سامح عوده
احمل سلاحك واقتلني..
منذ الأول من هذا الشهر تصدرت مدينة قلقيلية أجندة الأخبار، فكانت مسرحاً للأحداث، وذلك من خلال قيام قوات الأمن الفلسطينية بملاحقة مجموعتين لحماس في المدينة، العملية الأولى أسفرت عن استشهاد ثلاثة من قوى الأمن الفلسطينية، ومقتل ثلاثة من حماس، وفي العملية الثانية استشهد عنصر من جهاز الأمن الوقائي وقتل اثنين من حماس، وعثر على الثالث بين القتلى حيث سارعت قوى الأمن بنقله لتلقي العلاج في أحد مشافي المدينة، وقبل أن نخوض في التحليل أعلمُ علم اليقين بأننا الخاسرون لان الدم الفلسطيني الذي يسفكُ هدراً لن يكون إلا وبالاً علينا، وذكرى مؤلمة سيسجلها التاريخُ عبرَ صفحاته .
خلال العملية الثانية وبالتحديد في الرابع من هذا الشهر وبعد عملية تفتيش روتينيه، اكتشف جهاز الأمن الوقائي سرداباً تحت أحد المنازل، وشاهد عناصر الجهاز المجموعة داخل السرداب، عنصر الجهاز كان بإمكانه أن يقتل الثلاثة المختبئين في السرداب، لكنه تراجع عن قراره قائلاً لزملائه " أنا لن أقتل " وقبل أن ينهي جملته فاجأته رصاصات غادرة أدت إلى استشهاده على الفور، ومع ذلك كان بإمكان قوى الأمن الفلسطيني أن تجهز عليهم خلال أقل من ربع ساعة، إلا أنها انتظرت ساعات علَّ محاولتها جلب أهالي المطلوبين لإقناعهم بتسليم أنفسهم قد تكون ذات جدوى، وحاولت قوى الأمن الحديث مع رئيس البلدية وهو أحد كوادر حماس ثلاث مرات، إلا انه اعتذر، ولا أجدُ مبرراً لاعتذاره إلا رغبته في أن تطلَ الفتنة برؤوسها من جحورها.
ما أذهلني أكثر؛ أنني تلقيتُ عدة اتصالات هاتفية من قطاع غزة تباركُ إنجاز قوات الأمن الفلسطيني، مع علمي المسبق أن معظمهم من الكتاب والصحفيين غير المنتمين لحركة فتح، دفعني الفضول لأسأل أحدهم، عن سبب تغير موقفه ؟ فأجاب لو كنتَ تعيشُ في غزة ساعة واحدة لأدركت الحسرة التي تعتصرنا، ولولا الخوف على حياته لوضعت اسمه هنا، لكنني لا أجرؤ حتى وضع حرف من اسمه حتى لا يكتشفَ أمره، فيذهب في خبر كانَ ..!!
بعد عدة شهور من توقف حرب الابادة على قطاع غزة أدركت حماس أن الشعارات التي كانت تنادي بها خلال الحرب باتت على المحك، فالبيوت مدمرة، والناس مازالوا في حصار، والفساد، وسرقة التموين، والملايين، قد انتشرت، فحاولت أن تنقل المعركة إلى الضفة، وذلك من خلال تحريك بعض المجموعات هنا وهناك، وقد كان ذلك واضحاً من خلال تصريحات رأس الفتنة يونس الاسطل، الذي وعد بمفاجآت في الضفة، كنتُ أظن تلك المفاجآت ستكون ضرب إحدى المستوطنات، لكننا فوجئنا بان تلك المفاجآت في مدينة قلقيلية، المدينة الجميلة، الوادعة، مذهل هذا التفكير الشيطاني ..!! فكيفَ يكون هذا ؟! وقلقيلية مدينة صغيرة جداً عدد سكانها خمسة وأربعون ألف نسمة، وهي مطوقة بجدار فصل عنصري من الأربع جهات يبلغ ارتفاعه ستة أمتار، ولو فرضنا جدلاً أنها أفلحت في خلق القلاقل في قلقيلية، فسيكون البديل دخول الدبابات الإسرائيلية إليها واحتلالها في لحظات، وهنا لستُ ممن يهولون المشهد لكن أهلُ مكة أدرى بشعابها، وعندما خرج الاحتلال من غزة كان يتنبأ من خلال أجهزة استخباراته كيف سيكون وضعُ غزة بعد سنوات .
انتهت أيام عصيبة عاشها الأهل في المدينة، ودعونا الله ألا يحدثُ ذلك، إلا أن أمراء الحربِ في غزة، ورؤوس فتنتها لا يريدون أن يواجه المحتل بوحدة صف وعقلانية في إدارة المعركة التي فتحتها حكومة اليمين المتطرف علينا في كل الاتجاهات، ظن الافاكون، أن بالوعتهم، - فضائية الأقصى – والتي تبثُ الأكاذيب والسموم، أنهم سوف يفلحون في زعزعة الأمن عبر تجنيد مجموعة هنا، وأخرى هناك، لخلق قلاقل يغرق أبناء شعبنا فيها، فلم يفلحوا، لقد كان الرد أقسى مما يتصورون، فرد كيدهم إلى نحورهم.
إننا نأسف لما حدث في قلقيلية، وكنا نتمنى أن يوجه السلاح الذي تخزنه حماس إلى صدور جنود الاحتلال، فالحاجز العسكري ليس ببعيد كما أن المستوطنات قريبة، إلا أن الرياح جرت بما لا تشتهي السفنُ، وهنا سأوجه همسة عتب إلى قادة القوى الأمنية في المحافظة، هناك الكثير مما لم يقل بعد، وأعني حتى لا يبقى يلبس أولئك عباءة العفة، والطهارة، كلي أمل أن يعرف الجمهور المستور، والذي يحاولُ الافاكون إخفاؤه، خيرٌ أن يكشفَ اليوم قبل الغد، حتى تتضح للجميع معالم الطريق .
احمل سلاحك واقتلني..
منذ الأول من هذا الشهر تصدرت مدينة قلقيلية أجندة الأخبار، فكانت مسرحاً للأحداث، وذلك من خلال قيام قوات الأمن الفلسطينية بملاحقة مجموعتين لحماس في المدينة، العملية الأولى أسفرت عن استشهاد ثلاثة من قوى الأمن الفلسطينية، ومقتل ثلاثة من حماس، وفي العملية الثانية استشهد عنصر من جهاز الأمن الوقائي وقتل اثنين من حماس، وعثر على الثالث بين القتلى حيث سارعت قوى الأمن بنقله لتلقي العلاج في أحد مشافي المدينة، وقبل أن نخوض في التحليل أعلمُ علم اليقين بأننا الخاسرون لان الدم الفلسطيني الذي يسفكُ هدراً لن يكون إلا وبالاً علينا، وذكرى مؤلمة سيسجلها التاريخُ عبرَ صفحاته .
خلال العملية الثانية وبالتحديد في الرابع من هذا الشهر وبعد عملية تفتيش روتينيه، اكتشف جهاز الأمن الوقائي سرداباً تحت أحد المنازل، وشاهد عناصر الجهاز المجموعة داخل السرداب، عنصر الجهاز كان بإمكانه أن يقتل الثلاثة المختبئين في السرداب، لكنه تراجع عن قراره قائلاً لزملائه " أنا لن أقتل " وقبل أن ينهي جملته فاجأته رصاصات غادرة أدت إلى استشهاده على الفور، ومع ذلك كان بإمكان قوى الأمن الفلسطيني أن تجهز عليهم خلال أقل من ربع ساعة، إلا أنها انتظرت ساعات علَّ محاولتها جلب أهالي المطلوبين لإقناعهم بتسليم أنفسهم قد تكون ذات جدوى، وحاولت قوى الأمن الحديث مع رئيس البلدية وهو أحد كوادر حماس ثلاث مرات، إلا انه اعتذر، ولا أجدُ مبرراً لاعتذاره إلا رغبته في أن تطلَ الفتنة برؤوسها من جحورها.
ما أذهلني أكثر؛ أنني تلقيتُ عدة اتصالات هاتفية من قطاع غزة تباركُ إنجاز قوات الأمن الفلسطيني، مع علمي المسبق أن معظمهم من الكتاب والصحفيين غير المنتمين لحركة فتح، دفعني الفضول لأسأل أحدهم، عن سبب تغير موقفه ؟ فأجاب لو كنتَ تعيشُ في غزة ساعة واحدة لأدركت الحسرة التي تعتصرنا، ولولا الخوف على حياته لوضعت اسمه هنا، لكنني لا أجرؤ حتى وضع حرف من اسمه حتى لا يكتشفَ أمره، فيذهب في خبر كانَ ..!!
بعد عدة شهور من توقف حرب الابادة على قطاع غزة أدركت حماس أن الشعارات التي كانت تنادي بها خلال الحرب باتت على المحك، فالبيوت مدمرة، والناس مازالوا في حصار، والفساد، وسرقة التموين، والملايين، قد انتشرت، فحاولت أن تنقل المعركة إلى الضفة، وذلك من خلال تحريك بعض المجموعات هنا وهناك، وقد كان ذلك واضحاً من خلال تصريحات رأس الفتنة يونس الاسطل، الذي وعد بمفاجآت في الضفة، كنتُ أظن تلك المفاجآت ستكون ضرب إحدى المستوطنات، لكننا فوجئنا بان تلك المفاجآت في مدينة قلقيلية، المدينة الجميلة، الوادعة، مذهل هذا التفكير الشيطاني ..!! فكيفَ يكون هذا ؟! وقلقيلية مدينة صغيرة جداً عدد سكانها خمسة وأربعون ألف نسمة، وهي مطوقة بجدار فصل عنصري من الأربع جهات يبلغ ارتفاعه ستة أمتار، ولو فرضنا جدلاً أنها أفلحت في خلق القلاقل في قلقيلية، فسيكون البديل دخول الدبابات الإسرائيلية إليها واحتلالها في لحظات، وهنا لستُ ممن يهولون المشهد لكن أهلُ مكة أدرى بشعابها، وعندما خرج الاحتلال من غزة كان يتنبأ من خلال أجهزة استخباراته كيف سيكون وضعُ غزة بعد سنوات .
انتهت أيام عصيبة عاشها الأهل في المدينة، ودعونا الله ألا يحدثُ ذلك، إلا أن أمراء الحربِ في غزة، ورؤوس فتنتها لا يريدون أن يواجه المحتل بوحدة صف وعقلانية في إدارة المعركة التي فتحتها حكومة اليمين المتطرف علينا في كل الاتجاهات، ظن الافاكون، أن بالوعتهم، - فضائية الأقصى – والتي تبثُ الأكاذيب والسموم، أنهم سوف يفلحون في زعزعة الأمن عبر تجنيد مجموعة هنا، وأخرى هناك، لخلق قلاقل يغرق أبناء شعبنا فيها، فلم يفلحوا، لقد كان الرد أقسى مما يتصورون، فرد كيدهم إلى نحورهم.
إننا نأسف لما حدث في قلقيلية، وكنا نتمنى أن يوجه السلاح الذي تخزنه حماس إلى صدور جنود الاحتلال، فالحاجز العسكري ليس ببعيد كما أن المستوطنات قريبة، إلا أن الرياح جرت بما لا تشتهي السفنُ، وهنا سأوجه همسة عتب إلى قادة القوى الأمنية في المحافظة، هناك الكثير مما لم يقل بعد، وأعني حتى لا يبقى يلبس أولئك عباءة العفة، والطهارة، كلي أمل أن يعرف الجمهور المستور، والذي يحاولُ الافاكون إخفاؤه، خيرٌ أن يكشفَ اليوم قبل الغد، حتى تتضح للجميع معالم الطريق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق