السيد محمد علي الحسيني
قولوا لااله الا الله تفلحوا، نداء أطلقه نبي الرحمة والسلام المصطفى {ص}في بدايات دعوته المبارکة لدينه الحنيف، هذا النداء الذي جسد واحد من أهم أصول الديانة الاسلامية (التوحيد)، برغم ماکان يحمله من مضمون عميق المعاني والاهداف، لکنه في نفس الوقت طرح وبصورة بالغة الروعة لمفهوم الشفافية في الاسلام.
قولوا لااله الا الله تفلحوا، جملة قصيرة وواضحة ما ان يستمع اليها المرء حتى ويجد شئ ما في أعماقه يتجاوب مع هذا النداء السماوي ويتفاعل مع معانيه الاخلاقية والفلسفية الحميدة التي تقوده الى دروب التکامل والوصول الى مفترق الرضا الالهي.
لم يطرح الرسول الاکرم وهو الذي(ماينطق عن هوى)نداءا معقدا يحتوي على غريب وحوشي الالفاظ وانما خاطب قومه والانسانية المعذبة من خلفهم بکلمات غاية في الشفافية والوضوح ولم يکن هدفه من وراء ذلك سوى بلوغ شغاف القلوب وأعماق النفوس والعقول وبهذه الجملة البسيطة المتکونة من بضعة کلمات زلزل عروش الملوك والاباطرة وأسس لحضارة عربية اسلامية ساهمت في إغناء الفکر الانساني وتشذيبه بأفضل الصور وأجملها.
اليوم، ونحن أمام مفترق بالغ التعقيد والضبابية حيث باتت الامور تلتبس احيانا حتى على أناس من أهل الذکر، نجد أن العلة الاساسية تکمن في نقطة هامة وحساسة وهي ان الخطاب العام الموجه هو خطاب نخبوي يتضمن نبرة ومضمونا ليس في وسع أي کان أن يفهمه ويستوعبه، وهو امر للأسف ساعد على غياب الوعي الديني بمفهومه الحقيقي الناصع وساهم في تواجد وحتى تعشعش أفکار ومفاهيم غريبة وبعيدة أشد البعد عن روح الاسلام وجوهره إذ بدلا من الدعوة الاسلامية السمحاء العقلانية المنطقية الهادئة للعالم، طغت دعوة همجية متطرفة سوداء هدامة تتسربل في ظاهرها بدثار الاسلام فيما تخفي في بواطنها کل أسس ومعاني معاداة ومحاربة الاسلام.
ان هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق. حديث نبوي شريف يحمل أسمى المعاني وانبلها ويبين حقيقة مهمة جدا يجب علينا دوما الانتباه والوقوف عندها، إذ يأمرنا خير الانبياء والرسل بأن نتمهل في التفقه بديننا الحنيف وهو لعمري امر يحمل في طياته الکثير من الاهداف والغايات السامية، حيث انه إضافة الى حثه المسلم أو المسلمة على عدم الاستعجال في طلب العلم وضرورة أن يستوعب مايتلى أو يطرح عليه، فإنه يطرح هدفا آخرا يتجلى في ضرورة ان يتحاشى المتفقه من الانجرار خلف مفاهيم وأفکار تکون أحيانا أکبر من مستوى وطاقة تفکيره بل وحتى لو تمادى في التوغل بالدين( سيما من دون مرشد أو هادي)، فقد يصاب بما يشبه بسوفان فکري يدفعه في فضائات ومطبات هو في غنى عنها تماما فيضيع و يضيَّع غيره بإلتباس الامور على فهمه وادراکه.
اننا اليوم بحاجة لخطاب ديني واضح وشفاف وسمح بإمکان أي مواطن بسيط أن يفهم مضامينه وخطوطه العامة ولسنا أبدا بحاجة الى خطاب مرکز نخبوي يجده المرء العادي امرا لايعنيه وغير موجه إليه بتاتا، ومثلما تستغل الجماعات الارهابية المتطرفة الاسلوب الشفاف لجر وإستدرج البسطاء من الناس، فإننا مدعوون للعودة الى النهج المحمدي الاصيل بالوضوح والشفافية في مخاطبة الناس ولو عملنا بحرص وإخلاص وتفاني فإنه وبعون الله سبحانه وتعالى نتمکن من سد الطرق على تلك المجاميع التي تقوم بإستغلال الدين من أجل مآرب و أهداف مشبوهة.
*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.
alsayedalhusseini@hotmail.com
قولوا لااله الا الله تفلحوا، نداء أطلقه نبي الرحمة والسلام المصطفى {ص}في بدايات دعوته المبارکة لدينه الحنيف، هذا النداء الذي جسد واحد من أهم أصول الديانة الاسلامية (التوحيد)، برغم ماکان يحمله من مضمون عميق المعاني والاهداف، لکنه في نفس الوقت طرح وبصورة بالغة الروعة لمفهوم الشفافية في الاسلام.
قولوا لااله الا الله تفلحوا، جملة قصيرة وواضحة ما ان يستمع اليها المرء حتى ويجد شئ ما في أعماقه يتجاوب مع هذا النداء السماوي ويتفاعل مع معانيه الاخلاقية والفلسفية الحميدة التي تقوده الى دروب التکامل والوصول الى مفترق الرضا الالهي.
لم يطرح الرسول الاکرم وهو الذي(ماينطق عن هوى)نداءا معقدا يحتوي على غريب وحوشي الالفاظ وانما خاطب قومه والانسانية المعذبة من خلفهم بکلمات غاية في الشفافية والوضوح ولم يکن هدفه من وراء ذلك سوى بلوغ شغاف القلوب وأعماق النفوس والعقول وبهذه الجملة البسيطة المتکونة من بضعة کلمات زلزل عروش الملوك والاباطرة وأسس لحضارة عربية اسلامية ساهمت في إغناء الفکر الانساني وتشذيبه بأفضل الصور وأجملها.
اليوم، ونحن أمام مفترق بالغ التعقيد والضبابية حيث باتت الامور تلتبس احيانا حتى على أناس من أهل الذکر، نجد أن العلة الاساسية تکمن في نقطة هامة وحساسة وهي ان الخطاب العام الموجه هو خطاب نخبوي يتضمن نبرة ومضمونا ليس في وسع أي کان أن يفهمه ويستوعبه، وهو امر للأسف ساعد على غياب الوعي الديني بمفهومه الحقيقي الناصع وساهم في تواجد وحتى تعشعش أفکار ومفاهيم غريبة وبعيدة أشد البعد عن روح الاسلام وجوهره إذ بدلا من الدعوة الاسلامية السمحاء العقلانية المنطقية الهادئة للعالم، طغت دعوة همجية متطرفة سوداء هدامة تتسربل في ظاهرها بدثار الاسلام فيما تخفي في بواطنها کل أسس ومعاني معاداة ومحاربة الاسلام.
ان هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق. حديث نبوي شريف يحمل أسمى المعاني وانبلها ويبين حقيقة مهمة جدا يجب علينا دوما الانتباه والوقوف عندها، إذ يأمرنا خير الانبياء والرسل بأن نتمهل في التفقه بديننا الحنيف وهو لعمري امر يحمل في طياته الکثير من الاهداف والغايات السامية، حيث انه إضافة الى حثه المسلم أو المسلمة على عدم الاستعجال في طلب العلم وضرورة أن يستوعب مايتلى أو يطرح عليه، فإنه يطرح هدفا آخرا يتجلى في ضرورة ان يتحاشى المتفقه من الانجرار خلف مفاهيم وأفکار تکون أحيانا أکبر من مستوى وطاقة تفکيره بل وحتى لو تمادى في التوغل بالدين( سيما من دون مرشد أو هادي)، فقد يصاب بما يشبه بسوفان فکري يدفعه في فضائات ومطبات هو في غنى عنها تماما فيضيع و يضيَّع غيره بإلتباس الامور على فهمه وادراکه.
اننا اليوم بحاجة لخطاب ديني واضح وشفاف وسمح بإمکان أي مواطن بسيط أن يفهم مضامينه وخطوطه العامة ولسنا أبدا بحاجة الى خطاب مرکز نخبوي يجده المرء العادي امرا لايعنيه وغير موجه إليه بتاتا، ومثلما تستغل الجماعات الارهابية المتطرفة الاسلوب الشفاف لجر وإستدرج البسطاء من الناس، فإننا مدعوون للعودة الى النهج المحمدي الاصيل بالوضوح والشفافية في مخاطبة الناس ولو عملنا بحرص وإخلاص وتفاني فإنه وبعون الله سبحانه وتعالى نتمکن من سد الطرق على تلك المجاميع التي تقوم بإستغلال الدين من أجل مآرب و أهداف مشبوهة.
*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.
alsayedalhusseini@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق