راسم عبيدات
......في ظل الدعوات الدولية المتصاعدة والداعية إلى وقف عمليات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67،هذا الاستيطان الذي يشكل المرتكز الأساسي للحركة الصهيونية،وللحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بمختلف ألوان طيفها السياسي،وحتى اللحظة الراهنة لم تقم أية حكومة إسرائيلية بمجابهة حقيقية أو جدية مع المستوطنين في قضايا البناء والتوسع الاستيطاني حتى العشوائي منه،والنهب المستمر للأرض الفلسطينية،بل أن نجاحات أي حكومة إسرائيلية،واستمرارها في الحكم تعتمد على دعم المستوطنين لها،وكذلك كانت وما زالت الحكومات الإسرائيلية حاضنة وداعمة لكل الأنشطة الاستيطانية،والجميع يذكر أنه في أي ضغط يمارس على الجانب الإسرائيلي لوقف وتعليق الأنشطة الاستيطانية،فالذرائع والحجج جاهزة،ما نقوم به هو في إطار التوسع الطبيعي للمستوطنات،أو كما لجأ إليه بارك بعد مؤتمر"أنابوليس" القيام بعملية خصخصة للاستيطان،بحيث تكون المجالس المحلية والاستيطانية في الواجهة وتدعمها الحكومة من خلف الواجهة.
واليوم عندما تطالب الإدارة الأمريكية بتعليق أو تجميد الأنشطة الاستيطانية مقابل القيام بعملية تطبيع شاملة للعلاقات مع العالم العربي والإسلامي،يقول من يتحفوننا من القادة الإسرائيليين بالحديث الممجوج عن التنازلات المؤلمة من أجل السلام،بان هذا المطلب غير واقعي والموافقة عليه تعني سقوط الحكومة الإسرائيلية،وفي إطار التملص والتهرب من هذا الاستحقاق،بدأ المستوطنون بحملة زعرنات وعربدات واسعة ضد السكان الفلسطينيين،تشمل اقتلاع المزروعات وحرق المحاصيل وإطلاق الخنازير البرية على محاصيل المواطنين وأشجارهم وقتل الحيوانات وإطلاق الرصاص عليهم وإغلاق الطرق المؤدية إلى القرى الفلسطينية،كما حصل في قرى شمال نابلس مؤخراً،وتصاعد الأمر إلى حد القتل على الهوية،حيث أقدم أحد المستوطنين صباح يوم الثلاثاء 2/6/2009 في القدس الغربية على قتل العامل الفلسطيني أمجد أبو خضير بدم بارد،ودون أي سبب إلا لأنه عربي،ونتائج التحقيق معروفة سلفاً،وهي أن هذا المستوطن إما مختل عقلياً أو يعاني من اضطرابات نفسية،كحال كل المستوطنين ورجال الشرطة الإسرائيليين الذين قتلوا فلسطينيين.
ان هذا الجموح من المستوطنين وعدم لجمهم،لا يأتي من فراغ،بل أن الحكومة الإسرائيلية القائمة حالياً،هي حكومة استيطان وطرد وتهجير،وما تمارسه بحق شعبنا في مناطق 48 من قيام الأحزاب الحاكمة بتقديم سلسلة مشاريع قرارات تستهدف ضرب الوجود الفلسطيني بكل تجلياته هناك،وما يجري من عمليات تهويد وأسرلة في مدينة القدس،يأتي في هذا الإطار والسياق،ودفع المستوطنين إلى القيام بعمليات عربدة وزعرنة على نطاق واسع ضد الشعب الفلسطيني،يستهدف تخفيف الضغط الدولي وبالذات الأمريكي منه على إسرائيل في هذا الجانب،وبحيث يصار إلى تفريغ هذا المطلب من مضمونه،"وتقزيمه" إلى مجرد إخلاء بعض "الكرفانات" المعزولة وربما غير المأهولة،وحتى لو أصرت أمريكا على مطلبها بوقف الاستيطان فالحكومة الإسرائيلية غير جاهزة لتقديم تنازلات جدية من أجل السلام،وهي بموافقتها على هذا المطلب ستنتحر سياسياً،ولذلك فإن ما هو مرجح أن تلجأ إليه هو واحد من خيارين،فإما أن تقدم على مغامرة عسكرية،وما تقوم به من مناورات عسكرية واسعة يجعل احتمالية هذا الخيار والتوجه عالية جداً،أو إذا لم تلجأ لهذا الخيار حاليا،فلا مناص أمام هذه الحكومة سوى الدعوة إلى انتخابات مبكرة،وبالتالي التهرب من مثلما هذا استحقاق.
ومن المرجح والمتوقع أنه كلما زادت الضغوطات الدولية والأمريكية على إسرائيل في هذا الجانب،أن تتصاعد عمليات العربدة والزعرنة من قبل المستوطنين ضد أبناء الشعب الفلسطيني على طول وعرض فلسطين التاريخية،وهنا لا مناص من التحرك الفلسطيني على الصعيدين العربي والدولي من أجل تأمين الحماية الدولية لشعبنا .
إن القدرة على مواجهة ما يقوم به المستوطنون من زعرنات وعربدات ضد شعبنا الفلسطيني،منوطة بالأساس بمدى قدرتنا على ترتيب بيتنا الداخلي،هذا البيت الذي يعاني من تصدعات كثيرة في الأول منها حالة الانقسام والانفصال بين جناحي الوطن،والتي خطر استمرارها لا يقل عن خطر المستوطنين على شعبنا، فالأول يستهدف الأرض الفلسطينية والثاني يستهدف المشروع الوطني والتدمير الذاتي وضياع الشعب والقضية.
ناهيك عن أن الحالة الفلسطينية المنقسمة على الذات،تقلل من القدرة الفلسطينية على ممارسة ضغوطها عربياً ودولياً على إسرائيل من أجل وقف كل ما تقوم به من جرائم واعتداءات بحق شعبنا الفلسطيني،وتضعنا أمام خيارات صعبة،ولذلك على كل الأطراف الفلسطينية وبالذات حركتي فتح وحماس التحلي بالمسؤولية العالية،والتنازل عن الأجندات الخاصة والاقتتال على سلطة وهمية تحت الاحتلال،من أجل المصالح العليا للوطن،فهذا الحوار واستمراره بالطريقة التي يجري بها لا يبشر بالخير مطلقاً،وفي كل مرة ورغم أن أسس هذا الحوار واضحة ومعروفة،نجد أن كل من الفريقين يسوق حجج وذرائع،تجعل من استمرار الحوار حالة عبثية وعقيمة.،وكأن كل واحد منهما يقول إما أنا وبرنامجي ورؤيتي،أو فليهدم المعبد على رأس من فيه،وما تقوم به إسرائيل من تكثيف وتصعيد للاستيطان وبوتائر عالية وجنونية،والمترافق مع ما يقوم به المستوطنين من انفلات لقطعانهم وسوائبهم،والقيام بشن حرب شاملة على شعبنا الفلسطيني،أليس كافياً لنا لكي نفكر بمصالح شعبنا وبمصالح الوطن؟،فما يجري على الجبهتين سواء في غزة من تهدئة ،أو في الضفة من مفاوضات عبثية لن يقودوا أبداً إلى نيل حقوق شعبنا في الحرية والاستقلال،والمستوطنين لن يوقفوا عربداتهم وزعرناتهم على شعبنا وأرضه،بل هذه الاعتداءات والزعرنات ستأخذ أشكالاً أكثر حدية وخطورة،كلما شعر المستوطنين بضعفنا وفرقتنا وعدم قدرتنا على التصدي لهم،أو كلما زاد الضغط الدولي عليهم،من أجل لجمهم عن سعارهم وعن استمرار تغولهم وتوحشهم ونهبهم للأرض الفلسطينية،أو دعوتهم لتفكيك مستوطناتهم والرحيل عن الأرض الفلسطينية.
......في ظل الدعوات الدولية المتصاعدة والداعية إلى وقف عمليات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67،هذا الاستيطان الذي يشكل المرتكز الأساسي للحركة الصهيونية،وللحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بمختلف ألوان طيفها السياسي،وحتى اللحظة الراهنة لم تقم أية حكومة إسرائيلية بمجابهة حقيقية أو جدية مع المستوطنين في قضايا البناء والتوسع الاستيطاني حتى العشوائي منه،والنهب المستمر للأرض الفلسطينية،بل أن نجاحات أي حكومة إسرائيلية،واستمرارها في الحكم تعتمد على دعم المستوطنين لها،وكذلك كانت وما زالت الحكومات الإسرائيلية حاضنة وداعمة لكل الأنشطة الاستيطانية،والجميع يذكر أنه في أي ضغط يمارس على الجانب الإسرائيلي لوقف وتعليق الأنشطة الاستيطانية،فالذرائع والحجج جاهزة،ما نقوم به هو في إطار التوسع الطبيعي للمستوطنات،أو كما لجأ إليه بارك بعد مؤتمر"أنابوليس" القيام بعملية خصخصة للاستيطان،بحيث تكون المجالس المحلية والاستيطانية في الواجهة وتدعمها الحكومة من خلف الواجهة.
واليوم عندما تطالب الإدارة الأمريكية بتعليق أو تجميد الأنشطة الاستيطانية مقابل القيام بعملية تطبيع شاملة للعلاقات مع العالم العربي والإسلامي،يقول من يتحفوننا من القادة الإسرائيليين بالحديث الممجوج عن التنازلات المؤلمة من أجل السلام،بان هذا المطلب غير واقعي والموافقة عليه تعني سقوط الحكومة الإسرائيلية،وفي إطار التملص والتهرب من هذا الاستحقاق،بدأ المستوطنون بحملة زعرنات وعربدات واسعة ضد السكان الفلسطينيين،تشمل اقتلاع المزروعات وحرق المحاصيل وإطلاق الخنازير البرية على محاصيل المواطنين وأشجارهم وقتل الحيوانات وإطلاق الرصاص عليهم وإغلاق الطرق المؤدية إلى القرى الفلسطينية،كما حصل في قرى شمال نابلس مؤخراً،وتصاعد الأمر إلى حد القتل على الهوية،حيث أقدم أحد المستوطنين صباح يوم الثلاثاء 2/6/2009 في القدس الغربية على قتل العامل الفلسطيني أمجد أبو خضير بدم بارد،ودون أي سبب إلا لأنه عربي،ونتائج التحقيق معروفة سلفاً،وهي أن هذا المستوطن إما مختل عقلياً أو يعاني من اضطرابات نفسية،كحال كل المستوطنين ورجال الشرطة الإسرائيليين الذين قتلوا فلسطينيين.
ان هذا الجموح من المستوطنين وعدم لجمهم،لا يأتي من فراغ،بل أن الحكومة الإسرائيلية القائمة حالياً،هي حكومة استيطان وطرد وتهجير،وما تمارسه بحق شعبنا في مناطق 48 من قيام الأحزاب الحاكمة بتقديم سلسلة مشاريع قرارات تستهدف ضرب الوجود الفلسطيني بكل تجلياته هناك،وما يجري من عمليات تهويد وأسرلة في مدينة القدس،يأتي في هذا الإطار والسياق،ودفع المستوطنين إلى القيام بعمليات عربدة وزعرنة على نطاق واسع ضد الشعب الفلسطيني،يستهدف تخفيف الضغط الدولي وبالذات الأمريكي منه على إسرائيل في هذا الجانب،وبحيث يصار إلى تفريغ هذا المطلب من مضمونه،"وتقزيمه" إلى مجرد إخلاء بعض "الكرفانات" المعزولة وربما غير المأهولة،وحتى لو أصرت أمريكا على مطلبها بوقف الاستيطان فالحكومة الإسرائيلية غير جاهزة لتقديم تنازلات جدية من أجل السلام،وهي بموافقتها على هذا المطلب ستنتحر سياسياً،ولذلك فإن ما هو مرجح أن تلجأ إليه هو واحد من خيارين،فإما أن تقدم على مغامرة عسكرية،وما تقوم به من مناورات عسكرية واسعة يجعل احتمالية هذا الخيار والتوجه عالية جداً،أو إذا لم تلجأ لهذا الخيار حاليا،فلا مناص أمام هذه الحكومة سوى الدعوة إلى انتخابات مبكرة،وبالتالي التهرب من مثلما هذا استحقاق.
ومن المرجح والمتوقع أنه كلما زادت الضغوطات الدولية والأمريكية على إسرائيل في هذا الجانب،أن تتصاعد عمليات العربدة والزعرنة من قبل المستوطنين ضد أبناء الشعب الفلسطيني على طول وعرض فلسطين التاريخية،وهنا لا مناص من التحرك الفلسطيني على الصعيدين العربي والدولي من أجل تأمين الحماية الدولية لشعبنا .
إن القدرة على مواجهة ما يقوم به المستوطنون من زعرنات وعربدات ضد شعبنا الفلسطيني،منوطة بالأساس بمدى قدرتنا على ترتيب بيتنا الداخلي،هذا البيت الذي يعاني من تصدعات كثيرة في الأول منها حالة الانقسام والانفصال بين جناحي الوطن،والتي خطر استمرارها لا يقل عن خطر المستوطنين على شعبنا، فالأول يستهدف الأرض الفلسطينية والثاني يستهدف المشروع الوطني والتدمير الذاتي وضياع الشعب والقضية.
ناهيك عن أن الحالة الفلسطينية المنقسمة على الذات،تقلل من القدرة الفلسطينية على ممارسة ضغوطها عربياً ودولياً على إسرائيل من أجل وقف كل ما تقوم به من جرائم واعتداءات بحق شعبنا الفلسطيني،وتضعنا أمام خيارات صعبة،ولذلك على كل الأطراف الفلسطينية وبالذات حركتي فتح وحماس التحلي بالمسؤولية العالية،والتنازل عن الأجندات الخاصة والاقتتال على سلطة وهمية تحت الاحتلال،من أجل المصالح العليا للوطن،فهذا الحوار واستمراره بالطريقة التي يجري بها لا يبشر بالخير مطلقاً،وفي كل مرة ورغم أن أسس هذا الحوار واضحة ومعروفة،نجد أن كل من الفريقين يسوق حجج وذرائع،تجعل من استمرار الحوار حالة عبثية وعقيمة.،وكأن كل واحد منهما يقول إما أنا وبرنامجي ورؤيتي،أو فليهدم المعبد على رأس من فيه،وما تقوم به إسرائيل من تكثيف وتصعيد للاستيطان وبوتائر عالية وجنونية،والمترافق مع ما يقوم به المستوطنين من انفلات لقطعانهم وسوائبهم،والقيام بشن حرب شاملة على شعبنا الفلسطيني،أليس كافياً لنا لكي نفكر بمصالح شعبنا وبمصالح الوطن؟،فما يجري على الجبهتين سواء في غزة من تهدئة ،أو في الضفة من مفاوضات عبثية لن يقودوا أبداً إلى نيل حقوق شعبنا في الحرية والاستقلال،والمستوطنين لن يوقفوا عربداتهم وزعرناتهم على شعبنا وأرضه،بل هذه الاعتداءات والزعرنات ستأخذ أشكالاً أكثر حدية وخطورة،كلما شعر المستوطنين بضعفنا وفرقتنا وعدم قدرتنا على التصدي لهم،أو كلما زاد الضغط الدولي عليهم،من أجل لجمهم عن سعارهم وعن استمرار تغولهم وتوحشهم ونهبهم للأرض الفلسطينية،أو دعوتهم لتفكيك مستوطناتهم والرحيل عن الأرض الفلسطينية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق