محمد داود
قرأنا وسمعنا عن رجالاً وزعماءً صنعوا التاريخ، وسطروا أروع ملاحم البطولة والفداء، فغرسوا حب الشهادة والنضال في قلوب شعوبهم من أجل الوطن والتحرير، والعيش بكرامة وعزة أسوة بشعوب العالم الحر.
هؤلاء الرجال الذين حقاً يجب أن نفتخر ونتشرف نحن أحفادهم بالانتساب إليهم لأنهم كتبوا بدمائهم الطاهرة النقية مجد وطننا فلسطين وأضاءوا شعلة أمل في قضيتنا وحقنا الوطني المشروع، فكانوا شعلة أمل بأننا يوماً سنحظى بالاستقلال الوطني، ولن تستطيع الأيام ولا سياسة الطمس الثقافي محوا أثارهم وخطى أقدامهم النضالية.
فمنذ أن أخذ الأستاذ أحمد الشقيري على عاتقه رحلة التحرير، وحمل هموم الدولة الفلسطينية ومؤسساتها، أندفع المشروع التحريري إلى الأمام، حتى سرعان ما تولى الرئيس الشهيد ياسر عرفات زمام الثورة، ليصنع العهد الفلسطيني وبات حلم الدولة الفلسطينية أقرب من ذي قبل، وذلك منذ أن أعلن مشروع الثورة والكفاح المسلح، التي أنتلفت رحاه مع فجر عيلبون عام 1965، ليجعل من القضية الإنسانية الفلسطينية، قضية وطن ومشروع ودولة مستقلة، حتى أستعاد الشعب الفلسطيني البعض جزء من حقوقه الوطنية وأخذ الرئيس الراحل يؤسس أركان الدولة الفلسطينية ومؤسساتها وقواتها المختلفة وتشكيل جيش فلسطيني على غرار جيش "م.ت.ف". محققاً في ذلك أمنيته؛ أن تكون الثورة والمقاومة من أرض فلسطين بعد أن فقد الأمل بالأنظمة العربية، فأعلن أن الأرض الفلسطينية لا يمكن أن تتحرر إلى بنضال وثورة شعبها.
الرئيس عرفات ومن خلفه القادة والثوار تمكنوا من أن ينقلوا مشروع الثورة إلى أرض فلسطين، وكانت نموذج انتفاضة عام 1987 والعمليات الفدائية النوعية وصمود الشعب الفلسطيني، دفع الاحتلال الإسرائيلي إلى الرحيل والبحث عن الحلول السياسية والتفاوض، والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية وبالكيانية الفلسطينية وبحقوق الشعب الفلسطيني، بعد أن أعترف العالم بها، وبهذه النقلة التاريخية بدأ الرئيس عرفات يؤسس الدولة الفلسطينية عبر مشروع السلطة، وفق إستراتيجيته ترتكز على الوحدة الوطنية "يد تقاوم ويد تبني وأخرى تفاوض".
الرئيس عرفات لن يتنازل يوماً عن حقوق الشعب الفلسطيني ولا عن الثوابت الوطنية، بل إنه أستشهد دفاعاً عنها وعن كرامة شعبنا في الحياة، وبذلك يكون قد طوي قصة زعيم ورمز أرتبط أسمه بفلسطين والقضية التي كرس حياته من أجلها.
وكما يقال خير خلف لخير سلف، فكان الرجل الثاني في "م.ت.ف" وفي حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" على أهبة الاستعداد ليكمل المشوار وعلى طريق ودرب الرئيس كما عاهد واقسم "على القدس رايحين شهداء بالملايين" فانتخبه الشعب الفلسطيني وفق برنامج سياسي إستراتيجي محنك "سياسة ومقاومة وبناء وطن متين".
أراد الرئيس "عباس" أيضاً أن يختار الزعماء والقادة الوطنيين والمهنيين، وهي سياسة أكتسبها من رفيق دربه المعلم الشهيد "أبو عمار"، فكان حسن اختياره بأن يختار "د.سلام فياض" رجل العلاقات الدولية، الذي ربط الرقي والتقدم والتحرر بدفع عجلة الاقتصاد والتنمية الاجتماعية ورقيها وتعزيز القانون والقضاء "فلا دولة بدون اقتصاد وقضاء قوي ومجتمع مستقل".
دكتور "سلام فياض" رجل وطني واقتصادي وسياسي محنك من الطراز الأول، يحترم الكفاءة ويقدس العمل وهو صاحب النظرية التطلعية، يعمل بشكل مهني وعلمي، وهذا ما تطالعنا به وسائل الإعلام كل يوم عن تحركاته، التي تحمل إنجازاً وطنياً يضاف إلى حلم الدولة ومقوماتها المستقبلية.
وما يثير الإعجاب أنه يعمل صمتاً ويسحب البساط من تحت أقدام الاحتلال الإسرائيلي الذي توغل في أراضي الضفة الغربية، وأحتلها وأقام الجدار العنصري، وقسم مدنها وقراها إلى كنتونات والتهمها بالاستيطان وأقام المئات من الحواجز والنقاط، كدولة للمستوطنين، استكمالاً لمشروعه الاستيطاني الكولنيالي.
المخطط الإسرائيلي كان بحاجة إلى معالجة دقيقة بعد سنوات من الضياع منذ عملية "السور الواقي" واحتلال الضفة الغربية، وتراجع العمل الفدائي والمقاومة لاسيما داخل العمق الإسرائيلي، مما يدعم الحجج الإسرائيلية في أن دوافع الجدار هي أمنية بحتة، وبات هدفه تدمير مشروع أركان السلطة الفلسطينية "الدولة الفلسطينية".
الرئيس عباس ومن خلفه رئيس الحكومة د.سلام فياض يدركون حجم المخطط الاستيطاني الصهيوني ومخاطره، لأن عيونهم ترنو أبعد منذ ذلك نحو القدس، تحقيقاً لأمنية معلمهم الأول الذي أوصاهم بها وبترابها ومقدساتها؛ الذي وضعهم على أعتابها.
ولا يكاد يمضي تصريح إلا وسمعنا التأكيد على الثوابت الوطني بعودة اللاجئين الفلسطينيين وتعويضهم، وإطلاق كافة الأسرى، ووقف الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
نعم يحق لنا أن نرفع هامتنا إلى الأعلى افتخاراً بهؤلاء المناضلين ولا يسعنا إلى توجيه التحية إلى أرواح الشهداء وأسود المقاومة للشهداء "خليل الوزير وعبد العزيز الرنتيسي والشيخ أحمد ياسين ودكتور فتحي الشقاقي والشهيد أبو علي مصطفى وكل الشهداء الأبرار" الذين رسموا خريطة الوطن بدمائهم الزكية.
وأخيراً تبقى أمانينا حاضرة وهي أمنية الأجداد والآباء والأجيال الحاضرة والقادمة، التي تتطلب الوحدة والمصالحة، "وحدة الكفاءات والسياسيين وبذخر الوطنين والثوار والمناضلين" حتى نحيا بفلسطين حرة قوية.
وكل عام وأنتم بخير
كاتب وباحث
قرأنا وسمعنا عن رجالاً وزعماءً صنعوا التاريخ، وسطروا أروع ملاحم البطولة والفداء، فغرسوا حب الشهادة والنضال في قلوب شعوبهم من أجل الوطن والتحرير، والعيش بكرامة وعزة أسوة بشعوب العالم الحر.
هؤلاء الرجال الذين حقاً يجب أن نفتخر ونتشرف نحن أحفادهم بالانتساب إليهم لأنهم كتبوا بدمائهم الطاهرة النقية مجد وطننا فلسطين وأضاءوا شعلة أمل في قضيتنا وحقنا الوطني المشروع، فكانوا شعلة أمل بأننا يوماً سنحظى بالاستقلال الوطني، ولن تستطيع الأيام ولا سياسة الطمس الثقافي محوا أثارهم وخطى أقدامهم النضالية.
فمنذ أن أخذ الأستاذ أحمد الشقيري على عاتقه رحلة التحرير، وحمل هموم الدولة الفلسطينية ومؤسساتها، أندفع المشروع التحريري إلى الأمام، حتى سرعان ما تولى الرئيس الشهيد ياسر عرفات زمام الثورة، ليصنع العهد الفلسطيني وبات حلم الدولة الفلسطينية أقرب من ذي قبل، وذلك منذ أن أعلن مشروع الثورة والكفاح المسلح، التي أنتلفت رحاه مع فجر عيلبون عام 1965، ليجعل من القضية الإنسانية الفلسطينية، قضية وطن ومشروع ودولة مستقلة، حتى أستعاد الشعب الفلسطيني البعض جزء من حقوقه الوطنية وأخذ الرئيس الراحل يؤسس أركان الدولة الفلسطينية ومؤسساتها وقواتها المختلفة وتشكيل جيش فلسطيني على غرار جيش "م.ت.ف". محققاً في ذلك أمنيته؛ أن تكون الثورة والمقاومة من أرض فلسطين بعد أن فقد الأمل بالأنظمة العربية، فأعلن أن الأرض الفلسطينية لا يمكن أن تتحرر إلى بنضال وثورة شعبها.
الرئيس عرفات ومن خلفه القادة والثوار تمكنوا من أن ينقلوا مشروع الثورة إلى أرض فلسطين، وكانت نموذج انتفاضة عام 1987 والعمليات الفدائية النوعية وصمود الشعب الفلسطيني، دفع الاحتلال الإسرائيلي إلى الرحيل والبحث عن الحلول السياسية والتفاوض، والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية وبالكيانية الفلسطينية وبحقوق الشعب الفلسطيني، بعد أن أعترف العالم بها، وبهذه النقلة التاريخية بدأ الرئيس عرفات يؤسس الدولة الفلسطينية عبر مشروع السلطة، وفق إستراتيجيته ترتكز على الوحدة الوطنية "يد تقاوم ويد تبني وأخرى تفاوض".
الرئيس عرفات لن يتنازل يوماً عن حقوق الشعب الفلسطيني ولا عن الثوابت الوطنية، بل إنه أستشهد دفاعاً عنها وعن كرامة شعبنا في الحياة، وبذلك يكون قد طوي قصة زعيم ورمز أرتبط أسمه بفلسطين والقضية التي كرس حياته من أجلها.
وكما يقال خير خلف لخير سلف، فكان الرجل الثاني في "م.ت.ف" وفي حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" على أهبة الاستعداد ليكمل المشوار وعلى طريق ودرب الرئيس كما عاهد واقسم "على القدس رايحين شهداء بالملايين" فانتخبه الشعب الفلسطيني وفق برنامج سياسي إستراتيجي محنك "سياسة ومقاومة وبناء وطن متين".
أراد الرئيس "عباس" أيضاً أن يختار الزعماء والقادة الوطنيين والمهنيين، وهي سياسة أكتسبها من رفيق دربه المعلم الشهيد "أبو عمار"، فكان حسن اختياره بأن يختار "د.سلام فياض" رجل العلاقات الدولية، الذي ربط الرقي والتقدم والتحرر بدفع عجلة الاقتصاد والتنمية الاجتماعية ورقيها وتعزيز القانون والقضاء "فلا دولة بدون اقتصاد وقضاء قوي ومجتمع مستقل".
دكتور "سلام فياض" رجل وطني واقتصادي وسياسي محنك من الطراز الأول، يحترم الكفاءة ويقدس العمل وهو صاحب النظرية التطلعية، يعمل بشكل مهني وعلمي، وهذا ما تطالعنا به وسائل الإعلام كل يوم عن تحركاته، التي تحمل إنجازاً وطنياً يضاف إلى حلم الدولة ومقوماتها المستقبلية.
وما يثير الإعجاب أنه يعمل صمتاً ويسحب البساط من تحت أقدام الاحتلال الإسرائيلي الذي توغل في أراضي الضفة الغربية، وأحتلها وأقام الجدار العنصري، وقسم مدنها وقراها إلى كنتونات والتهمها بالاستيطان وأقام المئات من الحواجز والنقاط، كدولة للمستوطنين، استكمالاً لمشروعه الاستيطاني الكولنيالي.
المخطط الإسرائيلي كان بحاجة إلى معالجة دقيقة بعد سنوات من الضياع منذ عملية "السور الواقي" واحتلال الضفة الغربية، وتراجع العمل الفدائي والمقاومة لاسيما داخل العمق الإسرائيلي، مما يدعم الحجج الإسرائيلية في أن دوافع الجدار هي أمنية بحتة، وبات هدفه تدمير مشروع أركان السلطة الفلسطينية "الدولة الفلسطينية".
الرئيس عباس ومن خلفه رئيس الحكومة د.سلام فياض يدركون حجم المخطط الاستيطاني الصهيوني ومخاطره، لأن عيونهم ترنو أبعد منذ ذلك نحو القدس، تحقيقاً لأمنية معلمهم الأول الذي أوصاهم بها وبترابها ومقدساتها؛ الذي وضعهم على أعتابها.
ولا يكاد يمضي تصريح إلا وسمعنا التأكيد على الثوابت الوطني بعودة اللاجئين الفلسطينيين وتعويضهم، وإطلاق كافة الأسرى، ووقف الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
نعم يحق لنا أن نرفع هامتنا إلى الأعلى افتخاراً بهؤلاء المناضلين ولا يسعنا إلى توجيه التحية إلى أرواح الشهداء وأسود المقاومة للشهداء "خليل الوزير وعبد العزيز الرنتيسي والشيخ أحمد ياسين ودكتور فتحي الشقاقي والشهيد أبو علي مصطفى وكل الشهداء الأبرار" الذين رسموا خريطة الوطن بدمائهم الزكية.
وأخيراً تبقى أمانينا حاضرة وهي أمنية الأجداد والآباء والأجيال الحاضرة والقادمة، التي تتطلب الوحدة والمصالحة، "وحدة الكفاءات والسياسيين وبذخر الوطنين والثوار والمناضلين" حتى نحيا بفلسطين حرة قوية.
وكل عام وأنتم بخير
كاتب وباحث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق