د. فايز أبو شمالة
استوقفني ما صدر عن الدكتور نبيل شعث وزير التخطيط لأول حكومة فلسطينية، وزير الخارجية السابق، وعضو اللجنة المركزية الحالي لحركة فتح، ولاسيما أن تصريحات الرجل في الفترة الأخيرة قد اتسمت بالحيوية، والحرص الواضح على الوحدة الوطنية، وهذا ما لم ينكره قادة حماس أنفسهم الذين شاركوا وفد فتح مفاوضات القاهرة، وللدلالة على ما أقول، سأورد بعض ما نوه إليه الدكتور شعث، وهو يعقب على تصريحات الدكتور محمود الزهار التي قدر فيها أن التوقيع على اتفاقية المصالحة سيتم في العشرين من شهر أكتوبر، هذا التصريح الذي نظر إليه دكتور شعث: بإيجابية وهو يقول: "نحن كفلسطينيين لا يمكننا تحمل المزيد من الانقسام والسلبية في علاقاتنا الداخلية، مضيفا بأن الذين يصدّرون الخوف إلى شعبنا يضرون بقضيته الوطنية". وهنا مربط الفرس في الحديث العاقل! فمن هم أولئك الذين يصدّرون الخوف؟ ويخيفون شعبنا الفلسطيني من إخوة لهم؟ ولماذا يثيرون هذه الحالة من الفزع، وإشاعة عدم جدوى المصالحة، والقنوط من التوصل لتفاهم مع الآخر؟.
الدكتور نبيل شعث لا يكتفي بتسجيل ملاحظة، وإنما بقدم مقترحاً يطالب فيه حركة حماس بالبدء في شراكة حقيقية تقوم على برنامج الحد الأدنى من الاتفاق، وعدم الاكتفاء باتفاقات أمنية وإدارية، مشددا على ضرورة التفاهم على قضايا حساسة مثل: كيفية التعامل مع الاحتلال، والحصار، الديمقراطية، وتداول السلطة، والتفاهم، وإعادة خلق الثقة، وأضاف: نحن مقبلون على شراكة وإنهاء عهد التفرد، لأنه بدون الشراكة لن نستطيع الضغط على عدونا والعالم. وهنا أزعم أن هذه الدعوة موجه إلى طرفي معادلة الخلاف، وإن أخذت اتجاه حماس، فجملة انتهاء عهد التفرد تحمل معنيين، أولاً التفرد بالقرار السياسي الذي ساد الساحة الفلسطينية لمدة أربعين عاماً، ولذا أحترم الدكتور شعث على صراحته، واعترافه بانتهاء ذالك الزمن دون رجعه، وثانياً: التفرد الميداني بالسلطة سواء في رام الله، أو قطاع غزة، وهذا التفرد لا ينتهي إلا بالشراكة الوطنية، وهذه الشراكة لا تتحقق إلا بالتوافق السياسي على برنامج عمل مشترك، وعلى آلية تطبيق يلتزم فيها الجميع.
سنة 1995 نشرت مقالاً في صحيفة القدس ثمنت فيه الدكتور شعث، وكنت قد راقبته وهو يؤسس لوزارة التخطيط والتعاون الدولي، ويغرس بذور التفاؤل، ولكن في سنة 2004م كتبت مقالاً نقدياً قاسي اللهجة ضد الدكتور نبيل شعث لموقف سياسي اتخذه في حينه، لقد رد د. شعث على مقالي بمقال أكثر عنفاً في الصحافة المحلية، وهذا ما حرك غريزة الدكتور إبراهيم حمامي الدفاعية، فقام بالرد الموثق على الدكتور شعث. كل ذلك الخلاف لا يمنع من النظر بتقدير لكل تطور إيجابي في مواقف الدكتور نبيل شعث من المصالحة الفلسطينية، ورؤيته السياسية التي صارت أكثر شمولية بعد فشل طريق التفاوض، وهذا ما يحثني لتسجيل كلمة إطراء للرجل الذي سبق الجميع في فهم المعادلة الفلسطينية، وأبجدياتها، وراح يقدم الرأي السديد لإخوانه في حركة فتح، ويلهمهم طريق الرشاد، ولاسيما أولئك الذين ما زالوا يتخوفون من حركة حماس، بل ويصدّرون الخوف كما قال دكتور شعث، ويتصدّون لكل عاقل يهدف لطي صفحة الانقسام، ويصدّون الناس عن حب الوطن، وعن ذكر الله.
fshamala@yahoo.com
استوقفني ما صدر عن الدكتور نبيل شعث وزير التخطيط لأول حكومة فلسطينية، وزير الخارجية السابق، وعضو اللجنة المركزية الحالي لحركة فتح، ولاسيما أن تصريحات الرجل في الفترة الأخيرة قد اتسمت بالحيوية، والحرص الواضح على الوحدة الوطنية، وهذا ما لم ينكره قادة حماس أنفسهم الذين شاركوا وفد فتح مفاوضات القاهرة، وللدلالة على ما أقول، سأورد بعض ما نوه إليه الدكتور شعث، وهو يعقب على تصريحات الدكتور محمود الزهار التي قدر فيها أن التوقيع على اتفاقية المصالحة سيتم في العشرين من شهر أكتوبر، هذا التصريح الذي نظر إليه دكتور شعث: بإيجابية وهو يقول: "نحن كفلسطينيين لا يمكننا تحمل المزيد من الانقسام والسلبية في علاقاتنا الداخلية، مضيفا بأن الذين يصدّرون الخوف إلى شعبنا يضرون بقضيته الوطنية". وهنا مربط الفرس في الحديث العاقل! فمن هم أولئك الذين يصدّرون الخوف؟ ويخيفون شعبنا الفلسطيني من إخوة لهم؟ ولماذا يثيرون هذه الحالة من الفزع، وإشاعة عدم جدوى المصالحة، والقنوط من التوصل لتفاهم مع الآخر؟.
الدكتور نبيل شعث لا يكتفي بتسجيل ملاحظة، وإنما بقدم مقترحاً يطالب فيه حركة حماس بالبدء في شراكة حقيقية تقوم على برنامج الحد الأدنى من الاتفاق، وعدم الاكتفاء باتفاقات أمنية وإدارية، مشددا على ضرورة التفاهم على قضايا حساسة مثل: كيفية التعامل مع الاحتلال، والحصار، الديمقراطية، وتداول السلطة، والتفاهم، وإعادة خلق الثقة، وأضاف: نحن مقبلون على شراكة وإنهاء عهد التفرد، لأنه بدون الشراكة لن نستطيع الضغط على عدونا والعالم. وهنا أزعم أن هذه الدعوة موجه إلى طرفي معادلة الخلاف، وإن أخذت اتجاه حماس، فجملة انتهاء عهد التفرد تحمل معنيين، أولاً التفرد بالقرار السياسي الذي ساد الساحة الفلسطينية لمدة أربعين عاماً، ولذا أحترم الدكتور شعث على صراحته، واعترافه بانتهاء ذالك الزمن دون رجعه، وثانياً: التفرد الميداني بالسلطة سواء في رام الله، أو قطاع غزة، وهذا التفرد لا ينتهي إلا بالشراكة الوطنية، وهذه الشراكة لا تتحقق إلا بالتوافق السياسي على برنامج عمل مشترك، وعلى آلية تطبيق يلتزم فيها الجميع.
سنة 1995 نشرت مقالاً في صحيفة القدس ثمنت فيه الدكتور شعث، وكنت قد راقبته وهو يؤسس لوزارة التخطيط والتعاون الدولي، ويغرس بذور التفاؤل، ولكن في سنة 2004م كتبت مقالاً نقدياً قاسي اللهجة ضد الدكتور نبيل شعث لموقف سياسي اتخذه في حينه، لقد رد د. شعث على مقالي بمقال أكثر عنفاً في الصحافة المحلية، وهذا ما حرك غريزة الدكتور إبراهيم حمامي الدفاعية، فقام بالرد الموثق على الدكتور شعث. كل ذلك الخلاف لا يمنع من النظر بتقدير لكل تطور إيجابي في مواقف الدكتور نبيل شعث من المصالحة الفلسطينية، ورؤيته السياسية التي صارت أكثر شمولية بعد فشل طريق التفاوض، وهذا ما يحثني لتسجيل كلمة إطراء للرجل الذي سبق الجميع في فهم المعادلة الفلسطينية، وأبجدياتها، وراح يقدم الرأي السديد لإخوانه في حركة فتح، ويلهمهم طريق الرشاد، ولاسيما أولئك الذين ما زالوا يتخوفون من حركة حماس، بل ويصدّرون الخوف كما قال دكتور شعث، ويتصدّون لكل عاقل يهدف لطي صفحة الانقسام، ويصدّون الناس عن حب الوطن، وعن ذكر الله.
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق