سعيد علم الدين
لقد ذهبت الى مزابل التاريخ واندثرت الى غير رجعة افكار ومصطلحات أباطرة وملوك واقطاعيات القرون الوسطى حيث كانت الشعوب مُلكا من املاكها والناس خدمها وعبيدها، الا عند بطريق الزعامة السياسة الاقطاعية اللبنانية القادم من مخلفات القرون الوسطى ميشال عون الذي يحاول جاهدا وبكل المصطلحات الهابطة، والوسائل الفاسدة والاستفزازات إحياء هذه الثقافة البائدة من جديد كاشفا في كلمة ألقاها خلال مهرجان شعبوي لـ"التيار الوطني الحر او الى الوراء يا لبنان در" في ميروبا، السبت 16 أيار 2009. أنه:
"يتم العمل اليوم على خرق لوائح "التغيير والاصلاح" في جبيل بنائب اسمه ناظم الخوري ونائب في كسروان اسمه منصور البون وبنائب في المتن اسمه ميشال المر وبنائب في بعبدا اسمه ادمون غاريوس وبنائب في بيروت الاولى اسمها نايلة تويني"، معتبرًا أن "الهدف من ذلك سرقة خمسة مقاعد من الأكثرية".
هو يقصد هنا اكثرية ال 70% من الشارع المسيحي الذي انتخبته كمنقذ عام 2005 فاستملكها ميشال كجزء من املاكه الخاصة التي يريد الاخرون في الانتخابات سرقتها منه، كما ادعى في كلامه.
ومن هنا فالعملية الديمقراطية الانتخابية بالنسبة لمفهوم الثقافة الاقطاعية العونية، ليست عملية رياضية شريفة ونزيهة وحرة، بين اخصام في السياسة لخدمة المجتمع وتطوره، وانما عملية سرقة ونهب ولصوص وحرامية وشراء اصوات بالأموال الحرام التي يتلقاها عون على الدوام من جماعة الولي الفقيه الفهمان.
ومعترفا هو بذلك!
والا لماذا التحدث في هذا الموضوع الانتخابي وربطه بالسرقة؟
وهل يتحدث عنها، الا من يفكر بممارستها او العمل على هديها في عتمة زواريب الانتخابات الخدماتية لشراء مفاتيح واقفال الاصوات الانتخابية؟
عجبا! وهل الكرسي النيابي ملكك يا ميشال عون وملك غيرك من السياسيين الطارئين في ليلة ظلماء على الديمقراطية الشهباء أم ملك للشعب ممثلا بالناخبين؟
وهل انتخب الشعب نوابك عام 2005 على طريقة نظام الاسد الى الابد ام لفترة اربع سنوات؟
ومن حق الشعب بعد هذه الفترة الكافية التي تم فيها تجربة عون ونوابه تحت المجهر الشعبي في مشاركتهم الفعلية في تعطيل البلد وتدميره في حرب تموز بمساندتهم العمياء لمغامرات "حزب الله" ومنها غزو بيروت العزلاء ومحاولة احتلال الجبل في 7 ايار، وخنق وسط بيروت التجاري في اعتصامهم بنراجيلهم، وقطع الطرقات وارزاق مئات العائلات اللبنانية، وهروب الاستثمار، وضرب الازدهار وشل المؤسسات الامنية والدستورية، واغلاق مجلس النواب، ومحاصرة الحكومة لإسقاطها بالعنف والارهاب، وافراغ سدة رئاسة الجمهورية لأول مرة في تاريخ لبنان، وتشريع عون لسلاح سوريا وايران في خراب لبنان عبر ورقة استراتيجيته التدميرية وليست الدفاعية.
هذا غيض من فيض من ممارسات لن ينساها اللبناني الذي دفع الثمن غاليا في الوصول الى اتفاقية الطائف التي انهت الحرب على اساس المناصفة بين المسيحيين والمسلمين. ويأتي اليوم عون مع اذناب سوريا وعملاء ايران للعبث بهذه الاتفاقية، من خلال بدع المثالثة والثلث المعطل، والمرابعة وانتشار المربعات، والمسادسة وتشريع حمل المسدسات للعصابات، مما سيجلب الحرب والخراب والهجرة والتهجير والفقر والتعتير الى لبنان من جديد.
ومن هنا فالشعب، ووحده الشعب هو صاحب الكلمة الفصل في اعادة انتخاب عون ونوابه ومكافأتهم على نجاحهم في تمثيله في الندوة البرلمانية المنصرمة وخارجها او محاسبتهم وخذلهم بانتخاب من يراه اهلا لهذا المنصب المهم في النظام اليمقراطي.
وهذا حق من حقوق الناخب وعلى عون وكل السياسيين الخضوع لهذا الحق.
والصوت الانتخابي هو ملك للناخبين وليس من املاك السياسيين.
وبالتالي فالمقعد النيابي هو ملك الشعب وليس ملك عون وغيره من الاقطاعيين المتجددين.
فلا وراثة ولا تأبيد ولا ادعاء ملكية جماهيرية في الديمقراطية.
التغيير والتبديل بارادة الشعب هي سُنة من سُنن الشرعية الديمقراطية.
فمن يسرق اذن من؟ واين السرقة في ذلك؟
ما يقوله عون في هذا الصدد يؤكد احتقاره للناخب اولا، وفشله في اقناعه بالمنطق ثانيا، وبالتالي نجاح النواب الذين ذكرهم في حديثة ثالثا،
واعتباره رابعا ان الشعب قطيع غنم وملك من املاك الراعي ميشال عون وحماته كلاب المخابرات السورية وذئاب ولاية الفقيه الايرانية.
وأضاف عون: "يحاولون اعادتنا الى عهد الخراب والفساد الاقتصادي"، آملاً في "ألا ينغش أحدًا وهذا ليس هجومًا على احد وانا ضد المواقع التي تحاول اعادتنا الى عهد أخذنا الى الخراب طيلة 17 سنة".
ينسى عون بأن هذه الفترة التي ينتقدها كان ساسة لبنان جميعا خاضعين لسيطرة ووصاية حلفاؤه الحاليين النظاميين السوري والايراني.
وعندما قرر الرئيس الشهيد رفيق الحريري الاستقلال بالقرار اللبناني تم اغتياله.
وشدد عون على أن "المرحلة المقبلة هي مرحلة البناء، وعلينا التأمل قبل مرحلة الانتخابات كي نختار نوابنا لأن النواب هم من يبنون المؤسسات الدستوري".
على كل ناخب ان يحكم على ممارسات عون خلال السنوات الاربع المنصرمة. واين كانت مصلحة لبنان واللبنانيين في سياسة عون الذي طار بالطائرة البشارية الى دمشق على صرخات وانات وحشرجات اهالي وعائلات الضحايا والمعتقلين الذين ذهبوا ضحية حروبه الكارثية العبثية.
وختم عون كلمته بالقول: "كي نحقق برنامجنا نحن بحاجة الى أكثرية نيابية"، مؤكدًا "أن أي برنامج إصلاحي لا يمكن تحقيقه اذا لم يتوفر له أغلبية نيابية تريد الإصلاح".
الذي لم يساهم خلال الاربع سنوات الماضية الا في تخريب البلد وتهديم مؤسساته الدستورية فكيف سيعمل على اصلاحه.
والمثل الشعبي اللبناني يقول: من جرَّب المجرَّب كان عقلُه مخرَّبا!
وعلى اللبنانيين المجربين ان يختاروا بين السارق والامين، الغشاش والشريف، المعمر والمدمر، المحافظ على السلم الاهلي والعابث به، واخيرا بين من يقدم الشهداء ليبقى لبنان حرا سيدا عربيا ديمقراطيا مستقلا وبين من يسير على جماجم الابرياء لكي يجلس على كرسي مشبع بالدماء.
الأحد، مايو 17، 2009
وهل الشعبُ مُلكٌ من أملاك ميشال عون؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق