د. فايز أبو شمالة
هل هان السيد عباس على إسرائيل وأمريكا، كي يفضحونه بهذا الشكل، ويتركونه معلقاً على مشنقة الشعب العربي دون رحمة؟ أم أن وراء الفضيحة ما هو أبعد من تقرير "غولدستون"، وما هو أهم لإسرائيل من عباس؟
قد يقال: أن الضرورة أملت على إسرائيل أن تهدد عباس وجماعته بالفضيحة فيما لو قدم تقرير "غولدستون" لمجلس حقوق الإنسان، وسأفترض صحة ذلك، وأن إسرائيل اضطرت إلى هذا التهديد، ولكن ما الداعي إلى فضيحته إعلامياً، والنشر المكثف للخبر، والتحدث عن الجرم عبر القناة الإسرائيلية العاشرة بلسان وزير الخارجية "أفيقدور ليبرمان"؟ ومن الذي أوصل المعلومات السرية إلى وسائل الإعلام، ويعرف كل مسئول إسرائيلي أن هذه الفضيحة تضر بالسيد عباس؟ ولا يخالفني الرأي فلسطينياً محايداً بأن السيد عباس يعتبر حليفاً استراتيجياً لإسرائيل، وقد ظهر ذلك علانية من تلك اللحظة التي حوصر فيها "أبو عمار" في المقاطعة، وبدأ العمل المشترك لتوريث عباس رئيساً.
لقد أصرت الصحف العبرية وبالتناوب على ذكر التعاون بين عباس وإسرائيل في الحرب على غزة، حيث تكرر الخبر في صحيفة "جيروزلم بوست" وصحيفة هآرتس" وصحيفة يديعوت أحرونوت بتواريخ زمنية متفاوتة، ومصادر معلومات مختلفة، وجميعها يصب في ذات القول: أن الأيام الفائضة من حرب غزة كانت بتوصية، ورجاء، وإلحاح قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله، بل نقلت صحيفة "معاريب" عن المسئولين الإسرائيليين تأكيدهم أنهم سيأخذون بعين الاعتبار الاقتراح الأمريكي الذي حمله "جورج ميتشل" الذي طالب الإسرائيليين باتخاذ خطوات عملية لدعم السيد عباس، ولاسيما بعد أن تلوثت سمعته في الشارع الفلسطيني، ولكن الإسرائيليين قالوا: "إن لكل شيء حدود, وأن على عباس أن يجني ما زرعت يداه, وكان يتوجب عليه ألا يلعب لعبة مزدوجة, فمن جهة يؤيد عملية الرصاص المصبوب, ومن جهة أخرى يؤيد تقرير "غولدستون".
فهل كلام الصحيفة العبرية مقنع؟ وهل هذا سبب كافٍ لفك عرى تحالف استراتيجي ظهرت ثماره في عمليات عسكرية إسرائيلية ضد مدن قطاع غزة، وعمليات أمنية فلسطينية ضد المقاومة في مدن الضفة الغربية؟.
يدرك الجميع أن لا صدفة في السياسة، ولا رحمة أيضاً، ومن استوت ثمرته سيسقط عن الشجرة، التي يمتد جذرها حتى تل أبيب، ولتل أبيب مخططاتها التي تخدم رؤيتها الإستراتيجية، وهي معدة في الأدراج، وتنتظر اللحظة المناسبة للتطبيق، وقد أزفت لحظة عباس الذي أنهى مرحلة من التعاون مع الإسرائيليين، وعليه أن يجتاز المرحلة التالية الأكثر وضوحاً، وصعوبة. فهل هذا ما تريده إسرائيل من عباس، وهي تطبق عليه سياسة الثواب والعقاب؟ أم للدولة العبرية إستراتيجية عمل أخرى تقوم على التغيير الشكلي والتبديل؟
الأيام الفلسطينية القادمة تحمل الجواب!.
fshamala@yahoo.com
هل هان السيد عباس على إسرائيل وأمريكا، كي يفضحونه بهذا الشكل، ويتركونه معلقاً على مشنقة الشعب العربي دون رحمة؟ أم أن وراء الفضيحة ما هو أبعد من تقرير "غولدستون"، وما هو أهم لإسرائيل من عباس؟
قد يقال: أن الضرورة أملت على إسرائيل أن تهدد عباس وجماعته بالفضيحة فيما لو قدم تقرير "غولدستون" لمجلس حقوق الإنسان، وسأفترض صحة ذلك، وأن إسرائيل اضطرت إلى هذا التهديد، ولكن ما الداعي إلى فضيحته إعلامياً، والنشر المكثف للخبر، والتحدث عن الجرم عبر القناة الإسرائيلية العاشرة بلسان وزير الخارجية "أفيقدور ليبرمان"؟ ومن الذي أوصل المعلومات السرية إلى وسائل الإعلام، ويعرف كل مسئول إسرائيلي أن هذه الفضيحة تضر بالسيد عباس؟ ولا يخالفني الرأي فلسطينياً محايداً بأن السيد عباس يعتبر حليفاً استراتيجياً لإسرائيل، وقد ظهر ذلك علانية من تلك اللحظة التي حوصر فيها "أبو عمار" في المقاطعة، وبدأ العمل المشترك لتوريث عباس رئيساً.
لقد أصرت الصحف العبرية وبالتناوب على ذكر التعاون بين عباس وإسرائيل في الحرب على غزة، حيث تكرر الخبر في صحيفة "جيروزلم بوست" وصحيفة هآرتس" وصحيفة يديعوت أحرونوت بتواريخ زمنية متفاوتة، ومصادر معلومات مختلفة، وجميعها يصب في ذات القول: أن الأيام الفائضة من حرب غزة كانت بتوصية، ورجاء، وإلحاح قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله، بل نقلت صحيفة "معاريب" عن المسئولين الإسرائيليين تأكيدهم أنهم سيأخذون بعين الاعتبار الاقتراح الأمريكي الذي حمله "جورج ميتشل" الذي طالب الإسرائيليين باتخاذ خطوات عملية لدعم السيد عباس، ولاسيما بعد أن تلوثت سمعته في الشارع الفلسطيني، ولكن الإسرائيليين قالوا: "إن لكل شيء حدود, وأن على عباس أن يجني ما زرعت يداه, وكان يتوجب عليه ألا يلعب لعبة مزدوجة, فمن جهة يؤيد عملية الرصاص المصبوب, ومن جهة أخرى يؤيد تقرير "غولدستون".
فهل كلام الصحيفة العبرية مقنع؟ وهل هذا سبب كافٍ لفك عرى تحالف استراتيجي ظهرت ثماره في عمليات عسكرية إسرائيلية ضد مدن قطاع غزة، وعمليات أمنية فلسطينية ضد المقاومة في مدن الضفة الغربية؟.
يدرك الجميع أن لا صدفة في السياسة، ولا رحمة أيضاً، ومن استوت ثمرته سيسقط عن الشجرة، التي يمتد جذرها حتى تل أبيب، ولتل أبيب مخططاتها التي تخدم رؤيتها الإستراتيجية، وهي معدة في الأدراج، وتنتظر اللحظة المناسبة للتطبيق، وقد أزفت لحظة عباس الذي أنهى مرحلة من التعاون مع الإسرائيليين، وعليه أن يجتاز المرحلة التالية الأكثر وضوحاً، وصعوبة. فهل هذا ما تريده إسرائيل من عباس، وهي تطبق عليه سياسة الثواب والعقاب؟ أم للدولة العبرية إستراتيجية عمل أخرى تقوم على التغيير الشكلي والتبديل؟
الأيام الفلسطينية القادمة تحمل الجواب!.
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق