محمود الزهيري
أوباما الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية سيزور القاهرة قريباً ويلقي خطابه من جامعة القاهرة بديلاً عن الجامع الأزهر.
إرتعدت فرائص وحزنت مشاعر لمجرد وصول خبر إلقاء أوباما خطابه للعالم الإسلامي من الجامع الأزهر , واطمأنت تلك المشاعر وهدأت الفرائص لإلقاء الخطاب من جامعة القاهرة , وذلك حسب مشاعر بعض الفصائل الدينية .
العيون والأذان ترنو للنظر وترهف للسمع لما ينطق به أوباما في جامعة القاهرة , ليتم تحليل حروف النصب و الجر , والنظر بإمعان في نون النسوة , وجمع المذكرالسالم و المؤنث السالم , والغيرسالم , والأهم في موضوع خطاب أوباما هو جمع التكسير, حال كون أوباما وغيره من زعماء العالم الحر علي شبه ثقة في أنهم يتعاملون مع زعماء لايمثلون إلا جمع من الكسر سواء في الأعداد أو الصفات المنتسبة للديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان !!
الغالبية من القوي السياسية والتيارات الدينية, تنتظر أن يبيض الديك بيضاً من ذهب .
معذرة علي تلك الكلمات , لأننا في حالة مرضية مزمنة من حالات الغياب العقلي منذ زمن بعيد , وأدت بنا إلي أن نستعين بأوباما لإصلاح أوضاعنا السياسية والإقتصادية الملتحمة بأوضاعنا الإجتماعية .
غالبية القوي السياسية تلعن أمريكا بتحالفها مع الدولة العبرية , وتطلب الموت لأمريكا والهلاك لإسرائيل , وأمريكا و إسرائيل حليفين مزمنين في التحالف والصداقة في وجوه عديدة أهمها العلمية والعسكرية والتي تسبقهما جملة من المصالح الإقتصادية بين الدولتين .
والملاحظات الأولي علي خطاب أوباما أنه فكر في بداية الأمر حسب خبرائه ومستشاريه الذين اختاروا القاهرة لتكون القبلة التي يؤذن فيها بخطابه , ليس للعرب بمسلميهم ومسيحييهم , وبمافيهم من أقليات دينية كالشيعة والقرآنيين , والبهائيين وغيرهم , من الأقليات العرقية والدينية , ولكن جاء الخطاب ليكون موجهاً للمسلمين فقط وكأنه يمثل حالة من حالات التمييز والعنصرية المبنية علي الدين .علي فرضية أن أوباما لو اختار ان يوجه خطابه للعالم المسيحي فهل كان سيختار الفاتيكان لتكون قبلته في إلقاء خطابه للمسيحيين , وهل كان ذلك سيرضي كافة الطوائف المسيحية في الشرق والغرب , ومعها الأقليات الدينية الإسلامية والبوذية والهندوسية وغيرهم من الأقليات الدينية الأخري ؟!!
الأزمة أن أوباما وكأنه قد وقع في حالة من حالات التمثل الغير طوعي في الإستبداد والطغيان القائم علي نفي الآخر في الدين في صورة من صور الخلط الذي كانت نتائجه علي الدوام سبب المآسي التي عاشتها الشعوب وأنتجت الفساد والطغيان والإستبداد .
ماذا يمكن أن يقول أوباما للزعماء العرب , الذين هم في أغلبهم فلاسفة الإستبداد وأعمدة القتل والطغيان , فهل ثمة خطاب هام يمكن أن يلقيه أوباما علي مسامع زعماء الفساد والإستبداد والطغيان , أم أن أوباما يري أن هذه الأنظمة العربية الحاكمة هي البديل الوحيد اللائق بشعوب هذه الأنظمة ؟!!
ثمت أسئلة من الممكن أن لاتغيب عن عقلية الرئيس الأمريكي أوباما وإدارته , وهذه الأسئلة مفادها في الإجابات عن أسئلة الإرهاب والعنصرية والتمييز والقتل في الدول العربية , تلك الدول التي تعتبر من أهم مصانع إنتاج الإرهاب وتوريده للعالم حتي لأمريكا ذاتها التي توجه خطابها للعالم الإسلامي , فالطغيان والإستبداد هما الرافدين الأساسيين لصناعة وإنتاج الإرهاب , وأمريكا هي من تعين زعماء الطغيان والإستبداد علي ذلك !!
فهل من تفسير لدي باراك أوباما وإدارته في مساعدة الأنظمة العربية ؟
أم أن الإجابة ستكون صادمة للشعوب والجماهير المغيب وعيها بأفعال وصنائع الإدارة الأمريكية علي الدوام , والتي تخاف ذاتها من تفعيل دور الحريات والوكلاء الإجتماعيين في الدول العربية , والتي من الممكن أن تكون بدايات طبيعية لتفعيل دور الديمقراطية وتداول الحكم والسلطة ؟
أم أن الخوف يرمي بظلاله الكئيبة علي الساحة مخافة صعود التيارات الدينية أو التيارات القومية العروبية علي مصاف الحكم والسلطة في دولة من الدول والتي كل شعوبها في الغالب تناصب أمريكا وإسرائيل العداء وتتمني من القلب زوال أمريكا وإبادة إسرائيل ؟!!
أظن أن الرئيس باراك أوباما وإدارته سيعجزان عن إيجاد حل للقضية الفلسطينية , لأن القضية الفلسطينية هي أهم وأخطر الدروع التي يحتمي بها الحكام العرب أرباب الطغيان والقتل والإستبداد , فإذا تم حل القضية الفلسطينية فبماذا تتاجر أنظمة الحكم العربية , وبماذا تنشغل الفصائل القومانية العروبية , أو فصائل وتيارات الإسلام السياسي أو تيارات السلفية الجهادية وباقي التيارات الدينية الأخري من تيارات الموت والعنف المقدس ؟!!
وبماذا تحافظ أمريكا وإسرائيل علي مواردهما إلا من خلال تطويع تلك الأنظمة للتخديم علي المصالح الأمريكية والإسرائيلية ؟!!
ماكان لباراك أوباما أن يوجه خطاباً للعالم الإسلامي , ولا حتي للعالم العربي , ولكن كان الأجدر به أن يوجه خطابه للزعماء العرب متحدياً إياهم بالحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان , فهذا الثالوث هو الثالوث الخطر علي تلك الأنظمة , فماذا تصنع الشعوب , أو ماذا تقدر أن تفعل تجاه تلك الأنظمة المحتمية بالقتل والطغيان والفساد والإستبداد ؟
وكأن باراك أوباما لايعقل تلك الأزمة التي هي أزمة شعوب وجماهير توظفها تلك الأنظمة وتغذيها بالعداءات تجاه أمريكا وإسرائيل ودول العالم الحر , بعنصريتها الموازية لعنصرية الشعوب والجماهير التي تصنعها تلك الأنظمة العربية , والذي يختلف في الأمر بالنسبة للعنصرية لدي العرب وإسرائيل أن إسرائيل دولة إحتلال وهذا ما لاتقدر أن تعلنه أمريكا أو أي دولة من دول العالم الحر , سوي السير في مسيرة السلام التي بدأت ولم يعرف العالم لها محطة وصول أخيرة حتي الآن !!
وعلي هذا المنول تنسج الخيبات المتوالية للشعوب والجماهير ليسعد الحكام العرب وتهنأ أمريكا وإسرائيل بتلك الخيبات المتكررة للشعوب والجماهير التي تستخدمها الأنظمة بالتلويح بها في وجه أمريكا وإسرائيل ودول العالم الحر بإعتبار أن الشعوب والجماهير العربية تمثل بجدارة حسب مفهوم أنظمة الحكم العربية , الغوغاء والدهماء والسوقة , والذين يحملون العداء لأمريكا وإسرائيل ودول العالم الحر, بإعتبارهم البديل اللاحضاري في وجه تلك الدول .
أمريكا مازالت صورتها مرسومة في مخيال العديد من النخب السياسية , والتيارات الدينية , والممثلة بصورة الشيطان الأكبر, وهذه النخب السياسية والدينية لاتختلف في الإستبداد عن حكام الأنظمة العربية فهي نسخ مكررة من إستبداد وطغيان الإنظمة العربية لأنها ملتحفة بإيديولوجيا مؤمنة بنفس الإيمان الذي تؤمن به أنظمة الإستبداد والطغيان , سوي أن الأولي في منظومة الحكم والسلطة , والثانية خارج تلك المنظومة .
والغريب أن هذه الكاريزمات الآن تطالب أوباما بعدم مساعدة أنظمة الطغيان , وتفعيل الديمقراطية والحريات , وهي ذاتها المؤمنة بشعار الإستبداد والدولة المركزية الشمولية , في معادلة مختلة من الأساس , ولا أدري كيف يتحقق لها ذلك , مع أن هذه النخب غير قادرة علي تفعيل أي أسلوب أو السير في الطريق الذي يحرز التغيير , أو يجبر الأنظمة الإستبدادية علي الإصلاح أو الرحيل , وهذا علي المستوي الداخلي , أما علي المستوي الخارجي فإلعجز يتبدي عن إدارة صراع يتم إحراز النصر من خلاله , أو إدارة صراع يتم تحقيق التوافق من خلاله , ومابين العجزين تكمن الأزمة المستمرة , حيث لاخيار ثالث إلا خيار الصراخ والعويل من فسادات الداخل , وإهمالات الخارج ؟!!
الغريب في الأمر أن معظم الأحزاب السياسية المصرية وغالبية القوي السياسية الشعبية والتي تلعن أمريكا ليل نهار , والتي كانت تطالب بسقوط أمريكا وتطالب الموت لها , والتي رفضت قرار البرلمان الأوروبي بإدانة مصر في الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان بالرغم من كونه قراراً صادراً من مؤسسة شعوب , وليست مؤسسة حكم وسلطة .
وهذه النخب هي التي رفضت الحديث مع ممثلي العديد من الهيئات والمؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية العالمية في شدة توهج الحركات الشعبية الإحتجاجية الرافضة لنظام حكم مبارك الأب , وأفعال الإجرام السلطوي في حق المصريين , وهي ذاتها التي وقفت مع الزعماء العرب من أمثال صدام حسين , وأكلت وشربت وتمولت من تلك الأنظمة الإستبدادية , مثل سوريا واليمن وليبيا , ولا ننسي الجماعات الدينية الممولة التي ساعدتها ومولتها دول خليجية للتخديم علي مفاهيم سياسية أرادت لها أن تسود من خلال الترويج لمفاهيم دينية أريد لها أن ثوابت دينية تمثل عقيدة ثابتة .
الشعوب والجماهير العربية هي الوقود المحترق من أجل إستمرار الفساد والإستبداد ومنظومات الطغيان العربية , وأي حديث يبتعد عن تحويل الشعوب والجماهير إلي مجتمعات منظمة , هو حديث هراء وإستهلاك للمجهود العقلي والذهني , وإضاعة للوقت وتبديد للطاقات , حال كون الطريق الوحيد للخلاص من الإستبداد والطغيان والقتل والإرهاب هو الحريات وحقوق الإنسان , واللذين لنا يتحققا إلا بالديمقراطية وتداول الحكم والسلطة , وغير ذلك فلن يكون مجدياً , لأن الشعوب والجماهير العربية تنتظر من باراك أوباما أن يتحدث اللغة العربية و يعتنق الإسلام , وحتي لو فعل ذلك فسيتم تكفيره إذ سينظر إليه من الشيعة أو السنة علي أنه كافر إذا إنتمي لأياً من الفريقين ؟!!
mahmoudelzohery@yahoo.com
أوباما الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية سيزور القاهرة قريباً ويلقي خطابه من جامعة القاهرة بديلاً عن الجامع الأزهر.
إرتعدت فرائص وحزنت مشاعر لمجرد وصول خبر إلقاء أوباما خطابه للعالم الإسلامي من الجامع الأزهر , واطمأنت تلك المشاعر وهدأت الفرائص لإلقاء الخطاب من جامعة القاهرة , وذلك حسب مشاعر بعض الفصائل الدينية .
العيون والأذان ترنو للنظر وترهف للسمع لما ينطق به أوباما في جامعة القاهرة , ليتم تحليل حروف النصب و الجر , والنظر بإمعان في نون النسوة , وجمع المذكرالسالم و المؤنث السالم , والغيرسالم , والأهم في موضوع خطاب أوباما هو جمع التكسير, حال كون أوباما وغيره من زعماء العالم الحر علي شبه ثقة في أنهم يتعاملون مع زعماء لايمثلون إلا جمع من الكسر سواء في الأعداد أو الصفات المنتسبة للديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان !!
الغالبية من القوي السياسية والتيارات الدينية, تنتظر أن يبيض الديك بيضاً من ذهب .
معذرة علي تلك الكلمات , لأننا في حالة مرضية مزمنة من حالات الغياب العقلي منذ زمن بعيد , وأدت بنا إلي أن نستعين بأوباما لإصلاح أوضاعنا السياسية والإقتصادية الملتحمة بأوضاعنا الإجتماعية .
غالبية القوي السياسية تلعن أمريكا بتحالفها مع الدولة العبرية , وتطلب الموت لأمريكا والهلاك لإسرائيل , وأمريكا و إسرائيل حليفين مزمنين في التحالف والصداقة في وجوه عديدة أهمها العلمية والعسكرية والتي تسبقهما جملة من المصالح الإقتصادية بين الدولتين .
والملاحظات الأولي علي خطاب أوباما أنه فكر في بداية الأمر حسب خبرائه ومستشاريه الذين اختاروا القاهرة لتكون القبلة التي يؤذن فيها بخطابه , ليس للعرب بمسلميهم ومسيحييهم , وبمافيهم من أقليات دينية كالشيعة والقرآنيين , والبهائيين وغيرهم , من الأقليات العرقية والدينية , ولكن جاء الخطاب ليكون موجهاً للمسلمين فقط وكأنه يمثل حالة من حالات التمييز والعنصرية المبنية علي الدين .علي فرضية أن أوباما لو اختار ان يوجه خطابه للعالم المسيحي فهل كان سيختار الفاتيكان لتكون قبلته في إلقاء خطابه للمسيحيين , وهل كان ذلك سيرضي كافة الطوائف المسيحية في الشرق والغرب , ومعها الأقليات الدينية الإسلامية والبوذية والهندوسية وغيرهم من الأقليات الدينية الأخري ؟!!
الأزمة أن أوباما وكأنه قد وقع في حالة من حالات التمثل الغير طوعي في الإستبداد والطغيان القائم علي نفي الآخر في الدين في صورة من صور الخلط الذي كانت نتائجه علي الدوام سبب المآسي التي عاشتها الشعوب وأنتجت الفساد والطغيان والإستبداد .
ماذا يمكن أن يقول أوباما للزعماء العرب , الذين هم في أغلبهم فلاسفة الإستبداد وأعمدة القتل والطغيان , فهل ثمة خطاب هام يمكن أن يلقيه أوباما علي مسامع زعماء الفساد والإستبداد والطغيان , أم أن أوباما يري أن هذه الأنظمة العربية الحاكمة هي البديل الوحيد اللائق بشعوب هذه الأنظمة ؟!!
ثمت أسئلة من الممكن أن لاتغيب عن عقلية الرئيس الأمريكي أوباما وإدارته , وهذه الأسئلة مفادها في الإجابات عن أسئلة الإرهاب والعنصرية والتمييز والقتل في الدول العربية , تلك الدول التي تعتبر من أهم مصانع إنتاج الإرهاب وتوريده للعالم حتي لأمريكا ذاتها التي توجه خطابها للعالم الإسلامي , فالطغيان والإستبداد هما الرافدين الأساسيين لصناعة وإنتاج الإرهاب , وأمريكا هي من تعين زعماء الطغيان والإستبداد علي ذلك !!
فهل من تفسير لدي باراك أوباما وإدارته في مساعدة الأنظمة العربية ؟
أم أن الإجابة ستكون صادمة للشعوب والجماهير المغيب وعيها بأفعال وصنائع الإدارة الأمريكية علي الدوام , والتي تخاف ذاتها من تفعيل دور الحريات والوكلاء الإجتماعيين في الدول العربية , والتي من الممكن أن تكون بدايات طبيعية لتفعيل دور الديمقراطية وتداول الحكم والسلطة ؟
أم أن الخوف يرمي بظلاله الكئيبة علي الساحة مخافة صعود التيارات الدينية أو التيارات القومية العروبية علي مصاف الحكم والسلطة في دولة من الدول والتي كل شعوبها في الغالب تناصب أمريكا وإسرائيل العداء وتتمني من القلب زوال أمريكا وإبادة إسرائيل ؟!!
أظن أن الرئيس باراك أوباما وإدارته سيعجزان عن إيجاد حل للقضية الفلسطينية , لأن القضية الفلسطينية هي أهم وأخطر الدروع التي يحتمي بها الحكام العرب أرباب الطغيان والقتل والإستبداد , فإذا تم حل القضية الفلسطينية فبماذا تتاجر أنظمة الحكم العربية , وبماذا تنشغل الفصائل القومانية العروبية , أو فصائل وتيارات الإسلام السياسي أو تيارات السلفية الجهادية وباقي التيارات الدينية الأخري من تيارات الموت والعنف المقدس ؟!!
وبماذا تحافظ أمريكا وإسرائيل علي مواردهما إلا من خلال تطويع تلك الأنظمة للتخديم علي المصالح الأمريكية والإسرائيلية ؟!!
ماكان لباراك أوباما أن يوجه خطاباً للعالم الإسلامي , ولا حتي للعالم العربي , ولكن كان الأجدر به أن يوجه خطابه للزعماء العرب متحدياً إياهم بالحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان , فهذا الثالوث هو الثالوث الخطر علي تلك الأنظمة , فماذا تصنع الشعوب , أو ماذا تقدر أن تفعل تجاه تلك الأنظمة المحتمية بالقتل والطغيان والفساد والإستبداد ؟
وكأن باراك أوباما لايعقل تلك الأزمة التي هي أزمة شعوب وجماهير توظفها تلك الأنظمة وتغذيها بالعداءات تجاه أمريكا وإسرائيل ودول العالم الحر , بعنصريتها الموازية لعنصرية الشعوب والجماهير التي تصنعها تلك الأنظمة العربية , والذي يختلف في الأمر بالنسبة للعنصرية لدي العرب وإسرائيل أن إسرائيل دولة إحتلال وهذا ما لاتقدر أن تعلنه أمريكا أو أي دولة من دول العالم الحر , سوي السير في مسيرة السلام التي بدأت ولم يعرف العالم لها محطة وصول أخيرة حتي الآن !!
وعلي هذا المنول تنسج الخيبات المتوالية للشعوب والجماهير ليسعد الحكام العرب وتهنأ أمريكا وإسرائيل بتلك الخيبات المتكررة للشعوب والجماهير التي تستخدمها الأنظمة بالتلويح بها في وجه أمريكا وإسرائيل ودول العالم الحر بإعتبار أن الشعوب والجماهير العربية تمثل بجدارة حسب مفهوم أنظمة الحكم العربية , الغوغاء والدهماء والسوقة , والذين يحملون العداء لأمريكا وإسرائيل ودول العالم الحر, بإعتبارهم البديل اللاحضاري في وجه تلك الدول .
أمريكا مازالت صورتها مرسومة في مخيال العديد من النخب السياسية , والتيارات الدينية , والممثلة بصورة الشيطان الأكبر, وهذه النخب السياسية والدينية لاتختلف في الإستبداد عن حكام الأنظمة العربية فهي نسخ مكررة من إستبداد وطغيان الإنظمة العربية لأنها ملتحفة بإيديولوجيا مؤمنة بنفس الإيمان الذي تؤمن به أنظمة الإستبداد والطغيان , سوي أن الأولي في منظومة الحكم والسلطة , والثانية خارج تلك المنظومة .
والغريب أن هذه الكاريزمات الآن تطالب أوباما بعدم مساعدة أنظمة الطغيان , وتفعيل الديمقراطية والحريات , وهي ذاتها المؤمنة بشعار الإستبداد والدولة المركزية الشمولية , في معادلة مختلة من الأساس , ولا أدري كيف يتحقق لها ذلك , مع أن هذه النخب غير قادرة علي تفعيل أي أسلوب أو السير في الطريق الذي يحرز التغيير , أو يجبر الأنظمة الإستبدادية علي الإصلاح أو الرحيل , وهذا علي المستوي الداخلي , أما علي المستوي الخارجي فإلعجز يتبدي عن إدارة صراع يتم إحراز النصر من خلاله , أو إدارة صراع يتم تحقيق التوافق من خلاله , ومابين العجزين تكمن الأزمة المستمرة , حيث لاخيار ثالث إلا خيار الصراخ والعويل من فسادات الداخل , وإهمالات الخارج ؟!!
الغريب في الأمر أن معظم الأحزاب السياسية المصرية وغالبية القوي السياسية الشعبية والتي تلعن أمريكا ليل نهار , والتي كانت تطالب بسقوط أمريكا وتطالب الموت لها , والتي رفضت قرار البرلمان الأوروبي بإدانة مصر في الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان بالرغم من كونه قراراً صادراً من مؤسسة شعوب , وليست مؤسسة حكم وسلطة .
وهذه النخب هي التي رفضت الحديث مع ممثلي العديد من الهيئات والمؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية العالمية في شدة توهج الحركات الشعبية الإحتجاجية الرافضة لنظام حكم مبارك الأب , وأفعال الإجرام السلطوي في حق المصريين , وهي ذاتها التي وقفت مع الزعماء العرب من أمثال صدام حسين , وأكلت وشربت وتمولت من تلك الأنظمة الإستبدادية , مثل سوريا واليمن وليبيا , ولا ننسي الجماعات الدينية الممولة التي ساعدتها ومولتها دول خليجية للتخديم علي مفاهيم سياسية أرادت لها أن تسود من خلال الترويج لمفاهيم دينية أريد لها أن ثوابت دينية تمثل عقيدة ثابتة .
الشعوب والجماهير العربية هي الوقود المحترق من أجل إستمرار الفساد والإستبداد ومنظومات الطغيان العربية , وأي حديث يبتعد عن تحويل الشعوب والجماهير إلي مجتمعات منظمة , هو حديث هراء وإستهلاك للمجهود العقلي والذهني , وإضاعة للوقت وتبديد للطاقات , حال كون الطريق الوحيد للخلاص من الإستبداد والطغيان والقتل والإرهاب هو الحريات وحقوق الإنسان , واللذين لنا يتحققا إلا بالديمقراطية وتداول الحكم والسلطة , وغير ذلك فلن يكون مجدياً , لأن الشعوب والجماهير العربية تنتظر من باراك أوباما أن يتحدث اللغة العربية و يعتنق الإسلام , وحتي لو فعل ذلك فسيتم تكفيره إذ سينظر إليه من الشيعة أو السنة علي أنه كافر إذا إنتمي لأياً من الفريقين ؟!!
mahmoudelzohery@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق