محمد ياسر
ما من شك أن الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة غزة باستخدام القوة القاتلة من قبل قوات امن حماس في غزة والتي أوقعت عشرات الضحايا بين قتيل وجريح ، واعتقال أكثر من أربعمائة شخص وذلك أثناء تفريق هذه القوات للجماهير الفلسطينية و الذين تجمعوا في ساحة الكتيبة وسط قطاع غزة إحياء للذكرى الثالثة لرحيل الزعيم الخالد الرئيس ياسر عرفات ، وذلك دون أي مبرر أثبتت مجددا أن حركة حماس أخطأت بما قامت به من حسم عسكري في شهر يونيو، حزيران الماضي،وأنها ممعنة في ممارسة الخطأ وبشكل سافر وفاضح وأمام عدسات كاميرا الصحافيين وممارسة الكذب أمام الآلاف الذين احتشدوا وشاهدو الجريمة النكراء وأنه كان يفترض استثمار ما حدث لتوحيد الصف الفلسطيني وليس لقمع الجماهير وإطلاق النار عليهم بطريقة غبية ، ولمجرد أطلاق الرصاص وممارسة القتل بدم بارد بعيد عن أي واعز وطني او ضمير أخلاقي .. فعند حوالي الساعة 1.15 دقيقة فتحت أفراد الشرطة النار تجاه المواطنين واعتدت عليهم بالضرب بالهراوات، وتجدر الإشارة أيضا بان الكثير من أفراد قوات الأمن التابعة للحكومة المقالة كانوا يرتدون الزى المدني وبعضهم الأخر يرتدى ملابس سوداء يصعب معها تميزهم عن المحتفلين خلافا لما هو متعارف علية من تميز رجال الأمن في مثل هذه ألأوضاع والتجمعات الشعبية بشارة وملابس تميزهم عن باقي المحتشدين.
أن أي سلطة تقتل أي فلسطيني هي بالتأكيد سلطة مجرمة ويجب محاكمتها ونطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف أمام تلك الجريمة النكراء التي راح ضحيتها عشرات الشبان الفلسطينيين دون وجه حق .
لقد بات بعض المنتفعين في قيادة حركة حماس يمارسون نفس السلوك منذ هذا الانقلاب العسكري الذي يعد جريمة غير مسبوقة في التاريخ الفلسطيني وأن الأحداث الأخيرة تؤكد أن حماس لديها قرار للسيطرة على غزة بالقوة خاصة وأن مشروع المقاومة تراجع لدى حركة حماس ولم يعد قائما ، وأن عناصر حماس تعبأ بطريقة بشعة وحاقدة وأن حماس استفزت من هذا الكم الجماهيري الذي زحف لساحة الكتيبة ليجدد تمسكه بالثوابت التي أستشهد من أجلها الرئيس الشهيد الأخ القائد أبو عمار.
و وثقت مؤسسات حقوقية فلسطينية بعد زيارة فريق المؤسسة لمستشفى الشفاء في غزة ومستشفى القدس في غزة نتائج الاحداث حيث سقط ( 7 ) قتلى و( 150 ) جريج بعضهم بجراح خطيرة 90% من الإصابات كانت نتيجة إطلاق نار مباشر ، وكان اغلب المصابين من طلاب الجامعات والعمال، وكان عدد من الإصابات في الأجزاء العلوية من الجسم ، (94) إصابة منها قد دخلت مستشفى الشفاء،و(56) إصابة دخلت مستشفى القدس، وقد سجلت الضمير بان عدد الضحايا الذين سقطوا ستة وهناك حالة موت سريريه في مستشفي الشفاء بغزة وهم :محمد حماد زكريا أبو سمرة (18عاما) من دير البلح، وكامل محمد كامل زيارة(19عاما) من الشاطئ، وطارق محمود محمد النجار(29عاما9 من منطقة الصفطاوي، وحسام بدر العوضى(26عاما) ، وإبراهيم محمود أحمد(13) ومحمد أحمد المصري(67) ، أما مروان زهدي النونو(21عاما) فهو في حالة موت سريريه وإصابته في الرأس.
وبقسم العناية المركزة في مستشفى الشفاء بغزة علم بان هناك ثلاث إصابات وهم : محمود محمد الرفاعي(23عاما)، ويوسف خضر الديري(18سنة) مصاب في الرأس، و احمد سمير الوادية(20عاما) مصاب في البطن والصدر. وقد حصلت على أسماء عدد من إصابات المواطنين هم : لؤي عاطف أرحومة (23عاما) من جباليا إصابة في البطن، وحسام عبد الحي فلاح جمعان (20عاما) إصابة في القدم اليسرى، و إسلام يوسف السيد احمد (11عاما) إصابة في المثانة، أحمد خضر عبد الرحمن الحويحي(17عاما) بيت حانون ،إصابة في البطن'.
أما مستشفى القدس فقد استقبلت (56) مصاب أغلبها إصابات برصاص حي ، بقي منهم (16) مصاب، من بينهم إصابة خطيرة جدا للمواطن :إبراهيم محمد احمد أبو طه (23عاما)، وعرف من الإصابات : أحمد رفيق بعلوشة(23عاما) من الشيخ راضون إصابة في القدم، و جهاد نافذ العطي (13عاما) من الشيخ راضون إصابة في الظهر، و ادهم محمد إسماعيل زيادة (20عاما) من الكرامة إصابة في القدم اليمني، و محمود حمدان محمود سمورى(30سنة) من بني سهيلا إصابة في الفخذ الأيمن،و خضر عطا طروش(16عاما) من جباليا البلد إصابة في قدم ، سالم نزيه بدوان (18 عاما) إصابة في اليد اليمنى وإصابة أخر في ظهره برصاص متفجر الرأس.
وحسب إفادات المصابين فانه كان من بين الذين أطلقوا النار باتجاه المشاركين في الاحتفال مقنعين وكانوا يرتدون ملابس سوداء .
ان هذا الإجرام البشع والقمع المنظم يستوجب السلطة الوطنية الفلسطينية ممثلة في الرئيس محمود عباس والمؤسسات الحقوقية الفلسطينية والعربية الدعوة الي تشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف علي هذه العمليات الإجرامية والتي تعد انتهاكا واضحا وصريحا للحق في التجمع السلمي والتعبير عن الرأي،وجريمة جديدة تضاف ألي سجل الجرائم السابقة التي تمارسها العصابات الخارجة عن القانون وفضلا عن ذلك كونها جاءت في الاحتفال السلمي لإحياء ذكرى استشهاد الرئيس الزعيم الخالد الرئيس ياسر عرفات حيث تم إطلاق النار المباشر على المحتفلين وفي الهواء وتفريق المحتفلين وضرب واعتقال عدد منهم، مما يعد مخالفة للفقرة الخامسة من نص المادة (26) من القانون الأساسي التي تنص ' عقد الاجتماعات الخاصة دون حضور أفراد الشرطة، وعقد الاجتماعات العامة والمواكب والتجمعات في حدود القانون '، ومخالفة للمادة الثانية من قانون الاجتماعات العامة رقم (12) لسنة 1998والتى تنص على 'للمواطنين الحق في عقد الاجتماعات العامة والندوات والمسيرات بحرية، ولا يجوز المس بها أو وضع القيود عليها إلا وفقاً للضوابط المنصوص عليها في هذا القانون' ، فضلا على أن ما أسفر من نتائج عن هذا التعرض يعتبر انتهاك واضح للحق في الحياة، و إضافة لتعرض بالضرب إلى بعض الأطفال والنساء المشاركات في الاحتفال.
لقد بات من الضروري القيام بحملة دولية لفضح هذه الممارسات وقيام منظمة التحرير الفلسطينية بخطوات مهمة لفضح ما يجري في قطاع غزة والمطالبة رسميا بتشكيل محكمة دولية لحماية أبناء شعبنا في قطاع غزة من الظلم والعدوان وانتهاك حقوقهم وكرامتهم .