محمد داود
ليس غريباً أن يختار المؤتمر السادس بعد ما يقارب العشرون عاماً وجوهاً شابه وجديدة، لأن ذلك أمر طبيعي جداً بأن تتأهل الأجيال والقيادات الميدانية والنشيطة وتتبوأ مكاناً يليق بتاريخها النضالي وحجم عطائها ومسؤولياتها في البيت الفتحاوي الكبير "اللجنة المركزية"، وهي نتاج تم عبر أسلوب ديمقراطي حر ونزيه. رغم ما أصاب الحركة من ألم وتحديات فهي نجحت أخيراً بأن تعقد مؤتمرها المثالي، الذي يفترض أن يكون سنوياً.
واختيار الأعضاء؛ جاء حسب الكفاءات والسيرة النضالية لكل مرشح، ودوره ونشاطه، وعملية الانتخاب هي أحد السمات التي تتمتع بها الحركة منذ القدم، وهو امتحان ومعيار للمرشح، وفوزه يأتي نتيجة تقييم لمواقفه السابقة، يثبتها صندوق الاقتراع.
فبكل تأكيد سيكون هناك مفصل تاريخي أمام هذا الجيل الذي سيجمع بين المحافظة على الثوابت الوطنية التي غرسها في قلوبهم ووجدانهم وعقولهم الأب المؤسس والمعلم الأول الشهيد ياسر عرفات الذي أستشهد وهو يدافع عنها، حتى جعل منها ثقافة الإنسان الفلسطيني، وبين متطلبات الواقع السياسي والمجتمعي "محلياً ودولياً"، نحو بناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهنا تستعيدنا الذاكرة، عندما اندمجت الفصائل الفلسطينية إلى حركة فتح ودخلت حركة فتح منظمة التحرير فأحدثت تغييراً كلياً في منهج وأداء منظمة التحرير وكانت من معالم التغيير "التحرر من الاحتواء العربي والدولي، واستقلال القرار الفلسطيني وتبني الكفاح المسلح كخيار إستراتيجي". وستكون على ذلك العهد والقسم، وهكذا يتضح اليوم ميلاد جديد لحركة تاريخية وكل البشائر تثبت أن الحركة ستكون فتية برجالها وقوتها.
فنحن اليوم نقف أمام تطور وتحول آخر وجديد في ظل متغيرات وتحديات صعبة، أبرزها: كيف سينتهي الانقسام الفلسطيني، وبأي طريقة سيكون، وكيف ستتعامل الحركة مع حركة حماس مستقبلاً وما شكل العلاقة التي ستبنيها الحركة، وكيف ستتعامل مع واقع الاحتلال وجرائمه، في ظل برنامج سياسي وصفه الاحتلال بالخطير على وجودها ومستقبل عملية التسوية ؟.
تحديات كثيرة وكبيرة كالجبال ونحن على ثقة تامة بقيادتنا التي تولت في السابق مراكز ومهام أثبتت جدارتها، وستكون إنشاء الله على قدر من المسؤولية والوعي والحكمة.لأن القيادة الفلسطينية كما عودتنا منذ نصف قرن تتسم بالمرونة، وتولي اهتمام كبير بالمصلحة الوطنية وبالشأن الداخلي، وتعي كيف توظف العمل السياسي والعمل العسكري، والمزاوجة بينهما، في الوقت والزمان المناسبين، وتجربة السلطة أكبر برهان، وهذه ليست بتجربة سهلة.
أما مستقبل القضية فكما أسلفنا هناك تحديات محلية وإقليمية ودولية تنتظر اللجنة المركزية التي سرعان ما ستلتئم بعد فرز النتائج النهائية حتى تحدد الطرق الكفيلة لمواجهة هذه الاشكايات.
بخصوص حركة حماس ستعمل اللجنة المركزية على إعطاء فرصة كافية للحوار وستكون مدعومة بقرار عربي ودولي قوي أكثر مما سبق، وقد لمسنا رسائل الترحيب والتبريكات لقادة المؤتمر والفائزين حتى من الدول الأجنبية وهناك تغطية إعلامية ضخمة واهتمام دولي إسرائيلي.
أما العلاقة مع الاحتلال، فإن اللجنة المركزية ستعمل من خلال أعضائها الجدد الذين يعتبروا سفراء بما تحتويه من خليط سياسي محنك وهذا ما يبشر بالطمأنينة، والاتكال عليهم في مهامهم.
فيما العلاقة الداخلية فهي ستكون بأحسن حال لاسيما مع كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح، فهناك اهتمام قوي وظاهر من ناحية الدعم المادي والسياسي للجناح، والتنظيم برمته، وهذا يعود لأن أعضاء المركزي هم أصلاً جزء من الجناح العسكري ومن المعتقلين ومن شتى بقاع الأرض.
وسيكون هناك فصل تام للحركة "التنظيم" عن مهام السلطة الوطنية الفلسطينية حتى لا يكون ازدواجية في العمل، وعدم تحمل أخطاء السلطة للتنظيم وتداخل الصلاحيات، وهي الأزمة التي تركت أثراً ويمكن تلاشيها بعد الآن.
وأخيراً تبقى تطلعات الفتحاويين هي تطلعات كل فصائل العمل الوطني والمواطن الفلسطيني الذي يتمنى أن ينتهي الانقسام، فبوحدتنا ننتصر، ونزيل الاحتلال ونبني دولتنا الذي وضعنا الشهيد القائد ياسر عرفات على أبوابها.
كاتب وباحث
ليس غريباً أن يختار المؤتمر السادس بعد ما يقارب العشرون عاماً وجوهاً شابه وجديدة، لأن ذلك أمر طبيعي جداً بأن تتأهل الأجيال والقيادات الميدانية والنشيطة وتتبوأ مكاناً يليق بتاريخها النضالي وحجم عطائها ومسؤولياتها في البيت الفتحاوي الكبير "اللجنة المركزية"، وهي نتاج تم عبر أسلوب ديمقراطي حر ونزيه. رغم ما أصاب الحركة من ألم وتحديات فهي نجحت أخيراً بأن تعقد مؤتمرها المثالي، الذي يفترض أن يكون سنوياً.
واختيار الأعضاء؛ جاء حسب الكفاءات والسيرة النضالية لكل مرشح، ودوره ونشاطه، وعملية الانتخاب هي أحد السمات التي تتمتع بها الحركة منذ القدم، وهو امتحان ومعيار للمرشح، وفوزه يأتي نتيجة تقييم لمواقفه السابقة، يثبتها صندوق الاقتراع.
فبكل تأكيد سيكون هناك مفصل تاريخي أمام هذا الجيل الذي سيجمع بين المحافظة على الثوابت الوطنية التي غرسها في قلوبهم ووجدانهم وعقولهم الأب المؤسس والمعلم الأول الشهيد ياسر عرفات الذي أستشهد وهو يدافع عنها، حتى جعل منها ثقافة الإنسان الفلسطيني، وبين متطلبات الواقع السياسي والمجتمعي "محلياً ودولياً"، نحو بناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهنا تستعيدنا الذاكرة، عندما اندمجت الفصائل الفلسطينية إلى حركة فتح ودخلت حركة فتح منظمة التحرير فأحدثت تغييراً كلياً في منهج وأداء منظمة التحرير وكانت من معالم التغيير "التحرر من الاحتواء العربي والدولي، واستقلال القرار الفلسطيني وتبني الكفاح المسلح كخيار إستراتيجي". وستكون على ذلك العهد والقسم، وهكذا يتضح اليوم ميلاد جديد لحركة تاريخية وكل البشائر تثبت أن الحركة ستكون فتية برجالها وقوتها.
فنحن اليوم نقف أمام تطور وتحول آخر وجديد في ظل متغيرات وتحديات صعبة، أبرزها: كيف سينتهي الانقسام الفلسطيني، وبأي طريقة سيكون، وكيف ستتعامل الحركة مع حركة حماس مستقبلاً وما شكل العلاقة التي ستبنيها الحركة، وكيف ستتعامل مع واقع الاحتلال وجرائمه، في ظل برنامج سياسي وصفه الاحتلال بالخطير على وجودها ومستقبل عملية التسوية ؟.
تحديات كثيرة وكبيرة كالجبال ونحن على ثقة تامة بقيادتنا التي تولت في السابق مراكز ومهام أثبتت جدارتها، وستكون إنشاء الله على قدر من المسؤولية والوعي والحكمة.لأن القيادة الفلسطينية كما عودتنا منذ نصف قرن تتسم بالمرونة، وتولي اهتمام كبير بالمصلحة الوطنية وبالشأن الداخلي، وتعي كيف توظف العمل السياسي والعمل العسكري، والمزاوجة بينهما، في الوقت والزمان المناسبين، وتجربة السلطة أكبر برهان، وهذه ليست بتجربة سهلة.
أما مستقبل القضية فكما أسلفنا هناك تحديات محلية وإقليمية ودولية تنتظر اللجنة المركزية التي سرعان ما ستلتئم بعد فرز النتائج النهائية حتى تحدد الطرق الكفيلة لمواجهة هذه الاشكايات.
بخصوص حركة حماس ستعمل اللجنة المركزية على إعطاء فرصة كافية للحوار وستكون مدعومة بقرار عربي ودولي قوي أكثر مما سبق، وقد لمسنا رسائل الترحيب والتبريكات لقادة المؤتمر والفائزين حتى من الدول الأجنبية وهناك تغطية إعلامية ضخمة واهتمام دولي إسرائيلي.
أما العلاقة مع الاحتلال، فإن اللجنة المركزية ستعمل من خلال أعضائها الجدد الذين يعتبروا سفراء بما تحتويه من خليط سياسي محنك وهذا ما يبشر بالطمأنينة، والاتكال عليهم في مهامهم.
فيما العلاقة الداخلية فهي ستكون بأحسن حال لاسيما مع كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح، فهناك اهتمام قوي وظاهر من ناحية الدعم المادي والسياسي للجناح، والتنظيم برمته، وهذا يعود لأن أعضاء المركزي هم أصلاً جزء من الجناح العسكري ومن المعتقلين ومن شتى بقاع الأرض.
وسيكون هناك فصل تام للحركة "التنظيم" عن مهام السلطة الوطنية الفلسطينية حتى لا يكون ازدواجية في العمل، وعدم تحمل أخطاء السلطة للتنظيم وتداخل الصلاحيات، وهي الأزمة التي تركت أثراً ويمكن تلاشيها بعد الآن.
وأخيراً تبقى تطلعات الفتحاويين هي تطلعات كل فصائل العمل الوطني والمواطن الفلسطيني الذي يتمنى أن ينتهي الانقسام، فبوحدتنا ننتصر، ونزيل الاحتلال ونبني دولتنا الذي وضعنا الشهيد القائد ياسر عرفات على أبوابها.
كاتب وباحث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق