جادالله صفا
مجموعة قليلة من اللاجئين الذين انتقلوا الى البرازيل قادمين من العراق، جاؤوا اليها هربا من مليشيات الموت، جاؤوا ليبحثوا عن مأمن لعلهم يجدوه مؤقتا، الى ان تأتي الفرصة التي تسمح لهم بالعودة الى وطنهم وارضهم التي طردوا منها بقوة السلاح، خرجوا بالقوة من ديارهم ليبدأوا يعيشوا بمأساة شرعتها الامم المتحدة لهم.
وصول 117 لاجئا فلسطينيا الى البرازيل من مخيم الرويشيد بالاردن، لم تكن خطوة لتخفيف معاناتهم، وانما لممارستها بطريقة اخرى، معاناة بشكل اخر، لم يفكر اللاجئين اطلاقا ان نقلهم الى البرازيل سيمروا بكل تلك الاهانات والاساءات والتمييز، حتى ليعانوا من ابناء جلدتهم، ليعاونوا من سفارة فلسطين وموظفيها التي رفضتهم واهملتهم، مرورا بالاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية بكل اعضاء هيئته القياديه على التحريض ضد اللاجئين، ورأى الاتحاد بهم عالة يجب التخلص منها.
اما المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة، بلا ادنى شك لم تخفي اطلاقا اهدافها اتجاه اللاجئين، من خلال اجبارهم على التأقلم مع المجتمع الجديد، وما لا تريد ان تدركه المفوضية، ان اللاجيء الفلسطيني خرج من ارضه والبندقية مصوبه على راسه، ليترك ارضه ووطنه بدون عودة، وهذه الحالة تختلف عن لاجئي انغولا، او كولومبيا او دولا اخرى، الذين هجروا بلادهم ولجئوا الى دولا اخرى نتيجة حرب اهلية او كوارث طبيعية، وكان لجئوهم بارادتهم لبحث عن مكان آمن لفترة مؤقته، على عكس الفلسطيني الذي يمنع من العودة الى وطنه ودياره.
من يقول ان اللاجيء لا يحق له ان يطالب اخيه بالامان والاستقرار والاطمئنان والتضامن والمساعدة بكل اشكالها، فاذا الفلسطيني لا يقف الى جانب اخيه الفلسطيني يساعده ويوفر له من الراحة والاطمئنان ما امكن، فمن سيقف الى جانبه؟ الجالية الفلسطينية بكافة تجمعاتها قصرت بحق اللاجئين، ولم توفر لهم الراحة والاطمئنان، ولا يعود السبب بذلك الى افراد الجالية، وانما القصور والاهمال جاء من قبل سفارة فلسطين والاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية، الذين لم يبنوا جسور المحبة والاخوة بين ابناء الشعب الواحد، وبكل اسف اسمحوا لي ان اقولها وبكل صراحة، ان سفارة فلسطين والاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية كان موقفهم تامريا وليس مناصرا لقضية فلسطين لقضية اللاجئين، وكان موقعهم بالصفوف المقابلة.
حمدان ابو ستة، توفي من القهر بشوارع برازيليا، من قهر الفلسطيني وقهر السفارة وقهر الاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية، مات ولم يتلقى علاجا من من اوعده بالعلاج، مات من المعاناة، مات ولم يكن موته عاديا، وانما كان فداءا، فداءا لاخوانه ورفاقه الذين شاركوه المعاناة والقهر، مات على طريق فلسطين، مات شهيدا من اجل الكرامة والحرية والعودة، فهو شهيدا، شهيدا فلسطينيا، فهل السفارة الفلسطينية ببرازيليا والاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية سيكرموه ويخلدوه ويمنحوه وسام فلسطين كشهيد فلسطين؟ طبعا لا، بالتاكيد حديثهم سيكون غير ذلك.
اما الحكومة البرازيلية ودورها واستقبالها للاجئين، فكان يبعث الامل بالنفوس، باعتبار الحكومة البرازيلية من خلال رئيسها العمالي السيد لويس اناسيو لولا دا سيلفا كان من المناصرين والداعمين للحقوق الفلسطينية، لنكتشف اليوم، ان هذا الرئيس لا يابه اطلاقا لعينة صغيرة من شعبنا الفلسطيني جاءت من رحم القهر الى دولة اعتبروها صديقة، ليشعر اللاجئين ان ماساتهم التي شرعها الصوت البرازيلي عام 1947 بتقسيم فلسطين، واعطى المأساة الفلسطينية بعدا دوليا، ليجدوا اليوم ان البرازيل تريدهم ان يتاقلموا اجبارا وغصبا بمالممجتمع البرازيلي، وهي تعمل على طمس هويتهم من خلال اجبارهم على ممارسة المعاناة بشكل اخر وباسلوب اخر، وحرمانهم من ابسط الحقوق الانسانية وحرمانهم من حقهم بالعمل ومن ممارسة الحياة بكرامة وعز واطمئنان وآمان بدولة تعتبر نفسها متطورة ومتقدمة مقارنة مع الدول العربية ودول العالم الثالث، فالحكومة البرازيلية بكل يساريتها، من ينظر الى سياستها يرى انها تخطو خطوات اكثر بالصفوف الاخرى المقابلة، فهي لم تفي بوعدها لتوفير فرص عمل لمدة ستة اشهر للقادرين على العمل من اللاجئين، لم توفر لهم العلاج المميز رغم الطب المتطور جدا بالبرازيل، لم تستوعب الحكومة البرازيلية ولا سفارة فلسطين ولا الاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية، ان حالة اللاجئين هي حالة خاصة ومميزة وبحاجة الى عناية خاصة ومميزة للعديد من الحالات.
فهذه الحكومة بكل يساريتها الغت مباراة كرة قدم لفريقين برازيليين من الدرجة الاولى على اراضي فلسطينية، وذلك تلبية لطلب من الحركة الصهيونية بالبرازيل، خمسة عشرة مليون دولارا قدمت الحكومة اليسارية البرازيلية لاعادة اعمار غزة، وهل هذا المبلغ سيصل الى غزة؟... بصراحة، هذا المبلغ لن يصل الى غزة، لان الدعم مشروط، ومن خلال رام الله، ومن خلال اجبار حركة حماس على شروط الرباعية، بكل صراحة بامكان حكومة البرازيل اليسارية ان تقتطع مبلغا من هذا السخاء والكرم لتوفر راحة تجعل الفلسطيني المحروم من ارضه ان يشعر بالاطمئنان والامان، حكومة قدمت عشرة ملايين دولار بمجال الصحة دعما لفلسطين، وهي رافضة تقديم علاجا لفلسطيني يموت بشوارعها، ومحروم من حقوقه بقرار برازيلي ودولي، حكومة تقول انها مع الشعب الفلسطيني قولا، وتنتهك حقوقه وتسمح له بالموت على اراضيها دون اي اهتمام ومبالاة ودون علاج، حكومة ترفض كل اشكال الحوار مع اللاجئين رغم كل محاولاتهم الوصول الى الوزارات.
وما مارسته وتمارسه المفوضية السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة، بكل حق هي قمة التأمر على اللاجئين وحقوقهم الانسانية والوطنية والسياسة، من اضطهاد واهانة واساءات، الى ان وصلت الامور بها لأن تسمح للبوليس البرازيلي بارهاب اللاجئين، عندما توجهت اكثر من عشرين سيارة بوليس وعدد تجاوز ال 80 من افراد القمع البوليسية ليرهبوا اللاجئين الذين يعتصمون امام مقر المفوضية، وكل ذلك امام صمت السفارة الفلسطينية والاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية، الذين لم يعلنوا احتجاجهم اطلاقا على اساليب البطش والارهاب للبوليس البرازيلي، والذين يحاولوا اخراجها بمسرحية جميلة، حملوا بها اللاجئين مسؤولية ارهاب البوليس لهم، مفوضية هربت ولا احد يعلم اين عنوانها.
اللاجئين المعتصمين ببرازيليا، كل ما يريدوه فقط هو الخروج من البرازيل، لانهم لم يجدوا بالبرازيل الدولة المثلى التي قد تحتضنهم وترعاهم، رفضت المفوضية طلباتهم وما زالت مستمرة، ولكن الذي فاجأ الجميع هو خروج احد اللاجئين المعتصمين ببرازيليا ووصوله الى السويد بطريقة حملت العديد من الشكوك والتساؤلات، لم تكتشف خيوطها حتى الان، ومن اقوى الاسئلة المطروحة هي ما الذي قدمه او دفعه اللاجيء الفلسطيني راسم زيدان عواد ثمنا ليصل الى السويد؟ هل تنازل عن حقوقه؟ ام هناك اسباب اخرى، او ما هو الثمن الذي سيقدمه او سيدفعه راسم بعد وصوله للسويد؟ تقول المعلومات المتابعة لوضع اللاجئين ببرازيليا والمطلعة على تفاصيل اعتصامهم وحياتهم، ان المفوضية قدمت كل التسهيلات وذللت كل العقبات ليتمكن راسم من التوجه الى السويد من خلال اسبانيا، وان خافيير مدير المفوضية ذو الاصل الاسباني كان له كل الفضل بمساعدته للحصول على وثيقة سفر برازيليا وتوفير تذكرة سفر وكل التكاليف اخرى التي قد يحتاجها ليتمكن من الوصول الى السويد، فراسم كما يقول اللاجئين رغم اضرابه ببرازيليا مع المجموعة الا انه كان الابن المدلل لخافيير، فلماذا المفوضية ترفض طلبات الاخرين بالتوجه الى السويد وتسمح لراسم بالتوجه الى السويد؟ ما هو الثمن الذي دفعه راسم زيدان عواد او قدمه او سيدفعه ويقدمه؟ فهنا يبقى السر المطلوب كشفه، والتحدي الذي يواجه كل المهتمين بامور اللاجئين.
اللاجئين الفلسطينين في حالة ارتباك، والكل يتنصل من المسؤولية، لا احد يوليهم اي اهتمام، فالمواطن البرازيلي اكثر رحمة وشفقة على اللاجيء الفلسطيني من اخوه الفلسطيني، لذلك حتى يتمكن اللاجئين من تحقيق مطالبهم لا بد من ان يقوموا هم انفسهم باجراءات تصعيدية تجبر الحكومة البرازيلية والمفوضية والسفارة الفلسطينية ومؤسساتها من العمل على تلبية مطالبهم:
- التوجه الى القصر الجمهوري والاعتصام المتواصل هناك، ورفض ومقاومة فك الاضراب اذا حاول البوليس ذلك، حتى تقوم الحكومة البرازيلية بالضغط على الجهات المسؤولة لمعالجة مطالب اللاجئين من خلال السماح لهم بمغادرة الاراضي البرازيلية الى الدولة التي يرغبون الاقامة بها.
- الاضراب بمقر السفارة الفلسطينية وعدم الخروج من هناك ومقاومة فك الاضراب باعتبارها الجهة المسؤولة عن متابعة شؤونهم لتلبية مطالبهم.
- الجمعية الفلسطينية ببرازيليا هي ملكا للجالية الفلسطينية ومن حق اللاجئين الاقامة المؤقته داخلها بما يسمح لهم بالراحة والاطمئنان والامان الى ان تتحقق مطالبهم.
هذه الخطوات التصعيدية وغيرها يجب ان تاخذ بالحسبان، فمن كان عاجزا على مدار ما يزيد عن سنتين عن تقديم اي مساعدة للاجئين، فهو لن يقدمها خلال الشهرين القادمين، واستمرار وضعهم هكذا سيزيد الامور تعقيدا، وسيترك اثارا سلبية على وضعهم، كذلك على اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ودائرة شؤون اللاجئين ان تاخذ بعين الاعتبار مسألة اللاجئين الفلسطينين قبل ان تسوء الامور اكثر من ما هي عليه الان، وارى انه من الضرورة على الفصائل الفلسطينية التحرك من خلال مطالبة الدول العربية والصديقة لتقوم من خلال سفاراتها كسفارات سوريا، قطر، ايران، كوبا، فنزويلا وبوليفيا وغيرها من السفارات، التدخل لدى الحكومة البرازيلية كمحاولة لحل ازمة اللاجئين وتسهيل نقلهم الى الدول التي يرغبون التوجه اليها، فاذا راسم زيدان عواد تمكن من الوصول الى السويد بمساعدة المفوضية بكل تاكيد بامكان المفوضية ايصال من يرغب بالتوجه الى السويد ايضا.
– البرازيل
مجموعة قليلة من اللاجئين الذين انتقلوا الى البرازيل قادمين من العراق، جاؤوا اليها هربا من مليشيات الموت، جاؤوا ليبحثوا عن مأمن لعلهم يجدوه مؤقتا، الى ان تأتي الفرصة التي تسمح لهم بالعودة الى وطنهم وارضهم التي طردوا منها بقوة السلاح، خرجوا بالقوة من ديارهم ليبدأوا يعيشوا بمأساة شرعتها الامم المتحدة لهم.
وصول 117 لاجئا فلسطينيا الى البرازيل من مخيم الرويشيد بالاردن، لم تكن خطوة لتخفيف معاناتهم، وانما لممارستها بطريقة اخرى، معاناة بشكل اخر، لم يفكر اللاجئين اطلاقا ان نقلهم الى البرازيل سيمروا بكل تلك الاهانات والاساءات والتمييز، حتى ليعانوا من ابناء جلدتهم، ليعاونوا من سفارة فلسطين وموظفيها التي رفضتهم واهملتهم، مرورا بالاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية بكل اعضاء هيئته القياديه على التحريض ضد اللاجئين، ورأى الاتحاد بهم عالة يجب التخلص منها.
اما المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة، بلا ادنى شك لم تخفي اطلاقا اهدافها اتجاه اللاجئين، من خلال اجبارهم على التأقلم مع المجتمع الجديد، وما لا تريد ان تدركه المفوضية، ان اللاجيء الفلسطيني خرج من ارضه والبندقية مصوبه على راسه، ليترك ارضه ووطنه بدون عودة، وهذه الحالة تختلف عن لاجئي انغولا، او كولومبيا او دولا اخرى، الذين هجروا بلادهم ولجئوا الى دولا اخرى نتيجة حرب اهلية او كوارث طبيعية، وكان لجئوهم بارادتهم لبحث عن مكان آمن لفترة مؤقته، على عكس الفلسطيني الذي يمنع من العودة الى وطنه ودياره.
من يقول ان اللاجيء لا يحق له ان يطالب اخيه بالامان والاستقرار والاطمئنان والتضامن والمساعدة بكل اشكالها، فاذا الفلسطيني لا يقف الى جانب اخيه الفلسطيني يساعده ويوفر له من الراحة والاطمئنان ما امكن، فمن سيقف الى جانبه؟ الجالية الفلسطينية بكافة تجمعاتها قصرت بحق اللاجئين، ولم توفر لهم الراحة والاطمئنان، ولا يعود السبب بذلك الى افراد الجالية، وانما القصور والاهمال جاء من قبل سفارة فلسطين والاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية، الذين لم يبنوا جسور المحبة والاخوة بين ابناء الشعب الواحد، وبكل اسف اسمحوا لي ان اقولها وبكل صراحة، ان سفارة فلسطين والاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية كان موقفهم تامريا وليس مناصرا لقضية فلسطين لقضية اللاجئين، وكان موقعهم بالصفوف المقابلة.
حمدان ابو ستة، توفي من القهر بشوارع برازيليا، من قهر الفلسطيني وقهر السفارة وقهر الاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية، مات ولم يتلقى علاجا من من اوعده بالعلاج، مات من المعاناة، مات ولم يكن موته عاديا، وانما كان فداءا، فداءا لاخوانه ورفاقه الذين شاركوه المعاناة والقهر، مات على طريق فلسطين، مات شهيدا من اجل الكرامة والحرية والعودة، فهو شهيدا، شهيدا فلسطينيا، فهل السفارة الفلسطينية ببرازيليا والاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية سيكرموه ويخلدوه ويمنحوه وسام فلسطين كشهيد فلسطين؟ طبعا لا، بالتاكيد حديثهم سيكون غير ذلك.
اما الحكومة البرازيلية ودورها واستقبالها للاجئين، فكان يبعث الامل بالنفوس، باعتبار الحكومة البرازيلية من خلال رئيسها العمالي السيد لويس اناسيو لولا دا سيلفا كان من المناصرين والداعمين للحقوق الفلسطينية، لنكتشف اليوم، ان هذا الرئيس لا يابه اطلاقا لعينة صغيرة من شعبنا الفلسطيني جاءت من رحم القهر الى دولة اعتبروها صديقة، ليشعر اللاجئين ان ماساتهم التي شرعها الصوت البرازيلي عام 1947 بتقسيم فلسطين، واعطى المأساة الفلسطينية بعدا دوليا، ليجدوا اليوم ان البرازيل تريدهم ان يتاقلموا اجبارا وغصبا بمالممجتمع البرازيلي، وهي تعمل على طمس هويتهم من خلال اجبارهم على ممارسة المعاناة بشكل اخر وباسلوب اخر، وحرمانهم من ابسط الحقوق الانسانية وحرمانهم من حقهم بالعمل ومن ممارسة الحياة بكرامة وعز واطمئنان وآمان بدولة تعتبر نفسها متطورة ومتقدمة مقارنة مع الدول العربية ودول العالم الثالث، فالحكومة البرازيلية بكل يساريتها، من ينظر الى سياستها يرى انها تخطو خطوات اكثر بالصفوف الاخرى المقابلة، فهي لم تفي بوعدها لتوفير فرص عمل لمدة ستة اشهر للقادرين على العمل من اللاجئين، لم توفر لهم العلاج المميز رغم الطب المتطور جدا بالبرازيل، لم تستوعب الحكومة البرازيلية ولا سفارة فلسطين ولا الاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية، ان حالة اللاجئين هي حالة خاصة ومميزة وبحاجة الى عناية خاصة ومميزة للعديد من الحالات.
فهذه الحكومة بكل يساريتها الغت مباراة كرة قدم لفريقين برازيليين من الدرجة الاولى على اراضي فلسطينية، وذلك تلبية لطلب من الحركة الصهيونية بالبرازيل، خمسة عشرة مليون دولارا قدمت الحكومة اليسارية البرازيلية لاعادة اعمار غزة، وهل هذا المبلغ سيصل الى غزة؟... بصراحة، هذا المبلغ لن يصل الى غزة، لان الدعم مشروط، ومن خلال رام الله، ومن خلال اجبار حركة حماس على شروط الرباعية، بكل صراحة بامكان حكومة البرازيل اليسارية ان تقتطع مبلغا من هذا السخاء والكرم لتوفر راحة تجعل الفلسطيني المحروم من ارضه ان يشعر بالاطمئنان والامان، حكومة قدمت عشرة ملايين دولار بمجال الصحة دعما لفلسطين، وهي رافضة تقديم علاجا لفلسطيني يموت بشوارعها، ومحروم من حقوقه بقرار برازيلي ودولي، حكومة تقول انها مع الشعب الفلسطيني قولا، وتنتهك حقوقه وتسمح له بالموت على اراضيها دون اي اهتمام ومبالاة ودون علاج، حكومة ترفض كل اشكال الحوار مع اللاجئين رغم كل محاولاتهم الوصول الى الوزارات.
وما مارسته وتمارسه المفوضية السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة، بكل حق هي قمة التأمر على اللاجئين وحقوقهم الانسانية والوطنية والسياسة، من اضطهاد واهانة واساءات، الى ان وصلت الامور بها لأن تسمح للبوليس البرازيلي بارهاب اللاجئين، عندما توجهت اكثر من عشرين سيارة بوليس وعدد تجاوز ال 80 من افراد القمع البوليسية ليرهبوا اللاجئين الذين يعتصمون امام مقر المفوضية، وكل ذلك امام صمت السفارة الفلسطينية والاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية، الذين لم يعلنوا احتجاجهم اطلاقا على اساليب البطش والارهاب للبوليس البرازيلي، والذين يحاولوا اخراجها بمسرحية جميلة، حملوا بها اللاجئين مسؤولية ارهاب البوليس لهم، مفوضية هربت ولا احد يعلم اين عنوانها.
اللاجئين المعتصمين ببرازيليا، كل ما يريدوه فقط هو الخروج من البرازيل، لانهم لم يجدوا بالبرازيل الدولة المثلى التي قد تحتضنهم وترعاهم، رفضت المفوضية طلباتهم وما زالت مستمرة، ولكن الذي فاجأ الجميع هو خروج احد اللاجئين المعتصمين ببرازيليا ووصوله الى السويد بطريقة حملت العديد من الشكوك والتساؤلات، لم تكتشف خيوطها حتى الان، ومن اقوى الاسئلة المطروحة هي ما الذي قدمه او دفعه اللاجيء الفلسطيني راسم زيدان عواد ثمنا ليصل الى السويد؟ هل تنازل عن حقوقه؟ ام هناك اسباب اخرى، او ما هو الثمن الذي سيقدمه او سيدفعه راسم بعد وصوله للسويد؟ تقول المعلومات المتابعة لوضع اللاجئين ببرازيليا والمطلعة على تفاصيل اعتصامهم وحياتهم، ان المفوضية قدمت كل التسهيلات وذللت كل العقبات ليتمكن راسم من التوجه الى السويد من خلال اسبانيا، وان خافيير مدير المفوضية ذو الاصل الاسباني كان له كل الفضل بمساعدته للحصول على وثيقة سفر برازيليا وتوفير تذكرة سفر وكل التكاليف اخرى التي قد يحتاجها ليتمكن من الوصول الى السويد، فراسم كما يقول اللاجئين رغم اضرابه ببرازيليا مع المجموعة الا انه كان الابن المدلل لخافيير، فلماذا المفوضية ترفض طلبات الاخرين بالتوجه الى السويد وتسمح لراسم بالتوجه الى السويد؟ ما هو الثمن الذي دفعه راسم زيدان عواد او قدمه او سيدفعه ويقدمه؟ فهنا يبقى السر المطلوب كشفه، والتحدي الذي يواجه كل المهتمين بامور اللاجئين.
اللاجئين الفلسطينين في حالة ارتباك، والكل يتنصل من المسؤولية، لا احد يوليهم اي اهتمام، فالمواطن البرازيلي اكثر رحمة وشفقة على اللاجيء الفلسطيني من اخوه الفلسطيني، لذلك حتى يتمكن اللاجئين من تحقيق مطالبهم لا بد من ان يقوموا هم انفسهم باجراءات تصعيدية تجبر الحكومة البرازيلية والمفوضية والسفارة الفلسطينية ومؤسساتها من العمل على تلبية مطالبهم:
- التوجه الى القصر الجمهوري والاعتصام المتواصل هناك، ورفض ومقاومة فك الاضراب اذا حاول البوليس ذلك، حتى تقوم الحكومة البرازيلية بالضغط على الجهات المسؤولة لمعالجة مطالب اللاجئين من خلال السماح لهم بمغادرة الاراضي البرازيلية الى الدولة التي يرغبون الاقامة بها.
- الاضراب بمقر السفارة الفلسطينية وعدم الخروج من هناك ومقاومة فك الاضراب باعتبارها الجهة المسؤولة عن متابعة شؤونهم لتلبية مطالبهم.
- الجمعية الفلسطينية ببرازيليا هي ملكا للجالية الفلسطينية ومن حق اللاجئين الاقامة المؤقته داخلها بما يسمح لهم بالراحة والاطمئنان والامان الى ان تتحقق مطالبهم.
هذه الخطوات التصعيدية وغيرها يجب ان تاخذ بالحسبان، فمن كان عاجزا على مدار ما يزيد عن سنتين عن تقديم اي مساعدة للاجئين، فهو لن يقدمها خلال الشهرين القادمين، واستمرار وضعهم هكذا سيزيد الامور تعقيدا، وسيترك اثارا سلبية على وضعهم، كذلك على اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ودائرة شؤون اللاجئين ان تاخذ بعين الاعتبار مسألة اللاجئين الفلسطينين قبل ان تسوء الامور اكثر من ما هي عليه الان، وارى انه من الضرورة على الفصائل الفلسطينية التحرك من خلال مطالبة الدول العربية والصديقة لتقوم من خلال سفاراتها كسفارات سوريا، قطر، ايران، كوبا، فنزويلا وبوليفيا وغيرها من السفارات، التدخل لدى الحكومة البرازيلية كمحاولة لحل ازمة اللاجئين وتسهيل نقلهم الى الدول التي يرغبون التوجه اليها، فاذا راسم زيدان عواد تمكن من الوصول الى السويد بمساعدة المفوضية بكل تاكيد بامكان المفوضية ايصال من يرغب بالتوجه الى السويد ايضا.
– البرازيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق