خضر خلف
اكتب و أنا ابكي وكلي حسرة وألم وأنا أسمع دوي الرصاص بين أبناء الشعب الواحد ,
خلافات ومؤامرات وتعليقات كل هذا من اجل إبعاد أبناء الشعب الواحد عن الهدف، نعم لقد استطاعوا وتمكنوا من إشعال الفتنة والاقتتال بين الأهل والإخوة , كل هذا من اجل إبعاد مدى اهتمام المواطن العربي والإسلامي وتفاعله مع فلسطين وقضيتها , بكل سهولة أشعلت نار الفتنة وأصبحنا مقسمين إلى فتح وحماس وجهاد وشعبية وديمقراطية ومبادرة وغيرها من التسميات تجمعنا كلمة التوحيد لا اله إلا الله محمد رسول الله , لا خلاف على هذه التسميات وكل الاحترام والتقدير والإجلال والإكبار للجميع ما دام الهدف واحد.
ولكن وللأسف الشديد إن ما هو حاصل على الساحة الفلسطينية , مناخ لطيف يمكن إسرائيل أن تحقق أحلامها وطموحاتها بكل ارتياح وهدوء من خلال استغلالها لوضعنا وواقعنا الذي وصلنا إليه .
مخططات ومؤامرات سياسية تم فرضها على الأمة العربية والإسلامية في العراق وأفغانستان وباكستان والسودان والصومال , وكانت بدايتها هذا فريق سني وآخر شيعي , وتم حشد كل منهما على الآخر.
واليوم وصل الأمر إلى فلسطين وأهلها , وحصل تجاهل حرمة دم المسلم وعدم الاقتتال .
ومن هذا المنطلق أريد أن اذكر بهذا السؤال هل تبرئ هذه الظروف الحاصلة ذمة قادة الأنظمة العربية من هذا الاقتتال بين مسلم ومسلم ؟ وكذلك باقي قادة التنظيمات الفلسطينية الذين يقفون وقفة المتفرج مبتعدين عن التدخل من اجل وأد الفتنة وبتحمل مسئوليتهم الوطنية و الشرعية في وأد هذه الفتنة السياسية, والتقريب بين الطرفين لاحتواء الأزمة , ومن اجل الوصول إلى ذلك يجب عدم تحميل المسؤولية لأي طرف حتى نستطيع لم الشمل والوحدة الوطنية, وان لا نجتهد في تحميل التهمة لهذا أو ذاك .
وكذلك أتوجه إلى فضائية الجزيرة بان لا تعمل على استضافة وجمع الإطراف عبر شاشتها بعد كل حدت لان هذا يقود إلى سجال ونقاشات يقود إلى تعميق الشرخ وصب الزيت على النار ولن يكون كفيل بوأد الفتنة , وان تساعد فلسطين وأهلها في إخماد شرارة قد اشتعلت بالفعل لكي لا تتحول إلى نار تحرق فلسطين وأهلها وضياع قضيتها , يجب وأد هذه الفتنة بعيداً عن الإعلام وبحكمة وبتوجه منطلقا من القلب و العقل بدلاً من النزعة السياسية والحزبية .
وللإخوة المناضلين والمجاهدين في فلسطين إن تاريخكم النضالي المشرف يدعوكم إلى العودة للحمة والوحدة الوطنية , ومن هذا المنطلق أذكركم يشرع الله وسنة نبيه ورسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم واقتبس إليكم ما أكده وقاله المفتي : الشيخ جاد الحق على جاد الحق رحمه الله , عسى أن استطيع من خلال مقالي هذا أن أشارك في وأد هذه الفتنة وإخماد هذه الشرارة قبل اتساعها وان تعود الأمور إلى الاستقرار بدل الاحتقان
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فيقول الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر السابق-رحمه الله-في كتابه "بيان للناس" ردا على سؤال مماثل:
إن الحرب الإسلامية التي تُعَدُّ جهادًا في سبيل الله، والتي مِن أحكامها أن الشهداء لا يُغَسَّلون ولا يُصلَّى عليهم، وهم أحياء عند ربهم يُرزقون ـ هي الحرب بين المسلمين والكفَّار التي يأذن فيها الإمام، وبدون ذلك لا تكونُ جهادًا في سبيل الله، وما بين المسلمين يدخل تحت الحديث "إذا الْتَقَى المسلمانِ بسَيْفَيهمَا فالقاتلُ والمقتولُ في النارِ". (رواه البخاري ومسلم) .
والواجب على الأمة الإسلامية التدخُّلُ للصُّلْح بمُقتضى قوله تعالى: ﴿ وإنْ طائفتانِ مِنَ المؤمنينَ اقْتَتَلُوا فأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فإنْ بَغَتْ إحْدَاهُمَا على الأُخرَى فقَاتِلُوا التي تَبْغِي حتَّى تَفِيءَ إلَى أمْرِ اللهِ فإنْ فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بيْنهمَا بالعدْلِ وأَقْسِطُوا إنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقسطينَ. إنَّمَا المُؤمنونَ إِخْوَةٌ فأَصْلِحُوا بين أَخَوَيْكُمْ واتَّقُوا اللهَ لعلَّكمْ تُرْحَمُونَ ﴾
فالله ـ سبحانه وتعالى ـ يأمر بالتدخُّل للصُّلْح، وبتحرِّي العدْل في الحُكم بين المُتخاصمينَ، ويَستحثُّهم على ذلك بأنهم إخوةٌ، ولا ينبغي الوقوف موقف المُتفرِّج أو الشامت والمعاركُ تَطحنُ المُتخاصمينَ، فذلك جمود في العاطفة وضعف في الإيمان، ومَن لا رحمةَ عنده فالله لا يَرْحمه (واتَّقُوا اللهَ لعلَّكمْ تُرْحَمُونَ) والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "انْصُرْ أخاكَ ظالِمًا أو مَظلُومًا" قالوا: يا رسول الله، كيف ننصره ظالمًا؟ قال: "تَحْجِزُه عن ظُلْمِه فإنَّ ذلك نَصْرُهُ". (رواه البخاري).
هذا، والواجب في قَتْلَى هذه المعارك مُعاملتُهم كبقية الموتَى، مِن وُجوب غُسْلهم والصلاة عليهم، وإذا كانوا مُتطوِّعين في هذه الحروب فهم آثِمونَ، فإنْ كانوا مُكرَهينَ فالإثْم إثْمُ مَن أكرَههم. هذا حُكم الحرب العدوانية، أمَّا إذا كانت الحرب ردًّا للعدوان فهي حرب مشروعة مِن باب الدفاع عن النفس والمال والعِرْض، وقد سبق فيها حديث: " مَن قُتِلَ دونَ ماله فهو شهيد..." إلاّ إن حكم هؤلاء الشهداء أُخرويٌّ؛ بمعنى أنه يُكرمون عند الله بما يُكرم به شهداء الجهاد في سبيل الله، أما مُعاملتم في الدنيا فهي كمُعاملة غيرهم مِن المَوْتَى يُغسَّلون ويُصلَّى عليهم.
والله أعلم .
الخميس، يونيو 04، 2009
هل مشهد الاقتتال هو من بوادر تحرير فلسطين؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق