د. فايز أبو شمالة
حرص الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" على أن يخرج كبار قادة اليهود في أمريكا بانطباع جيد، وشعور إيجابي في لقائهم معه في واشنطن، وقد بدا لهم صديقاً مخلصاً، ومقرباً من إسرائيل، وحريصاً على أمنها، هذا ما نقل عن أحد قادة الأربعة عشر تنظيماً يهودياً تمثل غالبية اليهود في أمريكا، فماذا قال لهم "باراك أوباما" ليخرجوا من عنده راضين؟
أولاً: أنه قد وضع أمام عينيه حل مشاكل إسرائيل الديمغرافية من خلال حل الدولتين. وهذا يعود بنا إلى آخر إحصاء سكاني صدر عن مركز الإحصاء المركزي في الدولة العبرية، والذي أشار إلى أن عدد سكان إسرائيل قد بلغ 7،411،000، نسمة منهم 5،930،00، يهودي فقط، والباقي الذي يقدر 25% ليسوا يهود، منهم مليون ونصف مواطن عربي يحمل الجنسية الإسرائيلية، فإذا أضيف إلى هؤلاء عدد 3،900،000، فلسطيني يقطنون الضفة الغربية، وقطاع غزة؛ فإن الناتج يكون تساوي عدد الفلسطينيين مع اليهود فوق المنطقة الممتدة من البحر المتوسط حتى نهر الأردن، وهذا ما يقلق اليهود، ويثير تخوفهم، لأنه سيفضي في النهاية إلى دولة واحدة ثنائية القومية على كامل التراب الفلسطيني.
إن التصور الأمريكي لحل هذه المشكلة الديمغرافية يقوم على دولتين، الأولى تضم اليهود، والثانية تضم الفلسطينيين، وهذا الحل يتكامل مع التصور الإسرائيلي الذي يلح على يهودية الدولة العبرية، ونقائها، وهذا يعني تهجير مليون ونصف عربي فلسطيني يحملون الجنسية الإسرائيلية، إلى حدود الدويلة الفلسطينية القزم، على أن يتم التهجير هذه المرة بموافقة، واستحسان، ورضا القيادة السياسية للشعب الفلسطيني، وبالتنسيق معها، والتصفيق لها، لنجاحها الباهر في توفير رواتب للموظفين لعدة سنوات، وكل هذا بمباركة الدول العربية، التي ستحرص على عدم استنساخ نكبة 1948، وما سيثيره فتح الجرح من أشجان.
ثانياً: أكد "باراك أوباما" على التزامه بأمن دولة إسرائيل، وأن إقامة الدولة الفلسطينية هي مصلحة أمنية إسرائيلية. وأنه يعرف مصالح إسرائيل بشكل يختلف عما يفعله الإسرائيليون. وصدق "أوباما" في ذلك، فقد أفسد فائض القوة الإسرائيلية مزاج الشارع الإسرائيلي، وأثر على قرار القيادة السياسية، التي تاهت عن نافذة الفرصة التاريخية المفتوحة لإسرائيل، لتحقيق التطبيع مع العالمين العربي والإسلامي، ودون أن تتخلى عن ثوابتها بعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين، ودون التخلي عن السيادة على القدس عاصمة أبدية لدولة إسرائيل، مع بقاء أربع مائة ألف مستوطن في أماكنهم التي اغتصبوها ضمن حدود الدويلة الفلسطينية القزم، وقد وافق على ذلك علناً السيد سلام فياض رئيس حكومة رام الله.
من المؤكد أن سلام فياض ليس يهودياً، وأن "باراك أوباما" ليس يهودياً أيضاً، ولكن كما يعرف سلام فياض مصالحه جيداً، فإن "باراك أوباما" يعرف مصالح حزبه جيداً، ولاسيما أنها ارتبطت بمصالح اليهود في أمريكا، الذين أعطوه أكثر من 78% من أصواتهم الانتخابية، وما لذلك من دلالة على مجمل الانتخابات الأمريكية، وعلى سياستها الوفية لإسرائيل.
fshamala@yahoo.com
حرص الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" على أن يخرج كبار قادة اليهود في أمريكا بانطباع جيد، وشعور إيجابي في لقائهم معه في واشنطن، وقد بدا لهم صديقاً مخلصاً، ومقرباً من إسرائيل، وحريصاً على أمنها، هذا ما نقل عن أحد قادة الأربعة عشر تنظيماً يهودياً تمثل غالبية اليهود في أمريكا، فماذا قال لهم "باراك أوباما" ليخرجوا من عنده راضين؟
أولاً: أنه قد وضع أمام عينيه حل مشاكل إسرائيل الديمغرافية من خلال حل الدولتين. وهذا يعود بنا إلى آخر إحصاء سكاني صدر عن مركز الإحصاء المركزي في الدولة العبرية، والذي أشار إلى أن عدد سكان إسرائيل قد بلغ 7،411،000، نسمة منهم 5،930،00، يهودي فقط، والباقي الذي يقدر 25% ليسوا يهود، منهم مليون ونصف مواطن عربي يحمل الجنسية الإسرائيلية، فإذا أضيف إلى هؤلاء عدد 3،900،000، فلسطيني يقطنون الضفة الغربية، وقطاع غزة؛ فإن الناتج يكون تساوي عدد الفلسطينيين مع اليهود فوق المنطقة الممتدة من البحر المتوسط حتى نهر الأردن، وهذا ما يقلق اليهود، ويثير تخوفهم، لأنه سيفضي في النهاية إلى دولة واحدة ثنائية القومية على كامل التراب الفلسطيني.
إن التصور الأمريكي لحل هذه المشكلة الديمغرافية يقوم على دولتين، الأولى تضم اليهود، والثانية تضم الفلسطينيين، وهذا الحل يتكامل مع التصور الإسرائيلي الذي يلح على يهودية الدولة العبرية، ونقائها، وهذا يعني تهجير مليون ونصف عربي فلسطيني يحملون الجنسية الإسرائيلية، إلى حدود الدويلة الفلسطينية القزم، على أن يتم التهجير هذه المرة بموافقة، واستحسان، ورضا القيادة السياسية للشعب الفلسطيني، وبالتنسيق معها، والتصفيق لها، لنجاحها الباهر في توفير رواتب للموظفين لعدة سنوات، وكل هذا بمباركة الدول العربية، التي ستحرص على عدم استنساخ نكبة 1948، وما سيثيره فتح الجرح من أشجان.
ثانياً: أكد "باراك أوباما" على التزامه بأمن دولة إسرائيل، وأن إقامة الدولة الفلسطينية هي مصلحة أمنية إسرائيلية. وأنه يعرف مصالح إسرائيل بشكل يختلف عما يفعله الإسرائيليون. وصدق "أوباما" في ذلك، فقد أفسد فائض القوة الإسرائيلية مزاج الشارع الإسرائيلي، وأثر على قرار القيادة السياسية، التي تاهت عن نافذة الفرصة التاريخية المفتوحة لإسرائيل، لتحقيق التطبيع مع العالمين العربي والإسلامي، ودون أن تتخلى عن ثوابتها بعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين، ودون التخلي عن السيادة على القدس عاصمة أبدية لدولة إسرائيل، مع بقاء أربع مائة ألف مستوطن في أماكنهم التي اغتصبوها ضمن حدود الدويلة الفلسطينية القزم، وقد وافق على ذلك علناً السيد سلام فياض رئيس حكومة رام الله.
من المؤكد أن سلام فياض ليس يهودياً، وأن "باراك أوباما" ليس يهودياً أيضاً، ولكن كما يعرف سلام فياض مصالحه جيداً، فإن "باراك أوباما" يعرف مصالح حزبه جيداً، ولاسيما أنها ارتبطت بمصالح اليهود في أمريكا، الذين أعطوه أكثر من 78% من أصواتهم الانتخابية، وما لذلك من دلالة على مجمل الانتخابات الأمريكية، وعلى سياستها الوفية لإسرائيل.
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق