سامي الأخرس
دائماً تبدأ محرقة التاريخ من الماضي، لأن التاريخ لا يستند على مرتكزات فضفاضة، أو نرجسية، وإنما يبدأ من حيث انتهت آخر الصفحات، التي لا يمكن إعادة صياغتها بنفس الديباجة. ربما تتشابه بملامحها وتطوراتها وتحركاتها، وتحرشاتها، وعوامل اندفاعها المحبرية، لكن لا يمكن الصياغة بنفس الديباجة لأن هناك تطور في الوعي والمفهوم، وتغير في الشكل والجوهر، والمضمون، ولو في حدود المعقول والمقبول.
ولكن ورغم ذلك يمكن استنساخ باقة من باقاته مع إضافة زخرفة أكثر حداثة، ومواءمة للظرف البيئي والمناخي الذي تخضع له هذه العملية لإعادة الاستنساخ حتى يمكن لها محاكاة الحاضر، والإعلان عن المستقبل، وقهر الماضي.
لا أدرك من أين ابدأ عملية التورية عن ذلك المفهوم أو بالأدق "المصطلح" الذي له يومان يدغدغ خلايا عقلي النشطة، والمتأهبة حتى غلب على قدرتي في المضي قدماً بالحافزية والاستعدادية التي كانت تتسم بالحمية والنشاط في " رسالتي العلمية" التي لم أعد أمتلك من القدرة النفسية النظر إليها وفي سياقها الطبيعي الذي بدأت به بعقد العزم على أخراج شيء جديد، أو على الأقل ما يحمل سماتي الفكرية التي ما أن تضمد جرحاً حتى ينزف آخر، بفعل فساد القوم، وفساد الهواء المحاصِر لغلافنا النفسي، والجسدي، حتى أصبح شاغلنا الذهني في إطاره الطبيعي والرئيسي، وكأن أنوفنا تحولت لخياشيم تعجز عن القيام بواجباتها الطبيعية، فاستبدلت بخياشيم كمن يعيش في بحر من الفساد لا تلتقط أضراره شعيرات الأنف العادية، فنحونا صوب التسمك ولكن لم ننجو لأن الافتراس بعالم البحار اشد وطأة وضراوة من حيتان الأرض المتكورة.
فديباجة العقلاء بثوب أهل العلم والمعرفة، وعفن الحقيقة عندما تقع على كومة فساد تزينها ياقة براقة تبهر الناظر والسامع على مرآي مسافات الهامش .
في ظل قتامة الإحباط التي تستحوذ عليك في بعض الأحيان، وتجعل من صدرك بركان يكاد يتفجر ، لا يسعك سوى أن تستل من مخزونك كل الترهلات المتأففة من طفيليات الزمن التي كنت لبرهة تعتقد إنها أحد الضرورات لاختمار الحياة، واستمرارها، وإنها من ذلك الصنف النافع المفيد، والضروري للحياة. فتبدأ عملية إنتاجها الطبيعي حتى توخز جسدك وخزت ألم تلوث حلماً جميلاً كنت تشاهد ملامحه وأنت متفتح العينان ، أعمى القلب، كمن يقول فعلاً" إن العاشق لا يبحث عن عيوب معشوقة"، والحبيب لا يرى من حبيبة سوى الحب. وذاك القديس في محرابه يتزركش بالعفاف والطهارة المغلف بالشوق، إلى أن تصفعك عملية الاستنساخ لنفسك تحت مبضع الألم لتبدأ عملية الاستذكار مع قهقهة صامته ساخرة يتبعها حديث نفسي بينك وبين روحك مردداً" آن أوان الاستذكار أيها الحمار" لقد غدت الغفوة، وليس عجب أن توصف نفسك بالحمار بهمس دون أن يسمعك أحد سوى تلك النفس الشريرة القابعة ببدنك، لأنك تعبر عن خدعة وغباء غلفت ضفاف الوادي الجاف التي كنت تستمتع بعذابات مياهه الجافة، التي لا يراها سواك في حلم تعيشه، وكذبة تصدقها.
فالمرأة كالتاريخ لا يمكن ركل أحدهما، وبهما سر مشترك، الجاذبية، الأناقة، الجمال مع علاقة الخشونة التي تبرز لك مخالبها بلحظة لتفترس طهارتك، وبراءتك، وعفافه نفسك، أليس حواء من أخرجت آدم من الجنة؟!
أوليس هي من يركع حامل القلم، والشارب، والمعرفة، والفكر ليسقط ببراثن دلالها، ونعومة خلقها، ويسيل لعابة عاجزاً عن مقاومتها؟! بلا هي ثورة جميلة يسقط المرء ضحية لسلاحه الفعال. وصدق من قال ثلاثة أصناف لا يشبعون " طالب النساء، وطالب المال، وطالب العلم" يلهثون كلاً في واده خلف شهوته، أما هذه المخلوقة، فهناك أول من يقع ناظره على اسمها" مجرد اسمها" تبدأ الحركة الفسيولوجية ثورتها وفعلها السحري، وتنتابه غريزة حميمية، مصحوبة بضعف، لتستسلم ذكوريته ، ويركل ثقافته، وطهارته، ويبتلع لعابه. فكم جميلة منحت الأولوية تحت قلم أحمر بيد أستاذ، وعقل مفكر برأس زعيم...الخ، حتى أولئك الغير جميلات لهن نصيب من الطيب على أمل استحصال شيء إن تمنعت الجميلة. ولكن إنصافاً للحقيقة أتساءل من الساقط الأنوثة أم الذكورية؟ بقناعة راسخة الساقط هي تلك النفس الشهوانية الدنيئة التي لا ترى بالأنوثة سوي شهوانية، وكأن الطبيعة الإلهية لم تمنحها سوي شهوانية فحسب، بالرغم من إنها شريكة كاملة المواصفات العقلية، والحياتية، ولكن هل كذب "كونفشيوس" عندما قال على الرجل الناجح أن يبتعد عن ثلاث" ما بين فكيه، وأمعائه، وما بين فخديه" هو صدق ونحن تجاهلنا.
مشهد مستنسخ من التاريخ بديباجة الفساد على مستوى المؤسسة المعرفية التراكمية لبني البشر، تعيد صناعة نفسها في مصنع مناخي كل ما يحيط به فاسد فاسق، في مجتمعات تبحث عن الفضيلة، وهي أهل الفضيلة، تبدأ يومها بالبسملة ويكاد الخشوع أن يقفز باكياً من بؤبؤ عينيه وهو يستمع لترتيل قرآني من آيات الرحمن، وأول ما يبدأ بإدارة المفتاح بقفل باب مكتبه يعود ذاك العجوز الذي أخذ منه العمر عتيا لحيويته وملاطفاته ومغازلاته على أنغام الاوكازيون الأكاديمي المليء بفاتنات صغيرات، متأهبات لاستقبال حياة باسمه، أمانات تغادر عتبات الصغر لنهل العلم، والمعرفة، من عقول وكتب العلم، وتجارب الماضي والحاضر لربط خيوط الأمل بالمستقبل، وليس لنهل تسبيل العيون، وتوزيع الابتسامات حتى يُعتقد أنه أغمي عليه عشقاً وذوباناً وسحراً " ولما لا فتنه الجمال"، فتقع فريسة تلك الجميلة ولما لا وفي نهاية المطاف والأمر درجة التميز رهن ابتسامه ومداعبة من جسدها الرشيق المتراقص على أنغام مراهقة هؤلاء.
لم يستنسخ التاريخ " دوللي" وحدها لعيد إنتاج نوع بهيمي من أنواع المخلوقات، بل استنسخ لنا أنواع وأنواع من مكدسات البشر، وأرباب القلم والفكر، ولننظر في سيل المعرفة الذي فرضته علينا العولمة الثقافية كم من بارع مثقف، وأستاذ متفلسف،ومثقف يافع أنتج لنا ليسحر أفئدتنا بقاموسه المعجمي، وفكرة المزدان بالتعملق الإنتاجي، ولكن!!!! لكل امرئ مرآته التي لا يرى تشوهاته سوى عندما يقف أمامها وحيداً عارياً من عفونته.
تضطرنا الحياة للتفلسف أحياناً تحت وطأة العنف المجتمعي الذي يحتضن عمرك، كحاضنة الخدج، لا تقوي على الخروج منه لأنك تموت لمجرد مغادرته، ولكن السؤال المفعم باليأس من أولئك هل يفهم أحداً فلسفتك تلك؟ وهل يعى قارئها مقصدك؟ وهل يمكن قراءة ما لم تكتبه وأنت في قمة ثورتك الذاتية؟ أجب إن كنت تقرأ – تفهم – تفكر- تعي – تحس.
هي لحظة مثل أي لحظة يتفاعل معها الوعي الحسي مع اللاوعي فتنتج قريحتك ما يمكن لها من إنتاج في خضم إعصار من الهواجس المتراكمة في عصارتك العقلية التي لا يمكن ملء الكؤوس منها لتسكر أدمغة الظامئين من الحقيقة، لأن الحقيقة إزعاج يحقق الاستنفار، وينمي الحقد في باطن الأمور، ويرسم توجهات النفس العبثية، لتنفجر عندما تتهيأ لحظة الافتراس لأولئك المنتفخين علماً، وفكراً، للتنظير الهش، المرتعش أمام نصاعة الطهر والإصلاح.
فلم تعد قوانين الجوعي ترضي بملء الأمعاء فقط، لأن التاريخ لن يستنسخ الجوعى، بل الشابعون، ويستنسخ المنتفخون لأنهم تهرقلوا كهرقل الروم، وتقمصوا دور هولاكو، وهارون الرشيد الحكيم، حامل مشعل العلم والفتح، بعبق الجاريات المزينات لقصر بغداد الجميل.
هل وصلت إلى مبتغاي؟ وانتصب ظهري المنحني لأقف أشاهد مرآتي الصادقة؟ وأدرك هؤلاء أن القوم لا يتوهون؟ نغادر الوادي ولكن تبقي حجارته فيه.......
ولعل التاريخ يبدأ من جديد في سرد سيرة" كونفشيوس" ويعلمنا إننا بيوم قرأنا لأفلاطون، وسقراط، وسيرة محمد العظيم سر الفضيلة، والعدل، والأمانة، والصدق بجوهرها، وليس بشكلها.
وليت مجتمعنا، وجامعاتنا، وهواءنا، وماءنا، يحقن بمضاد إنفلونزا الفساد الذي لم نتمكن ونحن نتصفح التاريخ من استحلاب مشروب الطهارة من زبده.
دائماً تبدأ محرقة التاريخ من الماضي، لأن التاريخ لا يستند على مرتكزات فضفاضة، أو نرجسية، وإنما يبدأ من حيث انتهت آخر الصفحات، التي لا يمكن إعادة صياغتها بنفس الديباجة. ربما تتشابه بملامحها وتطوراتها وتحركاتها، وتحرشاتها، وعوامل اندفاعها المحبرية، لكن لا يمكن الصياغة بنفس الديباجة لأن هناك تطور في الوعي والمفهوم، وتغير في الشكل والجوهر، والمضمون، ولو في حدود المعقول والمقبول.
ولكن ورغم ذلك يمكن استنساخ باقة من باقاته مع إضافة زخرفة أكثر حداثة، ومواءمة للظرف البيئي والمناخي الذي تخضع له هذه العملية لإعادة الاستنساخ حتى يمكن لها محاكاة الحاضر، والإعلان عن المستقبل، وقهر الماضي.
لا أدرك من أين ابدأ عملية التورية عن ذلك المفهوم أو بالأدق "المصطلح" الذي له يومان يدغدغ خلايا عقلي النشطة، والمتأهبة حتى غلب على قدرتي في المضي قدماً بالحافزية والاستعدادية التي كانت تتسم بالحمية والنشاط في " رسالتي العلمية" التي لم أعد أمتلك من القدرة النفسية النظر إليها وفي سياقها الطبيعي الذي بدأت به بعقد العزم على أخراج شيء جديد، أو على الأقل ما يحمل سماتي الفكرية التي ما أن تضمد جرحاً حتى ينزف آخر، بفعل فساد القوم، وفساد الهواء المحاصِر لغلافنا النفسي، والجسدي، حتى أصبح شاغلنا الذهني في إطاره الطبيعي والرئيسي، وكأن أنوفنا تحولت لخياشيم تعجز عن القيام بواجباتها الطبيعية، فاستبدلت بخياشيم كمن يعيش في بحر من الفساد لا تلتقط أضراره شعيرات الأنف العادية، فنحونا صوب التسمك ولكن لم ننجو لأن الافتراس بعالم البحار اشد وطأة وضراوة من حيتان الأرض المتكورة.
فديباجة العقلاء بثوب أهل العلم والمعرفة، وعفن الحقيقة عندما تقع على كومة فساد تزينها ياقة براقة تبهر الناظر والسامع على مرآي مسافات الهامش .
في ظل قتامة الإحباط التي تستحوذ عليك في بعض الأحيان، وتجعل من صدرك بركان يكاد يتفجر ، لا يسعك سوى أن تستل من مخزونك كل الترهلات المتأففة من طفيليات الزمن التي كنت لبرهة تعتقد إنها أحد الضرورات لاختمار الحياة، واستمرارها، وإنها من ذلك الصنف النافع المفيد، والضروري للحياة. فتبدأ عملية إنتاجها الطبيعي حتى توخز جسدك وخزت ألم تلوث حلماً جميلاً كنت تشاهد ملامحه وأنت متفتح العينان ، أعمى القلب، كمن يقول فعلاً" إن العاشق لا يبحث عن عيوب معشوقة"، والحبيب لا يرى من حبيبة سوى الحب. وذاك القديس في محرابه يتزركش بالعفاف والطهارة المغلف بالشوق، إلى أن تصفعك عملية الاستنساخ لنفسك تحت مبضع الألم لتبدأ عملية الاستذكار مع قهقهة صامته ساخرة يتبعها حديث نفسي بينك وبين روحك مردداً" آن أوان الاستذكار أيها الحمار" لقد غدت الغفوة، وليس عجب أن توصف نفسك بالحمار بهمس دون أن يسمعك أحد سوى تلك النفس الشريرة القابعة ببدنك، لأنك تعبر عن خدعة وغباء غلفت ضفاف الوادي الجاف التي كنت تستمتع بعذابات مياهه الجافة، التي لا يراها سواك في حلم تعيشه، وكذبة تصدقها.
فالمرأة كالتاريخ لا يمكن ركل أحدهما، وبهما سر مشترك، الجاذبية، الأناقة، الجمال مع علاقة الخشونة التي تبرز لك مخالبها بلحظة لتفترس طهارتك، وبراءتك، وعفافه نفسك، أليس حواء من أخرجت آدم من الجنة؟!
أوليس هي من يركع حامل القلم، والشارب، والمعرفة، والفكر ليسقط ببراثن دلالها، ونعومة خلقها، ويسيل لعابة عاجزاً عن مقاومتها؟! بلا هي ثورة جميلة يسقط المرء ضحية لسلاحه الفعال. وصدق من قال ثلاثة أصناف لا يشبعون " طالب النساء، وطالب المال، وطالب العلم" يلهثون كلاً في واده خلف شهوته، أما هذه المخلوقة، فهناك أول من يقع ناظره على اسمها" مجرد اسمها" تبدأ الحركة الفسيولوجية ثورتها وفعلها السحري، وتنتابه غريزة حميمية، مصحوبة بضعف، لتستسلم ذكوريته ، ويركل ثقافته، وطهارته، ويبتلع لعابه. فكم جميلة منحت الأولوية تحت قلم أحمر بيد أستاذ، وعقل مفكر برأس زعيم...الخ، حتى أولئك الغير جميلات لهن نصيب من الطيب على أمل استحصال شيء إن تمنعت الجميلة. ولكن إنصافاً للحقيقة أتساءل من الساقط الأنوثة أم الذكورية؟ بقناعة راسخة الساقط هي تلك النفس الشهوانية الدنيئة التي لا ترى بالأنوثة سوي شهوانية، وكأن الطبيعة الإلهية لم تمنحها سوي شهوانية فحسب، بالرغم من إنها شريكة كاملة المواصفات العقلية، والحياتية، ولكن هل كذب "كونفشيوس" عندما قال على الرجل الناجح أن يبتعد عن ثلاث" ما بين فكيه، وأمعائه، وما بين فخديه" هو صدق ونحن تجاهلنا.
مشهد مستنسخ من التاريخ بديباجة الفساد على مستوى المؤسسة المعرفية التراكمية لبني البشر، تعيد صناعة نفسها في مصنع مناخي كل ما يحيط به فاسد فاسق، في مجتمعات تبحث عن الفضيلة، وهي أهل الفضيلة، تبدأ يومها بالبسملة ويكاد الخشوع أن يقفز باكياً من بؤبؤ عينيه وهو يستمع لترتيل قرآني من آيات الرحمن، وأول ما يبدأ بإدارة المفتاح بقفل باب مكتبه يعود ذاك العجوز الذي أخذ منه العمر عتيا لحيويته وملاطفاته ومغازلاته على أنغام الاوكازيون الأكاديمي المليء بفاتنات صغيرات، متأهبات لاستقبال حياة باسمه، أمانات تغادر عتبات الصغر لنهل العلم، والمعرفة، من عقول وكتب العلم، وتجارب الماضي والحاضر لربط خيوط الأمل بالمستقبل، وليس لنهل تسبيل العيون، وتوزيع الابتسامات حتى يُعتقد أنه أغمي عليه عشقاً وذوباناً وسحراً " ولما لا فتنه الجمال"، فتقع فريسة تلك الجميلة ولما لا وفي نهاية المطاف والأمر درجة التميز رهن ابتسامه ومداعبة من جسدها الرشيق المتراقص على أنغام مراهقة هؤلاء.
لم يستنسخ التاريخ " دوللي" وحدها لعيد إنتاج نوع بهيمي من أنواع المخلوقات، بل استنسخ لنا أنواع وأنواع من مكدسات البشر، وأرباب القلم والفكر، ولننظر في سيل المعرفة الذي فرضته علينا العولمة الثقافية كم من بارع مثقف، وأستاذ متفلسف،ومثقف يافع أنتج لنا ليسحر أفئدتنا بقاموسه المعجمي، وفكرة المزدان بالتعملق الإنتاجي، ولكن!!!! لكل امرئ مرآته التي لا يرى تشوهاته سوى عندما يقف أمامها وحيداً عارياً من عفونته.
تضطرنا الحياة للتفلسف أحياناً تحت وطأة العنف المجتمعي الذي يحتضن عمرك، كحاضنة الخدج، لا تقوي على الخروج منه لأنك تموت لمجرد مغادرته، ولكن السؤال المفعم باليأس من أولئك هل يفهم أحداً فلسفتك تلك؟ وهل يعى قارئها مقصدك؟ وهل يمكن قراءة ما لم تكتبه وأنت في قمة ثورتك الذاتية؟ أجب إن كنت تقرأ – تفهم – تفكر- تعي – تحس.
هي لحظة مثل أي لحظة يتفاعل معها الوعي الحسي مع اللاوعي فتنتج قريحتك ما يمكن لها من إنتاج في خضم إعصار من الهواجس المتراكمة في عصارتك العقلية التي لا يمكن ملء الكؤوس منها لتسكر أدمغة الظامئين من الحقيقة، لأن الحقيقة إزعاج يحقق الاستنفار، وينمي الحقد في باطن الأمور، ويرسم توجهات النفس العبثية، لتنفجر عندما تتهيأ لحظة الافتراس لأولئك المنتفخين علماً، وفكراً، للتنظير الهش، المرتعش أمام نصاعة الطهر والإصلاح.
فلم تعد قوانين الجوعي ترضي بملء الأمعاء فقط، لأن التاريخ لن يستنسخ الجوعى، بل الشابعون، ويستنسخ المنتفخون لأنهم تهرقلوا كهرقل الروم، وتقمصوا دور هولاكو، وهارون الرشيد الحكيم، حامل مشعل العلم والفتح، بعبق الجاريات المزينات لقصر بغداد الجميل.
هل وصلت إلى مبتغاي؟ وانتصب ظهري المنحني لأقف أشاهد مرآتي الصادقة؟ وأدرك هؤلاء أن القوم لا يتوهون؟ نغادر الوادي ولكن تبقي حجارته فيه.......
ولعل التاريخ يبدأ من جديد في سرد سيرة" كونفشيوس" ويعلمنا إننا بيوم قرأنا لأفلاطون، وسقراط، وسيرة محمد العظيم سر الفضيلة، والعدل، والأمانة، والصدق بجوهرها، وليس بشكلها.
وليت مجتمعنا، وجامعاتنا، وهواءنا، وماءنا، يحقن بمضاد إنفلونزا الفساد الذي لم نتمكن ونحن نتصفح التاريخ من استحلاب مشروب الطهارة من زبده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق