السيد محمد علي الحسيني
السعي المحموم للنظام الايراني کي يخلق مراکز نفوذ جديدة في شرق افريقيا و القرن الافريقي والذي بدأت الاوساط السياسية و الاستخبارية العربية و الاقليمية تتوجس ريبة منها وتضع أکثر من علامة إستفهام حولها سيما تواجدها في اريتريا و منحها تسهيلات غير عادية في ميناء عصب بالاضافة الى مدها جسور للتفاهم و التواصل و التعاون مع بعض من الاطراف الصومالية المتحاربة، ناهيك عن العلاقات الوثيقة التي تربطها بالسودان، کل هذا دفع تلك الاوساط لبحث هذه المسألة بجدية و منحها أهمية إستثنائية، ذلك ان النظام الايراني الذي شاغل الدول العربية لسنوات عديدة في عمق السوح العربية ذاتها، قد عاد من جديد يشاغلها من ساحة جديدة أخرى يحاول و بشکل حثيث أن يبسط نفوذه فيها بصورة أعمق و اقوى و أکثر تأثيرا.
وقد يتسائل البعض عن جدوى و سبب لجوء النظام الايراني الى هذه المناطق وهل انه بصدد الاعداد لسياسة جديدة ما؟ ان الامر برمته يرتبط بشکل او باخر بالعجز الملفت للنظر و الذي بات النظام الايراني يعانيه في سبيل إبقاء اوراقه داخل الوطن العربي قوية و مؤثرة وان تواتر التقارير الخبرية و الاعلامية بشکل ملفت للنظر عن حالة الانکماش و الانطواء على النفس الذي باتت تعانيه تلك الاوراق الايرانية في الوطن العربي نعتقد و بحسب قناعات و رؤى سابقة طرحناها في المجلس الاسلامي العربي بأن التحرك الجديد للنظام الايراني ليس بمعزل او بمنفصل ابدا عن تحرکاته و سياساته في الوطن العربي واننا نتصور بأنه قد ولى وجه نفوذه صوب القرن الافريقي کبداية تحد لثلاث دول عربية مهمة و اساسية تمثل کل واحدة منها جانبا و بعدا مهما من الوجود العربي وهي المملکة العربية السعودية و مصر و اليمن، حيث تمثل اليمن أصل العرب و جذرهم التأريخي، فيما تمثل مصر رمزا للتصدي و الکفاح القومي العربي خلال العقود الماضية، وتمثل المملکة العربية السعودية ارض الحرمين و مهبط الوحي و روح الحکمة العربية وانها ومن خلال فتحها لجبهات النفوذ الجديدة هذه تظن بأنها سوف تدفع هذه الدول الى الانکفاء على نفسها و سوف لن تتعرض بشئ الى هذا التحرك ومن الممکن جدا أن يکون نظام ولاية الفقيه قد تصور أيضا بأن تراجع هذه الدول أمامه سوف يمنحه مرة أخرى ورقة جديدة للضغط على هذه الدول وفرض الاملاءات المتباينة عليها.
ان النقطة المهمة و الجديرة بوضعها تحت الدراسة و التمحيص هي هل ان هذه الدول الثلاث بشکل خاص، سوف ترضخ للتحرك الايراني الجديد و تسکت عليه؟ خصوصا وان التحرك الجديد يستهدف کما هو واضح الامن القومي العربي بحسب ماأکدته أيضا توصيات مؤتمر"التحرکات الايرانية في شرق افريقيا و القرن الافريقي" الذي إنعقد في 21/10/2009 بمقر المرکز الدولي للدراسات السياسية و المستقبلية بالقاهرة، حيث تؤکد العديد من الاوساط السياسية المطلعة و کذلك بعضا من المصادر الاعلامية الواسعة الاطلاع بأن الرياض و القاهرة و صنعاء تترقب وعن کثب هذه التحرکات الايرانية و تبحث أفضل الطرق و الصيغ للوقوف بوجهها و وضع حد لها، وهو بحد ذاته قد يکون إشارة ذات مغزى لابد من ان تلتقطها طهران بجدية.
اننا في المجلس الاسلامي العربي نتابع و بقلق بالغ هذه التحرکات المريبة للنظام الايراني و التي لانرى و لانتوسم فيها ابدا أي خير، وندعو هذه الدول الثلاث بشکل خاص و کافة الاقطار العربية الاخرى الى وضع إستراتيجية عمل مبکرة للوقوف بوجه هذا المسعى المريب الذي يبدو انه يريد ان يضع العرب بين کماشتين إيرانيتين من اجل إستخدامه لمآرب عديدة للنظام الايراني واننا نرى ان المناخ الدولي الجديد يمنح العرب القدرة على التحرك بشکل أسرع و أنجع تأثيرا.
*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان
السعي المحموم للنظام الايراني کي يخلق مراکز نفوذ جديدة في شرق افريقيا و القرن الافريقي والذي بدأت الاوساط السياسية و الاستخبارية العربية و الاقليمية تتوجس ريبة منها وتضع أکثر من علامة إستفهام حولها سيما تواجدها في اريتريا و منحها تسهيلات غير عادية في ميناء عصب بالاضافة الى مدها جسور للتفاهم و التواصل و التعاون مع بعض من الاطراف الصومالية المتحاربة، ناهيك عن العلاقات الوثيقة التي تربطها بالسودان، کل هذا دفع تلك الاوساط لبحث هذه المسألة بجدية و منحها أهمية إستثنائية، ذلك ان النظام الايراني الذي شاغل الدول العربية لسنوات عديدة في عمق السوح العربية ذاتها، قد عاد من جديد يشاغلها من ساحة جديدة أخرى يحاول و بشکل حثيث أن يبسط نفوذه فيها بصورة أعمق و اقوى و أکثر تأثيرا.
وقد يتسائل البعض عن جدوى و سبب لجوء النظام الايراني الى هذه المناطق وهل انه بصدد الاعداد لسياسة جديدة ما؟ ان الامر برمته يرتبط بشکل او باخر بالعجز الملفت للنظر و الذي بات النظام الايراني يعانيه في سبيل إبقاء اوراقه داخل الوطن العربي قوية و مؤثرة وان تواتر التقارير الخبرية و الاعلامية بشکل ملفت للنظر عن حالة الانکماش و الانطواء على النفس الذي باتت تعانيه تلك الاوراق الايرانية في الوطن العربي نعتقد و بحسب قناعات و رؤى سابقة طرحناها في المجلس الاسلامي العربي بأن التحرك الجديد للنظام الايراني ليس بمعزل او بمنفصل ابدا عن تحرکاته و سياساته في الوطن العربي واننا نتصور بأنه قد ولى وجه نفوذه صوب القرن الافريقي کبداية تحد لثلاث دول عربية مهمة و اساسية تمثل کل واحدة منها جانبا و بعدا مهما من الوجود العربي وهي المملکة العربية السعودية و مصر و اليمن، حيث تمثل اليمن أصل العرب و جذرهم التأريخي، فيما تمثل مصر رمزا للتصدي و الکفاح القومي العربي خلال العقود الماضية، وتمثل المملکة العربية السعودية ارض الحرمين و مهبط الوحي و روح الحکمة العربية وانها ومن خلال فتحها لجبهات النفوذ الجديدة هذه تظن بأنها سوف تدفع هذه الدول الى الانکفاء على نفسها و سوف لن تتعرض بشئ الى هذا التحرك ومن الممکن جدا أن يکون نظام ولاية الفقيه قد تصور أيضا بأن تراجع هذه الدول أمامه سوف يمنحه مرة أخرى ورقة جديدة للضغط على هذه الدول وفرض الاملاءات المتباينة عليها.
ان النقطة المهمة و الجديرة بوضعها تحت الدراسة و التمحيص هي هل ان هذه الدول الثلاث بشکل خاص، سوف ترضخ للتحرك الايراني الجديد و تسکت عليه؟ خصوصا وان التحرك الجديد يستهدف کما هو واضح الامن القومي العربي بحسب ماأکدته أيضا توصيات مؤتمر"التحرکات الايرانية في شرق افريقيا و القرن الافريقي" الذي إنعقد في 21/10/2009 بمقر المرکز الدولي للدراسات السياسية و المستقبلية بالقاهرة، حيث تؤکد العديد من الاوساط السياسية المطلعة و کذلك بعضا من المصادر الاعلامية الواسعة الاطلاع بأن الرياض و القاهرة و صنعاء تترقب وعن کثب هذه التحرکات الايرانية و تبحث أفضل الطرق و الصيغ للوقوف بوجهها و وضع حد لها، وهو بحد ذاته قد يکون إشارة ذات مغزى لابد من ان تلتقطها طهران بجدية.
اننا في المجلس الاسلامي العربي نتابع و بقلق بالغ هذه التحرکات المريبة للنظام الايراني و التي لانرى و لانتوسم فيها ابدا أي خير، وندعو هذه الدول الثلاث بشکل خاص و کافة الاقطار العربية الاخرى الى وضع إستراتيجية عمل مبکرة للوقوف بوجه هذا المسعى المريب الذي يبدو انه يريد ان يضع العرب بين کماشتين إيرانيتين من اجل إستخدامه لمآرب عديدة للنظام الايراني واننا نرى ان المناخ الدولي الجديد يمنح العرب القدرة على التحرك بشکل أسرع و أنجع تأثيرا.
*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق