السيد محمد علي الحسيني
لم تکن الخطوة الاولى التي خطوناها عندما أسسنا المجلس الاسلامي العربي في لبنان بتلك المسألة الهينة أو العادية کما سيتبادر لذهن البعض خصوصا اولئك الذين لايمتلکون تصورات دقيقة عن الوضع في لبنان و شکل و مضمون عملية الاصطفاف السياسي بين مختلف قواه و تياراته السياسية و الفکرية و الدينية.
وقد تصور العديد من المراقبين السياسيين و اوساطا إعلامية بأن المجلس الاسلامي العربي في لبنان ليس إلا سحابة صيف سرعان ماتنجلي من دون أن تترك أدنى تأثير يذکر، وحتى أن البعض کتب لنا أو إتصل بنا وهو يبلغنا وبصراحة متناهية، ان مانطرحه و ندعو له ليس إلا مجرد هواء في شبك ولن يقدم أو يؤخر شيئا يذکر في الامر، وقطعا إننا عانينا الامرين من ذلك و صبرنا صبرا إستثنائيا لم يدر في خلدنا مرارته أبدا و نحن نخوض غمار هذه التجربة الفذة، لکننا و بعون الله تعالى و بسبب من إيماننا القطعي بما ندعو له، تحملنا ذلك برحابة صدر و سبحنا ضد تيار عاتي يکاد يکون موجه کالجبال و ثبتنا أقدامنا على أرض لبنان و وطننا العربي ونحن واثقون من أن الغد سيکون في نهاية المطاف من نصيبنا.
المجلس الاسلامي العربي في لبنان، کمشروع و أطروحة سياسية ـ فکرية ـ عقائدية هو في الواقع کان قدرا لازما لهذه الامة و حتمية تأريخية لابد منها في مواجهة التحديات الکبيرة التي تعصف بأمتنا العربية وتهددها مثلما تهدد أيضا مستقبل أجيالها الآتية، و واضح أن المجلس عندما ولد قبل أکثر من عامين، لم يکن هنالك في الساحة السياسية بالمنطقة سوى مشروع(ولاية الفقيه)بما تقدم و تؤسس له من خيارات و إلتزامات و سياقات سياسية و فکرية و أمنية تصب کلها في آجم المصالح الايرانية البعيدة المدى و تخدم في نفس الوقت أجندة سياسية محددة واضحة للعيان، ولسنا نذيع سرا لو قلنا بأن مشروع ولاية الفقيه قد تجاوز الحدود العادية لإيران و عبر الى عمق البعض من بلداننا العربية حتى أن الامر قد وصل الى حد التحدث علنا عن ما سمي بخطر الهلال الشيعي و أمور أخرى من هذا القبيل، يومئذ، لم يکن في وسع أية شخصية أو قوة سياسية شيعية من الوقوف بوجه هذا المشروع أو رفضه، لکننا وبعد أن أدرکنا مايعنيه مشروع ولاية الفقيه من خطر سياسي و فکري و أمني جسيم و بالغ على الشيعة العرب بشکل خاص و الامة العربية بشکل عام، صممنا أن نتحمل عبأ المسؤولية التأريخية و نتصدى لهذا المشروع بالبديل العملي و الواقعي الذي يمتد جذوره لأعماق الارض العربية و ضمير و وجدان الانسان العربي، ومن هنا ولدت فکرة المجلس الاسلامي العربي في لبنان و تجسد و تبلور على الساحة السياسية اللبنانية کنهج عروبي الشکل و المضمون و إطار سياسي ـ فکري بمقدوره أن يتسع و يحتوي الشيعة العرب و يقودهم الى بر الامان بعيدا عن أية مشاريع سياسية ـ فکرية مضادة أو مشبوهة تبتغي إستخدام الشيعة العرب کجسر أو حلقة محددة للعبور الى الضفة العربية وإختراقها بالصورة التي تصب في النهايـة في مصلحة تلك المشاريع.
مشروع المجلس الاسلامي العربي في لبنان وعلى الرغم من کل الصعاب التي واجهته و وقفت ضده، وبرغم قلة الامکانيات المادية و تواضعها قياسا الى إمکانيات المشروع المضاد لنا، فإنه قد مثل و جسد المشروع الحيوي و الاستراتيجي البالغ الاهمية للأمة العربية و طرح و بکل جلاء قضايا الامن القومي العربي و المصالح العربيـة العليا وإعتبر المساس بتلك القضايا خطوطا حمراء لايمکن للمجلس من السکوت عليها وان يدعها تمر مرور الکرام ومن أجل ذلك أسسنا المقاومة الاسلامية العربية(الجناح العسکري للمجلس الاسلامي العربي) والذي قام بتنفيذ مناورات عديدة أثارت ضجة على طول الساحتين اللبنانية و العربية، وقد قصدنا من وراء تأسيس هذه المقاومة المبارکة إرسال رسائل ذات مضمون واضح للآخرين من أننا متواجدون أيضا في الساحة و اننا لسنا نمرا من ورق وانما نحن مشروع استراتيجي يمتلك البعدين الفکري و العسکري وانه کما يتصدى فکرا و عقيدة لمشروع ولاية الفقيه، فإنه يتحمل أيضا عبأ أية مواجهة عسکرية محتملة مع مناوئيه.
اننا في المجلس الاسلامي العربي، نعمل و بکل وضوح و بشفافية بالغة من أجل التأکيد على أن الشيعة العرب بمقدورهم أن يکونوا لبنة أساسية في جدار الامن القومي العربي وليس ثغرة محتملة في زاوية من زواياه واننا عملنا و من دون تعب أو ملل على زيادة الوعي القومي لدى أخواننا الشيعة العرب ليس في لبنان وحده وانما في سائر البلدان العربية الاخرى واننا نرى في دعم و مساندة مشروعنا ضمانة أکيدة و حتمية لصيانة الامن القومي العربي من أية أخطار محدقة به وکما أثبتنا للجميع بأن المجلس الاسلامي العربي بات يمثل قطب الرحى والمرجعية السياسية بالنسبة للشيعة العرب وانه صار امرا واقعا ليس بإمکان أية قوة سياسية أو طرف دولي من تجاهله، فإننا واثقون من أننا سنؤدي رسالتنا على أتم وجه و سنثبت أننا في مستوى مشروعنا الاستراتيجي الذي ندعو إليه.
*الامين العام للمجلس الإسلاميِّ العربيِّ في لبنان
لم تکن الخطوة الاولى التي خطوناها عندما أسسنا المجلس الاسلامي العربي في لبنان بتلك المسألة الهينة أو العادية کما سيتبادر لذهن البعض خصوصا اولئك الذين لايمتلکون تصورات دقيقة عن الوضع في لبنان و شکل و مضمون عملية الاصطفاف السياسي بين مختلف قواه و تياراته السياسية و الفکرية و الدينية.
وقد تصور العديد من المراقبين السياسيين و اوساطا إعلامية بأن المجلس الاسلامي العربي في لبنان ليس إلا سحابة صيف سرعان ماتنجلي من دون أن تترك أدنى تأثير يذکر، وحتى أن البعض کتب لنا أو إتصل بنا وهو يبلغنا وبصراحة متناهية، ان مانطرحه و ندعو له ليس إلا مجرد هواء في شبك ولن يقدم أو يؤخر شيئا يذکر في الامر، وقطعا إننا عانينا الامرين من ذلك و صبرنا صبرا إستثنائيا لم يدر في خلدنا مرارته أبدا و نحن نخوض غمار هذه التجربة الفذة، لکننا و بعون الله تعالى و بسبب من إيماننا القطعي بما ندعو له، تحملنا ذلك برحابة صدر و سبحنا ضد تيار عاتي يکاد يکون موجه کالجبال و ثبتنا أقدامنا على أرض لبنان و وطننا العربي ونحن واثقون من أن الغد سيکون في نهاية المطاف من نصيبنا.
المجلس الاسلامي العربي في لبنان، کمشروع و أطروحة سياسية ـ فکرية ـ عقائدية هو في الواقع کان قدرا لازما لهذه الامة و حتمية تأريخية لابد منها في مواجهة التحديات الکبيرة التي تعصف بأمتنا العربية وتهددها مثلما تهدد أيضا مستقبل أجيالها الآتية، و واضح أن المجلس عندما ولد قبل أکثر من عامين، لم يکن هنالك في الساحة السياسية بالمنطقة سوى مشروع(ولاية الفقيه)بما تقدم و تؤسس له من خيارات و إلتزامات و سياقات سياسية و فکرية و أمنية تصب کلها في آجم المصالح الايرانية البعيدة المدى و تخدم في نفس الوقت أجندة سياسية محددة واضحة للعيان، ولسنا نذيع سرا لو قلنا بأن مشروع ولاية الفقيه قد تجاوز الحدود العادية لإيران و عبر الى عمق البعض من بلداننا العربية حتى أن الامر قد وصل الى حد التحدث علنا عن ما سمي بخطر الهلال الشيعي و أمور أخرى من هذا القبيل، يومئذ، لم يکن في وسع أية شخصية أو قوة سياسية شيعية من الوقوف بوجه هذا المشروع أو رفضه، لکننا وبعد أن أدرکنا مايعنيه مشروع ولاية الفقيه من خطر سياسي و فکري و أمني جسيم و بالغ على الشيعة العرب بشکل خاص و الامة العربية بشکل عام، صممنا أن نتحمل عبأ المسؤولية التأريخية و نتصدى لهذا المشروع بالبديل العملي و الواقعي الذي يمتد جذوره لأعماق الارض العربية و ضمير و وجدان الانسان العربي، ومن هنا ولدت فکرة المجلس الاسلامي العربي في لبنان و تجسد و تبلور على الساحة السياسية اللبنانية کنهج عروبي الشکل و المضمون و إطار سياسي ـ فکري بمقدوره أن يتسع و يحتوي الشيعة العرب و يقودهم الى بر الامان بعيدا عن أية مشاريع سياسية ـ فکرية مضادة أو مشبوهة تبتغي إستخدام الشيعة العرب کجسر أو حلقة محددة للعبور الى الضفة العربية وإختراقها بالصورة التي تصب في النهايـة في مصلحة تلك المشاريع.
مشروع المجلس الاسلامي العربي في لبنان وعلى الرغم من کل الصعاب التي واجهته و وقفت ضده، وبرغم قلة الامکانيات المادية و تواضعها قياسا الى إمکانيات المشروع المضاد لنا، فإنه قد مثل و جسد المشروع الحيوي و الاستراتيجي البالغ الاهمية للأمة العربية و طرح و بکل جلاء قضايا الامن القومي العربي و المصالح العربيـة العليا وإعتبر المساس بتلك القضايا خطوطا حمراء لايمکن للمجلس من السکوت عليها وان يدعها تمر مرور الکرام ومن أجل ذلك أسسنا المقاومة الاسلامية العربية(الجناح العسکري للمجلس الاسلامي العربي) والذي قام بتنفيذ مناورات عديدة أثارت ضجة على طول الساحتين اللبنانية و العربية، وقد قصدنا من وراء تأسيس هذه المقاومة المبارکة إرسال رسائل ذات مضمون واضح للآخرين من أننا متواجدون أيضا في الساحة و اننا لسنا نمرا من ورق وانما نحن مشروع استراتيجي يمتلك البعدين الفکري و العسکري وانه کما يتصدى فکرا و عقيدة لمشروع ولاية الفقيه، فإنه يتحمل أيضا عبأ أية مواجهة عسکرية محتملة مع مناوئيه.
اننا في المجلس الاسلامي العربي، نعمل و بکل وضوح و بشفافية بالغة من أجل التأکيد على أن الشيعة العرب بمقدورهم أن يکونوا لبنة أساسية في جدار الامن القومي العربي وليس ثغرة محتملة في زاوية من زواياه واننا عملنا و من دون تعب أو ملل على زيادة الوعي القومي لدى أخواننا الشيعة العرب ليس في لبنان وحده وانما في سائر البلدان العربية الاخرى واننا نرى في دعم و مساندة مشروعنا ضمانة أکيدة و حتمية لصيانة الامن القومي العربي من أية أخطار محدقة به وکما أثبتنا للجميع بأن المجلس الاسلامي العربي بات يمثل قطب الرحى والمرجعية السياسية بالنسبة للشيعة العرب وانه صار امرا واقعا ليس بإمکان أية قوة سياسية أو طرف دولي من تجاهله، فإننا واثقون من أننا سنؤدي رسالتنا على أتم وجه و سنثبت أننا في مستوى مشروعنا الاستراتيجي الذي ندعو إليه.
*الامين العام للمجلس الإسلاميِّ العربيِّ في لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق