خضر خلف
أكد الواقع السياسي على الساحة الفلسطينية بان الخلاف الحاصل بين الإخوة وأبناء الشعب الواحد سواء كان هذا الخلاف سببه حماس أو السلطة بان جميعهم أصحاب المسؤولية عن هذا الخلاف وعن عدم إنهائه.
لأننا على يقين بان الجميع يجمعهم دين واحد آلا وهو دين الإسلام , والقضية واحدة , والوطن واحد , والهدف والمصير واحد .
ولكل منهم تاريخه النضالي والسياسي , ولا يستطيع احد منهم أن يزاود على الأخر لان جميعهم ناضلوا وضحوا واجتهدوا من اجل الوطن والقضية , ولا نعتقد بان الخلافات الجوهرية بينهم التي يدعونها لا يمكن التوصل لحلها.
خلافات سياسية على واقع فلسطيني لا يحسد عليه الفلسطينيون لما يعانوه من محتل متربص لهم ويرصد خلافاتهم ومستغلا لها في تنفيذ مشاريع التدمير والاستيطان , وهم مبتعدين كل البعد عن توحدهم وجمع أياديهم لتكون يدا واحدة تجمع اجتهاداتهم حتى يتسنى لهم العمل معا من اجل أن تستعيد القضية الفلسطينية عزتها وشموخها و مكانتها بين الأمم .
إن هذا الخلاف مزق النسيج الوطني للقضية الفلسطينية , وهم الطرفين المسؤولين كل المسؤولية عما وصلت له أحوال الشعب الفلسطيني من معاناة , وهذا يحتم عليهم القضاء على هذا الخلاف وان لا يكون بينهم أي خلاف مهما كان هذا الزخم من الخلاف فيما بينهم وان يعملوا على التمسك بالوحدة الوطنية لمواجهة العدو المتربص بهم .
إن هذه الخلافات لا تجسد اجتهاد من اجل تحرير الوطن , ولا توقف مشاريع العدو الاستيطانية وتهويد القدس وتهجير أهلها وهدم بيوتها , ولا تجسد رفع المعاناة والويلات عن فلسطين وأهلها , إنما الذي يدفع الثمن و يذهب ضحية هذا الخلاف المواطنين الأبرياء , وينتج عنها تجاهل قضيتنا وحقوقنا , ولا يستفيد منها إلا من تربص لنا ومن يريدون لشعبنا وقضيتنا الويل والفناء
إن الشعب الفلسطيني يتوجه إليكم طالبا إرجاع حقه بان يعيش في طمأنيه وحالة من الوحدة والاستقرار على كل أرضه سواء كانت غزة أو الضفة الغربية فكلها فلسطين وكلها لشعب فلسطين وليست حقرا لحماس أو فتح .
أما أنت أيها الشعب العربي الفلسطيني وجب عليك الوقوف الوطني المشرف بان تكون شعبا واحدا غير منقسم لهذا أو ذاك , وان لا تكون مجزئا كما جزء العدو بحواجزه الوطن فكن صفا واحدا ولا تدعم هذا على حساب ذاك , اعمل أيها الشعب من اجل المساعدة على توحيد صفوفهم وجهودهم , عسى أن يكرم الله فلسطين وشعبها لاستعادة حقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
أما انتم يا سلطة ويا حماس لا تضيعوا فرصة الوحدة والوفاق الوطني واقطعوا كل الطرق أمام عدوكم لأن آلة بطشه لا تفرق أن كان هذا من فتح أو ذاك حماس.
أما قادة الأنظمة العربية إن شعب فلسطين يطلع إليكم ويطالبكم بنصرة القضية الفلسطينية وان تكون نصرتكم تعتمد على خلق التوافق الوطني والعمل من اجل وحدة أبناء الشعب الفلسطيني الواحد وانطلاقا من الحكمة و العقل ودعم كل الجهود التي تقدمها جمهورية مصر العربية , وان لا ينفرد احد بهذا الطرف أو ذاك من اجل مصلحة شخصية محسوبية أو سياسية .
ونحن نتوجه لله العلي القدير أن تنتهي هذه الخلافات وان تعم على الشعب الفلسطيني الوحدة الوطنية وان يكونوا على قلب رجل واحد , وان ترجع للقضية الفلسطينية والوحدة الوطنية هيبتها وعزتها , وان ينعم الأهل في غزة بالاستقرار .
ولتعود كل من حماس وفتح لحشد طاقاتهم وجهودهم من اجل الوطن والهدف ونبذ كل أشكال الخلاف التي من شانها أن تكون سببا بضياع الوطن والقضية.
الجمعة، مايو 15، 2009
الخلافات لا تجسد اجتهاد من اجل تحرير الوطن , ولا توقف مشاريع العدو الاستيطانية وتهويد القدس
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق