عمر موسى
قالوا ادرسوا التاريخ وتعلموا منه، فدرسناه. سألنا عن أحداث هذا التاريخ فأجابونا عنها، لكن كلٌ بوجهة نظر مختلفة. تباينت الآراء واختلف التحليل، فضاع منّا الدليل. من هو الصادق ومن هو غير هذا؟ فأصبحنا فِرَقاً وشِيَعاً تتناحر بالآراء تارةً، وبالسلاح أطوارا، حتى كادت قضيتنا تضيع، كما ضاع منّا العقلُ والتفكير.
ماذا بعد؟ قلنا لنراجع تاريخ الأحداث بأنفسنا، علّنا نجد بعضاً من حقيقة ما حدث لهذا الشعب الشهيد الحي الذي يقال له شعب فلسطين. لكننا ارتأينا أولاً أن نراجع أحداث التاريخ المعاصر من غير أن نتيه في أحداث وقرائن تاريخية قديمة اختلف فيها المؤرخون وتباينت فيها أدلتهم وقرائنهم في أحقية من بهذه الأرض. لذا، قررنا أن نبدأ بأحداث عام 1929 التي بدأت في عكا وحيفا ويافا وعلى أثرها شنق الإنكليز بعضاً من مجاهدي شعب فلسطين في سجن عكا، حتى أخذ شعبنا يغني لهم: "من سجن عكا طلعت جنازة، محمد جمجوم وعطاالله حجازي." انتقلنا بعدها إلى الإضراب الكبير الذي دخل التاريخ وثورة القسام على أثره، اضراب عام 1936 وكيف أخمد هذا الإضراب من دون تحقيق نتائج للشعب الفلسطيني رغم استشهاد قائد ثورة 1936 الشيخ المجاهد عزالدين القسام.
تابعنا بحثنا ودراستنا لثورة عام 1948 وما حرى فيها، إذ كنا لم نكن قد ولدنا بعد أيامها. لكن ما سمعناه من آبائنا وأجدادنا عنها، في بعضها نحنى لثوار شعبنا الرؤوس على تضحياتهم الجبارة في سبيل الدفاع عن الأرض والشعب، وفي بعضها ما يندى له جبين البعض لما تناقلته بعض المعلومات أو الإشاعات في أفضل الأحيان من أن بعضاً من أبناء شعبنا باع أراضيه لليهود. وبرغم ما قيل عن ذلك فقد تجاوزناه لنصل إلى ثورتنا المعاصرة ورجالها الأبطال الميامين الذين فجروها في الفاتح من كانون الثاني 1965، رغم أن عددا آخر غيرهم كان قد سبقهم في العمل الوطني. وكانت أولى علامات المجد في 21 آذار 1969، وقد تجلى ذلك في معركة الكرامة وما تبعها من مدٍّ ثوري كاد أن يجرف في طريقه أنظمة وعروش، وتغيرت فيه معالم بلدان وأحداث أخرى. ولن نلوم أحداً في أسباب ما جرى، لأننا ننسى سريعاً حتى جرح قلوبنا ننساه مقابل ابتسامة.
وانتقلنا إلى ملحمة الصمود في بيروت ومن ثم مغادرتها ونحن نرفع إشارات النصر (بالمناسبة، نرفع الإشارة حتى ولو كنّا في الكفن أو تحت الأنقاض). ولن نلوم أحداً على أسباب ما جرى وكيفيته. لنتابع إلى غزة أولا، ومن ثم غزة وأريحا وبعدها السلطة الوطنية. فقد فرح شعبنا كثيراً بعودة "الثورة" إلى أرض الوطن، ومتى كان هنام عدوٌ يسمح بعدوة أعدائه إلى سلطته؟؟ لكننا رضينا بالمقسوم علّنا نستطيع فهم التاريخ وأحداثه. أليست الدنيا تتغير وتتقدم، خاصة ونحن في عصر التكنولوجيا؟ فلعل هذه الثورة تقدمت أيضاً واصبح الصهيوني ديمقراطيا كذلك يسمح بالمعارضة المسلحة لمن هم في السلطة؟؟ ومع هذا اتهمونا بالجنون حين تساءلنا عن حقيقة ما يجري، حتى فوجئنا باتفاقية أوسلو وما تبعها من ويلات على شعبنا وحقوقه. ومع هذا بقينا من دون علم حقيقي عن التاريخ وأحداثه. فكانت اللقاءات والاتفاقيات ومشاريع الحلول المقدمة والمقترحة والموقع عليها، ونحن ليس مكلوب منّا أن نفهم أو نتساءل عمّا يجري. وكيف نجرؤ على التفكير ولدينا سلطة وطنية محكومة وملتزمة بالتفكير عن كل الشعب الفلسطيني؟ أليس هؤلاء العباقرة من أمثال صائب عريقات وياسر عبدربه وأحمد قريع ونبيل شعث وغيرهم هم المسؤولون عن التفكير نيابة عن الشعب كله؟ إذاً، لماذ نشغل فكرنا ونفكر بحالنا؟ حتى وإن تنازلوا عن حق العودة والقدس، فإنهم سيطلبون من أمريكا الضغط على لبنان من أجل توطين اللاجئين، ويسوف يبنون مدينة جديدة على جبل الزيتون يطلقون عليها اسم القدس، حلاً للمشاكل وطلباً للسلام. أمما الجدار العازل فإنه واهٍ. أتعلمون لماذا؟ لأن أحد المفكرين الثوريين في سلطتنا الوطنية هو من يزودهم بالاسمنت، وكان قد اتفق مع هذا الاسمنت بأن يتحلل ويسقط بعد توقيه صك التنازل والاعتراف بإسرائيل وحقها في 78% من أرض الضفة الغربية. إذاً لماذا يستمر "الأغبياء" في القتال ضد إسرائيل ما دام الأمر سيتغير لصالح هؤلاء المفكرين بعد فترة من الزمن؟
وبدأت الحرب على غزة. وبدأ الثوار يتساقطون بالعشرات والمئات ووصل العدد إلى الآلاف. لكن التاريخ بدأ يغزو عقولنا، لأننا نراه ونسمعه. إنه ليس شيئاً مجهولاً هذه المرة. إن الإعلام يبلغنا ما يجري ويجعلنا نراه بأم العين أينما كنا وفي أي وقت نشاء. ومع كل هذا قالوا لنا إن هذا الإعلام غير دقيق. فلم يطلب أحد من أبناء السلطة من العدو وقياداته أن يستمروا بحربهم ضد غزة وأبنائها. ولم يطلب أحد من قائد الجيش الإسرائيلي في تلك المناطق أن يحتل مخيمات جباليا والشاطئ. لم يحدث هذا أبدا... لكنها تشويشات في آذاننا وزغللة في عيوننا تجعلنا لا نستطيع التمييز الفعلي بين الأبيض والأسود. لقد أصابنا عمىً بسبب كثرة الفوسفور الأبيض الذي ألقي على غزة، فأثر هذا على عقولنا وأسماعنا وأبصارنا، مما جعلنا مرة أخرى نفقد القدرة على التفكير الصحيح. اللهم آمين.
وجاء غولدستون. وما أدراك ما غولدستون؟ وبرغم كل ما في التقرير من وقائع أو غير ذلك، لقد كان تقرير غولدستون مناسبة يتيمة ولمرة واحدة يمكننا فيه من ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة وتقديمهم للمحاكم الدولية. لقد اجتمع عدد من دول العالم مع مؤسسات إنسانية وحقوقية عالمية على ضرورة تقديم مجرمي الحرب الصهاينة للمحكمة الدولية وأخذهم عقابهم على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبوها ضد أبناء شعبنا في غزة. آمنا وسلمّنا أننا لا نصلح للتفكير وهذا العالم جاء ليفكر بدلاً منا ,ان يعمل بالنيابة عنا. إننا لا نصلح للتفكير يا سيادة الرئيس محمود عباس وأنصارك وأتباعك. لكن، هل العالم أيضا لا يستطيع التفكير؟ لا أعتقد ذلك؟ فكفانا نحن نجمع عقدة الغباء عن العالم أجمع ونسمح لكم أنتم بالتفكير بالنيابة عنا. لكن العالم المتمدن لا يسمح لأحد أن يفكر عنه. أليس كذلك يا سيد عباس؟ حتى وإن منعوا عنه شركة الهاتف النقال، فإنه يقاوم ويحافظ على حريته في التفكير وليس فقط على استقلال قراره ومصلحة شعبه.
كاد المجرم أن يقع في قبضة العدالة، لكن براءة المسؤول عن الضحية ورقة قلبه وعطفه وحنانه، جعله يشفق على هؤلاء المجرمين وأن يطلب السماح لهم بالتنقل بحرية وأن يستمروا في تجاربهم الإجرامية على شعبنا الفلسطيني. أليس حراما أن يفقد بعض المجرمين الصهاينة حرية التنقل عبر العالم، لا لشيء كبير، بل لمجرد قتلهم بضعة آلاف من الشعب الفلسطيني؟؟ إن هذا عملاً غير إنساني ويجب أن نعفو عنهم...
حاولنا مرة أخرى أن نقرأ التاريخ فلم نستكع فهمه هذه المرة أيضاً. لماذا؟ لأننا ما زلنا بعض أبواق التطبيل والتهليل للمتآمرين والجبناء والمتعاملين مع العدو يبررون لهم إجرامهم ويتهمون الشعب الفلسطيني بالغباء وعدم معرفة مصلحته. نعم وألف نعم. إننا لا نعرف لنا مصلحة في وجودكم على سدة السطلة والمسؤولية. إننا لا نستحق الحياة الكريمة أبداً إذا بقيتم مسؤولون عن شعبنا. إننا لا نستحق حقوقنا إذا لم نقدمكم إلى المحاكم لتقتص منكم يا من تعاونتم وتهاونتم وتآمرتم وتخاذلتم وخنتم قضيتنا الفسطينية.
التاريخ الذي تزورونه لا نستطيع قراءته ولا نريد فهمه. كل ما نريده هو تقديمكم إلى المحاكم وإنزال الحكم العادل فيكم على جرائمكم التي ارتكبتموها وما زلتم ترتكبونها. فمتى كان ثمن شعب وتضحياته هو شركة هاتف نقال لولدكم المدلل، ياسر؟
منذ ثمانين عاماً ونحن نراقب وندرس ونحلل ولم نصدق حتى أقرب المقربين إلينا. منذ عام 1929 وحتى عام 2009 ونحن نحاول فهم التاريخ وأحداثه، ونحاول فهم تكرار النكبات والمآسي على شعبنا ولم نستطع فهم الحقيقة، حتى جاءنا غولدستون وأزاح الغمام عن بصيرتنا وليس عن بصرنا بعد. فلم نجد إلا حقيقة واحدة. حقيقة استمرار التآمر على شعبنا وقضيته. التآمر من الغير حيناً ومن مسؤولينا وقياداتانا أحيانا كثيرة، من دون الغوص أكثر في حقائق كثير من الأمور. وبقيت الحقيقة ثابتة يا محمود عباس ومن حولك تردد وتقول: "تعددت النكبات والشعب واحد".
قالوا ادرسوا التاريخ وتعلموا منه، فدرسناه. سألنا عن أحداث هذا التاريخ فأجابونا عنها، لكن كلٌ بوجهة نظر مختلفة. تباينت الآراء واختلف التحليل، فضاع منّا الدليل. من هو الصادق ومن هو غير هذا؟ فأصبحنا فِرَقاً وشِيَعاً تتناحر بالآراء تارةً، وبالسلاح أطوارا، حتى كادت قضيتنا تضيع، كما ضاع منّا العقلُ والتفكير.
ماذا بعد؟ قلنا لنراجع تاريخ الأحداث بأنفسنا، علّنا نجد بعضاً من حقيقة ما حدث لهذا الشعب الشهيد الحي الذي يقال له شعب فلسطين. لكننا ارتأينا أولاً أن نراجع أحداث التاريخ المعاصر من غير أن نتيه في أحداث وقرائن تاريخية قديمة اختلف فيها المؤرخون وتباينت فيها أدلتهم وقرائنهم في أحقية من بهذه الأرض. لذا، قررنا أن نبدأ بأحداث عام 1929 التي بدأت في عكا وحيفا ويافا وعلى أثرها شنق الإنكليز بعضاً من مجاهدي شعب فلسطين في سجن عكا، حتى أخذ شعبنا يغني لهم: "من سجن عكا طلعت جنازة، محمد جمجوم وعطاالله حجازي." انتقلنا بعدها إلى الإضراب الكبير الذي دخل التاريخ وثورة القسام على أثره، اضراب عام 1936 وكيف أخمد هذا الإضراب من دون تحقيق نتائج للشعب الفلسطيني رغم استشهاد قائد ثورة 1936 الشيخ المجاهد عزالدين القسام.
تابعنا بحثنا ودراستنا لثورة عام 1948 وما حرى فيها، إذ كنا لم نكن قد ولدنا بعد أيامها. لكن ما سمعناه من آبائنا وأجدادنا عنها، في بعضها نحنى لثوار شعبنا الرؤوس على تضحياتهم الجبارة في سبيل الدفاع عن الأرض والشعب، وفي بعضها ما يندى له جبين البعض لما تناقلته بعض المعلومات أو الإشاعات في أفضل الأحيان من أن بعضاً من أبناء شعبنا باع أراضيه لليهود. وبرغم ما قيل عن ذلك فقد تجاوزناه لنصل إلى ثورتنا المعاصرة ورجالها الأبطال الميامين الذين فجروها في الفاتح من كانون الثاني 1965، رغم أن عددا آخر غيرهم كان قد سبقهم في العمل الوطني. وكانت أولى علامات المجد في 21 آذار 1969، وقد تجلى ذلك في معركة الكرامة وما تبعها من مدٍّ ثوري كاد أن يجرف في طريقه أنظمة وعروش، وتغيرت فيه معالم بلدان وأحداث أخرى. ولن نلوم أحداً في أسباب ما جرى، لأننا ننسى سريعاً حتى جرح قلوبنا ننساه مقابل ابتسامة.
وانتقلنا إلى ملحمة الصمود في بيروت ومن ثم مغادرتها ونحن نرفع إشارات النصر (بالمناسبة، نرفع الإشارة حتى ولو كنّا في الكفن أو تحت الأنقاض). ولن نلوم أحداً على أسباب ما جرى وكيفيته. لنتابع إلى غزة أولا، ومن ثم غزة وأريحا وبعدها السلطة الوطنية. فقد فرح شعبنا كثيراً بعودة "الثورة" إلى أرض الوطن، ومتى كان هنام عدوٌ يسمح بعدوة أعدائه إلى سلطته؟؟ لكننا رضينا بالمقسوم علّنا نستطيع فهم التاريخ وأحداثه. أليست الدنيا تتغير وتتقدم، خاصة ونحن في عصر التكنولوجيا؟ فلعل هذه الثورة تقدمت أيضاً واصبح الصهيوني ديمقراطيا كذلك يسمح بالمعارضة المسلحة لمن هم في السلطة؟؟ ومع هذا اتهمونا بالجنون حين تساءلنا عن حقيقة ما يجري، حتى فوجئنا باتفاقية أوسلو وما تبعها من ويلات على شعبنا وحقوقه. ومع هذا بقينا من دون علم حقيقي عن التاريخ وأحداثه. فكانت اللقاءات والاتفاقيات ومشاريع الحلول المقدمة والمقترحة والموقع عليها، ونحن ليس مكلوب منّا أن نفهم أو نتساءل عمّا يجري. وكيف نجرؤ على التفكير ولدينا سلطة وطنية محكومة وملتزمة بالتفكير عن كل الشعب الفلسطيني؟ أليس هؤلاء العباقرة من أمثال صائب عريقات وياسر عبدربه وأحمد قريع ونبيل شعث وغيرهم هم المسؤولون عن التفكير نيابة عن الشعب كله؟ إذاً، لماذ نشغل فكرنا ونفكر بحالنا؟ حتى وإن تنازلوا عن حق العودة والقدس، فإنهم سيطلبون من أمريكا الضغط على لبنان من أجل توطين اللاجئين، ويسوف يبنون مدينة جديدة على جبل الزيتون يطلقون عليها اسم القدس، حلاً للمشاكل وطلباً للسلام. أمما الجدار العازل فإنه واهٍ. أتعلمون لماذا؟ لأن أحد المفكرين الثوريين في سلطتنا الوطنية هو من يزودهم بالاسمنت، وكان قد اتفق مع هذا الاسمنت بأن يتحلل ويسقط بعد توقيه صك التنازل والاعتراف بإسرائيل وحقها في 78% من أرض الضفة الغربية. إذاً لماذا يستمر "الأغبياء" في القتال ضد إسرائيل ما دام الأمر سيتغير لصالح هؤلاء المفكرين بعد فترة من الزمن؟
وبدأت الحرب على غزة. وبدأ الثوار يتساقطون بالعشرات والمئات ووصل العدد إلى الآلاف. لكن التاريخ بدأ يغزو عقولنا، لأننا نراه ونسمعه. إنه ليس شيئاً مجهولاً هذه المرة. إن الإعلام يبلغنا ما يجري ويجعلنا نراه بأم العين أينما كنا وفي أي وقت نشاء. ومع كل هذا قالوا لنا إن هذا الإعلام غير دقيق. فلم يطلب أحد من أبناء السلطة من العدو وقياداته أن يستمروا بحربهم ضد غزة وأبنائها. ولم يطلب أحد من قائد الجيش الإسرائيلي في تلك المناطق أن يحتل مخيمات جباليا والشاطئ. لم يحدث هذا أبدا... لكنها تشويشات في آذاننا وزغللة في عيوننا تجعلنا لا نستطيع التمييز الفعلي بين الأبيض والأسود. لقد أصابنا عمىً بسبب كثرة الفوسفور الأبيض الذي ألقي على غزة، فأثر هذا على عقولنا وأسماعنا وأبصارنا، مما جعلنا مرة أخرى نفقد القدرة على التفكير الصحيح. اللهم آمين.
وجاء غولدستون. وما أدراك ما غولدستون؟ وبرغم كل ما في التقرير من وقائع أو غير ذلك، لقد كان تقرير غولدستون مناسبة يتيمة ولمرة واحدة يمكننا فيه من ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة وتقديمهم للمحاكم الدولية. لقد اجتمع عدد من دول العالم مع مؤسسات إنسانية وحقوقية عالمية على ضرورة تقديم مجرمي الحرب الصهاينة للمحكمة الدولية وأخذهم عقابهم على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبوها ضد أبناء شعبنا في غزة. آمنا وسلمّنا أننا لا نصلح للتفكير وهذا العالم جاء ليفكر بدلاً منا ,ان يعمل بالنيابة عنا. إننا لا نصلح للتفكير يا سيادة الرئيس محمود عباس وأنصارك وأتباعك. لكن، هل العالم أيضا لا يستطيع التفكير؟ لا أعتقد ذلك؟ فكفانا نحن نجمع عقدة الغباء عن العالم أجمع ونسمح لكم أنتم بالتفكير بالنيابة عنا. لكن العالم المتمدن لا يسمح لأحد أن يفكر عنه. أليس كذلك يا سيد عباس؟ حتى وإن منعوا عنه شركة الهاتف النقال، فإنه يقاوم ويحافظ على حريته في التفكير وليس فقط على استقلال قراره ومصلحة شعبه.
كاد المجرم أن يقع في قبضة العدالة، لكن براءة المسؤول عن الضحية ورقة قلبه وعطفه وحنانه، جعله يشفق على هؤلاء المجرمين وأن يطلب السماح لهم بالتنقل بحرية وأن يستمروا في تجاربهم الإجرامية على شعبنا الفلسطيني. أليس حراما أن يفقد بعض المجرمين الصهاينة حرية التنقل عبر العالم، لا لشيء كبير، بل لمجرد قتلهم بضعة آلاف من الشعب الفلسطيني؟؟ إن هذا عملاً غير إنساني ويجب أن نعفو عنهم...
حاولنا مرة أخرى أن نقرأ التاريخ فلم نستكع فهمه هذه المرة أيضاً. لماذا؟ لأننا ما زلنا بعض أبواق التطبيل والتهليل للمتآمرين والجبناء والمتعاملين مع العدو يبررون لهم إجرامهم ويتهمون الشعب الفلسطيني بالغباء وعدم معرفة مصلحته. نعم وألف نعم. إننا لا نعرف لنا مصلحة في وجودكم على سدة السطلة والمسؤولية. إننا لا نستحق الحياة الكريمة أبداً إذا بقيتم مسؤولون عن شعبنا. إننا لا نستحق حقوقنا إذا لم نقدمكم إلى المحاكم لتقتص منكم يا من تعاونتم وتهاونتم وتآمرتم وتخاذلتم وخنتم قضيتنا الفسطينية.
التاريخ الذي تزورونه لا نستطيع قراءته ولا نريد فهمه. كل ما نريده هو تقديمكم إلى المحاكم وإنزال الحكم العادل فيكم على جرائمكم التي ارتكبتموها وما زلتم ترتكبونها. فمتى كان ثمن شعب وتضحياته هو شركة هاتف نقال لولدكم المدلل، ياسر؟
منذ ثمانين عاماً ونحن نراقب وندرس ونحلل ولم نصدق حتى أقرب المقربين إلينا. منذ عام 1929 وحتى عام 2009 ونحن نحاول فهم التاريخ وأحداثه، ونحاول فهم تكرار النكبات والمآسي على شعبنا ولم نستطع فهم الحقيقة، حتى جاءنا غولدستون وأزاح الغمام عن بصيرتنا وليس عن بصرنا بعد. فلم نجد إلا حقيقة واحدة. حقيقة استمرار التآمر على شعبنا وقضيته. التآمر من الغير حيناً ومن مسؤولينا وقياداتانا أحيانا كثيرة، من دون الغوص أكثر في حقائق كثير من الأمور. وبقيت الحقيقة ثابتة يا محمود عباس ومن حولك تردد وتقول: "تعددت النكبات والشعب واحد".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق