هـيـثـم البـوسـعـيـدي
هل من السهولة تدمير الوحدة الوطنية في أي بلد؟ طبعا الجواب لا لأن تفكيك الروابط والعلاقات الاجتماعية في أي مجتمع ليس بالأمر البسيط، كما إن المجتمعات ليست بتلك الهشاشة بحيث تعصف بها الرياح ويعبث بها العابثون.
ولكن عندما تتراكم التصرفات الغير المسؤولة وتتكاثر التصريحات الطائشة الصادرة من مراكز القوى التابعة للدولة وتتزايد نماذج التطرف والتشدد ضد هذه الفئة أو تلك، ويحرم المواطن من حقوقه العقائدية والوطنية.
فإن أعواد الكبريت ستشتعل وتغزو السلوكيات المنحرفة مرافق الدولة وأركان المجتمع وتنشر أمراض كالطائفية والتعصب والتمييز في جسد الوطن، لتتحول المدارس والجامعات ووسائل الإعلام وبيوت الله ساحات لتأكيد هذه السلوكيات مما يؤدي إلى انعكاسات سلبية على مستقبل العلاقة بين الدولة وشرائح وفئات وطوائف المجتمع، ويتجه المجتمع أيا كان موقعه بصورة مباشرة بإتجاه خانة الضعف والتدهور والانكماش.
وتظهر مجموعة من الصور البغيضة مثل زيادة النعرات الطائفية وبروز أصوات التشكيك في الانتماء وحب الوطن، يرافق ذلك تمدد دوائر التشرذم والانقسامات وتكاثر حالات الخصام والنفور بين أفراد المجتمع على اختلاف درجاتهم ومستوياتهم، ويصاب المفكرين والعلماء والأدباء والقانونين والأعيان بداء الصمت وربما العقم الفكري، ويتغافل الجميع عن الأهم ألا وهو التعاون والتعاضد لأجل المساهمة في بناء دولة عصرية ومدنية قائمة على العدالة والمساواة والحرية والتنوع الفكري والثقافي والمذهبي، عندئذ تصبح الوحدة الوطنية خديعة يضحك بها الأباء على الأبناء، ونكتة يتشدق بها أهل الأعلام على المستمعين والمشاهدين.
ومن ناحية أخرى فإن السلطة الرسمية بكامل حراسها وجنودها وأجهزتها المختلفة تتخذ مواقف غريبة فإما تقف صامتة ومستفيدة مما يحدث من انقسام، وأما تارة تلوح بالتهديد والوعيد لمن يطالب بأدنى درجات التغيير والتجديد ولمن يسعى لكسر قيود القهر والعبودية ضد فئات وطوائف المجتمع وتخليص الناس من حالات الاحتقان، فمن سيعالج تلك المواقف الصعبة ومن بإستطاعته إيجاد حلول جذرية لتلك المشاكل بعدما تقاعست الدولة ودوائرها المغلقة عن إدارة الأزمات وأخذت تلعب دور المتفرج.
وفي نفس الوقت يتصدع المجتمع وتضعف بيئته الداخلية ولا تتمكن من صد الهجمات القادمة من كل جهة، وتصبح هشة غير قادرة على مواجهة العواصف الآتية من خارج حدود الوطن، ويجد العدو الخارجي المتربص بالبلد مهما كان لونه أو جنسه أو منبته أو أهدافه ضالته في مواطن الخلل ونقاط الضعف في المجتمع المبعثر والدولة الممزقة، ويكسب مزيد من العملاء ويشتري الكثير من الخونة، ويحيك المؤامرات بكل سهولة ويزرع بذور التناحر، ويرسل أوبئته المتعددة الأشكال والصور، ويركض جزء من المظلومين والمغيبين والمغفليين نحو المحرر والمخلص للإرتماء في عباءة الشيطان دون إدراك لهول ما هو قادم.
أخيرا فليفرح النظام وتعلو مصالح الطائفة أو العائلة أو المذهب أو الحزب فوق الوطن، ولتحصد ثمار الفرقة التي اجتهدت بمرور الزمان على تطبيقها وسعت بالتهميش والتغييب لإسكات كل أصوات العدالة والمساواة والحرية وضربت بعرض الحائط كل برامج الإصلاح وخطط والتغيير، ولينتهي شئ إسمه " الوحدة الوطنية" وتصبح في خبر كان بل في مهب الريح.
لنقول مرحبا للغزو والاحتلال الذي سوف يغرق سفينة الوطن ويرسل دولة الظلم إلى الجحيم ويورد المجتمع مواطن الهلاك ويهدم الحصون المزيفة ويحرق الحرث والنسل بنيران المآسي وكل ألوان العذاب، وحينها لن تضيع الوحدة الوطنية فقط ولكن سيضيع التاريخ والوطن والثوابت والمسلمات وتنقلب الحقائق ويولد جيل من البشر يحمل صفات الضياع والتشرد والتشتت.
هل من السهولة تدمير الوحدة الوطنية في أي بلد؟ طبعا الجواب لا لأن تفكيك الروابط والعلاقات الاجتماعية في أي مجتمع ليس بالأمر البسيط، كما إن المجتمعات ليست بتلك الهشاشة بحيث تعصف بها الرياح ويعبث بها العابثون.
ولكن عندما تتراكم التصرفات الغير المسؤولة وتتكاثر التصريحات الطائشة الصادرة من مراكز القوى التابعة للدولة وتتزايد نماذج التطرف والتشدد ضد هذه الفئة أو تلك، ويحرم المواطن من حقوقه العقائدية والوطنية.
فإن أعواد الكبريت ستشتعل وتغزو السلوكيات المنحرفة مرافق الدولة وأركان المجتمع وتنشر أمراض كالطائفية والتعصب والتمييز في جسد الوطن، لتتحول المدارس والجامعات ووسائل الإعلام وبيوت الله ساحات لتأكيد هذه السلوكيات مما يؤدي إلى انعكاسات سلبية على مستقبل العلاقة بين الدولة وشرائح وفئات وطوائف المجتمع، ويتجه المجتمع أيا كان موقعه بصورة مباشرة بإتجاه خانة الضعف والتدهور والانكماش.
وتظهر مجموعة من الصور البغيضة مثل زيادة النعرات الطائفية وبروز أصوات التشكيك في الانتماء وحب الوطن، يرافق ذلك تمدد دوائر التشرذم والانقسامات وتكاثر حالات الخصام والنفور بين أفراد المجتمع على اختلاف درجاتهم ومستوياتهم، ويصاب المفكرين والعلماء والأدباء والقانونين والأعيان بداء الصمت وربما العقم الفكري، ويتغافل الجميع عن الأهم ألا وهو التعاون والتعاضد لأجل المساهمة في بناء دولة عصرية ومدنية قائمة على العدالة والمساواة والحرية والتنوع الفكري والثقافي والمذهبي، عندئذ تصبح الوحدة الوطنية خديعة يضحك بها الأباء على الأبناء، ونكتة يتشدق بها أهل الأعلام على المستمعين والمشاهدين.
ومن ناحية أخرى فإن السلطة الرسمية بكامل حراسها وجنودها وأجهزتها المختلفة تتخذ مواقف غريبة فإما تقف صامتة ومستفيدة مما يحدث من انقسام، وأما تارة تلوح بالتهديد والوعيد لمن يطالب بأدنى درجات التغيير والتجديد ولمن يسعى لكسر قيود القهر والعبودية ضد فئات وطوائف المجتمع وتخليص الناس من حالات الاحتقان، فمن سيعالج تلك المواقف الصعبة ومن بإستطاعته إيجاد حلول جذرية لتلك المشاكل بعدما تقاعست الدولة ودوائرها المغلقة عن إدارة الأزمات وأخذت تلعب دور المتفرج.
وفي نفس الوقت يتصدع المجتمع وتضعف بيئته الداخلية ولا تتمكن من صد الهجمات القادمة من كل جهة، وتصبح هشة غير قادرة على مواجهة العواصف الآتية من خارج حدود الوطن، ويجد العدو الخارجي المتربص بالبلد مهما كان لونه أو جنسه أو منبته أو أهدافه ضالته في مواطن الخلل ونقاط الضعف في المجتمع المبعثر والدولة الممزقة، ويكسب مزيد من العملاء ويشتري الكثير من الخونة، ويحيك المؤامرات بكل سهولة ويزرع بذور التناحر، ويرسل أوبئته المتعددة الأشكال والصور، ويركض جزء من المظلومين والمغيبين والمغفليين نحو المحرر والمخلص للإرتماء في عباءة الشيطان دون إدراك لهول ما هو قادم.
أخيرا فليفرح النظام وتعلو مصالح الطائفة أو العائلة أو المذهب أو الحزب فوق الوطن، ولتحصد ثمار الفرقة التي اجتهدت بمرور الزمان على تطبيقها وسعت بالتهميش والتغييب لإسكات كل أصوات العدالة والمساواة والحرية وضربت بعرض الحائط كل برامج الإصلاح وخطط والتغيير، ولينتهي شئ إسمه " الوحدة الوطنية" وتصبح في خبر كان بل في مهب الريح.
لنقول مرحبا للغزو والاحتلال الذي سوف يغرق سفينة الوطن ويرسل دولة الظلم إلى الجحيم ويورد المجتمع مواطن الهلاك ويهدم الحصون المزيفة ويحرق الحرث والنسل بنيران المآسي وكل ألوان العذاب، وحينها لن تضيع الوحدة الوطنية فقط ولكن سيضيع التاريخ والوطن والثوابت والمسلمات وتنقلب الحقائق ويولد جيل من البشر يحمل صفات الضياع والتشرد والتشتت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق