د. فايز أبو شمالة
نعم؛ فما فتئ اليهود يتطلعون إلى الماضي، اغتصبوا فلسطين بحجج معتَّقة في الجرار، ويصرون على قلب الزمن بعد شطب ما لا يعجبهم فيه، وبعد طي صفحة الإسلام المشرقة من تاريخ منطقتنا العربية، يقفزون عنها، ويتجاهلونها، فهم لا يعترفون بكل ما استجد من متغيرات، ولا بما جاء فيه الأنبياء، ويرجعون ألفي عام إلى الوراء، وإن استوجب الأمر يلوون عنق التاريخ إلى ما هو أبعد من ذلك، لتكون الأمنية؛ أن تصير لبنان تحت نفوذ الملك "حيرام" الفينيقي، وأن تعود عمان إلى زمن "ربات عمون"، وأن تصير مصر فرعونية، وليست عربية، وهذا أكبر ضمان لكي تظل فلسطين يهودية، هكذا كان الزمن الغابر، وإلى مزيد من التمزق يجب أن تصير بلاد العرب، ليصير الزمن ألعوبة في يد اليهود، يوظفونه في استرداد ما يحسبونه حقهم التاريخي، ولاسيما ذاك الحق المعتق الذي دفعه آباء آبائهم من دمائهم، ودموعهم، ذاك الحق الذي ينفطر له قلب الشاعر اليهودي "روني سوميك" ويفيض وجدانه، ويبكي على عرق الأجداد الذي تصبب أثناء بناء الأهرامات في مصر، وهذا مبرر كافٍ لأن يطالب اليهود بحصة في أهرامات الجيزة لا تقل عن حصتهم في المسجد الأقصى، يقول وجدان الشاعر المؤيد للسلام:
أبو الهول العظيم رابض على صدرهِ
يحرس الأهرامات بصمت وهدوءٍ
أليستْ هذه هي الأهراماتُ التي تم بناؤها في قديم الزمان
من العرق المتصبب من آباء آبائي؟
أنا أُطلُّ من صفحات التاريخ القديم، أمزّقُ
الحروف المحلِّقةِ في الجو
أنظر حولي على واحدٍ من السبعةِ
عجائبٍ في الدنيا، التي لي حصةٌ فيها!!.
الشاعر اليهودي الإسرائيلي يتناص مع سفر التثنية، الإصحاح الخامس؛ "واذكر أنك كنت عبداً في أرض مصر فأخرجك الرب إلهك من هناك بيد شديدة وذراع ممدودة" ويستلهم الوصية من الإصحاح السادس؛ "تقول لأبنك: كنا عبيداً لفرعون في مصر فأخرجنا الرب من مصر بيد شديدة"، لذا فكل يهودي يعتبر نفسه امتداداً ليهود الماضي، وكما تورث حزنهم، ودمعهم، فهو وريث مُلكهم، وأرضهم، وعرقهم، ولغتهم، وعليه فقد تطالب الدولة العبرية بنصيبها الضائع في الأهرامات المصرية، وحتى يتحقق ذلك، سيظل عرق، وتعب أجداد الشاعر اليهودي "روني سوميك" يطارده في منامه، ويناديه، ويستحثه لئلا ينسى، لذا فهو ينبش في التاريخ بتمهلٍ، ولكنه متريثٌ غيرُ متعجِّلٍ!.
fshamala@yahoo.com
نعم؛ فما فتئ اليهود يتطلعون إلى الماضي، اغتصبوا فلسطين بحجج معتَّقة في الجرار، ويصرون على قلب الزمن بعد شطب ما لا يعجبهم فيه، وبعد طي صفحة الإسلام المشرقة من تاريخ منطقتنا العربية، يقفزون عنها، ويتجاهلونها، فهم لا يعترفون بكل ما استجد من متغيرات، ولا بما جاء فيه الأنبياء، ويرجعون ألفي عام إلى الوراء، وإن استوجب الأمر يلوون عنق التاريخ إلى ما هو أبعد من ذلك، لتكون الأمنية؛ أن تصير لبنان تحت نفوذ الملك "حيرام" الفينيقي، وأن تعود عمان إلى زمن "ربات عمون"، وأن تصير مصر فرعونية، وليست عربية، وهذا أكبر ضمان لكي تظل فلسطين يهودية، هكذا كان الزمن الغابر، وإلى مزيد من التمزق يجب أن تصير بلاد العرب، ليصير الزمن ألعوبة في يد اليهود، يوظفونه في استرداد ما يحسبونه حقهم التاريخي، ولاسيما ذاك الحق المعتق الذي دفعه آباء آبائهم من دمائهم، ودموعهم، ذاك الحق الذي ينفطر له قلب الشاعر اليهودي "روني سوميك" ويفيض وجدانه، ويبكي على عرق الأجداد الذي تصبب أثناء بناء الأهرامات في مصر، وهذا مبرر كافٍ لأن يطالب اليهود بحصة في أهرامات الجيزة لا تقل عن حصتهم في المسجد الأقصى، يقول وجدان الشاعر المؤيد للسلام:
أبو الهول العظيم رابض على صدرهِ
يحرس الأهرامات بصمت وهدوءٍ
أليستْ هذه هي الأهراماتُ التي تم بناؤها في قديم الزمان
من العرق المتصبب من آباء آبائي؟
أنا أُطلُّ من صفحات التاريخ القديم، أمزّقُ
الحروف المحلِّقةِ في الجو
أنظر حولي على واحدٍ من السبعةِ
عجائبٍ في الدنيا، التي لي حصةٌ فيها!!.
الشاعر اليهودي الإسرائيلي يتناص مع سفر التثنية، الإصحاح الخامس؛ "واذكر أنك كنت عبداً في أرض مصر فأخرجك الرب إلهك من هناك بيد شديدة وذراع ممدودة" ويستلهم الوصية من الإصحاح السادس؛ "تقول لأبنك: كنا عبيداً لفرعون في مصر فأخرجنا الرب من مصر بيد شديدة"، لذا فكل يهودي يعتبر نفسه امتداداً ليهود الماضي، وكما تورث حزنهم، ودمعهم، فهو وريث مُلكهم، وأرضهم، وعرقهم، ولغتهم، وعليه فقد تطالب الدولة العبرية بنصيبها الضائع في الأهرامات المصرية، وحتى يتحقق ذلك، سيظل عرق، وتعب أجداد الشاعر اليهودي "روني سوميك" يطارده في منامه، ويناديه، ويستحثه لئلا ينسى، لذا فهو ينبش في التاريخ بتمهلٍ، ولكنه متريثٌ غيرُ متعجِّلٍ!.
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق