فتحي بالحاج
ليس للعرب مشكلة لا ثقافية ولا دينية ولا حضارية مع "الغرب" ولا مع المجتمعات الأخرى. إن المشكلة الأساسية معه هي مشكلة سياسية بالدرجة الأولى، أي أن يكف على التدخل في شؤوننا والتحكم في مصيرنا، ويفرض علينا شروطه السياسية والاقتصادية. إننا لسنا في مشكلة مع القيم الغربية ولا مع القيم الانسانية العالمية. فليس من الصعوبة بمكان التفريق بين القيم الأوروبية والأمريكية والتي هي نابعة من داخل البيئة الثقافية الأوروبية وتعبر عن أرضية ثقافية في زمان محدد ومكان محدد قد نختلف مع بعضها ولكن لا نملك إلاّ أن نحترمها. وبين القيم والمعارف الانسانية التي يجب الأخذ بها وهي قيم الحرية والديمقراطية وهي قيم إنسانية، إنها ليست صناعة غربية كما يحاول ترويجها منظري الاستبداد، وغلاة الفهم السطحي للدين. إنها مرتبطة بالطبيعة الانسانية، وضرورة الاجتماع البشري، إنها التعبير عن قوانين التطور الاجتماعي، التي تخضع لها كل المجتمعات البشرية، وليست خاصية غربية أو بمجتمع بعينه دون أخر. إذ لا حيلة لنا في احترام هذه القوانين والتمسك بهذه القيم الحرية والديمقراطية إذا أردنا التقدم والتطور. إن الحرية هو قانون تطور الانسان (أي انسان)، أما الاستبداد هو الذي يعيقه، ويسلب الانسان انسانيته. إنها قاعدة شاملة لأي انسان مهما كان المجتمع الذي ينتمي إليه.
إن عقود الاستبداد التي طالت في الوطن العربي هي سبب التخلف. إن بعض الجماعات الاسلامية المتطرفة، التي تبرر رفضها للديمقراطية باسم الدين وبعض الأنظمة العربية التي تبرر استبدادها وقمعها وكبتها لكل رأي مخالف باسم الخصوصية، لا تفعل سوى النفخ في بوق التخلف، والانحطاط العربي. أننا نعلم أن هذا الاستبداد الذي سلط علينا ماضيا وحاضرا هو سلوك مناقض لطبيعتنا البشرية. فنحن مثل كل الأمم ساهمنا في هذه الحضارة الانسانية و" نحن إن نأخذ من هذه الحضارة فإنه ليس تطفلا بل ساهمنا في هذه البناء الحضاري الانساني. "إننا حملنا بذور المعرفة عما سبقونا، ونميناها ثم نقلتها أوروبا عنا، تلقوها الأوروبيون فنموها فإذا بها مرة أخرى متطورة مصقولة مبوبة أغنى في المضمون، وأتقن في الصنعة، نحن إذن لا ننهل من مورد للمعرفة متطفلين عليه، بل نحن مثل كل الأمم التي أسهمت في التقدم الحضاري، شركاء في التراث الانساني ومن حقنا أن نستفيد منه." لذلك لا نعتبر أن كل ما يأتي من الغرب الولايات المتحدة هو الشر كله كما حاول ويحاول البعض تصويره. ففي وطننا العربي وجه آخر للمحافظين الجدد هي جماعات التطرف الديني التي تعتبر أن الصراع الذي يدور فوق الأرض العربية هو صراع بين مسلمين وغير مسلمين وأن الصراع مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها هو صراع ضد اليهود والنصاري. ويعتبرون الغرب كتلة واحدة على أساس أنه كله محور الشر والالحاد. ففي هذه المجتمعات، جمعيات أهلية وجمعيات حقوقية وقانونية مستقلة تقف إلى جانبنا وتنتصر لقضايانا وتفضح النهج التخريبي التدميري الذي تلعبه حكوماتهم في الوطن العربي. وهي إذ تقف جانبنا فإنها تقف إلى جانب الحق والعدل. وعلينا كعرب أن نثمن هذا الدور الريادي في التحرك وتوظيفه في مواجهة قوى الهيمنة.
(3) مما لاشك فيه أن مسار الصراع الدائر في الوطن العربي بين قوى التحرير وبين قوى الهيمنة ستكون منعرجا حاسما في المواجهة بين قوى الخير والحرية والعدالة وبين قوى الشر والظلم والاستعباد. فنتائجها ستكون حاسمة ليس بالنسبة للعرب فقط ولكن بالنسبة للانسانية قاطبة . إن هذا الصراع الدائر في أوجهه المتعددة الآن في الوطن العربي العزيز يدور بين رغبة استعمارية في تتويج سيطرتها على العالم، وتقرير مصير الانسانية، وبين شعوب طال ليل استعمارها ترنو إلى الاستقلال والحرية والوحدة. الوطن العربي كان ولازال الحجرة التي تعجز أمامها كل قوى الهيمنة والتسلط. يقف إلى جانبها قوى الخير والسلام في هذه الدول فعلى أبواب هذا الوطن الصامد انهارت الجيوش الغازية والمعتدية، ووجدنا المساعدة من القوى التقدمية في هذه الشعوب ( الجزائر، فلسطين..). لئن تمكنت قوى الغزو من اقتحام الحصون فقد ذاقت ألوانا عديدة من ويلات الجحيم الذي وضعت فيه نفسها ولم تجد بعد المعاناة إلا الفرار. إن هذه المعاركة بقدر ماهي مرتبطة بالميدان وبالمقارعات اليومية فان كسب الرأي العام العالمي والانساني يلعب دورا اساسيا في تهيئة أسباب النصر النهائي، فكسب هذه المعركة يساعد فرسان الحرية على تحقيق النصر المطلوب بأقل الخسائر، وكسب المعركة باقل تكلفة. ذلك أن كسب الرأي العام العالمي والانساني يكون بتوضيح عدالة قضيتنا وفضح أساليب الهيمنة والغزو المرتكزة على الغش والخديعة على النصب والكذب والاحتيال وتشويه الحقائق. وبات واضحا ان الأكاذيب التي بنتها الولايات المتحدة الأمريكية لتبرير جريمتها ضد العراق انهارت وأن مبررات جرائمها سقطت عنها ورقة التوت التي تغطيها. وكل يوم تطل علينا وسائل الاعلام بجديد عن عملية تزوير الحقائق والتلاعب بالمعلومات لتبرير حرب لا تدفعها سوى رغبة جنونية في الهيمنة واحكام السيطرة على العالم . ان الصراع على اشده بين قوى الهيمنة وبين قوى التحرر كل يحاول كسب الراي العام العالمي والانساني. فالادارة الأمريكية تسعى وستسعى في حربها اللاأخلاقية والاانسانية تشويه صورة العرب واظهارهم بصورة المعتدي لا المعتدى عليه. وتقدم الغزو والاحتلال طريقة انسانية حضارية وصاحبة تهدف الى تحضير الشعوب ونشر الديمقراطية والحرية واجتثات حركات سياسية ودينية لا تؤمن الا بالعنف ومجتمعات متخلفة تربى أجيالها على نصوص مقدسة تشجع الارهاب وتحرّض عليه. فالعمليات الضغط والترهيب ستطال منضومتنا الثقافية التي بقيت عصية على الاختراق. فهم يسعون من داخل منظزمتنا الثقافية والفكرية تقديم دفاعنا ومقاومتنا وحقنا في الحياة الحرة الكريمة على انه "ارهاب" وسيقدموننا جماعات "غير متحضرة" "ارهابية" ترفض الديمقراطية والقيم الانسانية.
(4) وهنا يتجلى دورنا المطلوبن ومقدرتنا في التعامل مع هذا الوضع العالمي وذلك بابداع التواصل مع القوى الديمقراطية والانسانية والشعوب المحبة للسلام والخير، لتبيان عدالة قضيتنا، وفضح النهج التخريبي التدميري الذي تلعبه قوى الهيمنة في الوطن العربي. في قلب هذه المعركة والتي من المفروض تقودها قوى الحياة في هذه الأمة ضرورة الانتباه واخذ العديد من المحاذير حتى لا نسقط في المشروع الذي نتوهم اننا نحاربه. اولا أن لانستعمل نفس الأساليب المستعملة ضدنا في التعامل مع فكرنا وثقافتنا. ذلك انه عندما نتبنى أساليبهم المدانة نعرض جهدنا وعملنا للادانة. إن الأهداف النبيلة لا يمكن ان تحققها الا الأساليب النبيلة.ثانيا ان نتمتع باكثر قدر من الوعي والحذر ففي قلب هذه المجتعات قوى محبة للخير والسلام، ترفض الحرب وتدعو الى العيش المشترك، انها حليفتنا من أجل تحقيق الرخاء والسلام ومن الضروري تبادل كل اشكال التعاون لمواجهة قوى الشر والعدوان في مجتمعاتهم وكل الأصوات العنصرية التي تظهر من بين ظهرانينا.ثالثا العمل على فهم طبيعة القوى التي تستبيح ارضنا وتمتص خيرلتنا. و جرها الى ساحات الصراع الحقيقية وعدم الانزلاق الى تصوير صراعنا معها على انه صراع بين ديانات او بين حضارات بل ان صراعنا ضد قوى تسلط يدفعها الحقد العنصري والجشع الرأسمالي، بقيادة قوى حاقدة ضالمة مستبدة. ان الصراع يدور بين قوى مسالمة تريد حياة حرة كريمة قوى تحررية تؤمن بالتعدد والتعايش السلمي والتواصل بين الحضارات والثقافات. في مواجهة قوى جشعة أحادية الرؤية والتوجه تريد نسخة واحدة للعالم. رابعا رفض منطق التقوقع والانكفاء الذي بكل اسف بدأ ينمو في جانبنا العربي بدعاوي شتى، ففكرة رفض الآخر هي السبب المباشر لكل المعاناة في تاريخ الانسانية. ان دعوات القطيعة مع الغرب، التي يدعو اليها البعض تصب في صالح القوى التي تحتل ارضنا وتمتص خيراتنا ذلك انه ضرورة التفريق بين قوى الهيمنة والمعبرين عنها في الغرب، وبين القوى المحبة للخير والسلم المتواجدة داخل هذه المجتمعات الغربية والتي هي السند الحقيقي في دعوتنا التحررية والانسانية.
رابعا هذا يعني التصدي لعملية التهميش التي تقودها قوى الهيمنة علينا ذلك أن عملية الانكفاء تعني أول ما تعني الانتصار لسياسة التهميش التي تفرضها علينا قوى الهيمنة العالمية. ذلك ان مواجهة الهجوم الغربي الاستعماري والرد على عداءه السافر والمعلن للوطن العربي ومكوناته الثقافية والفكرية لا تكون بعملية الانغلاق بل بمبدا الانفتاح أكثر على الاخر والتأكيد على مبدأ التواصل الانساني مع القوى المحبة للسلام في داخل المجتمعات الغربية والتي هي ايضا تعاني من الهيمنة والسيطرة وترنو شعوبها مثل شعوبنا الى الحرية والمساواة والعدل.
ليس للعرب مشكلة لا ثقافية ولا دينية ولا حضارية مع "الغرب" ولا مع المجتمعات الأخرى. إن المشكلة الأساسية معه هي مشكلة سياسية بالدرجة الأولى، أي أن يكف على التدخل في شؤوننا والتحكم في مصيرنا، ويفرض علينا شروطه السياسية والاقتصادية. إننا لسنا في مشكلة مع القيم الغربية ولا مع القيم الانسانية العالمية. فليس من الصعوبة بمكان التفريق بين القيم الأوروبية والأمريكية والتي هي نابعة من داخل البيئة الثقافية الأوروبية وتعبر عن أرضية ثقافية في زمان محدد ومكان محدد قد نختلف مع بعضها ولكن لا نملك إلاّ أن نحترمها. وبين القيم والمعارف الانسانية التي يجب الأخذ بها وهي قيم الحرية والديمقراطية وهي قيم إنسانية، إنها ليست صناعة غربية كما يحاول ترويجها منظري الاستبداد، وغلاة الفهم السطحي للدين. إنها مرتبطة بالطبيعة الانسانية، وضرورة الاجتماع البشري، إنها التعبير عن قوانين التطور الاجتماعي، التي تخضع لها كل المجتمعات البشرية، وليست خاصية غربية أو بمجتمع بعينه دون أخر. إذ لا حيلة لنا في احترام هذه القوانين والتمسك بهذه القيم الحرية والديمقراطية إذا أردنا التقدم والتطور. إن الحرية هو قانون تطور الانسان (أي انسان)، أما الاستبداد هو الذي يعيقه، ويسلب الانسان انسانيته. إنها قاعدة شاملة لأي انسان مهما كان المجتمع الذي ينتمي إليه.
إن عقود الاستبداد التي طالت في الوطن العربي هي سبب التخلف. إن بعض الجماعات الاسلامية المتطرفة، التي تبرر رفضها للديمقراطية باسم الدين وبعض الأنظمة العربية التي تبرر استبدادها وقمعها وكبتها لكل رأي مخالف باسم الخصوصية، لا تفعل سوى النفخ في بوق التخلف، والانحطاط العربي. أننا نعلم أن هذا الاستبداد الذي سلط علينا ماضيا وحاضرا هو سلوك مناقض لطبيعتنا البشرية. فنحن مثل كل الأمم ساهمنا في هذه الحضارة الانسانية و" نحن إن نأخذ من هذه الحضارة فإنه ليس تطفلا بل ساهمنا في هذه البناء الحضاري الانساني. "إننا حملنا بذور المعرفة عما سبقونا، ونميناها ثم نقلتها أوروبا عنا، تلقوها الأوروبيون فنموها فإذا بها مرة أخرى متطورة مصقولة مبوبة أغنى في المضمون، وأتقن في الصنعة، نحن إذن لا ننهل من مورد للمعرفة متطفلين عليه، بل نحن مثل كل الأمم التي أسهمت في التقدم الحضاري، شركاء في التراث الانساني ومن حقنا أن نستفيد منه." لذلك لا نعتبر أن كل ما يأتي من الغرب الولايات المتحدة هو الشر كله كما حاول ويحاول البعض تصويره. ففي وطننا العربي وجه آخر للمحافظين الجدد هي جماعات التطرف الديني التي تعتبر أن الصراع الذي يدور فوق الأرض العربية هو صراع بين مسلمين وغير مسلمين وأن الصراع مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها هو صراع ضد اليهود والنصاري. ويعتبرون الغرب كتلة واحدة على أساس أنه كله محور الشر والالحاد. ففي هذه المجتمعات، جمعيات أهلية وجمعيات حقوقية وقانونية مستقلة تقف إلى جانبنا وتنتصر لقضايانا وتفضح النهج التخريبي التدميري الذي تلعبه حكوماتهم في الوطن العربي. وهي إذ تقف جانبنا فإنها تقف إلى جانب الحق والعدل. وعلينا كعرب أن نثمن هذا الدور الريادي في التحرك وتوظيفه في مواجهة قوى الهيمنة.
(3) مما لاشك فيه أن مسار الصراع الدائر في الوطن العربي بين قوى التحرير وبين قوى الهيمنة ستكون منعرجا حاسما في المواجهة بين قوى الخير والحرية والعدالة وبين قوى الشر والظلم والاستعباد. فنتائجها ستكون حاسمة ليس بالنسبة للعرب فقط ولكن بالنسبة للانسانية قاطبة . إن هذا الصراع الدائر في أوجهه المتعددة الآن في الوطن العربي العزيز يدور بين رغبة استعمارية في تتويج سيطرتها على العالم، وتقرير مصير الانسانية، وبين شعوب طال ليل استعمارها ترنو إلى الاستقلال والحرية والوحدة. الوطن العربي كان ولازال الحجرة التي تعجز أمامها كل قوى الهيمنة والتسلط. يقف إلى جانبها قوى الخير والسلام في هذه الدول فعلى أبواب هذا الوطن الصامد انهارت الجيوش الغازية والمعتدية، ووجدنا المساعدة من القوى التقدمية في هذه الشعوب ( الجزائر، فلسطين..). لئن تمكنت قوى الغزو من اقتحام الحصون فقد ذاقت ألوانا عديدة من ويلات الجحيم الذي وضعت فيه نفسها ولم تجد بعد المعاناة إلا الفرار. إن هذه المعاركة بقدر ماهي مرتبطة بالميدان وبالمقارعات اليومية فان كسب الرأي العام العالمي والانساني يلعب دورا اساسيا في تهيئة أسباب النصر النهائي، فكسب هذه المعركة يساعد فرسان الحرية على تحقيق النصر المطلوب بأقل الخسائر، وكسب المعركة باقل تكلفة. ذلك أن كسب الرأي العام العالمي والانساني يكون بتوضيح عدالة قضيتنا وفضح أساليب الهيمنة والغزو المرتكزة على الغش والخديعة على النصب والكذب والاحتيال وتشويه الحقائق. وبات واضحا ان الأكاذيب التي بنتها الولايات المتحدة الأمريكية لتبرير جريمتها ضد العراق انهارت وأن مبررات جرائمها سقطت عنها ورقة التوت التي تغطيها. وكل يوم تطل علينا وسائل الاعلام بجديد عن عملية تزوير الحقائق والتلاعب بالمعلومات لتبرير حرب لا تدفعها سوى رغبة جنونية في الهيمنة واحكام السيطرة على العالم . ان الصراع على اشده بين قوى الهيمنة وبين قوى التحرر كل يحاول كسب الراي العام العالمي والانساني. فالادارة الأمريكية تسعى وستسعى في حربها اللاأخلاقية والاانسانية تشويه صورة العرب واظهارهم بصورة المعتدي لا المعتدى عليه. وتقدم الغزو والاحتلال طريقة انسانية حضارية وصاحبة تهدف الى تحضير الشعوب ونشر الديمقراطية والحرية واجتثات حركات سياسية ودينية لا تؤمن الا بالعنف ومجتمعات متخلفة تربى أجيالها على نصوص مقدسة تشجع الارهاب وتحرّض عليه. فالعمليات الضغط والترهيب ستطال منضومتنا الثقافية التي بقيت عصية على الاختراق. فهم يسعون من داخل منظزمتنا الثقافية والفكرية تقديم دفاعنا ومقاومتنا وحقنا في الحياة الحرة الكريمة على انه "ارهاب" وسيقدموننا جماعات "غير متحضرة" "ارهابية" ترفض الديمقراطية والقيم الانسانية.
(4) وهنا يتجلى دورنا المطلوبن ومقدرتنا في التعامل مع هذا الوضع العالمي وذلك بابداع التواصل مع القوى الديمقراطية والانسانية والشعوب المحبة للسلام والخير، لتبيان عدالة قضيتنا، وفضح النهج التخريبي التدميري الذي تلعبه قوى الهيمنة في الوطن العربي. في قلب هذه المعركة والتي من المفروض تقودها قوى الحياة في هذه الأمة ضرورة الانتباه واخذ العديد من المحاذير حتى لا نسقط في المشروع الذي نتوهم اننا نحاربه. اولا أن لانستعمل نفس الأساليب المستعملة ضدنا في التعامل مع فكرنا وثقافتنا. ذلك انه عندما نتبنى أساليبهم المدانة نعرض جهدنا وعملنا للادانة. إن الأهداف النبيلة لا يمكن ان تحققها الا الأساليب النبيلة.ثانيا ان نتمتع باكثر قدر من الوعي والحذر ففي قلب هذه المجتعات قوى محبة للخير والسلام، ترفض الحرب وتدعو الى العيش المشترك، انها حليفتنا من أجل تحقيق الرخاء والسلام ومن الضروري تبادل كل اشكال التعاون لمواجهة قوى الشر والعدوان في مجتمعاتهم وكل الأصوات العنصرية التي تظهر من بين ظهرانينا.ثالثا العمل على فهم طبيعة القوى التي تستبيح ارضنا وتمتص خيرلتنا. و جرها الى ساحات الصراع الحقيقية وعدم الانزلاق الى تصوير صراعنا معها على انه صراع بين ديانات او بين حضارات بل ان صراعنا ضد قوى تسلط يدفعها الحقد العنصري والجشع الرأسمالي، بقيادة قوى حاقدة ضالمة مستبدة. ان الصراع يدور بين قوى مسالمة تريد حياة حرة كريمة قوى تحررية تؤمن بالتعدد والتعايش السلمي والتواصل بين الحضارات والثقافات. في مواجهة قوى جشعة أحادية الرؤية والتوجه تريد نسخة واحدة للعالم. رابعا رفض منطق التقوقع والانكفاء الذي بكل اسف بدأ ينمو في جانبنا العربي بدعاوي شتى، ففكرة رفض الآخر هي السبب المباشر لكل المعاناة في تاريخ الانسانية. ان دعوات القطيعة مع الغرب، التي يدعو اليها البعض تصب في صالح القوى التي تحتل ارضنا وتمتص خيراتنا ذلك انه ضرورة التفريق بين قوى الهيمنة والمعبرين عنها في الغرب، وبين القوى المحبة للخير والسلم المتواجدة داخل هذه المجتمعات الغربية والتي هي السند الحقيقي في دعوتنا التحررية والانسانية.
رابعا هذا يعني التصدي لعملية التهميش التي تقودها قوى الهيمنة علينا ذلك أن عملية الانكفاء تعني أول ما تعني الانتصار لسياسة التهميش التي تفرضها علينا قوى الهيمنة العالمية. ذلك ان مواجهة الهجوم الغربي الاستعماري والرد على عداءه السافر والمعلن للوطن العربي ومكوناته الثقافية والفكرية لا تكون بعملية الانغلاق بل بمبدا الانفتاح أكثر على الاخر والتأكيد على مبدأ التواصل الانساني مع القوى المحبة للسلام في داخل المجتمعات الغربية والتي هي ايضا تعاني من الهيمنة والسيطرة وترنو شعوبها مثل شعوبنا الى الحرية والمساواة والعدل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق