الأربعاء، مايو 06، 2009

شياطين السياسة

خضر خلف

إن كل ما تحتويه السياسة في الوطن العربي من تجاذب واجتهادات, وفكر, وآراء , يكون متردد وضياع بين حاكم ومعارض ومحكوم , حيث إننا نقع في خضم من الجدل بين الظلم والضلال, وبين الحق وإلا حق ؛ وبين ذلك يتجسد واقع الحياد التي تمضي به الشعوب في أمر الظلم والباطل والحق ؛ حقائق لا بد أن تقال وأن لا يستسلم لها الشعوب وان لا يتم ورودها في قاموس شعوبنا لأنها بحد ذاتها تعبر عن الاستسلام الحقيقي , ولا يستطيع أي شعب من شعوبنا العربية أن يقول أنا محايد بين الباطل وذاك الحق لان الساكت عن الحق شيطان اخرس ؛
فسياستنا في الوطن العربي تميزها تحالفات تكون مبنية على نوعين , نجد النوع الأول مستبد من اجل تحقيق أهداف شخصية في تولي المناصب من اجل حكم الأرض والشعب والاستمرار في هذا الحكم مبتعدا عن ألأهداف الوطنية ولو كانت على حساب وحماية الأوطان.
أما النوع الثاني من التحالفات يكون معارض ومعارضته مبنية على أسس ومبادئ خدمة الأوطان ومصالح الشعوب ولمنع استهداف المصالح الأمنية للبلاد أو العبث في سيادته , وأصبحت الشعوب تعيش حياتها بكيد الشيطان السياسي والصراع معه , ورغم ما حصل ومازال في منطقتنا , فان هذا الشيطان يكيد لائمته حتى ولو كان على حساب وطنه وسيادته , وانتقال شيطان السياسة إلى ميدان الصراع والتشكيك إلى حد التشكيك في الحقيقة إن كان هناك نصرا أو خطأ تسبب في قتل الأبرياء .
لاحظنا و بتعمق من خلال حرب تموز 2006 وكان هذا على أرض الواقع انه ومع بداية الحرب سكتوا شياطين السياسية في لبنان والتزموا الصمت ولم يصرحوا بتصريحاتهم السابقة السالفة والتي تدعو إلي نزع سلاح المقاومة ينتظرون نهاية هذا الاعتداء , وكان هذا الصمت بانتظار نتيجة هذا الاعتداء وهل ستكون نتائجه القضاء على سلاح المقاومة ولجمها.
وجميعنا سمعنا وشاهدنا من خلال وسائل الإعلام باختلاف أشكالها كيف كانت تحاك المؤامرات من اجل أن تستمر إسرائيل بحربها عسى أن تحقق هذه الأهداف ,
أما ما بعد الحرب والاعتداء خرجوا هؤلاء الشياطين السياسيون في لبنان من أوقارهم ومعهم تصريحاتهم المشككة في النصر وتقول تصريحاتهم بان ما حصل هو تصرف خاطئ قاد لبنان إلى التهلكة وقتل الأبرياء مبتعدين عن الحقيقة التي اعترفت بها إسرائيل بأنها كانت تعد لهذه الحرب منذ سنوات , لم يكون لبنان أو حزب الله هو الذي تصرف وكان سبب بذلك.
وهكذا جاء توجه هؤلاء الشياطين المثير للشك في قراءة المشاريع الأمريكية , وهذا أحد الأوجه في تفسير توجه 14 آذار وبناء عليه نستطيع أن نقول : أن الأجيال في هذا اليوم وبعد أن عاشوا النصر تلو النصر على ارض لبنان أصبحوا على علم ويقين إن ما حصل أثر على تحالف هذا الشيطان وأربكه ؛ فانحرفوا عن الدعوة إلى الوحدة الوطنية اللبنانية ,
ولقد فشلت المعركة من تحقيق أهداف أمريكا وحلفائها فاحتاج الأمر لهؤلاء وأتباعهم, فوصفوا أبناء بلدهم أعداء لهم , يضعون العراقيل في طريقه ويعترضون عليه بمختلف الوسائل, مبتعدين كل البعد عن حصر الخصومة بين أبناء البلد الواحد . وساروا على نهج المكر والتحالف مع الغرب , وجعلوا من أنفسهم وتحالفهم الأكابر وجاء وصف هؤلاء في كتاب الله عز وجل وقال بأمثالهم :
} وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ( 123 ) { سورة الأنعام {,
وأريد أن ألقي الضوء على بعض المسائل المهمة التي وردت في شأن الخصومة بين تحالف الحق وتحالف الباطل بدون تسرع أو مجازفة أو مبالغة بالحكم أو اختلاق الإحكام أو لصق الاتهام أو بالدفاع عن الآخرين منطلق من منطلق التساؤل وهى مهمة في تحديد هذا الوضع في حركة الصراع بين الحق والباطل , اتسائل فيها ما هي الرابطة الوثيقة التي يتناصر بها أعداء هذه الأمة مع شياطين الأمة الذين يوصفهم الأعداء بالمعتدلين,؟؟؟ الم يصل المواطن ألبناني إلى القناعة بان يكون كل هؤلاء مصنفون في عداد أعداء .؟؟؟
يتناصرون ويناصرون المشروع الأمريكي باختلاق العداوة ,
أن اختلاق الصراع وإلصاق التهم بات الشيء الكثير في تميز أسلوبهم لكنهم حين يواجهون ويصطدمون مع الحقيقة يبحثون عن مشروع ما يسمى الأسرة الدولية لتصدر لهم القرارات وتشكل لهم المحاكم لتتجسد وتكون صفاً واحداً مع المشروع الأمريكي , يعنى يضعون أنفسهم في حرب , ومواجهته مع أبناء بلدهم من خلال دعمهم للمشروع الأمريكي في المنطقة,
وأريد أن أوضح وأقول من خلال مقالي للأخوة البنانين حتى يومنا هذا لم نجد من يلوم الجزائريين على التضحية بمليون للتحرر من الاستعمار ولا تجد من يلوم الشعب الليبي على التضحية بنصف الشعب كذلك فكيف يحق بعد ذلك لوم أللبنانين على التضحية التي كانت في حد ذاتها مكسب عظيم للبنان وكرامته .
إن ما يحصل من قبل 14 آذار منطلق من أسس مبنية على الهوى الشخصي , والتوافق على الباطل ومحاربة الحق ؛
إنه لابد من وقفة مع الذات وقد رأينا جميعاً كيف يتوالى المشروع الأمريكي حربه على المنطقة


فوجب أن لا تتخذ هذه الخلافات سبباً للتفرق والخصومة والتنافر, وأن لا ينشغل بعضكم ببعض , فهذا ليس من الحكمة التي أمر بها الله تعالى .
وان لا يكون هناك سببا بالخلاف حول السنة , و الشيعة ,و المسيحية , فلماذا لا يكون هناك تعاون في محاربة هذه الأشياء التي يتفق الجميع على أنها ضلال, أو باطل, ومكيدة و يتفق الجميع على أنها يجب أن تقاوم , وتحارب , من اجل المحافظة على النصر , ومنع المشروع الأمريكي أن يجعل من لبنان عراق ثاني .
وهناك أسس يتبعها المشروع الأمريكي , وهى تحتاج إلى شيء من الإيضاح , فبعض السياسيين يقولون أحياناً : يجب أن نعذر بعضنا بعضاً إذ اختلفنا , ويجب أن نتعاون ونحافظ على فيما اتفقنا عليه .
واذكر بان هذه الأسس تحتاج إلى تفسير واضح ولا يجب قبولها, لأنها أصبحت سياسة أمريكا في المنطقة
يجب أن يتعاون أللبنانين فيما بينهم على رفض المشروع الأمريكي ويجب يكون عند الناس تمييز بين الحق والباطل, وأنت صاحب الأمر يا شعب لبنان الحر .

ليست هناك تعليقات: