د. فايز أبو شمالة
ما أوهن القيد الذي يلتف على عنق شعب المقاومة! وما أندى حبات العرق على جبينه عندما يغضب، ويثور، وينتفض لما يجري من انكشاف سوءة قيادته أمام الرأي العام العربي والدولي، يرتجف وجدان الشعب الفلسطيني من وَهَنَ قيادتهم السياسية، وينفعل الصغير قبل الكبير، والمرأة قبل الرجل وهم يبصرون بأم أعينهم قيادتهم تبيع دم أولادهم، وترش الملح على جراحهم التي لن تلتئم، وتعلّق شرفهم على الحبل الذي شنقوا فيه تقرير "غولدستون" باستخفاف لا مثيل له، وكأن صمود الشعب الفلسطيني، وصبره في الملمات لا يساوي شيئاً من وجهة نظر القيادة، التي أهانت كل فلسطيني، وداست بقدمها على كرامته، وإنسانيته، واحتقرت تضحياته. قيادة ما زالت تصر على الظهور العلني، والتحدث باسم الشعب الفلسطيني بلا خجل، وبلا وجل، وكأنهم لم يقترفوا الكبائر والمعاصي بحق الوطن.
بالأمس القريب يلتقي السيد "عباس" مع نتانياهو رغم مواصلة الاستيطان، ومواصلة تهويد القدس، ودون أفق للسلام، ليطير في العراء كل الرجاء في تحمل العض على الأصابع، ليبدأ التمهيد لفتح بوابة التطبيع العربي مع الدولة العبرية، بينما دم غزة والضفة الغربية لما يزل يقطر، ومع ذلك ظل هنالك من يدافع عن سياسة السيد عباس، وظل من يقدم التبريرات الموضوعية، والضرورات السياسية، وظل من يتحدث عن الإرادة الدولية، واستحقاق المرحلة، والوضع العربي، وظل من يبكي على الحالة الفلسطينية، ويجد من يصدقه، ولكن عندما تدفن القيادة الفلسطينية بيدها تقرير "غولدستون" الذي يفضح جريمة المحتلين، فلم يبق ما يستر عورة القيادة، ولا أحسب أن فلسطينياً واحداً يمتلك الجرأة بعد اليوم ليجد تبريراً لفظياً لهذا الخلط السياسي، والتخبط القيادي، والوجع الذي اخترق صدر كل فلسطيني؟
لا نريد مسيرات جماهيرية تستنكر تبرئة القادة الإسرائيليين من دماء أطفالنا، ولا نريد بيانات شجب تنظيمية، وإدانة للسكين التي غدرت بتضحيات شعبنا، نريد موقفاً تنظيماً واضحاً من حركة فتح؛ فهل أنتم مع تبرئة قادة إسرائيل من دمنا، أم أنتم مع شعبكم؟ ونريد من كل القوة السياسية الفلسطينية أن تحدد موقفها بجلاء، هل أنتم مع فلسطين، أم ضد شعب فلسطين؟ فلا خيار ثالث بعد اليوم، ولا مهادنة لمن يهين دمنا الفلسطيني، ويقدم لحم أطفالنا مجففاً على طبق من خنوع، وعلى كافة القوى السياسية الفلسطينية التي استنكرت دفن تقرير "غولدستون" وعلى رأسها حماس، والجهاد الإسلامي، عليهم أن يبادروا إلى تشكل لجنة قانونية فلسطينية تشرع في محاكمة علنية للمسئولين الفلسطينيين الذين أسهموا في تبرئة القيادة الإسرائيلية، ووفروا لها سبل النجاة من العقاب الدولي الذي أوشك أن يُطْبِقَ على أعناقهم.
fshamala@yahoo.com
ما أوهن القيد الذي يلتف على عنق شعب المقاومة! وما أندى حبات العرق على جبينه عندما يغضب، ويثور، وينتفض لما يجري من انكشاف سوءة قيادته أمام الرأي العام العربي والدولي، يرتجف وجدان الشعب الفلسطيني من وَهَنَ قيادتهم السياسية، وينفعل الصغير قبل الكبير، والمرأة قبل الرجل وهم يبصرون بأم أعينهم قيادتهم تبيع دم أولادهم، وترش الملح على جراحهم التي لن تلتئم، وتعلّق شرفهم على الحبل الذي شنقوا فيه تقرير "غولدستون" باستخفاف لا مثيل له، وكأن صمود الشعب الفلسطيني، وصبره في الملمات لا يساوي شيئاً من وجهة نظر القيادة، التي أهانت كل فلسطيني، وداست بقدمها على كرامته، وإنسانيته، واحتقرت تضحياته. قيادة ما زالت تصر على الظهور العلني، والتحدث باسم الشعب الفلسطيني بلا خجل، وبلا وجل، وكأنهم لم يقترفوا الكبائر والمعاصي بحق الوطن.
بالأمس القريب يلتقي السيد "عباس" مع نتانياهو رغم مواصلة الاستيطان، ومواصلة تهويد القدس، ودون أفق للسلام، ليطير في العراء كل الرجاء في تحمل العض على الأصابع، ليبدأ التمهيد لفتح بوابة التطبيع العربي مع الدولة العبرية، بينما دم غزة والضفة الغربية لما يزل يقطر، ومع ذلك ظل هنالك من يدافع عن سياسة السيد عباس، وظل من يقدم التبريرات الموضوعية، والضرورات السياسية، وظل من يتحدث عن الإرادة الدولية، واستحقاق المرحلة، والوضع العربي، وظل من يبكي على الحالة الفلسطينية، ويجد من يصدقه، ولكن عندما تدفن القيادة الفلسطينية بيدها تقرير "غولدستون" الذي يفضح جريمة المحتلين، فلم يبق ما يستر عورة القيادة، ولا أحسب أن فلسطينياً واحداً يمتلك الجرأة بعد اليوم ليجد تبريراً لفظياً لهذا الخلط السياسي، والتخبط القيادي، والوجع الذي اخترق صدر كل فلسطيني؟
لا نريد مسيرات جماهيرية تستنكر تبرئة القادة الإسرائيليين من دماء أطفالنا، ولا نريد بيانات شجب تنظيمية، وإدانة للسكين التي غدرت بتضحيات شعبنا، نريد موقفاً تنظيماً واضحاً من حركة فتح؛ فهل أنتم مع تبرئة قادة إسرائيل من دمنا، أم أنتم مع شعبكم؟ ونريد من كل القوة السياسية الفلسطينية أن تحدد موقفها بجلاء، هل أنتم مع فلسطين، أم ضد شعب فلسطين؟ فلا خيار ثالث بعد اليوم، ولا مهادنة لمن يهين دمنا الفلسطيني، ويقدم لحم أطفالنا مجففاً على طبق من خنوع، وعلى كافة القوى السياسية الفلسطينية التي استنكرت دفن تقرير "غولدستون" وعلى رأسها حماس، والجهاد الإسلامي، عليهم أن يبادروا إلى تشكل لجنة قانونية فلسطينية تشرع في محاكمة علنية للمسئولين الفلسطينيين الذين أسهموا في تبرئة القيادة الإسرائيلية، ووفروا لها سبل النجاة من العقاب الدولي الذي أوشك أن يُطْبِقَ على أعناقهم.
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق