سعيد علم الدين
عقد البارحة في الرياض مؤتمر الناشرين العرب الذي ذكرني بمناشير العالم العربي وما أكثرها التي تَنْشُرُ الفكرَ المنير والعقل المستنير والفلسفة الموضوعية والمنطق السليم وعملية الخلق والإبداع أنصافا وأرباعا وأنصاف أرباع محولةً أصحابها الى منفيين أو مهجرين أو مقتولين أو أذلاء مستضعفين مساكين خاضعين أتباع.
ومأساة الناشرين العرب أنهم هم المنشورون ذهابا وإيابا.
ذهابا بمنشار الاستبداد السياسي السلطوي الذي حول:
- الكتاب والثقافة من قدرة فكرية جبارة تقدمية شامخة ديمقراطية تعددية متنوعة مزدهرة متفوقة للنهوض، بالمجتمع:
حضارة ووحدة وسِلما وغنىً ورقيا ونجاحا ومستقبلا، وبالدولة:
قانونا ودستورا وحقوقا وواجبات ومؤسسات، الى بوق دعائي إعلامي رخيص للنظام السياسي القمعي التعسفي الأمني المخابراتي الخائف على كرسي الحكم.
- والمثقف من كاتب وناقد ومحلل ومفكر حر مبدع الى مثقف سلطة مبررا لطغيانها المرعب، مجمِّلا لأخطائها السياسية الفادحة، مثرثرا لأطروحاتها البالية، ومهللا لفسادها المستشري ممارسات عشائرية بدائية مناقضة لمنطق الحداثة والشفافية والمحاسبة ومنهج العصر الحديث، مما ادى بالتالي إلى نكبة الكتاب والثقافة والمثقف والناشرين في العالم العربي.
وإيابا بمنشار الاستبداد الديني الإلهي الفوقي الاستعلائي الاستعباطي المتزمت الظلامي الذي أعلن الحرب المستمرة على الكتاب والمستعرة دون انقطاع على الفكر الحر والفلسفة وعملية الخلق والإبداع.
فالكتاب يجب أن يخضع مسبقا الخضوع التام للاستبداد الديني ويتبرك من الهيمنة الدينية إلى حد تحويل مادة كتابه إلى ثرثرة تراثية مملة متكررة فاشلة وغير قادرة على اقناع القارئ الذي يعرض عن الكتاب وما يحتويه من تراهات أكل عليها الزمن زوادته متخما نائما نومة اهل المغارة.
اما الكاتب المبدع فعليه أن يستسلم للظلاميين ويتخلى بالتالي عن إبداعه ليستطيع أكل لقمة عيشه، أو يقاوم هؤلاء فيتعرض للسجن والنفي وحتى الاغتيال والقتل. كما حصل للكثير من المبدعين في العالم العربي على أيدي الجهلة والمتعصبين والمسلحين بفتاوي المتزمتين والسكاكين.
لا بد هنا من التطرق إلى سلطة الأزهر في مصر في منع الكتب من الصدور ومحاربة المبدعين الشباب لقتل روحهم التواقة الى العطاء والخلق والابداع ، وأيضا السلطة الدينية الوهابية في السعودية التي ليس لها عمل مفيد سوى مراقبة المجتمع ومنعه من التعبير الحر عن ذاته وتوقه الى الرقي الفكري والحضاري. وما قلناه عن مصر والسعودية يصح على كل الدول العربية والاسلامية دون استثناء. حتى أن لبنان البلد العربي المشهور بحريته وحرية الكلمة والابداع فيه منذ هيمنة دويلة حزب الله عليه وعلى الدولة الرسمية اللبنانية صار الأمن العام يلاحق ويراقب ويمنع ويقمع المبدعين على هدى ثقافة ولاية الفقيه الإيرانية واختها البعثية السورية. والأمثلة كثير في هذا المجال حتى أن المغني مرسال خليفة لم يسلم من ملاحقتهم. اما المفكر الثائر سمير قصير فقد اغتالوه كما اغتالو غيره من الكتاب الاحرار لقتل حرية الكلمة في بلد الحرية.
وبعد كل هذا يتباكى المتابكون على تخلف العالم العربي، ويتذمر الناشرون من تراجع القراء الى حد يهدد صناعة الكتاب وبالتالي صناعة الفكر والثقافة. والثقافة لا يمكن ان تتجلى الا عبر الكتاب الشيق المفيد الذي يأسر ألباب القارئ.
وهل من المعقول ان يتم طبع الفين نسخة من كتاب ما فقط لثلاثمائة مليون انسان؟ نعم معقول في العالم العربي وليس معقولا في العوالم الأخرى من المجتمعات البشرية!
أليس من المعيب ان تصبح منطقتنا العربية التي اخترعت الحرف واللغة والمعرفة قبل آلاف السنوات حاليا في هذا الانحطاط الذي لا تحسد عليه.
لا بد من رفع اليد عن المثقف المبدع والكاتب الأصيل ومساعدته دون قيود على تقديم الأفضل للقارئ لكي يتمتع القارئ بالجديد المفيد ويتقدم العالم العربي ويبدع ثقافيا ويتوهج حضاريا.
ان سياسة القمع والخوف والمنع والإرهاب لن تساهم الا في اخماد الروح العربية وخنقها في مهدها.
ومأساة الناشرين العرب أنهم هم المنشورون ذهابا وإيابا.
ذهابا بمنشار الاستبداد السياسي السلطوي الذي حول:
- الكتاب والثقافة من قدرة فكرية جبارة تقدمية شامخة ديمقراطية تعددية متنوعة مزدهرة متفوقة للنهوض، بالمجتمع:
حضارة ووحدة وسِلما وغنىً ورقيا ونجاحا ومستقبلا، وبالدولة:
قانونا ودستورا وحقوقا وواجبات ومؤسسات، الى بوق دعائي إعلامي رخيص للنظام السياسي القمعي التعسفي الأمني المخابراتي الخائف على كرسي الحكم.
- والمثقف من كاتب وناقد ومحلل ومفكر حر مبدع الى مثقف سلطة مبررا لطغيانها المرعب، مجمِّلا لأخطائها السياسية الفادحة، مثرثرا لأطروحاتها البالية، ومهللا لفسادها المستشري ممارسات عشائرية بدائية مناقضة لمنطق الحداثة والشفافية والمحاسبة ومنهج العصر الحديث، مما ادى بالتالي إلى نكبة الكتاب والثقافة والمثقف والناشرين في العالم العربي.
وإيابا بمنشار الاستبداد الديني الإلهي الفوقي الاستعلائي الاستعباطي المتزمت الظلامي الذي أعلن الحرب المستمرة على الكتاب والمستعرة دون انقطاع على الفكر الحر والفلسفة وعملية الخلق والإبداع.
فالكتاب يجب أن يخضع مسبقا الخضوع التام للاستبداد الديني ويتبرك من الهيمنة الدينية إلى حد تحويل مادة كتابه إلى ثرثرة تراثية مملة متكررة فاشلة وغير قادرة على اقناع القارئ الذي يعرض عن الكتاب وما يحتويه من تراهات أكل عليها الزمن زوادته متخما نائما نومة اهل المغارة.
اما الكاتب المبدع فعليه أن يستسلم للظلاميين ويتخلى بالتالي عن إبداعه ليستطيع أكل لقمة عيشه، أو يقاوم هؤلاء فيتعرض للسجن والنفي وحتى الاغتيال والقتل. كما حصل للكثير من المبدعين في العالم العربي على أيدي الجهلة والمتعصبين والمسلحين بفتاوي المتزمتين والسكاكين.
لا بد هنا من التطرق إلى سلطة الأزهر في مصر في منع الكتب من الصدور ومحاربة المبدعين الشباب لقتل روحهم التواقة الى العطاء والخلق والابداع ، وأيضا السلطة الدينية الوهابية في السعودية التي ليس لها عمل مفيد سوى مراقبة المجتمع ومنعه من التعبير الحر عن ذاته وتوقه الى الرقي الفكري والحضاري. وما قلناه عن مصر والسعودية يصح على كل الدول العربية والاسلامية دون استثناء. حتى أن لبنان البلد العربي المشهور بحريته وحرية الكلمة والابداع فيه منذ هيمنة دويلة حزب الله عليه وعلى الدولة الرسمية اللبنانية صار الأمن العام يلاحق ويراقب ويمنع ويقمع المبدعين على هدى ثقافة ولاية الفقيه الإيرانية واختها البعثية السورية. والأمثلة كثير في هذا المجال حتى أن المغني مرسال خليفة لم يسلم من ملاحقتهم. اما المفكر الثائر سمير قصير فقد اغتالوه كما اغتالو غيره من الكتاب الاحرار لقتل حرية الكلمة في بلد الحرية.
وبعد كل هذا يتباكى المتابكون على تخلف العالم العربي، ويتذمر الناشرون من تراجع القراء الى حد يهدد صناعة الكتاب وبالتالي صناعة الفكر والثقافة. والثقافة لا يمكن ان تتجلى الا عبر الكتاب الشيق المفيد الذي يأسر ألباب القارئ.
وهل من المعقول ان يتم طبع الفين نسخة من كتاب ما فقط لثلاثمائة مليون انسان؟ نعم معقول في العالم العربي وليس معقولا في العوالم الأخرى من المجتمعات البشرية!
أليس من المعيب ان تصبح منطقتنا العربية التي اخترعت الحرف واللغة والمعرفة قبل آلاف السنوات حاليا في هذا الانحطاط الذي لا تحسد عليه.
لا بد من رفع اليد عن المثقف المبدع والكاتب الأصيل ومساعدته دون قيود على تقديم الأفضل للقارئ لكي يتمتع القارئ بالجديد المفيد ويتقدم العالم العربي ويبدع ثقافيا ويتوهج حضاريا.
ان سياسة القمع والخوف والمنع والإرهاب لن تساهم الا في اخماد الروح العربية وخنقها في مهدها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق