها وقلت لهم إحذروا هذه القناة وخطورة برامجها على عقول هؤلاء الصغار (من شب على شيء شاب عليه) تحذير برأيي يشمل كافة العوائل في مجتمعاتنا التي لديها أطفال بعمر الزهور تملأ عقولهم هذه ألأناشيد الحماسية والجهادية وخطب ألأرهابيين.
لاشك من يقف على طرق التعليم والبرامج الخاصة بتعليم الطفل في الدول الغربية الديمقراطية يلاحظ ماهو الدور ألأيجابي لتلك العلوم التي يتلقاها الطفل هناك (علم ألأجتماع والعلوم ألأنسانية وطرق التعامل والنظافة وتنمية العقل وو...) .
بعكس ما نشاهده وما يتلقاه الطفل في مجتمعاتنا في المدارس والحضانات والمساجد من تكريس لثقافة تمجيد القائد والهتاف بأسمه (بابا صدام وبابا علان) والتحريض على ثقافة العنف وإضفاء الصبغة الدينية على كل شيء .
الطفل الذي ليس عليه أي تكليف شرعي وقانوني حتى يبلغ سن البلوغ لينشأ هذا الطفل وعقله ممتليء بخطابات وشعارات دينية ليصبح الطفل أسير أفكار ملقنيه في المنزل والمدرسة والمسجد ومقيدا بفكر التقليد (وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ )( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ) (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ ) .
قنوات مثل قناة (طيور الجنة) وكذلك الجلسات والحلقات الدراسية الخطيرة التي يتلقى فيها الطفل الدروس الدينية لاسيما (إذا كان المعلمون من ذوي العقول المتحجرة) تمثل خطرا كبيرا على مستقبل هؤلاء ألأطفال واليافعين .
قد لايكترث الكثير من القراء بفحوى خطورة هذا الموضوع ولكن مردود ترويج ثقافة متابعة ألأطفال لهذه القناة وغيرها والحلقات الدينية ظهر على السطح , فقبل أيام أعتقلت مجموعة من ألأطفال واليافعين في محافظة كركوك تدخل ضمن إحدى التنظيمات ألأرهابية الجديدة الخطيرة فيما تسمى (بطيور الجنة) كانت تروم القيام بعمليات مسلحة وتفجيرات بل وحتى عمليات أنتحارية تزامن ظهور هذه الجماعة مع ظهور هذه القناة وعودة أستخدام ألأطفال لمثل هذه العمليات ألإرهابية.
هذه الثقافة هي السائدة ألآن في مجتمعنا والترويج لمثل هذه القنوات في أوجه وخصوصا من قبل أحزاب لاتؤمن بالديمقراطية وتيارات محسوبة على الجماعات (ألإسلاموية) باتوا يروجون لإدخال الأطفال إلى المدارس الدينية لكي يتلقوا علوم التطرف وثقافة ألإرهاب على يد معلميهم ومن ثم الترويج خلال هذه المواعظ والدروس لقنوات مثل قناة ( طيور الجحيم) .
دهوك/العراق
البريد ألالكتروني
nelson_usa67@yahoo.com
الاثنين، يوليو 13، 2009
ألانسحاب ألامريكي مالنا وما علينا
لقد كثر الحديث في الأونة ألاخيرة عن أنسحاب قوات التحالف من العراق(القوات الامريكية) وان الاتفاقية الامنية الموقعة بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية تتضمن بنودا يشار فيها الى انسحاب للقوات القتالية وقد يتم اعادة نشر بعض هذه الوحدات القتالية في مناطق عراقية لاتتمتع بالامن وباتت شبه ملاذات امنة لمجاميع الارهابيين كالموصل وديالى وكركوك وهذا ماأكده قائد قوات التحالف الجنرال اوديرنو في تصريح اشار اليه ان القوات الامريكية قد لاتنسحب من هذه المناطق التي ذكرت وحسب اتفاق مع الحكومة العراقية بغية مكافحة واستئصال جذور المجاميع ألارهابية والمجاميع الخارجة عن القانون عموما .
لعل مايهمنا نحن كعراقيين ولسنا هنا في صدد ان نضع انفسنا متحدثين بأسم جميع مكونات وأطياف الشعب العراقي ولكن ليطرح كل منا سؤالا صريحا على نفسه ومن ثم ان يحكم عقله في الاجابة على هذا السؤال في مصلحة من سينصب انسحاب كامل غير مشروط ونهائي لقوات التحالف (الامريكية) من العراق لاشك ان هناك العديد من من يتمنون انسحابا مثل هذا من قبيل جماعات القاعدة وميلشيات مسلحة اخرى من تلك الطائفة أو القومية مرتبطة بشكل او بأخر مع تنظيمات القاعدة الرئيسية وان اختلفت الاجندات لاسيما اذا اصبح الخطاب واحدا والهدف واحد هو ما يسمونه (تحرير العراق) ليحتلوه هم ببرامجهم المتطرفة ولارجاعنا الى عصور التخلف واقامة دولة الخلافة الاسلاموية على غرار دولة طالبان و خلافة الظواهري حامل شهادة (الدوكتوراه) في الذبح والقتل والتفخيخ , لا شك أن الواقع على الارض لا يدل ان العراق يخلو من عقليات لاتستوعب خطورة جلاء القوات الامريكية وبسرعة لان هناك ملفات للأرهاب تتطلب جهدا وتنسيقا مشتركا عاليا بين العراق والولايات المتحدة للوصول الى الهدف المشترك والمصلحة العليا ألا وهو دحر الارهاب وكسر شوكته .
فلو افترضنا جدلا أن العراق اليوم قد اصبح خاليا نهائيا من أي قوات اجنبية فهل بمقدور قواتنا الوطنية منها حصرا وليس من يدعي الوطنية للعراق ويتبرأ منه حسب مزاج وظرف ومكان , هل بمستطاع القوات الأمنية العراقية ان تفرض سيطرتها وان تعيد معنى ألامن الحقيقي ألى مدينة الموصل ثالث اكبر مدن العراق او مدينة ديالى او كركوك مدن تحصنت بها جماعات وميلشيات ارهابية ومتاخمة لحدود الأقليم(الكوردي) اقليم يتمتع بحدود وجبال ومناطق وعرة يصعب السيطرة عليها ومن ثم تبقى هناك المشكلة ألازلية لدولة تركيا وهي مشكلة حزب العمال الكوردستاني والذي أبرمت الولايات المتحدة اتفاقا ثلاثيا في الاونة ألأخيرة بينها وبين الحكومة العراقية والحكومة التركية لمكافحة ومعالجة مشكلة مجاميع حزب العمال المتواجدة داخل الأراضي العراقية والتي لم تبخل حكومة الاقليم (الكردستاني) عن التصريح مرارا وتكرارا عن عدم قدرتها لمكافحة هذه المجاميع ألارهابية , ملفات وملفات عديدة اخرى تتطلب حضورا دوليا و(امريكيا) قويا لمعالجتها لنضع أنفسنا نحن كمواطنين عراقيين بين خيارين لاثالث لهما ان نكون مع اتفاقيات وليس أتفاقية واحدة مع دول قوية ساعدت العراق والعراقيين على التحررلنحظى بثمار دولة ديمقراطية ودولة قانون وعدل ومساواة , وبين انسحاب سريع ونهائي وان نعيش دولة الظواهري والزرقاوي والحجاج وصدام . الخيار لنا نحن كعراقيين فما لكم كيف تحكمون.
دهوك/العراق
البريد ألالكتروني
nelson_usa67@yahoo.com
www.iraqfreedom.blogspot.com
الأحد، يوليو 12، 2009
أنفلونزا الخنازير وأنفلونزا المؤامرة
تصدر خبر إنتشار مرض إنفلونزا الخنازير((swine influenza النشرات ألإخبارية وأصبح حديث الساعة ولاضير أن في أن نشير ألى بعض المعلومات حول المرض من قبيل ألإستفادة من قبل القراء قبل أن ندخل موضوع مقالنا .
فأنفلونزا الخنازير مرض تنفسي يصيب الخنازير. وعندما تصاب مجموعة من الخنازير بالسلالة “أ” من هذا المرض تنتشر بينها اعراض مرض شديدة، لكن الاصابات نادرا ما تكون مميتة. عادة ما تنتشر العدوى في الفصول الباردة ، لكنها تستطيع الظهور في أي وقت من السنة.
هناك عدة انواع من انفلونزا الخنازير، وكما الشأن بالنسبة للأنفلونزا العادية التي تصيب بني البشر، تتغير خريطتها الجينية باستمرار, انفلونزا الخنازير لا تصيب البشر عادة، لكن قد تحدث إصابات خاصة عند اشخاص يتعاملون مع الخنازير عن قرب. كما ان هناك حالات موثقة انتقلت فيها العدوى من انسان لآخر, ويعتقد انها تنتقل مثل الانفلونزا العادية، عن طريق السعال والعطس, بحيث رفعت منظمة الصحة العالمية مستوى ألإنذار ألى المستوى الخامس المكون من ستة درجات خصوصا بعد ظهور عدة حالات من ألإصابات في دول عدة متفرقة ووفاة عدد من المصابين الذي دعا ألمنظمة العالمية إلى أتخاذ أقصى درجات الحيطة للوقاية من هذا المرض الذي يخشى من تطوره ألى وباء قد يصيب نصف سكان الكرة ألأرضية.
الجهود لم تتوقف من قبل الدول المتقدمة والمنظمات العالمية لغرض الوصول ألى لقاح للوقاية من المرض وألإعلان عن آخر تداعيات ظهور المرض وأفضل طرق الوقاية منه .
بعد إعلان منظمة الصحة العالمية وألأمم المتحدة أن المرض قد ينتشر في كل أنحاء العالم ولاتوجد منطقة بمعزل عن أنتشار الفايروس في حال عدم أتخاذ التدابير الوقائية منه , شهدت دولنا ألإسلامية المتخلفة تدابير بهذا الصدد وليعلن النفير العام على ماتبقى من قطعان الخنازير المسكينة لغرض أبادتها عن بكرة أبيها حتى لو وجد أحدها في أحد أقفاص حدائق الحيوانات !!
لاشك أن الدول التي ظهر فيها المرض لم تقم بإبادة أي من هذه الحيوانات ولكن وكما قلنا أتخذت أجراءات لعزل الحيوانات المصابة وإجراءات من قبيل وقاية العاملين وفي تماس مباشر مع الخنازير .
ولعل من الدول المتخلفة ألإسلامية التي تتواجد فيها أعداد محدودة من الخنازير هي مصر حيث أقام المسلمون (حكومات وفقهاء) الدنيا ولم يقعدوها ليعلنوا الحملة الشاملة (ألأنفال) على قطعان الخنازير التي تربى من قبل الأقباط الذين يعيشون في كنف الدولة المتخلفة (أم الدنيا ) لانشك أنه لابد من أتخاذ جميع التدابير من قبلنا جميعا بصدد الوقاية من المرض ولكن الموضوع طرح بشكل أستفزازي وكيدي يؤشر بشكل واضح على مدى حقد المسلمين المتطرفين وجهلهم هم وحكامهم بصدد أية تدابيرإستباقية تتخذ بهذا الشأن وهم في نفس الوقت ياكلون وينهشون في لحوم الفقراء ( الحلال على الطريقة ألإسلامية).
جاء في موقع مفكرة ألإسلام مامفاده ( ومن هذا المنطلق يجب رفع الغطاء العلمي الأكاديمي عن حقيقة وباء أنفلونزا الطيور وأنه وباء ناجم عن مزارع الخنزير أصلاً وأن 200 مليون من الطيور قتلت ظلماً وعدواناً لحماية صناعة الخنزير المهلكة للجنس البشري وأهمية فضح حقيقة الدجل والكذب الممارس على أعلى مستويات علمية وحتى على مستوى المنظمات, فتارة تسمى زوراً بأنفلونزا الطيور وتارة تتهم القطط ( كما السارس ) وتارة يتهم القردة بأنها الأصل فيها كما ( الأيدز ) وتتهم هذه الأمم فتكون النتيجة أن تقتل المخلوقات المظلومة بالملايين ( 200 مليون طير مؤخراً ) ظلماً وعدواناًً , لا لأنها لا تحمل الوباء بل لأنها ناقلة من المستودع الرئيسي " الخنزير) إنتهى ألإقتباس) .
المسلمون حولوا حتى النظريات العلمية ألى نظرية المؤامرةعلى الحيوان وأظهروا تطرفا في تبرئة الطيور والقردة التي ورد أسمها في القرآن جنبابجنب مع الخنزير أيضا ولكنها لم تدرج في قائمة المحرمات من الأكل الذي لم يغلق باب أكل لحم الخنزير وقد شرع وأجاز الله تناوله في حالات خاصة (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ( قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) .
قبل ظهور المرض ومعرفتنا بهوية المرض ومسببه الرئيسي (الخنزير اللملعون !!) كنا في زيارة لحديقة الحيوان لمشاهدة الحيوانات المعروضة في أقفاص العرض وبعد جولة توقفنا برهة أمام قفص حيوان الخنزير لنرى مجموعة من الفتيان وقد حملوا خشبة طويلة وهم يهمون بضرب الحيوان المسكين الذي لاحيلة إلا ان خلقه الله خنزيرا وراح الخنزير يدور في قفصه كحيوان مجنون وآخرون يعلقون على مايقوم به هؤلاء الفتيان (بلا برازي ملعين بقوتن !! براز معناها بالكردية خنزير) أي لا بأس في أن يضرب ويفعل به ذلك وشاهدت آخرين يرمونه بالقوارير وأحجار صغيرة وقشر الفواكه في نفس الوقت الذي شاهدت العوائل ونفس هؤلاء الفتيان يمدون أيديهم ليطعموا القرود الفستق والبندق واللوز والجوز !!
من الجدير بالذكر أن عضو مجلس الشعب المصري مصطفى بكري كان قد دعا ألى إبادة قطعان الخنازير المرباة في مصر التي تبلغ أعدادها بحدود 300 إلى 500 ألف رأس ليس حبا في ألأقباط وشعب مصر ووقايتهم من المرض بل لغرض خبيث في نفس البكري يعرفه هو.
لاشك من يعرف البكري يعرف جيدا مايكنه من حقد وغل وما يحمله من أفكار متطرفة تصب في صالح الحكام (عاشق صدام المقبور وجمال مبارك) و حيث صرح غير ذي مرة بأبادة الشعب العراقي ويمجد بالقتلة والمجرمين وأعمالهم ألإجرامية في العراق وهو من كان يدافع وبقوة عن النظام المقبور ووصف صدامآ بأنه شهيد ألأمة والعروبة وصحيفة ألأسبوع التي يديرها أصبحت بين ليلة وضحاها بوقا للمخابرات الصدامية والمصرية ووسيلة للدفاع عنهما بعد الرحلات المكوكية له لكسر الحظر الجوي على الطيران المفروض على ألأجواء العراقية في حينه (إبان الحربيين حرب تحرير الكويت والعراق) مع جمع من الممثلين والممثلات بينهم الممثلة رغدة ويوسف شاهين وأحمد زكي.
لن ينسى العراقيون خروجه في مظاهرات التأييد لنظام المقبور أبان حرب الكويت وتمجيده له في قصف دولة إسرائيل بصواريخ سكود ,ووقوفه ضد حرب تحرير العراق وموقفه من العملية السياسية بعد 9/4/ 2003 وظهوره في برنامج ألإتجاه المعاكس بآرائه المتطرفة من عملية التغيير والتحرير .
مصطفى البكري ليس حريصا على أبادة الخنازير في مصر تلافيا لوقوع أي أصابة ومن باب وقاية المجتمع المصري من مرض أنفلونزا الخنازير فهو المشهور بخلق ونشر الفتن ضد ألأقلية القبطية في مصر لاسيما انه كان أحد ألأعضاء البارزين في حركة (ألأحرار المسلمين) وكانت له اليد الطولى في توزيع كوبونات النفط من قبل ولي نعمته صدام المقبور.
الحكومات الدكتاتورية (ووعاظهم) ما برحا يستغلان أبسط ألأزمات أحسن إستغلال لإشغال ذهن المواطن البسيط والفقير المغلوب على امره عن معرفة حقوقه والمطالبة بها في وقت يصبح الشغل الشاغل للفقهاء للخوض و ملأ ذهن هذا المواطن البسيط بخطب وبرامج فارغة , وأن لعنة الله وغضبه وسخطه قد حلت على (الكافرين) بظهور فايروس أنفلونزا الخنازيرّ!! ونسيان أزماتتنا ولعناتنا الكثيرة التي أبتلينا بها فكيف بظهور(لعنة جديدة !!) ولا زلنا نحن المسلمون نعيش لعناتنا المزمنة ألأخرى من قبيل وباء التطرف والكراهية والفساد والحاكم المزمن ونظرية المؤامرة التي لم تترك حتى الخنزير لنتآمر عليه !!
دهوك/العراق
البريد ألالكتروني
nelson_usa67@yahoo.com
السبت، يوليو 11، 2009
المرأة بين سندان المحرمات ومطرقة العشيرة ـ الجولة الثانية
تطرقنا في مقالنا ألأول الى كتاب الدكتورة (كريمة أمين الخفاجي)العفاف والشرف , وأقتبسنا مقتطفات من كتابها الطالباني نسبة إلى حركة طالبان واستطعت من وضع يدي على كتاب اخر للدكتورة بعنوان أشراقة الإسلام على عالم المرأة وجاء في مقدمة كتابها أن أهداف وضع الكتاب هي .
1. الرد على ألإتهامات الموجهة للإسلام
2. لإلقاء الضوء على مكانة وواجبات المراة في ألإسلام
3. فقه المرأة المسلمة
4. مواضيع أخرى مهمة تخص المرأة .
وأكرر وأقول أنه ليس لي أي غرض شخصي في أنتقادي لما تطرقت اليه الدكتورة في كتابيها وهناك الكثير من شاكلة هذه الكتب لمؤلفين ومؤلفات ليسوا ببعيدين عن هذه الثقافة والمواضيع التي تضمناها الكتابان بقدر مايهمنا تحسين وضع المرأة في بلداننا ألإسلامية المتخلفة .
تحدثت الدكتورة في جزء من كتابها الثاني عن وضع المراة في الغرب , المزري حسب تعبيرها وأشارت الى تردي الواقع الأجتماعي في الغرب عموما وانتشار البغاء والتعدي على المراة وانتشار ظاهرة تجارة الجنس وعدم وجود كرامة للمرأة في عموم الغرب وأن نظرة ومعاملة المجتمع الغربي إليها هي بضاعة كاسدة أو إنتهى مفعولها رغم قولها بأن ألإسلاميين يعترفون بما حققته المراة الغربية من تقدم في مجالات التعليم والمشاركة في جميع القطاعات المنتجة , ولكنهم في نفس الوقت ينظرون ان المراة الغربية تعيش ازمات نفسية وملايين من حالات ألإكتئاب وهذا مما ادى الى زيادة اعداد المنتحرات من النسوة في الغرب ولاتخلو الاخبار والصحف من انباء يومية عن هذه الحوادث ....
لست هنا في صدد ان أضع نفسي في موضع المهاجم والمنتقد للإسلام أو اية رسالة سماوية أخرى ولكن ما يعكسه المسلمون على ألأرض وحسبنا هنا ونحن نتحدث عن المرأة يظهر عكس ذلك ولعلي هنا ساورد للدكتورة الفاضلة جملة من ألأرقام من واقع المسلمين المتردي وللقاريء الحكم بكل حرية على هذه الاسطر .
1. عمان - ألأردن/(صحيفة لها اون لاين) تقرير للدكتور ذياب البداينة يشير أن 97% من العينة(1854أمرأة) اللاتي شملهن الاستطلاع ذكرن انهم يتعرضون لاحد انواع العنف الجسدي او الجنسي أو ألإجتماعي .
2. الرياض/( لها اون لاين) 76% من العاطلات عن العمل من نساء السعودية من الجامعيات .
3. محاكم مدينة الخبر السعودية تسجل اكثر من خمسين حالة طلاق يوميا .
4. السعودية مسح سكاني يؤكد وجود عانس من بين 16 ستة عشرة فتاتا .
5. صحيفة الراية نسبة عالية من النساء يستغثن بالمحاكم لحمايتهن من العنف في المعاشرة الزوجية في السعودية .
6. المغرب/ 42 ألف شخص متورطون في قضايا عنف ضد المرأة .
7. محيط .الخرطوم السودان/ انتشار واسع لظاهرةختان الإناث وإرتفاع نسبة ألأمية بين النساءبنسبة 88% بالنسبة للنساء التي تزدن اعمارهن عن 30 عاما .
8. صحيفة المصري/ 8 مليون عاطل و35 مليون فقير في مصر وان2,5 مليون يعيشون تحت مستوى خط الفقر لا يزيد معدل دخلهم اليومي عن دولارين .
9. المغرب/1.5 مليون مغربي يعانون أمراضا نفسية موقع امان .
10. صحيفة الراية/ 100 ألف طفل متسول في شوراع السعودية .
11. وكالة كردستان العراق(ناظم دلبند مدير الاعلام في وزارة حقوق الانسان) 450 إمراة قتلن وحاولن الإنتحار خلال عام 2008 وهي فقط الاحصائية الرسمية عدا التي لم تسجل ولم تكشف للطابع القبلي والعشائري في المنطقة .
غيض من فيض من الاحصائيات في دولنا ألإسلامية المتخلفة التي تنتهك فيها حقوق ألإنسان بصورة عامة والمرأة بشكل خاص الكائن المخلوق من الضلع الأعوج الذي لابد من ترميمه وأصلاحه كونه أعوجا !!!
أذكر السيدة الفاضلة وغيرها من الكتاب أننا لاننكر أنه ليست هناك حوادث تقع هنا وهناك تنتهك فيها حقوق للمرأة في العالم الغربي ولكن لايستطيع أحد ان يقول أنها ظاهرة مستشرية وجزء من ثقافة تلك المجتمعات فحقوق ألإنسان بكل ألأحوال لاتقارن بما نعانيه نحن ومنها حقوق المراة بشكل خاص , أود هنا أن أقول لو فرضنا أن كتاب الدكتورة وما تطرحه من أفكار لاقت رواجا واصبح واقعا على ألأرض ترهيبا أو ترغيبا ومنع الأختلاط في جامعاتنا ومنتدياتنا وفي دوائرنا ومنعت ظاهرة ماتسميه (التبرج) وبكل اشكاله وبحسب قولها أن التبرج هو من عدم غيرة الرجال على اعراضهن , أو جهلهم بأحكام دينهم أو ألتزامهم بأحزاب ملحدة أو أن الرجل فاسق ولديه بنات بائرات يعرضهن للزواج وفرض نوع من اللباس على المرأة فتصورا كيف سيكون شكل في ضل حكومة اسلاموية متطرفة!! ولنكن واقعيين قليلا ولنطرح سؤالا على الدكتورة والقراء جميعا بمن فيهم من يختلفون معي في طرحي المتواضع لو فتحت أبواب الهجرة لشرائح مجتمعاتنا من المغرب الى المشرق للهجرة نحو المجتمع( الكافر الملحد ألامبريالي الصهيوني ) فكم هي ألأعداد التي سيستقطب الغرب المنحدر نحو الهاوية (حسب إدعائها) من هذه ألأعداد اظن انه ستفرغ مددنا من ساكنيها لتبقى القلة القليلة لمن استأثر بما استأثر من الثروة والجاه على حساب المجتمع (ويحتفظ بجنسية بلد كافر في جعبته) .
هل نستطيع أنكار أنه وحسب تقرير منظمة التنمية التابع للامم المتحدة أثبت أن التمييز ضد المرأة اصبح عائقا امام التنمية ونمو ألإقتصاد في العالم العربي(الإسلامي) وأن أضعف مشاركة تحسب لها وأن ألأمية تطال نصف النساء في مجتمعاتنا والثلث من الرجال , وأن 270 حالة وفاة من مجموع مائة ألف حالة ولادة تحدث , في وقت أشار اليه اخر استطلاع أن المرأة المسلمة بصورة عامة تتطلع إلى مزيد من المساواة بين الجنسيين في العديد من الدول التي أجري فيها ألإستطلاع .
لازلنا نتحدث بأسم حقوق المرأة وننتهك حقوقها في نفس الوقت بإسم الدين ونشرع قوانين ودساتير تتضمن الدفاع عن هذا الكائن ثم لننتهك حقوقها ونترك القانون والدستور وراء ظهرانينا لتطغى قيم قبلية وعشائرية ودينية من قبل هذا وذاك وتلك التي تتبجح بالدفاع عن حقوقها .
هل تناست الدكتورة الفاضلة قول ألامام علي (لاتعلموا أولادكم عاداتكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم) قول يشمل كل زمان ومكان وكيف نتعايش ونتعارف وقد جعلنا الله (طرائق قددا , ولكل جعلنا شرعة ومنهاجا, وكل يعمل على شاكلته , ومن يعمل عملا صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها وماربك بظلام للعبيد) أين نحن من الاية التي تقول (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) لأذكرها أن الارض سيرثها العباد الصالحون وأنه لن تقوم الساعة ألا بظهور إمام يملأ ألأرض قسطا وعدلا وليست مهمته أن يجعل الناس نساءا ورجالا جميعهم مسلمين يعتقدون ما نعتقد ويلبسون ما نلبس وأن نقيد تصرفاتهم أما من يختلف معي فكافر جاحد أو فاسقة فاجرة تستحق النار والإعتداء والقتل .
كفانا من خداع أنفسنا ومجتمعاتنا فالصورة باتت واضحة أمامنا فصوت المرأة الكائن الذي طالما إستضعفناه لم يعد خافتا في ظل وجود هذا المد الاعلامي الكاسح ووجود أصوات ومنظمات إنسانية وقوى دولية تؤمن بالديمقراطية لتصبح مهمتنا ألأولى وألأخيرة أن نقتلع جذور المتطرفين ونزيل الأقنعة عن الوجوه البشعة بغية بناء مجتمعات جديدة وعلى أسس صحيحة في ظل مشاركة واسعة وحرة للمرأة .
دهوك/العراق
البريد ألالكتروني
nelson_usa67@yahoo.com