السيد محمد علي الحسيني
سؤال مهم و حساس طرحته اوساط صحفية و سياسية متباينة بخصوص موقف المجلس الاسلامي العربي في لبنان من النظام العربي الرسمي و ماهي طبيعة رؤيته لهذا النظام و توقعاته بشأن المستقبل الذي ينتظره، ولما کنا في بعض الاحيان ننأى بأنفسنا جانبا ولو بصورة مؤقتة عن الاجابة القاطعة عن بعض الاسئلة الحساسة(ومن ضمنها هذا السؤال)، فقد رسم البعض صورا مختلفة الاشکال و الالوان لموقفنا تضاربت في خطوطها العامة و الخاصة، حيث جزم البعض اننا تکتل سياسي معاد اساسا للنظام العربي الرسمي و نسعى لطرح بديل أو حتى بدائل محددة له، فإن البعض الآخر قد إعتقد بأننا خط مساير و مهادن للنظام المذکور و لانملك بدا من إنتهاج خط سياسي توافقي يتناسب مع مبادئه و طروحاته و افکاره.
وفي الوقت الذي أثارت اوساط أخرى مقربة من المجلس الاسلامي العربي تساؤلات بشأن الموضوع نفسه و عن ما إذا کان المجلس و بحکم طروحاته الوسطية ـ الاعتدالية الاسلامية و نهجه العروبي سيجد لامناص من أن يکون حليفا إستراتيجيا للنظام العربي الرسمي و يربط مصيره و مصير طروحاته و أفکاره و مبادئه العامة بمصير هذا النظام، فقد وجدنا من انه لامناص من وضع النقاط على الحروف و طرح موقفنا الواضح من موضوع النظام العربي الرسمي وان ذلك يمثل رؤية دقيقة و إستراتيجية لمجلسنا سيما في هذه المرحلة السياسية الدقيقة و الحساسة من عمر المنطقة و التداعيات و المستجدات في ظل النظام الدولي الجديد، وان تصدينا لهذا الموضوع له علاقة و ارتباط وثيق بصلب و جوهر مبادئنا و افکارنا ولاسيما واننا نعتبر قضية الامن القومي العربي من أهم خطوطنا الحمراء قاطبة وان استتباب الامن القومي العربي و ثباته لن يکون أبدا من دون وجود نظام سياسي ـ اقتصادي ـ عسکري ـ أمني يملك بزمام الامور و يحدد المرتکزات و الابعاد الاساسية لنظرية الامن القومي، وبإعتقادنا ان أي خلل أو هشاشة في النظام الرسمي سينعکس ومن دون شك على الامن القومي و يسحب آثاره السلبية عليه رغم ان هنالك علاقة جدلية وثيقة و غير قابلة للإنفصام بين نظرية الامن القومي و النظام العربي الرسمي وان اي سعي للعزل أو الفصل بين هذين الموضوعين سيقود ومن دون شك الى خانة الاصطفاف في خط ما من خطوط العداء و الخصومة ضد النظام العربي الرسمي وهو امر قطعا لانقبل به البتة لسبب بسيط يتعلق بمخالفته للخط و المبدأ العام لمجلسنا الاسلامي العربي.
لقد واجهنا خطوطا و مسارات و اتجاهات سياسية ـ فکرية( اسلامية و عروبية) تسعى لجرنا بإتجاهات مغايرة و مضادة للنظام الرسمي العربي و تبني طروحات تؤسس لأفکار و رؤى غريبة و طارئة على واقعنا العربي الاسلامي ولما کنا قد وضعنا ومنذ الوهلة الاولى لتأسيس المجلس الاسلامي العربي في لبنان صيانة الامن القومي العربي و الدفاع عن المصالح العليا للأمة العربية فإننا وجدنا أن أي تناقض أو تضارب مع النظام الرسمي العربي سيقود في النهاية الى ان نکون مجرد أداة لتنفيذ أجندة و مآرب أجنبية و إقليمية لاعلاقة لها البتة بوطننا العربي ومن هنا، فإننا وعشية الاحتفال بالذکرى السنوية الثانية لتأسيس المجلس الاسلامي العربي أکدنا و بکل وضوح و في أول تصريح من نوعه بأننا نعمل من أجل صيانة الامن القومي العربي و الدفاع عنه حتى آخر قطرة دم وقد نزل تصريحنا هذا نزول الصاعقة على خصومنا و مناوئينا و طفقوا يفسرونها بما طاب لهم و يرموننا بتهمة العمالة و التبعية للنظام الرسمي العربي، والحق يقال أننا لانعتبر الدفاع عن ملك أو رئيس أو أمير عربي في مواجهة أعداء و مناوئين لهم(وهم في الواقع أعداء و مناوئين للأمة العربية) بمثابة عمالة أو تبعية کما يحلو لأولئك البعض أن يطلقوا علينا، وانما ننظر إليها من زاوية کوننا قوة إحتياطية شعبية جماهيرية ضاربة و متصدية لکل أعداء العروبة و الاسلام.
هويتنا اسلامية ـ عربية خالصة و إنتمائنا الاول و الاخير هو لأوطاننا ولأمتنا العربية المجيدة وان هذان الرکنان هما الاساس في تشييد صرح المجلس الاسلامي العربي وبناءا على ذلك، نعتبر الدفاع عن النظام الرسمي العربي عند تعرضه لخطر العدوان أو ماشابه من صلب واجباتنا الاساسية وتدخل ضمن أهدافنا الاستراتيجية ذلك أنه وکما أسلفنا هنالك علاقة جدلية وثيقة بين هذا النظام و الامن القومي العربي.
وعندما يتسائل البعض عن أننا لانؤمن بالاصلاح أو بالتغيير في الواقع العربي لصالح الشعوب، فإننا نؤکد بأننا نؤمن بالاصلاح و التغيير النابع من رحم و واقع أوطاننا وليست تلك"الدخيلة"أو"المقحمة"عليه قسرا من أجل خدمة أجندة و مصالح خارجية. ان الاصلاح و التغيير الحقيقيين يبدئان من النصيحة کأول خطوة لابد منها کما أوصانا نبي الرحمـة صلى الله عليه و على آله وصحبه وسلم حين قال(المسلم النصيحة) و لانعتقد بأن قادتنا و حکوماتنا العربية ليست على استعداد لسماع النصائح ونجزم أن العديد من المکاسب الديمقراطية و الجماهيرية التي تحققت على طول بلدان العروبة کانت من نتيجة الاستماع لنصائح الخيرين و الذين يريدون الاصلاح حقا لشعوبهم، کما أننا نرى أن المشورة تدخل أيضا في مسألة الاصلاح السلمي الايجابي لبلداننا العربية ونرى بأن الانظمة السياسية العربية المختلفة في مضامينها الفکرية ـ السياسية نوعا تتقبل و بکل رحابة صدر المشورة سيما إذا ماکانت تحمل في طياتها أهدافا و مشاريع مفيدة و واضحة للبلدان العربية.
ان المجلس الاسلامي العربي الذي جاء أساسا من أجل خدمة الامة العربية و توعية کافة شرائحها المختلفة(والشيعة منها بشکل خاص)بخصوص طبيعة المرحلة الحساسة و الخطيرة التي تمر بها منطقتنا و ضرورة أن نکون في المستوى المطلوب من الجهوزية والاستعداد لمواجهة کافة الاحتمالات بمافيها المواجهة المسلحة الشعبية ضد کل من تسول له نفسه التطاول و الاعتداء على حرمة أراضينا العربية و النظام الرسمي العربي واننا نعلنها و بکل جلاء أن خلايا المجلس الاسلامي العربي ليست(خلايا نائمـة)من أجل تنفيذ أجندة عدوانية ضد أمن و استقرار بلداننا العربية وانما هي خلايا مکشوفة و علنية يقظة و حذرة على الدوام للإنقضاض على کل عدو ينتهك حرمة أراضينا أو مياهنا أو أجوائنا العربية وبهذا نعلنها و بکل وضوح و بشکل مباشر ان المجلس الاسلامي العربي في لبنان هو مشروع عروبي الشکل و اسلامي المحتوى وهو المرجعية السياسية ـ الفکرية العربية الوحيدة للشيعة العرب في کافة أرجاء الوطن العربي و العالم و يعتبر نفسه احدى خطوط الدفاع الاولية بوجه أعداء الامة العربي واننا على نفس المسافة من کافة الاقطار العربية و نعتبرها جميعا کوطننا لبنان و لانفرق بين أي منها و نؤمن إيمانا راسخا بأننا نمتلك الامکانية و القدرة اللازمتين للتصدي لأعداء الامة مثلما نمتلك القدرة و الامکانية المطلوبة لتوعية و إرشاد الشيعة العرب بشکل خاص بما يخدم مصالح أمتنا العربية و امنها القومي واننا سنبقي سيوفا مشرعة بوجه کل عدو أو تسول له أن يتربص شرا بأمتنا العربية والله تعالى من وراء القصد.والحمدلله رب العالمين.
*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.
alsayedalhusseini@hotmail.com
سؤال مهم و حساس طرحته اوساط صحفية و سياسية متباينة بخصوص موقف المجلس الاسلامي العربي في لبنان من النظام العربي الرسمي و ماهي طبيعة رؤيته لهذا النظام و توقعاته بشأن المستقبل الذي ينتظره، ولما کنا في بعض الاحيان ننأى بأنفسنا جانبا ولو بصورة مؤقتة عن الاجابة القاطعة عن بعض الاسئلة الحساسة(ومن ضمنها هذا السؤال)، فقد رسم البعض صورا مختلفة الاشکال و الالوان لموقفنا تضاربت في خطوطها العامة و الخاصة، حيث جزم البعض اننا تکتل سياسي معاد اساسا للنظام العربي الرسمي و نسعى لطرح بديل أو حتى بدائل محددة له، فإن البعض الآخر قد إعتقد بأننا خط مساير و مهادن للنظام المذکور و لانملك بدا من إنتهاج خط سياسي توافقي يتناسب مع مبادئه و طروحاته و افکاره.
وفي الوقت الذي أثارت اوساط أخرى مقربة من المجلس الاسلامي العربي تساؤلات بشأن الموضوع نفسه و عن ما إذا کان المجلس و بحکم طروحاته الوسطية ـ الاعتدالية الاسلامية و نهجه العروبي سيجد لامناص من أن يکون حليفا إستراتيجيا للنظام العربي الرسمي و يربط مصيره و مصير طروحاته و أفکاره و مبادئه العامة بمصير هذا النظام، فقد وجدنا من انه لامناص من وضع النقاط على الحروف و طرح موقفنا الواضح من موضوع النظام العربي الرسمي وان ذلك يمثل رؤية دقيقة و إستراتيجية لمجلسنا سيما في هذه المرحلة السياسية الدقيقة و الحساسة من عمر المنطقة و التداعيات و المستجدات في ظل النظام الدولي الجديد، وان تصدينا لهذا الموضوع له علاقة و ارتباط وثيق بصلب و جوهر مبادئنا و افکارنا ولاسيما واننا نعتبر قضية الامن القومي العربي من أهم خطوطنا الحمراء قاطبة وان استتباب الامن القومي العربي و ثباته لن يکون أبدا من دون وجود نظام سياسي ـ اقتصادي ـ عسکري ـ أمني يملك بزمام الامور و يحدد المرتکزات و الابعاد الاساسية لنظرية الامن القومي، وبإعتقادنا ان أي خلل أو هشاشة في النظام الرسمي سينعکس ومن دون شك على الامن القومي و يسحب آثاره السلبية عليه رغم ان هنالك علاقة جدلية وثيقة و غير قابلة للإنفصام بين نظرية الامن القومي و النظام العربي الرسمي وان اي سعي للعزل أو الفصل بين هذين الموضوعين سيقود ومن دون شك الى خانة الاصطفاف في خط ما من خطوط العداء و الخصومة ضد النظام العربي الرسمي وهو امر قطعا لانقبل به البتة لسبب بسيط يتعلق بمخالفته للخط و المبدأ العام لمجلسنا الاسلامي العربي.
لقد واجهنا خطوطا و مسارات و اتجاهات سياسية ـ فکرية( اسلامية و عروبية) تسعى لجرنا بإتجاهات مغايرة و مضادة للنظام الرسمي العربي و تبني طروحات تؤسس لأفکار و رؤى غريبة و طارئة على واقعنا العربي الاسلامي ولما کنا قد وضعنا ومنذ الوهلة الاولى لتأسيس المجلس الاسلامي العربي في لبنان صيانة الامن القومي العربي و الدفاع عن المصالح العليا للأمة العربية فإننا وجدنا أن أي تناقض أو تضارب مع النظام الرسمي العربي سيقود في النهاية الى ان نکون مجرد أداة لتنفيذ أجندة و مآرب أجنبية و إقليمية لاعلاقة لها البتة بوطننا العربي ومن هنا، فإننا وعشية الاحتفال بالذکرى السنوية الثانية لتأسيس المجلس الاسلامي العربي أکدنا و بکل وضوح و في أول تصريح من نوعه بأننا نعمل من أجل صيانة الامن القومي العربي و الدفاع عنه حتى آخر قطرة دم وقد نزل تصريحنا هذا نزول الصاعقة على خصومنا و مناوئينا و طفقوا يفسرونها بما طاب لهم و يرموننا بتهمة العمالة و التبعية للنظام الرسمي العربي، والحق يقال أننا لانعتبر الدفاع عن ملك أو رئيس أو أمير عربي في مواجهة أعداء و مناوئين لهم(وهم في الواقع أعداء و مناوئين للأمة العربية) بمثابة عمالة أو تبعية کما يحلو لأولئك البعض أن يطلقوا علينا، وانما ننظر إليها من زاوية کوننا قوة إحتياطية شعبية جماهيرية ضاربة و متصدية لکل أعداء العروبة و الاسلام.
هويتنا اسلامية ـ عربية خالصة و إنتمائنا الاول و الاخير هو لأوطاننا ولأمتنا العربية المجيدة وان هذان الرکنان هما الاساس في تشييد صرح المجلس الاسلامي العربي وبناءا على ذلك، نعتبر الدفاع عن النظام الرسمي العربي عند تعرضه لخطر العدوان أو ماشابه من صلب واجباتنا الاساسية وتدخل ضمن أهدافنا الاستراتيجية ذلك أنه وکما أسلفنا هنالك علاقة جدلية وثيقة بين هذا النظام و الامن القومي العربي.
وعندما يتسائل البعض عن أننا لانؤمن بالاصلاح أو بالتغيير في الواقع العربي لصالح الشعوب، فإننا نؤکد بأننا نؤمن بالاصلاح و التغيير النابع من رحم و واقع أوطاننا وليست تلك"الدخيلة"أو"المقحمة"عليه قسرا من أجل خدمة أجندة و مصالح خارجية. ان الاصلاح و التغيير الحقيقيين يبدئان من النصيحة کأول خطوة لابد منها کما أوصانا نبي الرحمـة صلى الله عليه و على آله وصحبه وسلم حين قال(المسلم النصيحة) و لانعتقد بأن قادتنا و حکوماتنا العربية ليست على استعداد لسماع النصائح ونجزم أن العديد من المکاسب الديمقراطية و الجماهيرية التي تحققت على طول بلدان العروبة کانت من نتيجة الاستماع لنصائح الخيرين و الذين يريدون الاصلاح حقا لشعوبهم، کما أننا نرى أن المشورة تدخل أيضا في مسألة الاصلاح السلمي الايجابي لبلداننا العربية ونرى بأن الانظمة السياسية العربية المختلفة في مضامينها الفکرية ـ السياسية نوعا تتقبل و بکل رحابة صدر المشورة سيما إذا ماکانت تحمل في طياتها أهدافا و مشاريع مفيدة و واضحة للبلدان العربية.
ان المجلس الاسلامي العربي الذي جاء أساسا من أجل خدمة الامة العربية و توعية کافة شرائحها المختلفة(والشيعة منها بشکل خاص)بخصوص طبيعة المرحلة الحساسة و الخطيرة التي تمر بها منطقتنا و ضرورة أن نکون في المستوى المطلوب من الجهوزية والاستعداد لمواجهة کافة الاحتمالات بمافيها المواجهة المسلحة الشعبية ضد کل من تسول له نفسه التطاول و الاعتداء على حرمة أراضينا العربية و النظام الرسمي العربي واننا نعلنها و بکل جلاء أن خلايا المجلس الاسلامي العربي ليست(خلايا نائمـة)من أجل تنفيذ أجندة عدوانية ضد أمن و استقرار بلداننا العربية وانما هي خلايا مکشوفة و علنية يقظة و حذرة على الدوام للإنقضاض على کل عدو ينتهك حرمة أراضينا أو مياهنا أو أجوائنا العربية وبهذا نعلنها و بکل وضوح و بشکل مباشر ان المجلس الاسلامي العربي في لبنان هو مشروع عروبي الشکل و اسلامي المحتوى وهو المرجعية السياسية ـ الفکرية العربية الوحيدة للشيعة العرب في کافة أرجاء الوطن العربي و العالم و يعتبر نفسه احدى خطوط الدفاع الاولية بوجه أعداء الامة العربي واننا على نفس المسافة من کافة الاقطار العربية و نعتبرها جميعا کوطننا لبنان و لانفرق بين أي منها و نؤمن إيمانا راسخا بأننا نمتلك الامکانية و القدرة اللازمتين للتصدي لأعداء الامة مثلما نمتلك القدرة و الامکانية المطلوبة لتوعية و إرشاد الشيعة العرب بشکل خاص بما يخدم مصالح أمتنا العربية و امنها القومي واننا سنبقي سيوفا مشرعة بوجه کل عدو أو تسول له أن يتربص شرا بأمتنا العربية والله تعالى من وراء القصد.والحمدلله رب العالمين.
*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.
alsayedalhusseini@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق