انطوني ولسن
القضية القبطية هي قضية الحق المسلوب من شعب صاحب ارض وله حضارة وثقافة ضاربة في اعماق التاريخ. ارادوا له الذمية اسلوب حياة. بمعنى ان الغازي اراد ان يعطي هذا الشعب الاصيل صفة الأقل والدونية عن الغازي. وكان حظ الغازي (في رجليه) كما يقول المثل. فقد انهارت او اوشكت على الانهيار في ذلك الوقت كل الامبراطوريات الموجودة في تلك الحقبة من التاريخ وهي منتصف القرن السابع الميلادي. وكانت مصر في ذلك الزمان قد انهكتها المواجهة مع المستعمر الروماني. فكانت متعطشة الى هدنة روحية وجسدية حتى يستطيع الشعب القبطي ان يقف على قدميه ويواصل مواجهة الحياة.
لكن لحظه العاثر وحظ بقية الشعوب التي كانت تخضع لتلك الامبراطوريات المنهارة.. ان ظهرة قوة جديدة اتخذت من فكر عقيدة دين جديد شعارا منحها الحماس الدافع للغزو والاحتلال والاذلال..
لا يوجد في التاريخ قديمه وحديثه ومعاصره شيء يسمى احتلالا متسامحا. لأنه ان كان كذلك فلن يستطيع الغلبة والهيمنة وما كان حال البلاد آل الى ما هي عليه الآن.. وخاصة ان الغازيين يباهي بهم رسولهم الأمم.. وانهم خير امة.. وان ما يحملونه من فكر ديني (إن الدين عند الله الاسلام) يجعلهم يقاتلون لنشر هذا الفكر. وقد زاد هذا التعالي والتكبر على الغير ان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب كان واضحا في اوامره التي اصدرها الى قائده عند فتح دمشق بما عرف بالشروط العُمرية المبنية على الدخول في الإسلام اي اعتناق الإسلام دينا او دفع الجزية وانتم صاغرون او القتال حتى الموت.
اذن الأفضل ان لا يكرر المسلمون انه كان فتحا لا غزوا وانه كان متسامحا بدليل تعاليم دينهم تؤكد ذلك.. لكم دينكم ولي ديني.. انك لا تهدى من احببت لكن الله يهدى من يشاء.. والكثير من الاقوال لا الافعال.
وقد استمر هذا الحال حتى يومنا هذا وسيستمر الى ما يشاء الله ويحدث التغير في المفهوم الديني عند المسلمين والذي يمكنهم من التعايش مع التطورات المتسارعة في جميع مجالات الحياة.. حتى لا يجدون انفسهم منعزلين ومحاطين بسياج من صنعهم لا تصلح لقبول الغير لهم او لانتشار دينهم.
هذه حقائق تتعايشها الاقليات في اي بلد عربي اسلامي او بلد غير عربي ولكنه إسلامي.
قبل العالم الاسلام والمسلمين وحصلوا على حقوق لا يحصلون عليها في اوطانهم. لكن مع الأسف كثيرون منهم لا يقتنعون بما حصلوا عليه.. ويريدون تغير المجتمعات التي يعيشون معها الى ما يتناسب مع عقائدهم.. ويخططون الى الوصول للحكم في جميع مراكز الحكم المبني عليها نظام البلاد التي يعيشون بها.
ولا مانع لدى شعوب العالم وحكوماتهم من ان يصلوا الى الحكم او السلطة..وانما بالمفهوم الوطني الليبرالي المبني على القانون لا على الدين.. اي دين.
واعتقد ان هذا مفهوم لدى من يعملون ويخططون للتغير.. ويستخدمون لذلك سياسة النفس الطويل وكثرة الانجاب للوصول الى اهدافهم عن طريق الغلبة بعدد الأصوات.. مع تميز انفسهم عن غيرهم بطرق عدة يعرفها الجميع.
لكن لا اظن ان من يصل منهم للحكم ويذوق طعم الحرية والمساواة سيسير في طريقهم ويلبي رغباتهم، لأن الحرية التي حصلت عليها شعوب هذه الدول.. من الصعب التخلي عنها نظير مال او اي عقيدة اخرى.. وإن كانت نفس هذه الحرية التي كانت سببا للنهوض والخروج من ظلمة التخلف والرجعية والسيطرة والتحكم من رجال الدين الذين كانوا يحركون شعوبهم بحسب اهوائهم وطموحاتهم واهدافهم والتي كانت دائما بعيدة كل البعد عن تعاليم الكتاب المقدس. اقول ان نفس هذه الحرية تكون مرة اخرى سبب انهيار هذه الدول لانها تحولت الى حرية غير ملتزمة.. ومثل هذه الحرية الغير ملتزمة تؤدي الى فوضى وتفكك في الاسرة وبالتالي في المجتمع مع الأسف الشديد. ويعرف المسلمون هذا جيدا.
ومع ذلك فبوادر حرب عالمية بدأ سحابها يظهر في الأفق.. وعل الرغم من ان الحروب عامة هي دمار وخراب وزيادة في التفكك الاجتماعي وانهيار اقتصادي يصحبه انهيار اخلاقي. ولكن ربّ ضارة نافعة.
كل هذا الكلام ليس ببعيد عن القضية القبطية التي هي محور حياتنا نحن اقباط مصر سواء كنا خارج مصر او داخلها.
لقد أجلنا الاهتمام بها لعقود وعهود كثيرة.. لا لضعف منا ولكن من اجل مصر.. والآن وايضا من أجل مصر لا بد وان نُقيَم ما قمنا به كل حسب الوزنة التي وهبها الله له للعمل من اجل استعادة الحق المسلوب لكل مصري يؤمن ايمانا يصل الى حد العبادة بان له حق مسلوب.
ومن اطلاعاتي المتعددة على المواقع الالكترونية التي تهتم بشرح وعرض ما يتعرض له كل مصري مسلوب حقه عامة والاقباط خاصة.. استهواني تحديدا اسم موقع الاقباط متحدون وشعاره موقع لكل المصريين.. وموقع الهيئة القبطية الكندية استهواني شعاره.. بالكلمة ننتصر.. ولا شك انني لا اعني بخس اي مجهود من اي موقع آخر او الهيئات القبطية، لكن كما قلت اسم الموقع الاول استهواني وشد انتباهي وخاصة انه يضيف الى شعاره موقع لكل المصريين شعارا آخر يؤمن به كل مصري محب لمصر ويردد ما قاله قداسة البابا شنوده الثالث.. ان مصر ليست وطنا نعيش فيه.. بل وطن يعيش فينا.
اما موقع الهيئة القبطية الكندية الشعار الذي اتخذه.. بالكلمة ننتصر.. لا شك عندي ان من اختار الشعار يعي تماما معنى الكلمة.. على العموم ساتكلم عنهما في سياق ما أنا بصدده الآن.
لا شك اننا قطعنا شوطا ما في عرض ابعاد القضية القبطية.. وقد نشطت هيئات قبطية كثيرة ولها بصمات ايجابية وفعالة ومؤثرة في طرح القضية القبطية على الأوساط الحقوقية والخاصة بحقوق الانسان على مستوى العالم.
ولا يمكن لإنسان ان يغفل تأثير ما يكتبه كل حامل قلم إن كان او كانت من المحترفين او الكتابة عندهم هواية، إن كان ذلك في مصر او خارج مصر، وايضا من كتب ويكتب عن ما يعانيه المصريون من غير الاقباط.. اي من اخوة واخوات لنا في الوطن مصر.
كل هذا يحتم علينا جميعا في اعادة النظر فيما تم عمله وما وصلنا اليه.. وفي ما يجب علينا عمله لتصعيد مطالبنا وحقوقنا ولا نعتمد لا على الكوته ولا على الكوسه المنتشرة والتي هي سمة الحياة في مصر.
الهيئات القبطية كتنظيمات قبطية تعمل على عرض القضية القبطية، هل نجحت في استقطاب غير الاقباط من جنسيات اخرى غير مصرية؟.. وهل استقطبت اجيال اخرى من اولادنا وبناتنا الذين هاجروا صغارا او ولدوا في بلاد خارج مصر؟. وهل قامت هذه الهيئات بعقد ندوات بلغات الدول التي يعيشون فيها ايضا للتعريف بما يعانيه الاقباط من اضطهادات في مصر؟
ليست عندي اجابات.. ولكن دون شك مهما كانت الايجابيات فقد حان الوقت لمضاعفة الجهود.
في الأسبوع الماضي كان الحديث عن ضرورة وجود قيادة.. وقد اقترحت في مقالي الاسبوع الماضي ان القيادة يجب ان تكون في مصر وبينت الاسباب.. واليوم اعتقد انه قد حان الوقت للحديث عن تكوين هيئة تنظيمية مقرها ايضا في مصر.. واعرف ان الحكومة لن توافق على تكوين اي هيئة تنظيمية للمسيحيين وخاصة اذا كانت اهدافها المطالبة بحقوق من حرم من حقوقه المشروعة. وهذا شيء معروف ومفهوم ومتوقع.. لاننا نعرف ان الحكومة لا تعترف بتنظيم جماعة الاخوان المسلمين والتي يطلقون عليها المحظورة. وهذه الجماعة المحظورة اصبحت تهيمن على جميع مناحي الحياة في المحروسة بما فيها الحكومة والبرلمان والشارع المصري الذي اصبح «خاتم في اصبعها»
اعرف مقدما انها جماعة اسلامية ومصر دولة اسلامية، ولكن سبب الحظر خوف الحكام على كراسيهم لان اهدافهم ليست المطالبة بحقوق من حرم من حقوقه لانهم لا يؤمنون بما يسمى حقوق الانسان لانها كلها بدع الكفار.. وانما هدفهم الحكم ليس فقط حكم مصر.. بل كل الدول العربية اولا واعادة الخلافة الاسلامية ثم بقية العالم الذي اصبح لهم خلايا حية نشطة في كل مدينة في كل بلد متواجدون فيه، وكما قال مرشدهم «طوز في مصر».
يعني انت عايز يكون للمسيحيين في مصر هيئة تعمل على المطالبة بحقوق من حرم من حقوقه!!.. اكيد انت في غير وعيك.
الحقيقة انه لازم يكون فيه طريقة لإسماع الحكومة والشعب في مصر انه يوجد مصريون لا يتمتعون بكامل حرياتهم ومضطهدون سواء بسبب ديانتهم او جنسيتهم (المسيحيون والبهائيون والندبيون والشيعة) وغيرهم..
انت بتثبت انك فعلا لا تعيش في مصر.. الاخوان استطاعوا ان يصلوا داخل عصب ونخاع الشعب المصري سواء في غفلة من الحكومة او بموافقتها على اساس انها جماعة محظورة وايضا الحكومة صاحبة اليد العليا باحتفاظها بقانون الطوارئ.. وان الحكومة تحكم مصر حكما حديديا كمارأينا ان الأمن ليس للحفاظ على أمن الشعب بقدر اهتمامه الحفاظ على سلامة الحكم والحكام... ولا تنسى ان غير المسلمين في مصر الذين منهم المسيحيون ليست لديهم من الامكانيات ما يساعدهم على تحقيق ما تفكر فيه.. يا اخي انهم غير فاعلين او متفاعلين لا تراهم ينضمون الى الاحزاب السياسية او النوادي الرياضية او العمل الفني.. فكيف تعتقد انهم يستطيعون تكوين هيئة تنظيمية للمسيحيين اهدافها المطالبة بحقوق من حُرم من حقوقه.. ومن الصعب انك تحقق ما طالبت به في المقال السابق من ضرورة وجود القيادة في مصر.. جاى دلوقتي وتطالب بوجود هيئة تنظيمية!!.
دار هذا الحوار بيني وبين نفسي الآمارة بالسوء.. وقد اقنعتني نفسي هذه بأن خيالي يشطح باحلام لم يحن الوقت بعد لتحقيقها وربما لن تتحقق ابدا.. لاننا اذا كنا في المهاجر متفرقين ولا نشاطات لنا في بلاد الحرية.. فكيف يكون الوضع في مصر؟!!
جميل انك تاخد وتدى مع نفسك.. والأجمل منه انك تشارك الناس معاك في ما تكتب.. يا ترى إيه رأيهم؟!.
اعود مرة اخرى الى الموقعين اللذين شدا انتباهي واوحيا الي بفكرة الهيئة التنظيمية.
اولا: موقع الاقباط متحدون وشعاره موقع لكل المصريين..
اختيار هذا الأسم اختيار موفق جدا لأنه جامع شامل.. الاقباط هم المسيحيون.. وايضا هم المصريون بكل تعدداتهم الدينية وانتماءاتهم العقائدية والسياسية.. وبشعاره موقع لكل المصريين يؤكد به صدق ما ينادي به ويأمل ان يشارك في الموقع مصريين مسلمين ومسيحيين. وقد نجح الموقع في ذلك ونقرأ على صفحاته اراء وافكار ومقالات متعددة وكلها تصب في وحدة الوطن، الحرص على مصر التي ليست وطنا نعيش فيه.. بل وطن يعيش فينا.. فلماذا لا يكون لنا هيئة تنظيمية عالمية تحمل هذا الاسم الجامع الشامل هيئة الاقباط متحدون لكل المصريين.. أو اي اسم يتم الاتفاق عليه يتفق مع شمولية اسم الموقع.
ثانيا: ما استهواني في موقع الهيئة القبطية الكندية كما اشرت ان شعارهم الذي اتخذوه «بالكلمة ننتصر» فله معاني ايمانية قوية جدا ويتفق مع كل من يؤمن بقوة الكلمة الذي جاء تفسيره واضحا في انجيل يوحنا الاصحاح الأول العدد الاول والعدد الرابع عشر.
العدد الاول: في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله.
العدد الرابع عشر: والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجدا كما هو لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا.
وهكذا نرى قوى وعظمة اختيار هذا القول كشعار لهيئة قبطية لها نشاطات عالمية في كل ما له صلة بحقوق من حرم من حقوقه من الاقباط الذين هم مصريون عامة وعند الخصوصية هم مسيحيون.. وهذه هي حقيقة الأمر في مصر التي هي لكل المصريين والذين سينتصرون بالكلمة.. باعتمادهم على الله الذي صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجدا كما هو لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا..
فهل نحن فعلا وحقا نحب مصر؟!! أم اننا سننشغل بمن يكون القائد؟!!.. ومن سيكون رئيس الهيئة؟!! ومن .. ومن.. والف مليون من كما علمتنا سلوكيات مجتمعاتنا التي تكثر من الكلام.. ولا تفعل إلا ما تؤتمر به إما من جهات مدنية حكومية او من جهات دينية.. لاننا اتكاليون..
القضية القبطية هي قضية الحق المسلوب من شعب صاحب ارض وله حضارة وثقافة ضاربة في اعماق التاريخ. ارادوا له الذمية اسلوب حياة. بمعنى ان الغازي اراد ان يعطي هذا الشعب الاصيل صفة الأقل والدونية عن الغازي. وكان حظ الغازي (في رجليه) كما يقول المثل. فقد انهارت او اوشكت على الانهيار في ذلك الوقت كل الامبراطوريات الموجودة في تلك الحقبة من التاريخ وهي منتصف القرن السابع الميلادي. وكانت مصر في ذلك الزمان قد انهكتها المواجهة مع المستعمر الروماني. فكانت متعطشة الى هدنة روحية وجسدية حتى يستطيع الشعب القبطي ان يقف على قدميه ويواصل مواجهة الحياة.
لكن لحظه العاثر وحظ بقية الشعوب التي كانت تخضع لتلك الامبراطوريات المنهارة.. ان ظهرة قوة جديدة اتخذت من فكر عقيدة دين جديد شعارا منحها الحماس الدافع للغزو والاحتلال والاذلال..
لا يوجد في التاريخ قديمه وحديثه ومعاصره شيء يسمى احتلالا متسامحا. لأنه ان كان كذلك فلن يستطيع الغلبة والهيمنة وما كان حال البلاد آل الى ما هي عليه الآن.. وخاصة ان الغازيين يباهي بهم رسولهم الأمم.. وانهم خير امة.. وان ما يحملونه من فكر ديني (إن الدين عند الله الاسلام) يجعلهم يقاتلون لنشر هذا الفكر. وقد زاد هذا التعالي والتكبر على الغير ان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب كان واضحا في اوامره التي اصدرها الى قائده عند فتح دمشق بما عرف بالشروط العُمرية المبنية على الدخول في الإسلام اي اعتناق الإسلام دينا او دفع الجزية وانتم صاغرون او القتال حتى الموت.
اذن الأفضل ان لا يكرر المسلمون انه كان فتحا لا غزوا وانه كان متسامحا بدليل تعاليم دينهم تؤكد ذلك.. لكم دينكم ولي ديني.. انك لا تهدى من احببت لكن الله يهدى من يشاء.. والكثير من الاقوال لا الافعال.
وقد استمر هذا الحال حتى يومنا هذا وسيستمر الى ما يشاء الله ويحدث التغير في المفهوم الديني عند المسلمين والذي يمكنهم من التعايش مع التطورات المتسارعة في جميع مجالات الحياة.. حتى لا يجدون انفسهم منعزلين ومحاطين بسياج من صنعهم لا تصلح لقبول الغير لهم او لانتشار دينهم.
هذه حقائق تتعايشها الاقليات في اي بلد عربي اسلامي او بلد غير عربي ولكنه إسلامي.
قبل العالم الاسلام والمسلمين وحصلوا على حقوق لا يحصلون عليها في اوطانهم. لكن مع الأسف كثيرون منهم لا يقتنعون بما حصلوا عليه.. ويريدون تغير المجتمعات التي يعيشون معها الى ما يتناسب مع عقائدهم.. ويخططون الى الوصول للحكم في جميع مراكز الحكم المبني عليها نظام البلاد التي يعيشون بها.
ولا مانع لدى شعوب العالم وحكوماتهم من ان يصلوا الى الحكم او السلطة..وانما بالمفهوم الوطني الليبرالي المبني على القانون لا على الدين.. اي دين.
واعتقد ان هذا مفهوم لدى من يعملون ويخططون للتغير.. ويستخدمون لذلك سياسة النفس الطويل وكثرة الانجاب للوصول الى اهدافهم عن طريق الغلبة بعدد الأصوات.. مع تميز انفسهم عن غيرهم بطرق عدة يعرفها الجميع.
لكن لا اظن ان من يصل منهم للحكم ويذوق طعم الحرية والمساواة سيسير في طريقهم ويلبي رغباتهم، لأن الحرية التي حصلت عليها شعوب هذه الدول.. من الصعب التخلي عنها نظير مال او اي عقيدة اخرى.. وإن كانت نفس هذه الحرية التي كانت سببا للنهوض والخروج من ظلمة التخلف والرجعية والسيطرة والتحكم من رجال الدين الذين كانوا يحركون شعوبهم بحسب اهوائهم وطموحاتهم واهدافهم والتي كانت دائما بعيدة كل البعد عن تعاليم الكتاب المقدس. اقول ان نفس هذه الحرية تكون مرة اخرى سبب انهيار هذه الدول لانها تحولت الى حرية غير ملتزمة.. ومثل هذه الحرية الغير ملتزمة تؤدي الى فوضى وتفكك في الاسرة وبالتالي في المجتمع مع الأسف الشديد. ويعرف المسلمون هذا جيدا.
ومع ذلك فبوادر حرب عالمية بدأ سحابها يظهر في الأفق.. وعل الرغم من ان الحروب عامة هي دمار وخراب وزيادة في التفكك الاجتماعي وانهيار اقتصادي يصحبه انهيار اخلاقي. ولكن ربّ ضارة نافعة.
كل هذا الكلام ليس ببعيد عن القضية القبطية التي هي محور حياتنا نحن اقباط مصر سواء كنا خارج مصر او داخلها.
لقد أجلنا الاهتمام بها لعقود وعهود كثيرة.. لا لضعف منا ولكن من اجل مصر.. والآن وايضا من أجل مصر لا بد وان نُقيَم ما قمنا به كل حسب الوزنة التي وهبها الله له للعمل من اجل استعادة الحق المسلوب لكل مصري يؤمن ايمانا يصل الى حد العبادة بان له حق مسلوب.
ومن اطلاعاتي المتعددة على المواقع الالكترونية التي تهتم بشرح وعرض ما يتعرض له كل مصري مسلوب حقه عامة والاقباط خاصة.. استهواني تحديدا اسم موقع الاقباط متحدون وشعاره موقع لكل المصريين.. وموقع الهيئة القبطية الكندية استهواني شعاره.. بالكلمة ننتصر.. ولا شك انني لا اعني بخس اي مجهود من اي موقع آخر او الهيئات القبطية، لكن كما قلت اسم الموقع الاول استهواني وشد انتباهي وخاصة انه يضيف الى شعاره موقع لكل المصريين شعارا آخر يؤمن به كل مصري محب لمصر ويردد ما قاله قداسة البابا شنوده الثالث.. ان مصر ليست وطنا نعيش فيه.. بل وطن يعيش فينا.
اما موقع الهيئة القبطية الكندية الشعار الذي اتخذه.. بالكلمة ننتصر.. لا شك عندي ان من اختار الشعار يعي تماما معنى الكلمة.. على العموم ساتكلم عنهما في سياق ما أنا بصدده الآن.
لا شك اننا قطعنا شوطا ما في عرض ابعاد القضية القبطية.. وقد نشطت هيئات قبطية كثيرة ولها بصمات ايجابية وفعالة ومؤثرة في طرح القضية القبطية على الأوساط الحقوقية والخاصة بحقوق الانسان على مستوى العالم.
ولا يمكن لإنسان ان يغفل تأثير ما يكتبه كل حامل قلم إن كان او كانت من المحترفين او الكتابة عندهم هواية، إن كان ذلك في مصر او خارج مصر، وايضا من كتب ويكتب عن ما يعانيه المصريون من غير الاقباط.. اي من اخوة واخوات لنا في الوطن مصر.
كل هذا يحتم علينا جميعا في اعادة النظر فيما تم عمله وما وصلنا اليه.. وفي ما يجب علينا عمله لتصعيد مطالبنا وحقوقنا ولا نعتمد لا على الكوته ولا على الكوسه المنتشرة والتي هي سمة الحياة في مصر.
الهيئات القبطية كتنظيمات قبطية تعمل على عرض القضية القبطية، هل نجحت في استقطاب غير الاقباط من جنسيات اخرى غير مصرية؟.. وهل استقطبت اجيال اخرى من اولادنا وبناتنا الذين هاجروا صغارا او ولدوا في بلاد خارج مصر؟. وهل قامت هذه الهيئات بعقد ندوات بلغات الدول التي يعيشون فيها ايضا للتعريف بما يعانيه الاقباط من اضطهادات في مصر؟
ليست عندي اجابات.. ولكن دون شك مهما كانت الايجابيات فقد حان الوقت لمضاعفة الجهود.
في الأسبوع الماضي كان الحديث عن ضرورة وجود قيادة.. وقد اقترحت في مقالي الاسبوع الماضي ان القيادة يجب ان تكون في مصر وبينت الاسباب.. واليوم اعتقد انه قد حان الوقت للحديث عن تكوين هيئة تنظيمية مقرها ايضا في مصر.. واعرف ان الحكومة لن توافق على تكوين اي هيئة تنظيمية للمسيحيين وخاصة اذا كانت اهدافها المطالبة بحقوق من حرم من حقوقه المشروعة. وهذا شيء معروف ومفهوم ومتوقع.. لاننا نعرف ان الحكومة لا تعترف بتنظيم جماعة الاخوان المسلمين والتي يطلقون عليها المحظورة. وهذه الجماعة المحظورة اصبحت تهيمن على جميع مناحي الحياة في المحروسة بما فيها الحكومة والبرلمان والشارع المصري الذي اصبح «خاتم في اصبعها»
اعرف مقدما انها جماعة اسلامية ومصر دولة اسلامية، ولكن سبب الحظر خوف الحكام على كراسيهم لان اهدافهم ليست المطالبة بحقوق من حرم من حقوقه لانهم لا يؤمنون بما يسمى حقوق الانسان لانها كلها بدع الكفار.. وانما هدفهم الحكم ليس فقط حكم مصر.. بل كل الدول العربية اولا واعادة الخلافة الاسلامية ثم بقية العالم الذي اصبح لهم خلايا حية نشطة في كل مدينة في كل بلد متواجدون فيه، وكما قال مرشدهم «طوز في مصر».
يعني انت عايز يكون للمسيحيين في مصر هيئة تعمل على المطالبة بحقوق من حرم من حقوقه!!.. اكيد انت في غير وعيك.
الحقيقة انه لازم يكون فيه طريقة لإسماع الحكومة والشعب في مصر انه يوجد مصريون لا يتمتعون بكامل حرياتهم ومضطهدون سواء بسبب ديانتهم او جنسيتهم (المسيحيون والبهائيون والندبيون والشيعة) وغيرهم..
انت بتثبت انك فعلا لا تعيش في مصر.. الاخوان استطاعوا ان يصلوا داخل عصب ونخاع الشعب المصري سواء في غفلة من الحكومة او بموافقتها على اساس انها جماعة محظورة وايضا الحكومة صاحبة اليد العليا باحتفاظها بقانون الطوارئ.. وان الحكومة تحكم مصر حكما حديديا كمارأينا ان الأمن ليس للحفاظ على أمن الشعب بقدر اهتمامه الحفاظ على سلامة الحكم والحكام... ولا تنسى ان غير المسلمين في مصر الذين منهم المسيحيون ليست لديهم من الامكانيات ما يساعدهم على تحقيق ما تفكر فيه.. يا اخي انهم غير فاعلين او متفاعلين لا تراهم ينضمون الى الاحزاب السياسية او النوادي الرياضية او العمل الفني.. فكيف تعتقد انهم يستطيعون تكوين هيئة تنظيمية للمسيحيين اهدافها المطالبة بحقوق من حُرم من حقوقه.. ومن الصعب انك تحقق ما طالبت به في المقال السابق من ضرورة وجود القيادة في مصر.. جاى دلوقتي وتطالب بوجود هيئة تنظيمية!!.
دار هذا الحوار بيني وبين نفسي الآمارة بالسوء.. وقد اقنعتني نفسي هذه بأن خيالي يشطح باحلام لم يحن الوقت بعد لتحقيقها وربما لن تتحقق ابدا.. لاننا اذا كنا في المهاجر متفرقين ولا نشاطات لنا في بلاد الحرية.. فكيف يكون الوضع في مصر؟!!
جميل انك تاخد وتدى مع نفسك.. والأجمل منه انك تشارك الناس معاك في ما تكتب.. يا ترى إيه رأيهم؟!.
اعود مرة اخرى الى الموقعين اللذين شدا انتباهي واوحيا الي بفكرة الهيئة التنظيمية.
اولا: موقع الاقباط متحدون وشعاره موقع لكل المصريين..
اختيار هذا الأسم اختيار موفق جدا لأنه جامع شامل.. الاقباط هم المسيحيون.. وايضا هم المصريون بكل تعدداتهم الدينية وانتماءاتهم العقائدية والسياسية.. وبشعاره موقع لكل المصريين يؤكد به صدق ما ينادي به ويأمل ان يشارك في الموقع مصريين مسلمين ومسيحيين. وقد نجح الموقع في ذلك ونقرأ على صفحاته اراء وافكار ومقالات متعددة وكلها تصب في وحدة الوطن، الحرص على مصر التي ليست وطنا نعيش فيه.. بل وطن يعيش فينا.. فلماذا لا يكون لنا هيئة تنظيمية عالمية تحمل هذا الاسم الجامع الشامل هيئة الاقباط متحدون لكل المصريين.. أو اي اسم يتم الاتفاق عليه يتفق مع شمولية اسم الموقع.
ثانيا: ما استهواني في موقع الهيئة القبطية الكندية كما اشرت ان شعارهم الذي اتخذوه «بالكلمة ننتصر» فله معاني ايمانية قوية جدا ويتفق مع كل من يؤمن بقوة الكلمة الذي جاء تفسيره واضحا في انجيل يوحنا الاصحاح الأول العدد الاول والعدد الرابع عشر.
العدد الاول: في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله.
العدد الرابع عشر: والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجدا كما هو لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا.
وهكذا نرى قوى وعظمة اختيار هذا القول كشعار لهيئة قبطية لها نشاطات عالمية في كل ما له صلة بحقوق من حرم من حقوقه من الاقباط الذين هم مصريون عامة وعند الخصوصية هم مسيحيون.. وهذه هي حقيقة الأمر في مصر التي هي لكل المصريين والذين سينتصرون بالكلمة.. باعتمادهم على الله الذي صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجدا كما هو لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا..
فهل نحن فعلا وحقا نحب مصر؟!! أم اننا سننشغل بمن يكون القائد؟!!.. ومن سيكون رئيس الهيئة؟!! ومن .. ومن.. والف مليون من كما علمتنا سلوكيات مجتمعاتنا التي تكثر من الكلام.. ولا تفعل إلا ما تؤتمر به إما من جهات مدنية حكومية او من جهات دينية.. لاننا اتكاليون..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق