راسم عبيدات
.......تصل فينا السذاجة أحياناً كعرب وفلسطينيين حد الهبل،والقول أن مواقف أوروبا الغربية وبالتحديد منها بريطانيا وفرنسا وايطاليا وألمانيا من القضايا العربية وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية،بأنها تبتعد وتختلف عن الموقف الأمريكي،بل ويذهب البعض عربياً وفلسطينياً إلى القول بأن المواقف الأوروبية الغربية متوازنة من قضايا الصراع العربي- الإسرائيلي.
ولكن الوقائع والحقائق على الأرض أصدق من كل الشعارات والتنظيرات الفارغة والجوفاء،فالمواقف الأوروبية الغربية هي الأكثر تطرفاً وعداء لقضايا أمتنا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية،فهذه الدول عقليتها استعمارية،ولديها من العنصرية والحقد على المشرق الشيء الكثير،وإن كانت تحاول تجميل صورتها من خلال تقديم مساعدات عينية ونقدية في الكثير منها موجهة ولها أجندات سياسية واقتصادية،
فبريطانيا وفرنسا بالتحديد مسؤولتان بشكل مباشر عن مأساة الشعب الفلسطيني،وهما من زرعتا دولة إسرائيل في قلب الأمة العربية،خدمة لأهدافهما وأطماعهما الاستعمارية،ولكي تكون عصاتهما الغليظة في منع توحد الأمة العربية واستمرار الهيمنة والسيطرة عليها،وبالتالي رعايتهما لهذا الكيان أبدية ما دامت تشرق الشمس على الأرض.
وقبل التطرق لموقفهما الرافض لتقرير"غولدستون" بل والمحرض عليه،هناك الكثير من المواقف التي يجب التوقف أمامها لكي نوضح مدى نفاق هذا الغرب الاستعماري وازدواجية معاييره وتعهيره لكل المبادئ والقيم الإنسانية،هذه القيم والمعايير والمبادئ،لا يؤمن ولا يلتزم بها إلا إذا كانت خادمة لمصالحه وأهدافه الاستعمارية.
فهما أول من رفضتا نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية يناير/ 2006،وتشارك في فرض الحصار الظالم على شعبنا الفلسطيني منذ ذلك التاريخ،وتصفان نضال شعبنا وحقه في المقاومة والكفاح"بالإرهاب".
وفي الخاص فرئيس الوزراء الفرنسي ساركوزي،لم يترك لا محفلاً ولا مسؤولاً أو لقاء أو مقابلة،إلا وذرف فيها الدمع على الجندي الإسرائيلي المأسور"شاليط" والمعاناة والظروف الصعبة التي يعيشها،وفي المقابل يصاب بالخرس والطرش ولا يقوى على الكلام والسمع،عندما يتعلق الأمر بأحد عشر ألف مناضل فلسطيني يقبعون في سجون وزنازين الاحتلال الإسرائيلي في ظروف غاية في المأساوية،وتنتهك فيها كل يوم حقوقهم ويتعرضون إلى أبشع أنواع وأشكال البطش والقهر والإذلال،وأكثر من 111 مناضلاً منهم مضى على وجودهم في سجون الاحتلال عشرين عاماً فما فوق،فهؤلاء لا يستحقون من أمثال ساركوزي حتى مجرد تصريح بالعمل على إطلاق سراحهم أو كلمة تعاطف مع أهلهم وعائلاتهم.
وكذلك فدول أوروبا الغربية وفي المقدمة منها بريطانيا وفرنسا قادتها لا يعلنون فقط تضامنهم مع إسرائيل ووقوفهم إلى جانبها وتبرير كل ممارساتها وإجراءاتها القمعية بحق الشعب الفلسطيني،بل ولا يتورعون في أي زيارة إلى الأراضي المحتلة عن الحجيج إلى مغتصبة "سديروت" للتضامن مع سكانها الذين يتعرضون"للإرهاب" الفلسطيني،أما الذين يقصفون بالأسلحة المحرمة دولياً ويحاصرون وتمنع عنهم كل مستلزمات الحياة الأساسية في قطاع غزة،فهؤلاء يستحقون ما يجري لهم فهم ليسوا من البشر وديمقراطية أوروبا الغربية ومعايرها الإنسانية لا تنطبق عليهم وهم يستحقون أكثر من ذلك.
بل أنه في ذروة قصف إسرائيل وارتكابها لجرائم حرب وقتل متعمد للمدنيين في حربها العدوانية على قطاع غزة في كانون أول/2008 ،وأثناء نقاش ذلك في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ،رفضت دول أوروبا الغربية إدانة إسرائيل ووفرت لها الحماية والدعم،وذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك فبدلاً من أن تطلب من إسرائيل وقف عدوانها على القطاع،وأن ترفع الحصار عن سكانه،تداعت إلى عقد لقاءات بينها من أجل تشكيل قوة بحرية أوروبية،تراقب كل الممرات المائية المؤدية إلى القطاع،تحت حجج وذرائع منع تهريب الأسلحة إلى القطاع.
وعندما نشر الصحفي السويدي "بوستروم" تقريره عن سرقة إسرائيل ومتاجرتها بأعضاء الشهداء الفلسطينيين،تعرض ذلك الصحفي إلى حملة شرسة من دول أوروبا الغربية،حتى أن وزير الخارجية الإيطالي"فرانك برتيني" طلب من الحكومة السويدية التنصل من هذا التقرير،والعمل على إصدار بيان باسم الإتحاد الأوروبي،باعتبار هذا التقرير معاداة للسامية،وتشجيع لأعداء إسرائيل بمواصلة الأعمال "الإرهابية".
أما عندما أعيد طرح تقرير "غولدستون" للتصويت على مجلس حقوق الإنسان،فإن فرنسا لعبت دوراً بارزاً في التحريض هي وبرطانيا على ذلك التقرير ومارست الكثير من الضغوط على العديد من الدول التي يحق لها التصويت من أجل حملها لرفض التصويت على ذلك التقرير،وعندما لم تنجح في منع إقرار التقرير،استمرت في ممارسة التحريض على التقرير،ودعت "نتنياهو" الى تشكيل لجنة تحقيق إسرائيلية للتحقيق فيما ورد في التقرير كبديل عن تقرير"غولدستون"،فإسرائيل دولة فوق القانون،هي ودول أوروبا الغربية وأمريكا،وبالتالي ما ترتكبه جيوشها وقياداتها من جرائم حرب وقتل متعمد للمدنيين،في أكثر من بلد ودولة،ليس لمحكمة الجنايات الدولية أو مجلس الأمن الدولي ومؤسساته المختلفة،محاسبة ومحاكمة جنودها وضباطها وقادتها على تلك الجرائم،لأن جلب قادة إسرائيل وجنودها المحاكم الدولية،يعني فتح الباب على مصرعيه أمام العمل على جلب القادة الأمريكان والأوروبيين الغربيين وضباطهم وجنودهم للمحاكم الدولية كمجرمي حرب،فهناك الكثير من الجرائم التي ارتكبوها بحق الكثير من الشعوب،وخاصة في العراق وأفغانستان وغيرها من دول العالم.
وبعد فإن المواقف البريطانية والفرنسية من تقرير "غولدستون" وغيرها من دول أوروبا الغربية،يجب أن تكون كافية لإزالة الغشاوة عن عيون الكثير من القيادات العربية والفلسطينية،والتي ما زالت تراهن على موقف أوروبي مستقل أو بعيد عن المواقف الأمريكية من القضايا العربية وفي صلبها القضية الفلسطينية،فأوروبا الغربية أكثر تطرفاً وعداء للحقوق الفلسطينية والعربية من أمريكا نفسها،رغم ما تحاول أن تبدو عليه من ملمس ناعم.
.......تصل فينا السذاجة أحياناً كعرب وفلسطينيين حد الهبل،والقول أن مواقف أوروبا الغربية وبالتحديد منها بريطانيا وفرنسا وايطاليا وألمانيا من القضايا العربية وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية،بأنها تبتعد وتختلف عن الموقف الأمريكي،بل ويذهب البعض عربياً وفلسطينياً إلى القول بأن المواقف الأوروبية الغربية متوازنة من قضايا الصراع العربي- الإسرائيلي.
ولكن الوقائع والحقائق على الأرض أصدق من كل الشعارات والتنظيرات الفارغة والجوفاء،فالمواقف الأوروبية الغربية هي الأكثر تطرفاً وعداء لقضايا أمتنا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية،فهذه الدول عقليتها استعمارية،ولديها من العنصرية والحقد على المشرق الشيء الكثير،وإن كانت تحاول تجميل صورتها من خلال تقديم مساعدات عينية ونقدية في الكثير منها موجهة ولها أجندات سياسية واقتصادية،
فبريطانيا وفرنسا بالتحديد مسؤولتان بشكل مباشر عن مأساة الشعب الفلسطيني،وهما من زرعتا دولة إسرائيل في قلب الأمة العربية،خدمة لأهدافهما وأطماعهما الاستعمارية،ولكي تكون عصاتهما الغليظة في منع توحد الأمة العربية واستمرار الهيمنة والسيطرة عليها،وبالتالي رعايتهما لهذا الكيان أبدية ما دامت تشرق الشمس على الأرض.
وقبل التطرق لموقفهما الرافض لتقرير"غولدستون" بل والمحرض عليه،هناك الكثير من المواقف التي يجب التوقف أمامها لكي نوضح مدى نفاق هذا الغرب الاستعماري وازدواجية معاييره وتعهيره لكل المبادئ والقيم الإنسانية،هذه القيم والمعايير والمبادئ،لا يؤمن ولا يلتزم بها إلا إذا كانت خادمة لمصالحه وأهدافه الاستعمارية.
فهما أول من رفضتا نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية يناير/ 2006،وتشارك في فرض الحصار الظالم على شعبنا الفلسطيني منذ ذلك التاريخ،وتصفان نضال شعبنا وحقه في المقاومة والكفاح"بالإرهاب".
وفي الخاص فرئيس الوزراء الفرنسي ساركوزي،لم يترك لا محفلاً ولا مسؤولاً أو لقاء أو مقابلة،إلا وذرف فيها الدمع على الجندي الإسرائيلي المأسور"شاليط" والمعاناة والظروف الصعبة التي يعيشها،وفي المقابل يصاب بالخرس والطرش ولا يقوى على الكلام والسمع،عندما يتعلق الأمر بأحد عشر ألف مناضل فلسطيني يقبعون في سجون وزنازين الاحتلال الإسرائيلي في ظروف غاية في المأساوية،وتنتهك فيها كل يوم حقوقهم ويتعرضون إلى أبشع أنواع وأشكال البطش والقهر والإذلال،وأكثر من 111 مناضلاً منهم مضى على وجودهم في سجون الاحتلال عشرين عاماً فما فوق،فهؤلاء لا يستحقون من أمثال ساركوزي حتى مجرد تصريح بالعمل على إطلاق سراحهم أو كلمة تعاطف مع أهلهم وعائلاتهم.
وكذلك فدول أوروبا الغربية وفي المقدمة منها بريطانيا وفرنسا قادتها لا يعلنون فقط تضامنهم مع إسرائيل ووقوفهم إلى جانبها وتبرير كل ممارساتها وإجراءاتها القمعية بحق الشعب الفلسطيني،بل ولا يتورعون في أي زيارة إلى الأراضي المحتلة عن الحجيج إلى مغتصبة "سديروت" للتضامن مع سكانها الذين يتعرضون"للإرهاب" الفلسطيني،أما الذين يقصفون بالأسلحة المحرمة دولياً ويحاصرون وتمنع عنهم كل مستلزمات الحياة الأساسية في قطاع غزة،فهؤلاء يستحقون ما يجري لهم فهم ليسوا من البشر وديمقراطية أوروبا الغربية ومعايرها الإنسانية لا تنطبق عليهم وهم يستحقون أكثر من ذلك.
بل أنه في ذروة قصف إسرائيل وارتكابها لجرائم حرب وقتل متعمد للمدنيين في حربها العدوانية على قطاع غزة في كانون أول/2008 ،وأثناء نقاش ذلك في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ،رفضت دول أوروبا الغربية إدانة إسرائيل ووفرت لها الحماية والدعم،وذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك فبدلاً من أن تطلب من إسرائيل وقف عدوانها على القطاع،وأن ترفع الحصار عن سكانه،تداعت إلى عقد لقاءات بينها من أجل تشكيل قوة بحرية أوروبية،تراقب كل الممرات المائية المؤدية إلى القطاع،تحت حجج وذرائع منع تهريب الأسلحة إلى القطاع.
وعندما نشر الصحفي السويدي "بوستروم" تقريره عن سرقة إسرائيل ومتاجرتها بأعضاء الشهداء الفلسطينيين،تعرض ذلك الصحفي إلى حملة شرسة من دول أوروبا الغربية،حتى أن وزير الخارجية الإيطالي"فرانك برتيني" طلب من الحكومة السويدية التنصل من هذا التقرير،والعمل على إصدار بيان باسم الإتحاد الأوروبي،باعتبار هذا التقرير معاداة للسامية،وتشجيع لأعداء إسرائيل بمواصلة الأعمال "الإرهابية".
أما عندما أعيد طرح تقرير "غولدستون" للتصويت على مجلس حقوق الإنسان،فإن فرنسا لعبت دوراً بارزاً في التحريض هي وبرطانيا على ذلك التقرير ومارست الكثير من الضغوط على العديد من الدول التي يحق لها التصويت من أجل حملها لرفض التصويت على ذلك التقرير،وعندما لم تنجح في منع إقرار التقرير،استمرت في ممارسة التحريض على التقرير،ودعت "نتنياهو" الى تشكيل لجنة تحقيق إسرائيلية للتحقيق فيما ورد في التقرير كبديل عن تقرير"غولدستون"،فإسرائيل دولة فوق القانون،هي ودول أوروبا الغربية وأمريكا،وبالتالي ما ترتكبه جيوشها وقياداتها من جرائم حرب وقتل متعمد للمدنيين،في أكثر من بلد ودولة،ليس لمحكمة الجنايات الدولية أو مجلس الأمن الدولي ومؤسساته المختلفة،محاسبة ومحاكمة جنودها وضباطها وقادتها على تلك الجرائم،لأن جلب قادة إسرائيل وجنودها المحاكم الدولية،يعني فتح الباب على مصرعيه أمام العمل على جلب القادة الأمريكان والأوروبيين الغربيين وضباطهم وجنودهم للمحاكم الدولية كمجرمي حرب،فهناك الكثير من الجرائم التي ارتكبوها بحق الكثير من الشعوب،وخاصة في العراق وأفغانستان وغيرها من دول العالم.
وبعد فإن المواقف البريطانية والفرنسية من تقرير "غولدستون" وغيرها من دول أوروبا الغربية،يجب أن تكون كافية لإزالة الغشاوة عن عيون الكثير من القيادات العربية والفلسطينية،والتي ما زالت تراهن على موقف أوروبي مستقل أو بعيد عن المواقف الأمريكية من القضايا العربية وفي صلبها القضية الفلسطينية،فأوروبا الغربية أكثر تطرفاً وعداء للحقوق الفلسطينية والعربية من أمريكا نفسها،رغم ما تحاول أن تبدو عليه من ملمس ناعم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق