الجمعة، أكتوبر 02، 2009

زغاريدُ دمعةٍ تحررتْ

د. فايز أبو شمالة
قومي يا فلسطينُ، فهذا يومك المطرز بالحرية، قومي واخرجي مع بناتك من سجون إسرائيل، قومي، وزغردي، وضمي قلبك، واقبضي على الجرح، فقد انتصبت قامة أولادك، قومي يا فلسطينُ، فقد خرجْنَ فلذاتُ أكبادك، وتكسرت الأقفال، وتطايرت القضبان، وتساقط سقف السجن، وهوى صلف السجان، وذوت الجدران، قومي يا فلسطينُ، ودوسي بقدم المقاومة على عنجهية إسرائيل، وانثري الأفق بالقرنفل والريحان، وقولي لكل الناس: اليوم تهرس قبضات الأبطال غطرسة القوة، وتسحق أكوام العتمة، قولي لكل الناس: غزة يعجنها الفولاذ، فقد صبرت، وصمدت، وتعذبت، وسال دمها، ونزف دمعها، ولكنها انتصرت، انتصرت وهي تمد يدها من وسط الحصار، تمد يد فلسطين إلى أبعد مكان خلف الأبواب الحديدية الموصدة، تدقها، وتدكها بصلابة المقاومة، لترفرف معها حرية العرب وكرامة العرب، وشرف العرب، وعزة العرب وشهامتهم في عالم لا يحترم إلا الأقوياء.
هذا يومك يا فلسطين، اليوم الذي تخزّنه ذاكرة الطفولة من عطر ودم، اليوم الذي ترقص فيه غزة والضفة الغربية معاً، اليوم الذي تتواصل فيه الأماني رغم التمزق، والحواجز، والحصار، ليعلن الفلسطينيون عن وحدة الحال، وتماسك الوجدان، وترابط المصير، وقد تعانقت غزة مع الضفة الغربية بالأمل دون حاجة إلى طاولة حوار، ولقاءات، لقد تجسدت الوحدة الفلسطينية الميدانية التي طالما انتصرت معها فلسطين، ولتنطفئ إلى الأبد شمعة الخلافات والانقسام، وقد هبت على ثلج الفراق ريح المحبة والانتصار.
إنه اليوم الفلسطيني الذي تحقق فيه الحلم؛ بأن تجثو على ركبتيها إسرائيل، إنه اليوم الذي ارتسم على غيمةٍ فأمطرت شرفاً، إنه اليوم الذي لم يبك فيه الأحرار مذلةً، لتجري فيه دموع الفرح، وتنسكب في عتم الزنازين، وفوق شاهق الأسوار، وقد صارت فراشة تتسلق شعاع الشمس، وتنطق باللغة العربية: وهل يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون؟.
إنه اليوم الفلسطيني الذي يطحن فكر أولئك الذين عشش في قلوبهم الوهن، وباعوا أنفسهم للشيطان، وهم يدّعون الضمير، والدفاع عن حقوق الإنسان، أولئك الذين راهنوا على إسرائيل، فانكشف بكاؤهم الزائف على غزة، وحسرتهم الملوثة على شعبها المحاصر، أولئك الراجفون الذين تكشفت سيرتهم، وذاب الشمع عن مصدر أفكارهم، وأحقادهم، وقناعاتهم التي تغذيها أموال الغرباء، فإذا بهم يذرفون الدموع الإسرائيلية من عيون فلسطينية!.
هلّلي يا فلسطينُ، وكبّري، وهلّلي وكبّري، وافرحي وزغردي، وعلّقي في سمائك فانوس الإرادة بالوحدة الوطنية، يضيء الطريق للحرية، ويدقُّ بوابات الأمل لعشاق الفجر.
fshamala@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: