حسام الدجني
انتهى العرس الديمقراطي في لبنان الشقيق بفوز لبنان قبل كل شيء, وفوز فريق الرابع عشر من آذار في انتخابات برلمانية نزيهة.
جميع الأطراف فازت في لبنان, فعندما تحتكم الأطراف للعملية الديمقراطية, وتسير هذه العملية كم كان مخطط لها, يكون الجميع قد فاز, وأن لغة الدولة والقانون هي اللغة التي تسود, لا منطق الغاب, فهنيئا للبنان حكومة وشعباً, وهنيئا للأمة العربية والإسلامية.
للانتخابات اللبنانية في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها إقليم الشرق الأوسط دلالات كبيرة في المشهد السياسي الإقليمي والدولي, حيث شهدت المنطقة تحولات وأحداث كبيرة يجب الوقوف عندها وتتلخص أهمها فيما يلي:
** سياسة المحاور والأحلاف في المنطقة.
** حرب غزة.
** خطاب الرئيس باراك اوباما في جامعة القاهرة.
** الانتخابات الإيرانية المقبلة.
** الأزمة الاقتصادية العالمية.
1- سياسة المحاور والأحلاف في المنطقة.
طغت على المنطقة العربية انقسامات حادة, وتحالفات كبيرة, حيث حسمت معظم بلدان المنطقة خياراتها ضمن محورين رئيسين هما محور الاعتدال ومحور الممانعة, وصنفت الدول والنخب السياسية والحركات والأحزاب ووسائل الإعلام, وكل ما هو عربي ومسلم على هاتين المحوريين, حيث يضم محور الممانعة كلا من إيران وسوريا وحزب الله في لبنان وحركة حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين, بينما يضم محور الاعتدال كلا من السعودية ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية.
حيث طغت سياسة المحاور والأحلاف على الانتخابات اللبنانية, بشكل مباشر أو غير مباشر, وحقق تحالف الرابع عشر من آذار بزعامة تيار المستقبل فوزاً كبيراً, مما يطرح تساؤلاً عن مستقبل محور الممانعة في لبنان بشكل خاص وفي المنطقة ككل بشكل عام.
2- حرب غزة.
هدفت حرب غزة إلى ضرب سيطرة حركة حماس على القطاع, ضمن سياسة اكبر وأشمل معدة للمنطقة تقودها السياسة الخارجية الأمريكية, وتتمثل في تفكيك محور الممانعة بكل الطرق ضمن قاعدة العصا والجزرة, وعلى ما يبدو فشلت سياسة العصا مع حركة حماس في قطاع غزة وجاء الآن دور الجزرة وهو ما لمحناه في خطاب الرئيس باراك اوباما والذي لأول مرة لم تنعت الإدارة الأمريكية حركة حماس بالإرهاب, ونقرأه اليوم في دعوة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس للقاهرة.
3- خطاب الرئيس باراك اوباما في جامعة القاهرة.
بغض النظر عن ما أثاره الرئيس اوباما في خطابه, وعن التحليلات وردود الأفعال التي صاحبت الخطاب, إلا أن خطاب الرئيس اوباما يحمل في طياته الجديد, حتى وان كان في الأسلوب, حيث أننا كعرب لن نتوقع أن يحمل خطاب الرئيس اوباما تغييراً جوهرياً في السياسات, لأن المطبخ السياسي الأمريكي هو الكونغرس, وليس جامعة القاهرة, وأيضاً يحمل خطاب اوباما ملامح الإستراتيجية الأمريكية والتي تتجه نحو باكستان وأفغانستان, ومحاربة التطرف هناك ضمن إستراتيجية مكافحة الإرهاب الدولي.
4- الانتخابات الإيرانية المقبلة.
ستعمل الإدارة الأمريكية ومعها محور الاعتدال العربي ومن له مصلحة في تسخير جهودهما من أجل خسارة الرئيس الإيراني الحالي محمود احمدي نجاد وفوز المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي في إيران, على الرغم من التوافق بين المرشحين الإيرانيين في القضايا الإستراتيجية الكبرى وأبرزها الملف النووي الإيراني, وبعد الانتخابات تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية عقد صفقة شاملة مع النظام الإيراني الجديد تضمن له دوراً إقليميا في المنطقة وتحفظ له حقه في برنامج نووي سلمي, حيث تمثل هذه الصفقة رصاصة الرحمة على محور الممانعة, من خلال تحييد إيران في بعض الملفات الكبيرة في المنطقة وأبرزها ملف دعم فصائل المقاومة الفلسطينية, والضغط على حزب الله اللبناني.
5- الأزمة الاقتصادية العالمية.
تشكل الأزمة الاقتصادية العالمية تحدياً كبيراً أمام السيد اوباما, حيث يعتبر استقرار منطقة الشرق الأوسط أحد المفاتيح المهمة التي يستطيع السيد اوباما تجاوز هذه الأزمة المستفحلة في الاقتصاد الرأسمالي الأمريكي.
ما سبق يشكل عناصر مهمة لمعرفة الخريطة السياسية للمنطقة, حيث أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية ستنجح في تفكيك محور الممانعة عبر بواباته الأربع وهي:
• سوريا وتتم من خلال مفاوضات سلام ترعاها تركيا مع إسرائيل تستعيد بموجبها سوريا على هضبة الجولان المحتل.
• لبنان عبر فوز المعارضة في الانتخابات النيابية.
• فلسطين عبر احتواء حركة حماس واعطائها دوراً في قطاع غزة, مع سيطرة الرئيس عباس على النظام السياسي الفلسطيني في الضفة والقطاع.
• إيران عبر فوز الاصلاحيين في الانتخابات المقبلة وإبرام صفقة شاملة.
سوف تشهد الأيام والشهور المقبلة تغيرات كبيرة في المشهد السياسي العام على المستوى الإقليم وعلى المستوى الدولي, ولكن هذه تندرج ضمن تحليلات سياسية قد تصيب وقد تخيب, وان غداً لناظره لقريب.
كاتب وباحث فلسطيني
Hossam555@hotmail.com
انتهى العرس الديمقراطي في لبنان الشقيق بفوز لبنان قبل كل شيء, وفوز فريق الرابع عشر من آذار في انتخابات برلمانية نزيهة.
جميع الأطراف فازت في لبنان, فعندما تحتكم الأطراف للعملية الديمقراطية, وتسير هذه العملية كم كان مخطط لها, يكون الجميع قد فاز, وأن لغة الدولة والقانون هي اللغة التي تسود, لا منطق الغاب, فهنيئا للبنان حكومة وشعباً, وهنيئا للأمة العربية والإسلامية.
للانتخابات اللبنانية في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها إقليم الشرق الأوسط دلالات كبيرة في المشهد السياسي الإقليمي والدولي, حيث شهدت المنطقة تحولات وأحداث كبيرة يجب الوقوف عندها وتتلخص أهمها فيما يلي:
** سياسة المحاور والأحلاف في المنطقة.
** حرب غزة.
** خطاب الرئيس باراك اوباما في جامعة القاهرة.
** الانتخابات الإيرانية المقبلة.
** الأزمة الاقتصادية العالمية.
1- سياسة المحاور والأحلاف في المنطقة.
طغت على المنطقة العربية انقسامات حادة, وتحالفات كبيرة, حيث حسمت معظم بلدان المنطقة خياراتها ضمن محورين رئيسين هما محور الاعتدال ومحور الممانعة, وصنفت الدول والنخب السياسية والحركات والأحزاب ووسائل الإعلام, وكل ما هو عربي ومسلم على هاتين المحوريين, حيث يضم محور الممانعة كلا من إيران وسوريا وحزب الله في لبنان وحركة حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين, بينما يضم محور الاعتدال كلا من السعودية ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية.
حيث طغت سياسة المحاور والأحلاف على الانتخابات اللبنانية, بشكل مباشر أو غير مباشر, وحقق تحالف الرابع عشر من آذار بزعامة تيار المستقبل فوزاً كبيراً, مما يطرح تساؤلاً عن مستقبل محور الممانعة في لبنان بشكل خاص وفي المنطقة ككل بشكل عام.
2- حرب غزة.
هدفت حرب غزة إلى ضرب سيطرة حركة حماس على القطاع, ضمن سياسة اكبر وأشمل معدة للمنطقة تقودها السياسة الخارجية الأمريكية, وتتمثل في تفكيك محور الممانعة بكل الطرق ضمن قاعدة العصا والجزرة, وعلى ما يبدو فشلت سياسة العصا مع حركة حماس في قطاع غزة وجاء الآن دور الجزرة وهو ما لمحناه في خطاب الرئيس باراك اوباما والذي لأول مرة لم تنعت الإدارة الأمريكية حركة حماس بالإرهاب, ونقرأه اليوم في دعوة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس للقاهرة.
3- خطاب الرئيس باراك اوباما في جامعة القاهرة.
بغض النظر عن ما أثاره الرئيس اوباما في خطابه, وعن التحليلات وردود الأفعال التي صاحبت الخطاب, إلا أن خطاب الرئيس اوباما يحمل في طياته الجديد, حتى وان كان في الأسلوب, حيث أننا كعرب لن نتوقع أن يحمل خطاب الرئيس اوباما تغييراً جوهرياً في السياسات, لأن المطبخ السياسي الأمريكي هو الكونغرس, وليس جامعة القاهرة, وأيضاً يحمل خطاب اوباما ملامح الإستراتيجية الأمريكية والتي تتجه نحو باكستان وأفغانستان, ومحاربة التطرف هناك ضمن إستراتيجية مكافحة الإرهاب الدولي.
4- الانتخابات الإيرانية المقبلة.
ستعمل الإدارة الأمريكية ومعها محور الاعتدال العربي ومن له مصلحة في تسخير جهودهما من أجل خسارة الرئيس الإيراني الحالي محمود احمدي نجاد وفوز المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي في إيران, على الرغم من التوافق بين المرشحين الإيرانيين في القضايا الإستراتيجية الكبرى وأبرزها الملف النووي الإيراني, وبعد الانتخابات تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية عقد صفقة شاملة مع النظام الإيراني الجديد تضمن له دوراً إقليميا في المنطقة وتحفظ له حقه في برنامج نووي سلمي, حيث تمثل هذه الصفقة رصاصة الرحمة على محور الممانعة, من خلال تحييد إيران في بعض الملفات الكبيرة في المنطقة وأبرزها ملف دعم فصائل المقاومة الفلسطينية, والضغط على حزب الله اللبناني.
5- الأزمة الاقتصادية العالمية.
تشكل الأزمة الاقتصادية العالمية تحدياً كبيراً أمام السيد اوباما, حيث يعتبر استقرار منطقة الشرق الأوسط أحد المفاتيح المهمة التي يستطيع السيد اوباما تجاوز هذه الأزمة المستفحلة في الاقتصاد الرأسمالي الأمريكي.
ما سبق يشكل عناصر مهمة لمعرفة الخريطة السياسية للمنطقة, حيث أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية ستنجح في تفكيك محور الممانعة عبر بواباته الأربع وهي:
• سوريا وتتم من خلال مفاوضات سلام ترعاها تركيا مع إسرائيل تستعيد بموجبها سوريا على هضبة الجولان المحتل.
• لبنان عبر فوز المعارضة في الانتخابات النيابية.
• فلسطين عبر احتواء حركة حماس واعطائها دوراً في قطاع غزة, مع سيطرة الرئيس عباس على النظام السياسي الفلسطيني في الضفة والقطاع.
• إيران عبر فوز الاصلاحيين في الانتخابات المقبلة وإبرام صفقة شاملة.
سوف تشهد الأيام والشهور المقبلة تغيرات كبيرة في المشهد السياسي العام على المستوى الإقليم وعلى المستوى الدولي, ولكن هذه تندرج ضمن تحليلات سياسية قد تصيب وقد تخيب, وان غداً لناظره لقريب.
كاتب وباحث فلسطيني
Hossam555@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق