مرشد ميعاري
شكرا يا مهدي سعد .. أنت ضمير المعروفيين الشرفاء
m.meaari@gmail.com
مقال مهدي سعد في "موقع بانياس" من الجولان السوري المحتل هو طرح عقلاني وجريء .. وكم نحن بحاجة الى هذا الصوت الانساني الوطني الواعي . قدم بجرأة نقدا ذاتيا كنت أحلم أن أسمعه منذ وقت طويل ...خاصة بعد أحداث المغار المأساوية ، ليس انتصارا للمسيحيين .. انما لأبناء الطائفة المعروفية المضللين .
لست كاتبا محترفا ، ولكن ما شاهدته في شفاعمرو أذهلني وأخافني ، وجعلني افكر من جديد بالتخلي عن هذا الوطن الذي أحبه ، والبحث عن حياة في مجتمع يخلو من البروغرومات ضد الأقليات الدينية أو الاثنية .
بصراحة : انا قرفان !!
المسيحيون لا مشكلة تواجههم في الاندماج بأي مجتمع اوروبي او أمريكي .. نفس الثقافة ونفس الحضارة ونفس العقلية الاجتماعية تقريبا . السؤال ماذا مع ابناء الطائفة الدرزية ؟ماذا مع المسلمين أيضا الذين لم يوفروا المسيحيين في الناصرة وطرعان وأماكن أخرى؟
انا مسلم .. ولكني لا أرى ان الدين يشكل المركب الاساسي في هويتي بل هو المركب الهام وليس على حساب قوميتي وانتمائي العروبي. من هنا رؤيتي ان كل هجوم على الأقليات الدينية ، المسيحية في حالتنا ، سيتبعه هجوم ليس أقل شراسة على أقليات دينية أخرى ، والدروز هم أقلية غير مقبولة على معظم المسلمين في العالم العربي ، تماما مثل الأقباط والبهائيين في مصر ، ومثل الأكراد في سوريا ، ومثل الشيعة في السعودية ، ومثل السنة في ايران ، ومثل الكراهية المستشرية بين سنة العراق وشيعته والأمازيغ والبربر في شمال أفريقيا ... فهل تريدون تعاملا شبيها بما تقومون به ضد المسيحيين ؟ هل سنسكت على مجزرة يرتكبها السنة مثلا ضد الدروز ؟ هذا وضع مطروح ويجب عدم تجاهله .. اذا أردتم ان تعاملوا حسب تصرفاتكم مع المسيحيين في فلسطين فانتم الخاسرون .. الخاسرون .
ما اريده اعادة الوعي بالانتماء العروبي .. تعلموا من تاريخ كمال جنبلاط الذي حمل السلاح دفاعا عن الشعب الفلسطيني وعروبة لبنان وضد الطائفية .. تعلموا من تاريخ سلطان الأطرش الذي رفض تسمية جبل الدروز الا بجبل العرب وثورته بثورة العرب رغم ان معظم محركاتها ومركباتها درزية .
هل تدفعون المسيحيين للتجند في جيش اسرائيل حتى يجدوا وسائل رد عنفكم عليهم ؟ لو كنت مسيحيا .. ربما افكر بعمق ان ارسل اولادي الى جيش الاحتلال .. حتى أمنع أي أعتداء في المستقبل ،واحافظ على كرامتي وأملاكي من أطراف فقدوا ما يربطهم بشعبهم وتاهوا في اسرائيليتهم المزيفة . اجل يجب وقف ظاهرة الهجوم على المسيحيين ولو بثمن الدم والنار .. ومن سيستفيد حسب ظنكم من القتل المتبادل والعنف الدموي ؟
فقط مصادري أرضكم ووطنكم ومشوهي شخصيتكم الوطنية !!
الويل اذا تسلح المسيحيون العرب في اسرائيل .. لا تدفعوا هذه الأقلية المتنورة الحضارية المسالمة لأخذ أمنها بيدها .
اسرائيل شوهتكم ... وشوهت حتى عقل المثقفين الدروز .. يكفي اننا لا نسمع صوتا يقول كفى .. ما ترتكبونه هو انتحار قومي وانساني وديني.
أين صوت من يدعو نفسه بشاعر العروبة السيد سميح القاسم ؟ عن أي عروبة وبطيخ يتحدث اذا كان حرق بيوت المسيحيين وسياراتهم ومحاولات قتلهم لم تحركه لا سابقا ولا لاحقا ... ليرفع صوته الواضح مدينا هولاكية ابناء طائفته ..؟ّ
أين سائر المثقفين وأصحاب الرأي المتزن ، ولا ينقص الطائفة المعروفية مثل اؤلئك .. أم أن الدم المسيحي مباح ؟
أيضا في الناصرة لم أسمع أصوات المسلمين ضد ما جرى ..
هل هذا مجتمع انساني أم حثالات همجية من عصر الحجر !!
لاليست طوشة عمومية !!
بل هجوم مدبر ومنظم على أحياء المسيحيين . هكذا وصفوه في المغار ولم يعاقب المجرمون .. وهذا ما سيتكرر في شفاعمرو ولن يعاقب المجرمون .. وهذا معناه الفلتان الأخلاقي والاجتماعي ،ودفع الدروز الى المزيد من الحضيض ، وخدمة أسوأ سياسة عنصرية في عصرنا . سياسة معادية للمسيحيين والمسلمين والدروز بنفس القدر !!
"العربوش" _ حسب تعبير وزير الأمن الداخلي ، ليس شرطا انه المسلم .. أو المسيحي العربي .. قد يكون البدوي من حرس الحدود ، او الدرزي من جيش الاحتلال الذي يقمع الشعب الفلسطيني ويحمي المستوطنين وينكل بالفلسطينيين .
لم نسمع ان مسيحي واحد قام بهجوم على حي درزي وحرق سيارة ... بل دافع عن بيته وحيه وأهله .. أجل هذا حقه . انتم مسلحون من اسرائيل وهم عزل بدون سلاح .
تسميتها طوشة عمومية ، هو عار علينا .. ولن يستفيد من هذه التسمية الا حكومة العدوان والحرب ، وهو حماية وتشجيع لأبنائها المدللين ليواصلوا تفسيخ شعبهم بغبائهم ، وعندما يحين الوقت ليدفعوا الثمن سيفتقدون ابناء شعبهم من المسيحيين والمسلمين .. انه انتحار زاحف .. ولا تفسير آخر له .
يا بني معروف : لا تنتحروا .. ما ترتكبوه جريمة وليس بطولة . جريمة بحق أنفسكم أولا !!
نريدكم قوة الى جانب شعبكم . أراضيكم صودرت وتصادر ضد مصلحة تطوركم . مستوى الخدمات في بلداتكم متخلف عن المستوى العربي العام . مستوى التعليم أدنى منه في سائر المدارس العربية ، هويتكم القومية تشوه ويصنعون منكم جيلا مهجنا لمن شردوا شعبكم وصادروا أرضكم وأرسلوا أبناءكم للموت في حرب ليست لكم .. ولم تكسبوا الا المساواة في المقابر العسكرية .
لست حاقدا .. ولكني أشعر بالكآبة على ضياع ابناء سلطان الأطرش وكمال جنبلاط ، دون أن نسمع صوتا قويا مجلجلا .. ليس قصيدة عصماء فقط .. وليس كلمات تطن وتختفي بالفضاء المفتوح .. وليس ادعاءات جوفاء وكلمات ذليلة وبوس لحى .. بل موقفا واضحا نقديا مدويا .. وضع مهدي سعد اولى حروفه .. غيرة على ابناء طائفته أولا !!
شكرا يا مهدي سعد .. أنت ضمير المعروفيين الشرفاء
m.meaari@gmail.com
مقال مهدي سعد في "موقع بانياس" من الجولان السوري المحتل هو طرح عقلاني وجريء .. وكم نحن بحاجة الى هذا الصوت الانساني الوطني الواعي . قدم بجرأة نقدا ذاتيا كنت أحلم أن أسمعه منذ وقت طويل ...خاصة بعد أحداث المغار المأساوية ، ليس انتصارا للمسيحيين .. انما لأبناء الطائفة المعروفية المضللين .
لست كاتبا محترفا ، ولكن ما شاهدته في شفاعمرو أذهلني وأخافني ، وجعلني افكر من جديد بالتخلي عن هذا الوطن الذي أحبه ، والبحث عن حياة في مجتمع يخلو من البروغرومات ضد الأقليات الدينية أو الاثنية .
بصراحة : انا قرفان !!
المسيحيون لا مشكلة تواجههم في الاندماج بأي مجتمع اوروبي او أمريكي .. نفس الثقافة ونفس الحضارة ونفس العقلية الاجتماعية تقريبا . السؤال ماذا مع ابناء الطائفة الدرزية ؟ماذا مع المسلمين أيضا الذين لم يوفروا المسيحيين في الناصرة وطرعان وأماكن أخرى؟
انا مسلم .. ولكني لا أرى ان الدين يشكل المركب الاساسي في هويتي بل هو المركب الهام وليس على حساب قوميتي وانتمائي العروبي. من هنا رؤيتي ان كل هجوم على الأقليات الدينية ، المسيحية في حالتنا ، سيتبعه هجوم ليس أقل شراسة على أقليات دينية أخرى ، والدروز هم أقلية غير مقبولة على معظم المسلمين في العالم العربي ، تماما مثل الأقباط والبهائيين في مصر ، ومثل الأكراد في سوريا ، ومثل الشيعة في السعودية ، ومثل السنة في ايران ، ومثل الكراهية المستشرية بين سنة العراق وشيعته والأمازيغ والبربر في شمال أفريقيا ... فهل تريدون تعاملا شبيها بما تقومون به ضد المسيحيين ؟ هل سنسكت على مجزرة يرتكبها السنة مثلا ضد الدروز ؟ هذا وضع مطروح ويجب عدم تجاهله .. اذا أردتم ان تعاملوا حسب تصرفاتكم مع المسيحيين في فلسطين فانتم الخاسرون .. الخاسرون .
ما اريده اعادة الوعي بالانتماء العروبي .. تعلموا من تاريخ كمال جنبلاط الذي حمل السلاح دفاعا عن الشعب الفلسطيني وعروبة لبنان وضد الطائفية .. تعلموا من تاريخ سلطان الأطرش الذي رفض تسمية جبل الدروز الا بجبل العرب وثورته بثورة العرب رغم ان معظم محركاتها ومركباتها درزية .
هل تدفعون المسيحيين للتجند في جيش اسرائيل حتى يجدوا وسائل رد عنفكم عليهم ؟ لو كنت مسيحيا .. ربما افكر بعمق ان ارسل اولادي الى جيش الاحتلال .. حتى أمنع أي أعتداء في المستقبل ،واحافظ على كرامتي وأملاكي من أطراف فقدوا ما يربطهم بشعبهم وتاهوا في اسرائيليتهم المزيفة . اجل يجب وقف ظاهرة الهجوم على المسيحيين ولو بثمن الدم والنار .. ومن سيستفيد حسب ظنكم من القتل المتبادل والعنف الدموي ؟
فقط مصادري أرضكم ووطنكم ومشوهي شخصيتكم الوطنية !!
الويل اذا تسلح المسيحيون العرب في اسرائيل .. لا تدفعوا هذه الأقلية المتنورة الحضارية المسالمة لأخذ أمنها بيدها .
اسرائيل شوهتكم ... وشوهت حتى عقل المثقفين الدروز .. يكفي اننا لا نسمع صوتا يقول كفى .. ما ترتكبونه هو انتحار قومي وانساني وديني.
أين صوت من يدعو نفسه بشاعر العروبة السيد سميح القاسم ؟ عن أي عروبة وبطيخ يتحدث اذا كان حرق بيوت المسيحيين وسياراتهم ومحاولات قتلهم لم تحركه لا سابقا ولا لاحقا ... ليرفع صوته الواضح مدينا هولاكية ابناء طائفته ..؟ّ
أين سائر المثقفين وأصحاب الرأي المتزن ، ولا ينقص الطائفة المعروفية مثل اؤلئك .. أم أن الدم المسيحي مباح ؟
أيضا في الناصرة لم أسمع أصوات المسلمين ضد ما جرى ..
هل هذا مجتمع انساني أم حثالات همجية من عصر الحجر !!
لاليست طوشة عمومية !!
بل هجوم مدبر ومنظم على أحياء المسيحيين . هكذا وصفوه في المغار ولم يعاقب المجرمون .. وهذا ما سيتكرر في شفاعمرو ولن يعاقب المجرمون .. وهذا معناه الفلتان الأخلاقي والاجتماعي ،ودفع الدروز الى المزيد من الحضيض ، وخدمة أسوأ سياسة عنصرية في عصرنا . سياسة معادية للمسيحيين والمسلمين والدروز بنفس القدر !!
"العربوش" _ حسب تعبير وزير الأمن الداخلي ، ليس شرطا انه المسلم .. أو المسيحي العربي .. قد يكون البدوي من حرس الحدود ، او الدرزي من جيش الاحتلال الذي يقمع الشعب الفلسطيني ويحمي المستوطنين وينكل بالفلسطينيين .
لم نسمع ان مسيحي واحد قام بهجوم على حي درزي وحرق سيارة ... بل دافع عن بيته وحيه وأهله .. أجل هذا حقه . انتم مسلحون من اسرائيل وهم عزل بدون سلاح .
تسميتها طوشة عمومية ، هو عار علينا .. ولن يستفيد من هذه التسمية الا حكومة العدوان والحرب ، وهو حماية وتشجيع لأبنائها المدللين ليواصلوا تفسيخ شعبهم بغبائهم ، وعندما يحين الوقت ليدفعوا الثمن سيفتقدون ابناء شعبهم من المسيحيين والمسلمين .. انه انتحار زاحف .. ولا تفسير آخر له .
يا بني معروف : لا تنتحروا .. ما ترتكبوه جريمة وليس بطولة . جريمة بحق أنفسكم أولا !!
نريدكم قوة الى جانب شعبكم . أراضيكم صودرت وتصادر ضد مصلحة تطوركم . مستوى الخدمات في بلداتكم متخلف عن المستوى العربي العام . مستوى التعليم أدنى منه في سائر المدارس العربية ، هويتكم القومية تشوه ويصنعون منكم جيلا مهجنا لمن شردوا شعبكم وصادروا أرضكم وأرسلوا أبناءكم للموت في حرب ليست لكم .. ولم تكسبوا الا المساواة في المقابر العسكرية .
لست حاقدا .. ولكني أشعر بالكآبة على ضياع ابناء سلطان الأطرش وكمال جنبلاط ، دون أن نسمع صوتا قويا مجلجلا .. ليس قصيدة عصماء فقط .. وليس كلمات تطن وتختفي بالفضاء المفتوح .. وليس ادعاءات جوفاء وكلمات ذليلة وبوس لحى .. بل موقفا واضحا نقديا مدويا .. وضع مهدي سعد اولى حروفه .. غيرة على ابناء طائفته أولا !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق