السيد محمد علي الحسيني
أثارت مقالة لولي العهد البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة نشرت يوم الجمعة المنصرم في صحيفة (واشنطن بوست) الامريکية موجة من المواقف الرافضة و المتشددة أزاء مادعى إليه القادة العرب الى التوجه الى الاسرائيليين من خلال وسائل الاعلام الاسرائيلية لتسهيل جهود السلام بين الاسرائيليين و الفلسطينيين.
وشدد ولي العهد البحريني في المقالة المذکورة:"نحن العرب، لم نفعل مافيه الکفاية للتواصل مباشرة مع الشعب الاسرائيلي" مضيفا:"علينا ان نتقدم الان نحو سلام حقيقي من خلال التشاور مع شعبنا و توعيته، وکذلك من خلال مد اليد الى الشعب الاسرائيلي لتسليط الضوء على فوائد السلام الحقيقية".
ولعل الضجة التي أثيرت عقب نشر المقالة، لفتت نظرنا من زاوية أن نفس الضجة أو على الاقل مايماثلها لم تثر حول تلك التصريحات(الملفتة للنظر) التي أدلى بها نائب الرئيس الايراني اسفنديار رحيم مشائي قبل مدة والتي قال فيها:"إن إيران اليوم هي صديقة الشعب الامريکي و الشعب الاسرائيلي، مامن أمة في العالم هي عدوتنا و هذا فخر لنا" و هنا من الجدير التوقف مليا عنذ عبارة"مامن أمة في العالم هي عدوتنا"وهو تصريح واضح و صريح بعدم وجود أية حالة عداء بين ايران و اسرائيل وأهم ما ميز هذا التصريح النادر من نوعه لمسؤول إيراني رفيع المستوى هو انه قد عقب سلسلة من التصريحات(النارية)للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد دعا فيها الى مسح اسرائيل من الخارطة ناهيك عن أنه قد کذب في تصريحات أخرى الهولوکوست، مشائي الذي بالاضافة الى کونه حاليا نائبا اولا للرئيس الايراني، تربطه علاقة مصاهرة بالرئيس و تعتبره الکثير من الاوساط من المقربين المحظيين لدى نجاد، وبناءا على ذلك، فإن تصريحه الآنف غير العادي الذي مر مرور الکرام وحتى أن أية ضجة داخل إيران نفسها لم تثر ضدها، ليس بالامکان نسيانه أو التغافل عنه ونحن نرى تحاملا و هجوما غير مسبوقين على موقف ولي العهد البحريني وکأنه أعرب عن موقف سياسي لم يسبقه من قبل أي سياسي آخر في المنطقة!
ولي العهد البحريني لم يخرج أبدا عن الاجماع العربي بشأن الموقف من الصراع العربي ـ الاسرائيلي وهو في الواقع إمتداد طبيعي لمبادرة السلام العربية التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويدل على حصافة و مرونة العقلية السياسية العربية و قدرتها على أخذ زمام المبادرة و استباق الاحداث، ولئن لقي موقف الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ترحيبا شديدا من لدن الاوساط الغربية النافذة في صناعة القرار الدولي، فإن هذا الموقف قد نزل کالصاعقة على رؤوس الساسة الاسرائيليين و حاصرهم في زاوية ضيقة ذلك أنهم مافتئوا يزعمون بأن العرب عنصريون و يرفضون ليس النظام السياسي في إسرائيل وانما الشعب الاسرائيلي نفسه، بيد ان هذا الموقف قد قلب الطاولة على رأس نتنياهو و حکومته المتشددة الرافضة لأي مبادرة سلام حقيقية و واقعية وجعلها أمام الامر الواقع.
وتجدر الاشارة هنا الى تصريحات للرئيس المصري حسني مبارك خلال الشهر الماضي دعا فيها الدول العربية عبر وسائل الاعلام الامريکية الى القيام بمبادرات سلام تجاه اسرائيل وان موقف ولي العهد البحريني قد أعقب تماما هذه التصريحات و مواقف معتدلة عربية مماثلة من جانب دول عربية أخرى وبهذا فإنه يتوضح تماما من أن الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة لم يدع الى موقف غريب و غير مسبوق وانما موقفه إنعکاس کامل لآجم و کنه الموقف العربي العام من السلام مع الکيان الغاصب للقدس.
اننا في المجلس الاسلامي العربي إذ نرى في إسرائيل کيان غاصب و ذو طابع عدواني وانه على رأس قائمة أعداء المجلس الاساسيين، فإننا في نفس الوقت لن نخرج أبدا على الاجماع العربي ونحن کنا وسنبقى مع الاجماع لأن(يد الله مع الجماعة) وان مايراه و يرتأيه الاجماع العربي فإننا نراه مناسبا و ملائما لوطننا العربي و لأمتنا العربية سيما من حيث الجنوح لسلام دائم و عادل مبني على أساس راسخ و متين ينصف من خلاله الشعب العربي الفلسطيني و تعاد إليه حقوقه کاملة.
*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.
alsayedalhusseini@hotmail.com
أثارت مقالة لولي العهد البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة نشرت يوم الجمعة المنصرم في صحيفة (واشنطن بوست) الامريکية موجة من المواقف الرافضة و المتشددة أزاء مادعى إليه القادة العرب الى التوجه الى الاسرائيليين من خلال وسائل الاعلام الاسرائيلية لتسهيل جهود السلام بين الاسرائيليين و الفلسطينيين.
وشدد ولي العهد البحريني في المقالة المذکورة:"نحن العرب، لم نفعل مافيه الکفاية للتواصل مباشرة مع الشعب الاسرائيلي" مضيفا:"علينا ان نتقدم الان نحو سلام حقيقي من خلال التشاور مع شعبنا و توعيته، وکذلك من خلال مد اليد الى الشعب الاسرائيلي لتسليط الضوء على فوائد السلام الحقيقية".
ولعل الضجة التي أثيرت عقب نشر المقالة، لفتت نظرنا من زاوية أن نفس الضجة أو على الاقل مايماثلها لم تثر حول تلك التصريحات(الملفتة للنظر) التي أدلى بها نائب الرئيس الايراني اسفنديار رحيم مشائي قبل مدة والتي قال فيها:"إن إيران اليوم هي صديقة الشعب الامريکي و الشعب الاسرائيلي، مامن أمة في العالم هي عدوتنا و هذا فخر لنا" و هنا من الجدير التوقف مليا عنذ عبارة"مامن أمة في العالم هي عدوتنا"وهو تصريح واضح و صريح بعدم وجود أية حالة عداء بين ايران و اسرائيل وأهم ما ميز هذا التصريح النادر من نوعه لمسؤول إيراني رفيع المستوى هو انه قد عقب سلسلة من التصريحات(النارية)للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد دعا فيها الى مسح اسرائيل من الخارطة ناهيك عن أنه قد کذب في تصريحات أخرى الهولوکوست، مشائي الذي بالاضافة الى کونه حاليا نائبا اولا للرئيس الايراني، تربطه علاقة مصاهرة بالرئيس و تعتبره الکثير من الاوساط من المقربين المحظيين لدى نجاد، وبناءا على ذلك، فإن تصريحه الآنف غير العادي الذي مر مرور الکرام وحتى أن أية ضجة داخل إيران نفسها لم تثر ضدها، ليس بالامکان نسيانه أو التغافل عنه ونحن نرى تحاملا و هجوما غير مسبوقين على موقف ولي العهد البحريني وکأنه أعرب عن موقف سياسي لم يسبقه من قبل أي سياسي آخر في المنطقة!
ولي العهد البحريني لم يخرج أبدا عن الاجماع العربي بشأن الموقف من الصراع العربي ـ الاسرائيلي وهو في الواقع إمتداد طبيعي لمبادرة السلام العربية التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويدل على حصافة و مرونة العقلية السياسية العربية و قدرتها على أخذ زمام المبادرة و استباق الاحداث، ولئن لقي موقف الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ترحيبا شديدا من لدن الاوساط الغربية النافذة في صناعة القرار الدولي، فإن هذا الموقف قد نزل کالصاعقة على رؤوس الساسة الاسرائيليين و حاصرهم في زاوية ضيقة ذلك أنهم مافتئوا يزعمون بأن العرب عنصريون و يرفضون ليس النظام السياسي في إسرائيل وانما الشعب الاسرائيلي نفسه، بيد ان هذا الموقف قد قلب الطاولة على رأس نتنياهو و حکومته المتشددة الرافضة لأي مبادرة سلام حقيقية و واقعية وجعلها أمام الامر الواقع.
وتجدر الاشارة هنا الى تصريحات للرئيس المصري حسني مبارك خلال الشهر الماضي دعا فيها الدول العربية عبر وسائل الاعلام الامريکية الى القيام بمبادرات سلام تجاه اسرائيل وان موقف ولي العهد البحريني قد أعقب تماما هذه التصريحات و مواقف معتدلة عربية مماثلة من جانب دول عربية أخرى وبهذا فإنه يتوضح تماما من أن الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة لم يدع الى موقف غريب و غير مسبوق وانما موقفه إنعکاس کامل لآجم و کنه الموقف العربي العام من السلام مع الکيان الغاصب للقدس.
اننا في المجلس الاسلامي العربي إذ نرى في إسرائيل کيان غاصب و ذو طابع عدواني وانه على رأس قائمة أعداء المجلس الاساسيين، فإننا في نفس الوقت لن نخرج أبدا على الاجماع العربي ونحن کنا وسنبقى مع الاجماع لأن(يد الله مع الجماعة) وان مايراه و يرتأيه الاجماع العربي فإننا نراه مناسبا و ملائما لوطننا العربي و لأمتنا العربية سيما من حيث الجنوح لسلام دائم و عادل مبني على أساس راسخ و متين ينصف من خلاله الشعب العربي الفلسطيني و تعاد إليه حقوقه کاملة.
*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.
alsayedalhusseini@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق