نبيل عودة
يسرائيل بيتينو تواصل إنتاج القوانين، بتسارع، يسابق الزمن الذي ظل كما يبدو لحكومتهم المشتركة مع نتنياهو.
آخر صرخة في عالم الموضة للسياسة الإسرائيلية قانون جديد من بيت يسرائيل بيتينو، يكشف أكثر مما يخفي، وهو يليق أن يكون نموذجاً لمصممي مايوهات "الحوطيني" (مايوه الخيط)، الذي تصعب رؤيته على جسد من ترتديه .
الاقتراح الجديد في سلسلة القوانين، هو اقتراح قانون، يلزم كل المدارس في إسرائيل، أن تدرس الصهيونية وارض إسرائيل.
وستنظر لجنة وزراء(على شاكلة ليبرمان) في اقتراح آخر أزياء قوانين يسرائيل بيتينو، وللأسف لن تظهر عارضة جميلة، بمايوه الخيط...لذلك هناك مشكلة في جلسة مملة، وهو ضمان لتصويت الموافقة، والانفضاض إلى ما يطيب للنفس السياسية.
يسرائيل بيتينو في اقتراحها الجديد، وليس الأخير بالتأكيد، تقترح أن يشمل قانون التعليم الرسمي، إلزاما لدراسة ارض إسرائيل والصهيونية، بمعدل 3 ساعات أسبوعية على الأقل...ومن الواضح أن الهدف تحفيظ العرب تاريخا مشوها، وكأنه ينقصنا معرفة تاريخ الصهيونية وما أنزلته من كوارث بشعبنا ؟!
هل هو تطاول على حقائق نحفظها بالممارسة؟ هل يريد ليبرمان أن يخلق تاريخاً جديداً مناسباً لحزبه، ولسياسته الخارجية؟ .. أم هو تشاطر ليبرماني لتشويه شخصيتنا الفلسطينية، التي فشلت السلطة في تشويهها ، حتى في ظل الحكم العسكري الإرهابي الذي استمر 20 سنة سوداء من تاريخ التعامل مع الأقلية العربية ؟!
وهل كان قانون التعليم حتى اليوم على ضلال مبين من خلال ما يدرسه للطلاب من تشويه مبرمج للتاريخ، حتى يجيء ليبرمان، ليجدد ويضيف حصته؟!
انصح ليبرمان مثلاً أن يجعل كتاب المؤرخ اليهودي الإنساني ايلان بابه عن "التطهير العرقي في فلسطين" كتاباً إلزاميا لطلاب الثانويات ليكونوا على معرفة واطلاع صحيح، على تاريخ الصهيونية الدموي والإجرامي بحق شعبنا.
لا بأس، لست ضد تدريس تاريخ ارض إسرائيل...وتاريخ اليبوسيين بناة القدس؟ وتاريخ الكنعانيين ( أجدادنا ) الحافل والشامل في ارض إسرائيل الفلسطينية وفي القدس التي سموها " يور ساليم" ( مدينة السلام ) ومنها أشتق الاسم العبري ؟ هل الهدف أن نعلم أولادنا أن إسرائيل هي دولة يهودية صهيونية منذ فجر البشرية ؟!
أن لكل فعل، في علم الفيزياء، رد فعل مشابه له في القوة، هذا في الجماد. أما في عالم البشر، فرد الفعل قد يكون هزة أرضية بقوة لا سابق لها يتجاوز حتى ما اعتمده ريختر في مقياسه المشهور.
واضح أن كل ما يخص الموضوع الفلسطيني لا يعلم في المدارس اليهودية. وبالطبع لا يعلم في المدارس العربية... ولكنه يعلم من الذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني الباقي في وطنه.
عندما ينظر ابن لاجئ صفورية إلى حقول صفورية وقرية صفورية المهدومة، ويرى آثار هولاكو ... لا يحتاج إلى معلم تاريخ ليشرح له ما عبر على جده أو والده. وعندما يزور أبناء كفربرعم واقرث بلداتهم المهدومة، حيث تقف كنيستا القريتان كنصبين تذكاريين يؤكدان على رفض الجريمة. فهم إطلاقا لن يحتاجوا إلى ليبرمان أو كتب التدريس المزيفة ليعرفوا حقيقة ما جرى...
ليبرمان، ربما يريد تشويه معارف وعقول المهاجرين الجدد. ولكن التاريخ يسقط الأكاذيب دائماً.. ويعاقب مزوري الحقائق، كما يعاقب مزوري العملة.
قانون التعليم لا ينقصه إضافات لتشويه الحقائق. جيلي أيضا "تعلم" عن تطور حياة العرب في إسرائيل بعد استقلال الدولة. وعندما كتبت موضوع إنشاء ، وانأ في الصف السابع يناقض ذلك، كدت اطرد من المدرسة.. لأن مديرها خاف على وظيفته ، في فترة سوداء من تسلط الحكم العسكري !!
هذا لم يضعف ذاكرتي، بل حفزني لأعرف الحقيقة ، وصرت ، من يومها .. داعية لها في الصف ، و فيما بعد في السياسة والأدب والحياة.
nabiloudeh@gmail.com
يسرائيل بيتينو تواصل إنتاج القوانين، بتسارع، يسابق الزمن الذي ظل كما يبدو لحكومتهم المشتركة مع نتنياهو.
آخر صرخة في عالم الموضة للسياسة الإسرائيلية قانون جديد من بيت يسرائيل بيتينو، يكشف أكثر مما يخفي، وهو يليق أن يكون نموذجاً لمصممي مايوهات "الحوطيني" (مايوه الخيط)، الذي تصعب رؤيته على جسد من ترتديه .
الاقتراح الجديد في سلسلة القوانين، هو اقتراح قانون، يلزم كل المدارس في إسرائيل، أن تدرس الصهيونية وارض إسرائيل.
وستنظر لجنة وزراء(على شاكلة ليبرمان) في اقتراح آخر أزياء قوانين يسرائيل بيتينو، وللأسف لن تظهر عارضة جميلة، بمايوه الخيط...لذلك هناك مشكلة في جلسة مملة، وهو ضمان لتصويت الموافقة، والانفضاض إلى ما يطيب للنفس السياسية.
يسرائيل بيتينو في اقتراحها الجديد، وليس الأخير بالتأكيد، تقترح أن يشمل قانون التعليم الرسمي، إلزاما لدراسة ارض إسرائيل والصهيونية، بمعدل 3 ساعات أسبوعية على الأقل...ومن الواضح أن الهدف تحفيظ العرب تاريخا مشوها، وكأنه ينقصنا معرفة تاريخ الصهيونية وما أنزلته من كوارث بشعبنا ؟!
هل هو تطاول على حقائق نحفظها بالممارسة؟ هل يريد ليبرمان أن يخلق تاريخاً جديداً مناسباً لحزبه، ولسياسته الخارجية؟ .. أم هو تشاطر ليبرماني لتشويه شخصيتنا الفلسطينية، التي فشلت السلطة في تشويهها ، حتى في ظل الحكم العسكري الإرهابي الذي استمر 20 سنة سوداء من تاريخ التعامل مع الأقلية العربية ؟!
وهل كان قانون التعليم حتى اليوم على ضلال مبين من خلال ما يدرسه للطلاب من تشويه مبرمج للتاريخ، حتى يجيء ليبرمان، ليجدد ويضيف حصته؟!
انصح ليبرمان مثلاً أن يجعل كتاب المؤرخ اليهودي الإنساني ايلان بابه عن "التطهير العرقي في فلسطين" كتاباً إلزاميا لطلاب الثانويات ليكونوا على معرفة واطلاع صحيح، على تاريخ الصهيونية الدموي والإجرامي بحق شعبنا.
لا بأس، لست ضد تدريس تاريخ ارض إسرائيل...وتاريخ اليبوسيين بناة القدس؟ وتاريخ الكنعانيين ( أجدادنا ) الحافل والشامل في ارض إسرائيل الفلسطينية وفي القدس التي سموها " يور ساليم" ( مدينة السلام ) ومنها أشتق الاسم العبري ؟ هل الهدف أن نعلم أولادنا أن إسرائيل هي دولة يهودية صهيونية منذ فجر البشرية ؟!
أن لكل فعل، في علم الفيزياء، رد فعل مشابه له في القوة، هذا في الجماد. أما في عالم البشر، فرد الفعل قد يكون هزة أرضية بقوة لا سابق لها يتجاوز حتى ما اعتمده ريختر في مقياسه المشهور.
واضح أن كل ما يخص الموضوع الفلسطيني لا يعلم في المدارس اليهودية. وبالطبع لا يعلم في المدارس العربية... ولكنه يعلم من الذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني الباقي في وطنه.
عندما ينظر ابن لاجئ صفورية إلى حقول صفورية وقرية صفورية المهدومة، ويرى آثار هولاكو ... لا يحتاج إلى معلم تاريخ ليشرح له ما عبر على جده أو والده. وعندما يزور أبناء كفربرعم واقرث بلداتهم المهدومة، حيث تقف كنيستا القريتان كنصبين تذكاريين يؤكدان على رفض الجريمة. فهم إطلاقا لن يحتاجوا إلى ليبرمان أو كتب التدريس المزيفة ليعرفوا حقيقة ما جرى...
ليبرمان، ربما يريد تشويه معارف وعقول المهاجرين الجدد. ولكن التاريخ يسقط الأكاذيب دائماً.. ويعاقب مزوري الحقائق، كما يعاقب مزوري العملة.
قانون التعليم لا ينقصه إضافات لتشويه الحقائق. جيلي أيضا "تعلم" عن تطور حياة العرب في إسرائيل بعد استقلال الدولة. وعندما كتبت موضوع إنشاء ، وانأ في الصف السابع يناقض ذلك، كدت اطرد من المدرسة.. لأن مديرها خاف على وظيفته ، في فترة سوداء من تسلط الحكم العسكري !!
هذا لم يضعف ذاكرتي، بل حفزني لأعرف الحقيقة ، وصرت ، من يومها .. داعية لها في الصف ، و فيما بعد في السياسة والأدب والحياة.
nabiloudeh@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق