محمود غازي سعدالدين
لعلنا قبل مدة ليست بالطويلة لم نكن لنجد مسلسلا تركيا واحدا يعرض على شاشات الفضائيات العربية وغير العربية واقتصرت مشاهدتنا فقط الى الدراما المصرية والسورية وبعض الخليجية منها , حتى اكتسحت المسلسلات التركية المدبلجة فضائياتنا بوجوه جميلة ذكورا واناثا امتلأت صورهم أسواقنا ومنتدياتنا بل وحتى هواتفنا المحمولة لم تجد وجوه ممثلينا هذا الأقبال الواسع على صورهم طوال ألأعوام التي كنا نتابع اعمالهم الدرامية ولست هنا في صدد ألانتقاص من بعض فنانينا وبعض الجهود الجادة في سبيل تطوير العمل الفني عموما من قبل بعض الممثلين والمنتجين والمخرجين ولسنا بحاجة الى ذكر اسماء ونمدحها وننتقد أخرى الى اننا هنا لابد أن نقول ان الدراما العربية كانت ولاتزال تعيش جمودا كبيرا في رقابة صارمة على كل شاردة وورادة , ولعلنا لو أجرينا احصاءا او استفتاءا لوجدنا أن الاقبال الان وبنسبة كبيرة اصبح على مسلسلات تركية (دموع الورد , سنوات الضياع , اكليل الورد , وادي الذئاب ووووو) والقائمة تطول , ولعل قاريء هذه ألأسطر قد يتخاطر ألى ذهنه ان من كتبها جلس الساعات والساعات ليتابع احداث هذه المسلسلات ألا انني لم اكن من متتبعي المسلسلات مع تقديري واحترامي الشديدين لمشاهديها لكن مايهمني هنا أنه كيف تم تحول مزاج المشاهد من متابعة الدراما التي طالما جلس امام الشاشة ليتابعها ومن ثم حدث هذا التحول الطاريء في مزاج المشاهد نفسه وكيف دخلت هذه المسلسلات وأصبحت تتصدر القائمة متفوقة على زميلاتها من الدرامات العربية لعل من المناسب هنا ان نقول ان المناخ السياسي العام وظهورتركيا الدولة (العلمانية)التي يشهد لها بأن تبنت سياسة فصل الدين عن الدولة وبامتياز, اعطى لها هذا الدور وظهورا على المشهد السياسي العام في معالجة الكثير من المشاكل العالقة والملفات الساخنة ابتداءا من قضية فلسطين والعراق والدور الجديد التي تتبناه في تحسين صورة الأسلام من خلال حضورها الواضح في المؤتمرات والأجتماعات الدورية التي تعقد بين الفينة وألاخرى , حضورلم يأتي من فراغ ودراما لم تأتي بسبب رقيها بسيناريوهاتها وقصصصها وممثليها وتاريخها بل لو قارنا بعض مسلسلاتنا العربية باالمسلسلات التركية لم نكن لنجد هناك اختلافا في المضمون والمحتوى وألأداء في بعضها ولكن نقول ثانية ان السياسة والدور ألامريكي في احتواء سياسات الدول الدكتاتورية بدات تاتي ثمارها وبدأت تدرك أنه لابد أن يكون لتركيا دورا أكبر في رسم السياسة العالمية الجديدة ورسم الخارطة للشرق ألأوسط في ظل ماتعيشه دولنا من تخلف وبطالة وركود اقتصادي ودول مسخرة لخدمة الحاكم وحاشيته , الدراما التركية احد ألأمثلة الكثيرة التي بدأ بها التغيير في مجتمعاتنا لمزيد من ألانفتاح نحو العالم وألأبتعاد عن التطرف وثقافة ألارهاب .
دهوك/العراق
nelson_usa67@yahoo.com
لعلنا قبل مدة ليست بالطويلة لم نكن لنجد مسلسلا تركيا واحدا يعرض على شاشات الفضائيات العربية وغير العربية واقتصرت مشاهدتنا فقط الى الدراما المصرية والسورية وبعض الخليجية منها , حتى اكتسحت المسلسلات التركية المدبلجة فضائياتنا بوجوه جميلة ذكورا واناثا امتلأت صورهم أسواقنا ومنتدياتنا بل وحتى هواتفنا المحمولة لم تجد وجوه ممثلينا هذا الأقبال الواسع على صورهم طوال ألأعوام التي كنا نتابع اعمالهم الدرامية ولست هنا في صدد ألانتقاص من بعض فنانينا وبعض الجهود الجادة في سبيل تطوير العمل الفني عموما من قبل بعض الممثلين والمنتجين والمخرجين ولسنا بحاجة الى ذكر اسماء ونمدحها وننتقد أخرى الى اننا هنا لابد أن نقول ان الدراما العربية كانت ولاتزال تعيش جمودا كبيرا في رقابة صارمة على كل شاردة وورادة , ولعلنا لو أجرينا احصاءا او استفتاءا لوجدنا أن الاقبال الان وبنسبة كبيرة اصبح على مسلسلات تركية (دموع الورد , سنوات الضياع , اكليل الورد , وادي الذئاب ووووو) والقائمة تطول , ولعل قاريء هذه ألأسطر قد يتخاطر ألى ذهنه ان من كتبها جلس الساعات والساعات ليتابع احداث هذه المسلسلات ألا انني لم اكن من متتبعي المسلسلات مع تقديري واحترامي الشديدين لمشاهديها لكن مايهمني هنا أنه كيف تم تحول مزاج المشاهد من متابعة الدراما التي طالما جلس امام الشاشة ليتابعها ومن ثم حدث هذا التحول الطاريء في مزاج المشاهد نفسه وكيف دخلت هذه المسلسلات وأصبحت تتصدر القائمة متفوقة على زميلاتها من الدرامات العربية لعل من المناسب هنا ان نقول ان المناخ السياسي العام وظهورتركيا الدولة (العلمانية)التي يشهد لها بأن تبنت سياسة فصل الدين عن الدولة وبامتياز, اعطى لها هذا الدور وظهورا على المشهد السياسي العام في معالجة الكثير من المشاكل العالقة والملفات الساخنة ابتداءا من قضية فلسطين والعراق والدور الجديد التي تتبناه في تحسين صورة الأسلام من خلال حضورها الواضح في المؤتمرات والأجتماعات الدورية التي تعقد بين الفينة وألاخرى , حضورلم يأتي من فراغ ودراما لم تأتي بسبب رقيها بسيناريوهاتها وقصصصها وممثليها وتاريخها بل لو قارنا بعض مسلسلاتنا العربية باالمسلسلات التركية لم نكن لنجد هناك اختلافا في المضمون والمحتوى وألأداء في بعضها ولكن نقول ثانية ان السياسة والدور ألامريكي في احتواء سياسات الدول الدكتاتورية بدات تاتي ثمارها وبدأت تدرك أنه لابد أن يكون لتركيا دورا أكبر في رسم السياسة العالمية الجديدة ورسم الخارطة للشرق ألأوسط في ظل ماتعيشه دولنا من تخلف وبطالة وركود اقتصادي ودول مسخرة لخدمة الحاكم وحاشيته , الدراما التركية احد ألأمثلة الكثيرة التي بدأ بها التغيير في مجتمعاتنا لمزيد من ألانفتاح نحو العالم وألأبتعاد عن التطرف وثقافة ألارهاب .
دهوك/العراق
nelson_usa67@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق