راسم عبيدات
......نحن العرب والفلسطينيون ننتظر الفرج كما يقول المأثور الشعبي"يا طالب الدبس من قفا النمس"أو كمن يريد "حلب الثور"،الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش" دمر بغداد واغتصبها وشاركناه نشوة فرحة واغتصابه،ورقصنا وطبلنا له في الكثير من عواصمنا،حتى أصبح أطفالنا يتخيلون أن "بوش" واحد من الخلفاء الراشدين،وإمعانا في تحقيرنا وإذلالنا والاستخفاف بعقولنا،خرج ليقول لنا بأنه تلقى وعداً ربانياً بأن يعمل على إقامة دولة للفلسطينيين،هذا الوعد كان كالنعش الطائر يجري ترحيله من سنة لأخرى حتى نهاية ولايته الثانية والتي توجت بخطاب توراتي في الكنيست الإسرائيلية،شن فيه حملة تحريض شرسة ضد المقاومة الفلسطينية ووصف نضالها وكفاحها "بالإرهاب"،وأعلن أن وعده بتحقيق الدولة الفلسطينية لن يكون في عهده،وما أن جاء خلفه"أوباما" حتى قال لنا بأنه سيعمل على إقامة دولة فلسطينية خلال أربع سنوات،وأنه يبلور سياسة جديدة أمريكية في الشرق الأوسط وتحديداً تجاه العرب والمسلمين،ولذلك كانت أمتنا العربية من محيطها إلى خليجها تنتظر خطاب"أوباما "بفارغ الصبر وتروج له وتستقدم الخبراء والمحللين وتوظف كل ساستها وخبرائها وماكناتها الإعلامية خدمة لهذا الخطاب،حتى أنني صرت متشككاً بأن "أوباما" هو المخلص أو المسيح المنتظر،أو هو أحد سلالات الأنبياء والقديسين،وأنا أستمع للخطاب والذي كان لغة ومفردات جديدة لنص قديم يحاكي المشاعر والعواطف العربية،على اعتبار أننا شعب مغرق في العاطفية وقصران الذاكرة إن لم يكن فقدانها ،فما أن بدأ "أوباما" خطابه والذي أكثر فيه من الاستشهاد بالقران والحديث عن تسامح الدين الإسلامي ودس لنا السم في العسل،حتى بدأت تسمع صيحات السامعين والحاضرين للخطاب بأن "أوباما" هو المخلص والمنقذ وهو الوجه الحقيقي للديمقراطية الأمريكية واحترام القيم والمبادئ الإنسانية،حتى أن" أوباما نفسه خجل من نفسه ليقول لهذه العروبة المتهالكة بأن خطابه لا يحمل حلاً سحرياً لكل مشاكل أمتنا العربية،وكأن المسألة ليس لها علاقة بتقاسم وتوزيع الأدوار،فصاحب القيم والمبادئ الإنسانية،لم ينطق ولو بكلمة واحدة ،عندما كانت إسرائيل في عدوانها على غزة ترتكب الجرائم والمجازر وتستخدم كل أشكال وأنواع الأسلحة المحرمة دولياً،حتى في خطابه والذي ركز فيه على المحرقة واضطهاد اليهود والصواريخ التي تتساقط على أطفالهم في سديروت والنساء اللواتي يتفجرن في الحافلات،لم يتطرق إلى كل أشكال القمع والمعاناة الني يتعرض لها شعبنا جراء الاحتلال وممارساته القمعية،والتي تصل حد القتل والإبادة الجماعية.
ومن بعد حطاب "أوباما" صرنا ننتظر خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي"بنيامين نتنياهو"،وهل سيكون قديسا ونبياً منتظراً أخر،وربما ندعوه بأن يئم بالمسلمين في الأزهر،كما أمِ فينا من قبله الحاخام الأكبر "شمعون بيرس" في نيويورك،وهل أن التاريخ شهد في كل مراحله تحول الذئب إلى حمل وديع.
وكل الخبراء والمحللين ورجال الفكر والسياسة،يجمعون على أن"نتنياهو" في خطابه المنتظر،سيعلن أنه سيستمر في الاستيطان والبناء في مستوطنات المحيطة بالقدس والكتل الاستيطانية الكبرى مثل "غوش عتصيون ومعاليه أدوميم ومجمع أريئيل" بدون قيود،وباقي المستوطنات سيتم البناء والتوسع فيها لما يسمى بالزيادة الطبيعية،وربما يتعهد بإزالة المستوطنات العشوائية و"الكرفانات" الفارغة من السكان،وحتى يخفف من حدة الضغط الدولي والأمريكي عليه في قضية الاستيطان،نصحه كبير زنادقة السياسة الإسرائيلية ومسوق حكومتها اليمينية عالمياً وعربياً،أو ما اصطلح على تسميته"بحمامة السلام العربية"وحاخامها الأكبر،بالموافقة على دولة فلسطينية بحدود مؤقتة،وهذه الدولة بالحدود المؤقتة،بمثابة العظمة التي يلقي بها للعرب والفلسطينيين للتلهي بها،وبالمناسبة هذه الدولة بالحدود المؤقتة والتي لا تزيد 42% من مساحة الضفة الغربية،هي أقصى ما يمكن أن تقدمه أكثر ألوان الطيف السياسي الإسرائيلي من تنازلات"مؤلمة" من أجل السلام،وحينها يتم تناسي قضية الاستيطان،ويرون في موافقة "نتنياهو" انجاز عظيم،ومن الضروري عدم الضغط على"نتنياهو" أكثر من اللازم وضرورة تفهم طبيعة توليفتة الحكومية ...الخ من الأسطوانة المشروخة والممجوجة التي مللنا سماعها.
ومن بعد خطاب "نتنياهو" والذي سينشغل جهابذتنا من ساسة ومحللين وفقهاء في تحليله وتمحيصه وما بين القول بأن هناك تغير أو عدمه في المواقف الإسرائيلية من العملية السلمية،تستمر إسرائيل في ممارساتها وإجراءاتها على الأرض لخلق وقائع وحقائق جديدة وبما يستجيب لمشروع"نتنياهو" للسلام،السلام مقابل تحسين الشروط الاقتصادية للفلسطينيين،ووقف الاستيطان مقابل التطبيع مع العرب والمسلمين...الخ.
وستستمر مسألة المشاغلات السياسية والإبقاء على الحركة حية ،فمن بعد خطابي "أوباما ونتنياهو" ربما تكون هناك مبادرات ومؤتمرات جديدة وطبعاً كالعادة مؤتمر كامل الصلاحيات أو بدون صلاحيات،مؤتمر ملزم غير ملزم،أو اتفاق رف أو إعلان مبادئ وهكذا دواليك حتى لا يتبقى شيء يمكن التفاوض عليه أو ما يقيم الفلسطينيون دولتهم المستقلة عليه..
والعرب ومعهم الفلسطينيون ماذا يملكون للرد على المماطلات والاعتداءات الإسرائيلية؟،غير بضاعة فاسدة اسمها المبادرة العربية،والتي تركل من عام لأخر ومن قمة لأخرى،وفي كل مرة نعدلها ونحذف من بنودها،على أمل أن تجد لها طريقاً وقبولاً وتسويقاً عند الإسرائيليين،ولكن الإسرائيليين لا يشترون هذه البضاعة حتى بثمنها البخس،والعرب لا يملكون سوى الاستجداء والدعاء بأن يضغط "أوباما" على الإسرائيليين بأن يقبلوا هذه البضاعة وبالسعر والشكل الذي يريدونه.
والحالة العربية هذه المنهارة ومعها الفلسطينية المنقسمة على ذاتها ،ستقودنا إلى ما رددته"المطربة الكبيرة فيروز مع التحوير" يا داره دوري فينا حتى ننسى وتضيع أراضينا.
......نحن العرب والفلسطينيون ننتظر الفرج كما يقول المأثور الشعبي"يا طالب الدبس من قفا النمس"أو كمن يريد "حلب الثور"،الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش" دمر بغداد واغتصبها وشاركناه نشوة فرحة واغتصابه،ورقصنا وطبلنا له في الكثير من عواصمنا،حتى أصبح أطفالنا يتخيلون أن "بوش" واحد من الخلفاء الراشدين،وإمعانا في تحقيرنا وإذلالنا والاستخفاف بعقولنا،خرج ليقول لنا بأنه تلقى وعداً ربانياً بأن يعمل على إقامة دولة للفلسطينيين،هذا الوعد كان كالنعش الطائر يجري ترحيله من سنة لأخرى حتى نهاية ولايته الثانية والتي توجت بخطاب توراتي في الكنيست الإسرائيلية،شن فيه حملة تحريض شرسة ضد المقاومة الفلسطينية ووصف نضالها وكفاحها "بالإرهاب"،وأعلن أن وعده بتحقيق الدولة الفلسطينية لن يكون في عهده،وما أن جاء خلفه"أوباما" حتى قال لنا بأنه سيعمل على إقامة دولة فلسطينية خلال أربع سنوات،وأنه يبلور سياسة جديدة أمريكية في الشرق الأوسط وتحديداً تجاه العرب والمسلمين،ولذلك كانت أمتنا العربية من محيطها إلى خليجها تنتظر خطاب"أوباما "بفارغ الصبر وتروج له وتستقدم الخبراء والمحللين وتوظف كل ساستها وخبرائها وماكناتها الإعلامية خدمة لهذا الخطاب،حتى أنني صرت متشككاً بأن "أوباما" هو المخلص أو المسيح المنتظر،أو هو أحد سلالات الأنبياء والقديسين،وأنا أستمع للخطاب والذي كان لغة ومفردات جديدة لنص قديم يحاكي المشاعر والعواطف العربية،على اعتبار أننا شعب مغرق في العاطفية وقصران الذاكرة إن لم يكن فقدانها ،فما أن بدأ "أوباما" خطابه والذي أكثر فيه من الاستشهاد بالقران والحديث عن تسامح الدين الإسلامي ودس لنا السم في العسل،حتى بدأت تسمع صيحات السامعين والحاضرين للخطاب بأن "أوباما" هو المخلص والمنقذ وهو الوجه الحقيقي للديمقراطية الأمريكية واحترام القيم والمبادئ الإنسانية،حتى أن" أوباما نفسه خجل من نفسه ليقول لهذه العروبة المتهالكة بأن خطابه لا يحمل حلاً سحرياً لكل مشاكل أمتنا العربية،وكأن المسألة ليس لها علاقة بتقاسم وتوزيع الأدوار،فصاحب القيم والمبادئ الإنسانية،لم ينطق ولو بكلمة واحدة ،عندما كانت إسرائيل في عدوانها على غزة ترتكب الجرائم والمجازر وتستخدم كل أشكال وأنواع الأسلحة المحرمة دولياً،حتى في خطابه والذي ركز فيه على المحرقة واضطهاد اليهود والصواريخ التي تتساقط على أطفالهم في سديروت والنساء اللواتي يتفجرن في الحافلات،لم يتطرق إلى كل أشكال القمع والمعاناة الني يتعرض لها شعبنا جراء الاحتلال وممارساته القمعية،والتي تصل حد القتل والإبادة الجماعية.
ومن بعد حطاب "أوباما" صرنا ننتظر خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي"بنيامين نتنياهو"،وهل سيكون قديسا ونبياً منتظراً أخر،وربما ندعوه بأن يئم بالمسلمين في الأزهر،كما أمِ فينا من قبله الحاخام الأكبر "شمعون بيرس" في نيويورك،وهل أن التاريخ شهد في كل مراحله تحول الذئب إلى حمل وديع.
وكل الخبراء والمحللين ورجال الفكر والسياسة،يجمعون على أن"نتنياهو" في خطابه المنتظر،سيعلن أنه سيستمر في الاستيطان والبناء في مستوطنات المحيطة بالقدس والكتل الاستيطانية الكبرى مثل "غوش عتصيون ومعاليه أدوميم ومجمع أريئيل" بدون قيود،وباقي المستوطنات سيتم البناء والتوسع فيها لما يسمى بالزيادة الطبيعية،وربما يتعهد بإزالة المستوطنات العشوائية و"الكرفانات" الفارغة من السكان،وحتى يخفف من حدة الضغط الدولي والأمريكي عليه في قضية الاستيطان،نصحه كبير زنادقة السياسة الإسرائيلية ومسوق حكومتها اليمينية عالمياً وعربياً،أو ما اصطلح على تسميته"بحمامة السلام العربية"وحاخامها الأكبر،بالموافقة على دولة فلسطينية بحدود مؤقتة،وهذه الدولة بالحدود المؤقتة،بمثابة العظمة التي يلقي بها للعرب والفلسطينيين للتلهي بها،وبالمناسبة هذه الدولة بالحدود المؤقتة والتي لا تزيد 42% من مساحة الضفة الغربية،هي أقصى ما يمكن أن تقدمه أكثر ألوان الطيف السياسي الإسرائيلي من تنازلات"مؤلمة" من أجل السلام،وحينها يتم تناسي قضية الاستيطان،ويرون في موافقة "نتنياهو" انجاز عظيم،ومن الضروري عدم الضغط على"نتنياهو" أكثر من اللازم وضرورة تفهم طبيعة توليفتة الحكومية ...الخ من الأسطوانة المشروخة والممجوجة التي مللنا سماعها.
ومن بعد خطاب "نتنياهو" والذي سينشغل جهابذتنا من ساسة ومحللين وفقهاء في تحليله وتمحيصه وما بين القول بأن هناك تغير أو عدمه في المواقف الإسرائيلية من العملية السلمية،تستمر إسرائيل في ممارساتها وإجراءاتها على الأرض لخلق وقائع وحقائق جديدة وبما يستجيب لمشروع"نتنياهو" للسلام،السلام مقابل تحسين الشروط الاقتصادية للفلسطينيين،ووقف الاستيطان مقابل التطبيع مع العرب والمسلمين...الخ.
وستستمر مسألة المشاغلات السياسية والإبقاء على الحركة حية ،فمن بعد خطابي "أوباما ونتنياهو" ربما تكون هناك مبادرات ومؤتمرات جديدة وطبعاً كالعادة مؤتمر كامل الصلاحيات أو بدون صلاحيات،مؤتمر ملزم غير ملزم،أو اتفاق رف أو إعلان مبادئ وهكذا دواليك حتى لا يتبقى شيء يمكن التفاوض عليه أو ما يقيم الفلسطينيون دولتهم المستقلة عليه..
والعرب ومعهم الفلسطينيون ماذا يملكون للرد على المماطلات والاعتداءات الإسرائيلية؟،غير بضاعة فاسدة اسمها المبادرة العربية،والتي تركل من عام لأخر ومن قمة لأخرى،وفي كل مرة نعدلها ونحذف من بنودها،على أمل أن تجد لها طريقاً وقبولاً وتسويقاً عند الإسرائيليين،ولكن الإسرائيليين لا يشترون هذه البضاعة حتى بثمنها البخس،والعرب لا يملكون سوى الاستجداء والدعاء بأن يضغط "أوباما" على الإسرائيليين بأن يقبلوا هذه البضاعة وبالسعر والشكل الذي يريدونه.
والحالة العربية هذه المنهارة ومعها الفلسطينية المنقسمة على ذاتها ،ستقودنا إلى ما رددته"المطربة الكبيرة فيروز مع التحوير" يا داره دوري فينا حتى ننسى وتضيع أراضينا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق