صبحي غندور
تحاورت منذ مدّة مع صديقٍ لي في واشنطن عن مسائل عديدة، كان من بينها موضوع العلاقة بين الإنسان والدين وكيفية اختلاف الرؤى والاجتهادات لدى الناس جميعاً بشأن الكثير ممّا ورد في الكتب الدينية. وفي سياق الحوار سألني هذا الصديق عن أيٍّ من سور القرآن الكريم أجدها أكثر التصاقاً مع ما أقوم به من عمل في إطار تجربة «مركز الحوار العربي» في واشنطن، فكان جوابي سريعاً: سورة فاطر، التي أكرّر أحياناً سماعها عندما أقود سيارتي لمسافات طويلة.
وفي شهر رمضان المبارك، شهر القرآن الكريم، تذكّرت هذا الأمر ورغبت بالكتابة عنه كنوعٍ من الخواطر عمّا هو في سورة «فاطر» من مفاهيم وقيم مهمة نسترشد بها في أمورنا الشخصية والعملية.
السورة تبدأ في هاتين الآيتين الكريمتين:
«الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (2).
ثمّ نقرأ في الآية العاشرة:
«مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ» (10).
فقد استوقفني في هذه الآية الكريمة هذا الربط الجميل المطلوب بين «القول والعمل»، بين «الفكر والتطبيق»، بين «الإيمان والعمل الصالح» من خلال تأكيد الخالق عزّ وجلّ من ناحية على أهمية «؟لكَلِمُ ؟لطَّيِّبُ» الذي يصعد إليه لكن، من ناحية أخرى، على أنّ هذا الصعود يحتاج إلى عمل صالح يُرفق بهذا «الكلِم الطيب» لكي يرفعه. فكم من هوّة سحيقة نجدها بين فكر البعض وسلوكهم، وفي كثير من المسائل العامة أو الشخصية. حتماً لا يقصد معظم الناس هذا الانشقاق بين «القول» و«العمل»، لكن ذلك مدعاة للتمييز المهم المطلوب بين حالاتٍ ثلاث: فحالة الكلمة الطيبة حتى لو لم تقترن بعمل صالح هي خير وأفضل من حالة الكلمة الخبيثة. لكن الحالة المثلى طبعاً هي في الجمع بين طيبة الكلام وصلاح العمل.
أيضاً، أجد في الآية 12 من السورة نفسها ما هو حكمة بليغة ودرس مهم لمن لا يقبلون بالرأي الآخر ولا يجدون الحقيقة والمنفعة إلاّ فيما هم عليه من معتقد وينكرون ذلك على المخالفين لهم. تقول الآية الكريمة:
«وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» (12).
فسبحان الله الذي خلق هذا التنوع والاختلاف في كلِّ خلقه بما في ذلك الماء الذي جعل منه كلَّ شيءٍ حي، فإذا بالآية تؤكّد على أنّه بالرغم من عدم سواسية «البحرين»، أحدهما عذب والآخر ملح أجاج، فإنّ بينهما فوائد وقواسم مشتركة يستفيد منها الناس: أكل اللحم الطري، استخراج الحلي وتسيير السفن فيهما..
هكذا يجب أن تكون حكمة وأمثولة هذه الآية في كلّ أمور الناس وأفكارهم وأعمالهم وأشكالهم. فالاختلاف لا يعني عدم وجود قواسم ومنافع مشتركة يمكن البناء عليها بين «المختلفين». وقد لجأت إلى هذه الآية الكريمة في تقديم ندوةٍ في «مركز الحوار» منذ عقدٍ من الزمن، كان موضوعها حول دور الدين في المجتمع، واشترك فيها مفكّرون لهم منطلقات دينية وآخرون لهم منطلقات علمانية، لتأكيد أهمية البحث عن المشترك المفيد للناس مهما اختلفت الآراء ومنطلقاتها.
ولعلّ ما ورد في الآيتين 27 و28 فيه تأكيد على هذه الخلاصة:
«أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ» (28).
في سورة فاطر، نجد أيضاً ما ورد في الآية 18 من دعوة لعدم التعميم في الأحكام:
«ولا تزر وازرة وزر أخرى» من الآية 18.
وهو أمر كانت عليه القبائل العربية قبل الإسلام من حيث أسلوب العقاب الجماعي لعائلة أو عشيرة أو قبيلة إذا أخطأ أحد أفرادها، وهي مفاهيم ما زالت قائمة للأسف في العديد من المجتمعات، حيث يقترن مفهوم «الثأر» بعقاب جماعة المخطئ لا المخطئ نفسه فقط.
وفي ختام سورة «فاطر» نجد هذه الآية التي تُعلّم الناس أهمية التمهّل في محاسبة الآخرين وعدم التسرّع بإطلاق الأحكام عليهم، والتعامل مع الناس بمجمل ما هم عليه من سلبيات وإيجابيات وليس التوقف عند حالة سلبية واحدة فقط. تقول الآية الكريمة:
«وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا» (45).
وليست سورة «فاطر» فقط هي التي تدعو الناس والمؤمنين بالله عزّ وجلّ إلى حسن السلوك مع الآخر وإلى تفهّم حكمة الخالق تعالى بخلق الناس مختلفين، فالقرآن الكريم كلّه دعوة واضحة إلى الإيمان والعمل الصالح معاً.لكن مشكلة العالم الإسلامي الآن أنه لا يتوازن مع تراثه الحضاري الإسلامي الذي يقوم على الحوار مع الرأي الآخر وعلى رفض الإكراه في الدين: «ادعُ إلى سبيلِ ربِّك بالحِكْمةِ والمَوْعظةِ الحَسَنَةِ وَجادِلْهُم بالتي هيَ أحسنُ» ـ سورة النحل ـ الآية 125
ـ «أفَأنْتِ تُكْرِهُ النَّاسَ حتى يكونوا مؤمنين» / سورة يونس ـ الآية 99
ـ «وجعلناكم شعوباً وقبائل لِتَعارفوا» / سورة الحجرات ـ الآية 13
ـ «مَنْ قتلَ نفساً بغيرِ نفْسٍ أو فَسَادٍ في الأرضِ فكأنَّما قتَلَ النَّاسَ جميعاً ومَنْ أحياها فكأنِّما أحيا النَّاسَ جميعاً» /سورة المائدة ـ الآية 32
ـ «وَعِبادُ الرَّحمنِ الذين يَمشونَ على الأرضِ هَوْناً وإذا خاطَبَهُمُ الجاهِلونَ قالوا سَلاماً» / سورة الفرقان ـ الآية 63
ـ «وكذلك جعلناكم أمَّةً وسَطاً لتكونوا شُهداءَ على النَّاسِ» / سورة البقرة - الآية 143
ـ «وَمَا أرْسَلْناكَ إلا رَحْمَةً للعالمين» / سورة الأنبياء ـ الآية 107
هذه نماذج قليلة من كثيرٍ ورد في القرآن الكريم الذي يكرّر المسلمون قراءته (بل حفظه أحياناً) في شهر رمضان المبارك من كلّ عام. لكن الهوّة سحيقة أيضاً بين من يقرأون وبين من يفقهون ما يقرأون.. ثم بين من يسلكون في أعمالهم ما يفقهونه في فكرهم!. وكلُّ شهر رمضان وأنتم بخير.
تحاورت منذ مدّة مع صديقٍ لي في واشنطن عن مسائل عديدة، كان من بينها موضوع العلاقة بين الإنسان والدين وكيفية اختلاف الرؤى والاجتهادات لدى الناس جميعاً بشأن الكثير ممّا ورد في الكتب الدينية. وفي سياق الحوار سألني هذا الصديق عن أيٍّ من سور القرآن الكريم أجدها أكثر التصاقاً مع ما أقوم به من عمل في إطار تجربة «مركز الحوار العربي» في واشنطن، فكان جوابي سريعاً: سورة فاطر، التي أكرّر أحياناً سماعها عندما أقود سيارتي لمسافات طويلة.
وفي شهر رمضان المبارك، شهر القرآن الكريم، تذكّرت هذا الأمر ورغبت بالكتابة عنه كنوعٍ من الخواطر عمّا هو في سورة «فاطر» من مفاهيم وقيم مهمة نسترشد بها في أمورنا الشخصية والعملية.
السورة تبدأ في هاتين الآيتين الكريمتين:
«الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (2).
ثمّ نقرأ في الآية العاشرة:
«مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ» (10).
فقد استوقفني في هذه الآية الكريمة هذا الربط الجميل المطلوب بين «القول والعمل»، بين «الفكر والتطبيق»، بين «الإيمان والعمل الصالح» من خلال تأكيد الخالق عزّ وجلّ من ناحية على أهمية «؟لكَلِمُ ؟لطَّيِّبُ» الذي يصعد إليه لكن، من ناحية أخرى، على أنّ هذا الصعود يحتاج إلى عمل صالح يُرفق بهذا «الكلِم الطيب» لكي يرفعه. فكم من هوّة سحيقة نجدها بين فكر البعض وسلوكهم، وفي كثير من المسائل العامة أو الشخصية. حتماً لا يقصد معظم الناس هذا الانشقاق بين «القول» و«العمل»، لكن ذلك مدعاة للتمييز المهم المطلوب بين حالاتٍ ثلاث: فحالة الكلمة الطيبة حتى لو لم تقترن بعمل صالح هي خير وأفضل من حالة الكلمة الخبيثة. لكن الحالة المثلى طبعاً هي في الجمع بين طيبة الكلام وصلاح العمل.
أيضاً، أجد في الآية 12 من السورة نفسها ما هو حكمة بليغة ودرس مهم لمن لا يقبلون بالرأي الآخر ولا يجدون الحقيقة والمنفعة إلاّ فيما هم عليه من معتقد وينكرون ذلك على المخالفين لهم. تقول الآية الكريمة:
«وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» (12).
فسبحان الله الذي خلق هذا التنوع والاختلاف في كلِّ خلقه بما في ذلك الماء الذي جعل منه كلَّ شيءٍ حي، فإذا بالآية تؤكّد على أنّه بالرغم من عدم سواسية «البحرين»، أحدهما عذب والآخر ملح أجاج، فإنّ بينهما فوائد وقواسم مشتركة يستفيد منها الناس: أكل اللحم الطري، استخراج الحلي وتسيير السفن فيهما..
هكذا يجب أن تكون حكمة وأمثولة هذه الآية في كلّ أمور الناس وأفكارهم وأعمالهم وأشكالهم. فالاختلاف لا يعني عدم وجود قواسم ومنافع مشتركة يمكن البناء عليها بين «المختلفين». وقد لجأت إلى هذه الآية الكريمة في تقديم ندوةٍ في «مركز الحوار» منذ عقدٍ من الزمن، كان موضوعها حول دور الدين في المجتمع، واشترك فيها مفكّرون لهم منطلقات دينية وآخرون لهم منطلقات علمانية، لتأكيد أهمية البحث عن المشترك المفيد للناس مهما اختلفت الآراء ومنطلقاتها.
ولعلّ ما ورد في الآيتين 27 و28 فيه تأكيد على هذه الخلاصة:
«أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ» (28).
في سورة فاطر، نجد أيضاً ما ورد في الآية 18 من دعوة لعدم التعميم في الأحكام:
«ولا تزر وازرة وزر أخرى» من الآية 18.
وهو أمر كانت عليه القبائل العربية قبل الإسلام من حيث أسلوب العقاب الجماعي لعائلة أو عشيرة أو قبيلة إذا أخطأ أحد أفرادها، وهي مفاهيم ما زالت قائمة للأسف في العديد من المجتمعات، حيث يقترن مفهوم «الثأر» بعقاب جماعة المخطئ لا المخطئ نفسه فقط.
وفي ختام سورة «فاطر» نجد هذه الآية التي تُعلّم الناس أهمية التمهّل في محاسبة الآخرين وعدم التسرّع بإطلاق الأحكام عليهم، والتعامل مع الناس بمجمل ما هم عليه من سلبيات وإيجابيات وليس التوقف عند حالة سلبية واحدة فقط. تقول الآية الكريمة:
«وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا» (45).
وليست سورة «فاطر» فقط هي التي تدعو الناس والمؤمنين بالله عزّ وجلّ إلى حسن السلوك مع الآخر وإلى تفهّم حكمة الخالق تعالى بخلق الناس مختلفين، فالقرآن الكريم كلّه دعوة واضحة إلى الإيمان والعمل الصالح معاً.لكن مشكلة العالم الإسلامي الآن أنه لا يتوازن مع تراثه الحضاري الإسلامي الذي يقوم على الحوار مع الرأي الآخر وعلى رفض الإكراه في الدين: «ادعُ إلى سبيلِ ربِّك بالحِكْمةِ والمَوْعظةِ الحَسَنَةِ وَجادِلْهُم بالتي هيَ أحسنُ» ـ سورة النحل ـ الآية 125
ـ «أفَأنْتِ تُكْرِهُ النَّاسَ حتى يكونوا مؤمنين» / سورة يونس ـ الآية 99
ـ «وجعلناكم شعوباً وقبائل لِتَعارفوا» / سورة الحجرات ـ الآية 13
ـ «مَنْ قتلَ نفساً بغيرِ نفْسٍ أو فَسَادٍ في الأرضِ فكأنَّما قتَلَ النَّاسَ جميعاً ومَنْ أحياها فكأنِّما أحيا النَّاسَ جميعاً» /سورة المائدة ـ الآية 32
ـ «وَعِبادُ الرَّحمنِ الذين يَمشونَ على الأرضِ هَوْناً وإذا خاطَبَهُمُ الجاهِلونَ قالوا سَلاماً» / سورة الفرقان ـ الآية 63
ـ «وكذلك جعلناكم أمَّةً وسَطاً لتكونوا شُهداءَ على النَّاسِ» / سورة البقرة - الآية 143
ـ «وَمَا أرْسَلْناكَ إلا رَحْمَةً للعالمين» / سورة الأنبياء ـ الآية 107
هذه نماذج قليلة من كثيرٍ ورد في القرآن الكريم الذي يكرّر المسلمون قراءته (بل حفظه أحياناً) في شهر رمضان المبارك من كلّ عام. لكن الهوّة سحيقة أيضاً بين من يقرأون وبين من يفقهون ما يقرأون.. ثم بين من يسلكون في أعمالهم ما يفقهونه في فكرهم!. وكلُّ شهر رمضان وأنتم بخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق