د. فايز أبو شمالة
تقرير الصحفي السويدي "دونالد بستروم"، وما نشرته صحيفة "أفتون بلاديت" السويدية عن سرقة الجثث الفلسطينية، ونزع أعضائها، يشير إلى معركة حقيقية تدور بين دولة السويد ودولة الصهاينة، وبين الظلم والعدل، وهدف اليهود هو كسر عنق كل أوروبي تسول له نفسه أن يضع يده على حقيقة الكيان الصهيوني الذي قام على القتل، والاغتصاب، لقد قدم التحقيق الصحفي السويدي بعض الحقيقة التي نعرفها، ونعيشها، ونتوجع منها كفلسطينيين، ولكن صوتنا الفلسطيني ضعيف أمام اللوبي اليهودي، من هنا تأتي خطورة التحقيق الصحفي السويدي الذي يضع الأصبع الأوربي على الجرح الفلسطيني النازف، ويشير إليه، وهذا ما أغاظ الدولة العبرية، وما أخرج وزير خارجيتها عن طوره، وما حرك رئيس الوزراء "نتان ياهو" ليطالب باعتذار رسمي، واتهام الخارجية السويدية بتمويل التحقيق المثير للجدل.
الملفت للنظر؛ أن هذه الحرب التي تخوضها دولة السويد دفاعاً عن أعضاء الفلسطينيين المنزوعة من قبل الإسرائيليين لا تهم الفلسطينيين، ولا تعني العرب من قريب أو بعيد، ولا علاقة لمنظمة التحرير، أو للسلطة فلسطينية بما يدور، فالجدل قائم على جثث فلسطينية تم نزع أعضائها، أو عن فلسطينيين تم قتلهم، وبيع أحشائهم في السوق، وهذه أمور لا تقلق المسئولين الفلسطينيين ما دامت المالية بخير، والرواتب تتدفق آخر الشهر!.
رغم مأساة الحدث، ووحشيته، وضرورة توظيفه لفضح الممارسات الإسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني، فإن سلطة رام الله لم تدعُ إلى تجمع جماهيري حاشد، أو مظاهرة تأييد ودعم لتحقيق الصحفي السويدي، ولاسيما أن لديها أهل الشهداء، والأدلة، والبراهين على صحة التحقيق، ورغم ذلك لم تتخذ حكومة رام الله ألّا موقفاً خجولاً، ولم تعلن عن أي إجراء يحرك ساكناً، وكأن الأمر لا يخص الفلسطينيين، ولا يخص السفارة الفلسطينية في السويد، وكأن الشهيد بلال غانم، وباقي شهداء الضفة الغربية البالغ عددهم 133 شهيداً، تمت تصفيتهم على يد اليهود بطرق مختلفة، وتم تشريح 69 جثة منهم، وانتزاع أعضائهم البشرية، شأن سويدي أوروبي لا علاقة للفلسطينيين فيه!.
تحقيق الصحيفة السويدية يعتمد على البحث الميداني، والشواهد الحية، ويؤكد على أن تجارة الأعضاء منتشرة بشكل واسع في إسرائيل، وبمباركة السلطات وكبار الأطباء في المستشفيات، ويؤكد التحقيق أن جثث شباب فلسطينيين تمت تصفيتهم، اختفت في إسرائيل لمدة خمسة أيام، وبعد ذلك تم تسليمها مشرحة سراً، وتحت جنح الظلام، وهذا يعني نزع الأحشاء، وبيعها في سوق الأعضاء الرائج في إسرائيل.
خطورة التحقيق السويدي يلزم حكومتي رام الله وغزة القيام بدورهما، وأن يقدما للمحافل الدولية الوثائق، والشهادات التي تعزز التحقيق الصحفي السويدي، والدفع في اتجاه فضح الممارسات الإسرائيلية المروعة التي ما زالت تمارس حتى يومنا هذا.
إن الصمت الرسمي الفلسطيني عن مثل هذه القضية لهو بمثابة اعتذار فلسطيني لإسرائيل نيابة عن دولة السويد التي رفضت أن تعتذر عن التقرير رغم الضغوط اليهودية التي بلغت حد اتهام السويد بمعاداة السامية، وتشجيعها للنازية.
fshamala@yahoo.com
تقرير الصحفي السويدي "دونالد بستروم"، وما نشرته صحيفة "أفتون بلاديت" السويدية عن سرقة الجثث الفلسطينية، ونزع أعضائها، يشير إلى معركة حقيقية تدور بين دولة السويد ودولة الصهاينة، وبين الظلم والعدل، وهدف اليهود هو كسر عنق كل أوروبي تسول له نفسه أن يضع يده على حقيقة الكيان الصهيوني الذي قام على القتل، والاغتصاب، لقد قدم التحقيق الصحفي السويدي بعض الحقيقة التي نعرفها، ونعيشها، ونتوجع منها كفلسطينيين، ولكن صوتنا الفلسطيني ضعيف أمام اللوبي اليهودي، من هنا تأتي خطورة التحقيق الصحفي السويدي الذي يضع الأصبع الأوربي على الجرح الفلسطيني النازف، ويشير إليه، وهذا ما أغاظ الدولة العبرية، وما أخرج وزير خارجيتها عن طوره، وما حرك رئيس الوزراء "نتان ياهو" ليطالب باعتذار رسمي، واتهام الخارجية السويدية بتمويل التحقيق المثير للجدل.
الملفت للنظر؛ أن هذه الحرب التي تخوضها دولة السويد دفاعاً عن أعضاء الفلسطينيين المنزوعة من قبل الإسرائيليين لا تهم الفلسطينيين، ولا تعني العرب من قريب أو بعيد، ولا علاقة لمنظمة التحرير، أو للسلطة فلسطينية بما يدور، فالجدل قائم على جثث فلسطينية تم نزع أعضائها، أو عن فلسطينيين تم قتلهم، وبيع أحشائهم في السوق، وهذه أمور لا تقلق المسئولين الفلسطينيين ما دامت المالية بخير، والرواتب تتدفق آخر الشهر!.
رغم مأساة الحدث، ووحشيته، وضرورة توظيفه لفضح الممارسات الإسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني، فإن سلطة رام الله لم تدعُ إلى تجمع جماهيري حاشد، أو مظاهرة تأييد ودعم لتحقيق الصحفي السويدي، ولاسيما أن لديها أهل الشهداء، والأدلة، والبراهين على صحة التحقيق، ورغم ذلك لم تتخذ حكومة رام الله ألّا موقفاً خجولاً، ولم تعلن عن أي إجراء يحرك ساكناً، وكأن الأمر لا يخص الفلسطينيين، ولا يخص السفارة الفلسطينية في السويد، وكأن الشهيد بلال غانم، وباقي شهداء الضفة الغربية البالغ عددهم 133 شهيداً، تمت تصفيتهم على يد اليهود بطرق مختلفة، وتم تشريح 69 جثة منهم، وانتزاع أعضائهم البشرية، شأن سويدي أوروبي لا علاقة للفلسطينيين فيه!.
تحقيق الصحيفة السويدية يعتمد على البحث الميداني، والشواهد الحية، ويؤكد على أن تجارة الأعضاء منتشرة بشكل واسع في إسرائيل، وبمباركة السلطات وكبار الأطباء في المستشفيات، ويؤكد التحقيق أن جثث شباب فلسطينيين تمت تصفيتهم، اختفت في إسرائيل لمدة خمسة أيام، وبعد ذلك تم تسليمها مشرحة سراً، وتحت جنح الظلام، وهذا يعني نزع الأحشاء، وبيعها في سوق الأعضاء الرائج في إسرائيل.
خطورة التحقيق السويدي يلزم حكومتي رام الله وغزة القيام بدورهما، وأن يقدما للمحافل الدولية الوثائق، والشهادات التي تعزز التحقيق الصحفي السويدي، والدفع في اتجاه فضح الممارسات الإسرائيلية المروعة التي ما زالت تمارس حتى يومنا هذا.
إن الصمت الرسمي الفلسطيني عن مثل هذه القضية لهو بمثابة اعتذار فلسطيني لإسرائيل نيابة عن دولة السويد التي رفضت أن تعتذر عن التقرير رغم الضغوط اليهودية التي بلغت حد اتهام السويد بمعاداة السامية، وتشجيعها للنازية.
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق