د. فايز أبو شمالة
لم تلتفت معظم وسائل الإعلام العربية، والفلسطينية إلى تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلية "أفيجدور ليبرمان" خلال اجتماع عقده مع مراسلي وسائل إعلام روسية، ولم تركز عليها رغم خطورتها، وكانت الإذاعة العبرية قد نقلت عن ليبرمان قوله تعقيباً على الجهود الأمريكية لتجميد الاستيطان: "ننتظر الآن إجراء جولة محادثات أخرى مع الأميركيين، ولكنه أضاف بكل ثقة، موجهاً حديثه للرئيس الأمريكي؛ أنه: "يوجد في العالم ما يكفي من القضايا التي بالإمكان الانشغال فيها عدا الشرق الأوسط، وليحلوا المشاكل مع كوريا الشمالية، ومع العراق، ومع إيران، وأماكن أخرى، وبعدها فليأتوا إلينا".
هذا حديث قائد يهودي اسمه "ليبرمان" تملك قراره، وحكّم عقله، وعرف نفسه، ومصلحة قومه، وعرف قدراته، وعرف أيضاً طاقة أعدائه، وضعف جيرانه، وحيرة أصدقائه، لذا فقد وجه حديثه للرئيس الأمريكي أوباما، وهو واثق، ومطمئن، ليقول له: لماذا الإلحاح في تجميد الاستيطان؟ ولماذا الاستعجال في حل القضية الفلسطينية ما دام الفلسطينيون راضين، واليهود في إسرائيل راضين، فما الذي يشغلك أيها القاضي الأمريكي!؟.
اليهودي "ليبرمان" لم يضل طريقه السياسية، فهو يعرف الواقع العربي أكثر من الرئيس الأمريكي، ويصر على عدم الاستعجال في الحل؟ لأن الجيوش العربية لم تحتشد على الحدود مع إسرائيل، والمقاومة الفلسطينية لم تتميز من الغيظ، ولم تتجهز لتقلب طاولة التفاوض على رأس دعاة التسوية، والسيد عباس مازال سادراً في طريقه ذاتها، وقد قال بوضوح في اجتماع حكومة رام الله: "نحن طلاب سلام. نحن نقول الطريق الأساسي والوحيد هو طريق السلام والمفاوضات، وليس لدينا أي طريق آخر، ولا نريد أن نستعمل أي طريق. نريد سلاما مبنيا على العدل والشرعية الدولية من خلال طاولة المفاوضات". فماذا ينتظر "ليبرمان" أكثر من هذه الرسالة المطمئنة، ولماذا لا يقول للرئيس الأمريكي: انصرف عنا، دعنا وشأننا، نحن والفلسطينيون نتدبر أمرنا، فلا يزعجنك شنآن قومٍ، ولا تتعجلن أمرك، ولا تستحثنا على عمل نحن أقدر منك على معالجته.
لقد جاءت تصريحات ليبرمان في اليوم التالي لتصريحات موشي يعلون
نائب رئيس الوزراء، والذي أوغل في الصراحة، والصدق مع الذات اليهودية، وهو يقول: إن البؤر الاستيطانية التي يقال عنها غير القانونية هي قانونية تماما"، وأضاف أن "اليهود يجب أن يسكنوا في كل أرض إسرائيل، وهذا التصريح لزعيم الليكود لا يختلف عن تصريح "شاؤول موفاز" أبرز زعماء حزب كاديما؛ الحزب الذي يترجاه العرب، فقد قال لصحيفة "معاريف": "أن القدس لن تقسم، وسيستمر البناء الاستيطاني داخل أحياء القدس وان حدود الدولة الفلسطينية ستكون مماثلة لخط جدار الفصل القائم.
لكل ما سبق من تصريحات إسرائيلية كان على الرئيس الأمريكي أن يشيد بإسرائيل للخطوة التي خطتها في الاتجاه الصحيح بشأن المستوطنات، فإن سأل عاقل: عن أي خطوة يتحدث الرئيس الأمريكي، ما هي هذه الخطوة الإسرائيلية؟ فإن الرد يجيء من صحيفة «يديعوت أحرنوت» التي ذكرت أن رئيس الوزراء، ووزير الأمن، ووزير الإسكان، قد توصلوا فيما بينهم إلى صيغة اتفاق أُطلق عليها «فترة انتظار» حيث سيتم تجميد جميع إعلانات المناقصة بشأن بناء المستوطنات حتى بداية عام 2010، ومعنى ذلك أن الحديث لا يدور عن تجميد للاستيطان، وإنما عن تجميد الإعلان عن مناقصات بناء في المستوطنات، والهدف من ذلك هو السعي للتوصل إلى تفاهم مع الإدارة الأمريكية وفق تصريح وزير الإسكان. ولكن الأخطر ما أشار إليه المراقبون، وهو أن قراراً من هذا النوع لا يسري على المبادرات الخاصة، ولا على نشاطات الجمعيات الاستيطانية.
إذن؛ الخطوة الإسرائيلية التي أشاد فيها الرئيس الأمريكي هي خطوة بقاء الاستيطان على ما هو عليه، وعلى المتضرر تقديم التنازلات، واللجوء إلى المحافل الدولية!.
fshamala@yahoo.com
لم تلتفت معظم وسائل الإعلام العربية، والفلسطينية إلى تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلية "أفيجدور ليبرمان" خلال اجتماع عقده مع مراسلي وسائل إعلام روسية، ولم تركز عليها رغم خطورتها، وكانت الإذاعة العبرية قد نقلت عن ليبرمان قوله تعقيباً على الجهود الأمريكية لتجميد الاستيطان: "ننتظر الآن إجراء جولة محادثات أخرى مع الأميركيين، ولكنه أضاف بكل ثقة، موجهاً حديثه للرئيس الأمريكي؛ أنه: "يوجد في العالم ما يكفي من القضايا التي بالإمكان الانشغال فيها عدا الشرق الأوسط، وليحلوا المشاكل مع كوريا الشمالية، ومع العراق، ومع إيران، وأماكن أخرى، وبعدها فليأتوا إلينا".
هذا حديث قائد يهودي اسمه "ليبرمان" تملك قراره، وحكّم عقله، وعرف نفسه، ومصلحة قومه، وعرف قدراته، وعرف أيضاً طاقة أعدائه، وضعف جيرانه، وحيرة أصدقائه، لذا فقد وجه حديثه للرئيس الأمريكي أوباما، وهو واثق، ومطمئن، ليقول له: لماذا الإلحاح في تجميد الاستيطان؟ ولماذا الاستعجال في حل القضية الفلسطينية ما دام الفلسطينيون راضين، واليهود في إسرائيل راضين، فما الذي يشغلك أيها القاضي الأمريكي!؟.
اليهودي "ليبرمان" لم يضل طريقه السياسية، فهو يعرف الواقع العربي أكثر من الرئيس الأمريكي، ويصر على عدم الاستعجال في الحل؟ لأن الجيوش العربية لم تحتشد على الحدود مع إسرائيل، والمقاومة الفلسطينية لم تتميز من الغيظ، ولم تتجهز لتقلب طاولة التفاوض على رأس دعاة التسوية، والسيد عباس مازال سادراً في طريقه ذاتها، وقد قال بوضوح في اجتماع حكومة رام الله: "نحن طلاب سلام. نحن نقول الطريق الأساسي والوحيد هو طريق السلام والمفاوضات، وليس لدينا أي طريق آخر، ولا نريد أن نستعمل أي طريق. نريد سلاما مبنيا على العدل والشرعية الدولية من خلال طاولة المفاوضات". فماذا ينتظر "ليبرمان" أكثر من هذه الرسالة المطمئنة، ولماذا لا يقول للرئيس الأمريكي: انصرف عنا، دعنا وشأننا، نحن والفلسطينيون نتدبر أمرنا، فلا يزعجنك شنآن قومٍ، ولا تتعجلن أمرك، ولا تستحثنا على عمل نحن أقدر منك على معالجته.
لقد جاءت تصريحات ليبرمان في اليوم التالي لتصريحات موشي يعلون
نائب رئيس الوزراء، والذي أوغل في الصراحة، والصدق مع الذات اليهودية، وهو يقول: إن البؤر الاستيطانية التي يقال عنها غير القانونية هي قانونية تماما"، وأضاف أن "اليهود يجب أن يسكنوا في كل أرض إسرائيل، وهذا التصريح لزعيم الليكود لا يختلف عن تصريح "شاؤول موفاز" أبرز زعماء حزب كاديما؛ الحزب الذي يترجاه العرب، فقد قال لصحيفة "معاريف": "أن القدس لن تقسم، وسيستمر البناء الاستيطاني داخل أحياء القدس وان حدود الدولة الفلسطينية ستكون مماثلة لخط جدار الفصل القائم.
لكل ما سبق من تصريحات إسرائيلية كان على الرئيس الأمريكي أن يشيد بإسرائيل للخطوة التي خطتها في الاتجاه الصحيح بشأن المستوطنات، فإن سأل عاقل: عن أي خطوة يتحدث الرئيس الأمريكي، ما هي هذه الخطوة الإسرائيلية؟ فإن الرد يجيء من صحيفة «يديعوت أحرنوت» التي ذكرت أن رئيس الوزراء، ووزير الأمن، ووزير الإسكان، قد توصلوا فيما بينهم إلى صيغة اتفاق أُطلق عليها «فترة انتظار» حيث سيتم تجميد جميع إعلانات المناقصة بشأن بناء المستوطنات حتى بداية عام 2010، ومعنى ذلك أن الحديث لا يدور عن تجميد للاستيطان، وإنما عن تجميد الإعلان عن مناقصات بناء في المستوطنات، والهدف من ذلك هو السعي للتوصل إلى تفاهم مع الإدارة الأمريكية وفق تصريح وزير الإسكان. ولكن الأخطر ما أشار إليه المراقبون، وهو أن قراراً من هذا النوع لا يسري على المبادرات الخاصة، ولا على نشاطات الجمعيات الاستيطانية.
إذن؛ الخطوة الإسرائيلية التي أشاد فيها الرئيس الأمريكي هي خطوة بقاء الاستيطان على ما هو عليه، وعلى المتضرر تقديم التنازلات، واللجوء إلى المحافل الدولية!.
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق