عـادل عطيـة
كل من شاهد الفيلم المصري : " طباخ الرئيس " ،
تمنى أن يكون هو هذا الطباخ ،
الذي يعبّر عن الاكثرية المقهورة المحرومة ،
وأن يكون همزة الوصل بين الرئيس وشعبه ،
فينقل له نبض الشارع ،
وآلام الناس ، وهمومهم ، ومشاكلهم الحقيقية ...
التي طالما يحجبها حاشية الرئيس ،
الذين يستقبلون رسائل معاناتهم :
بترقيمها برقم ابدي في سلة المهملات ! ،
ويجمّلون للرئيس كل شئ ردئ على حوائط وسائل الاعلام الرسمية !
في الفيلم ،
نجح رجال الرئيس ـ الذين يحكمون الدائرة حوله ـ ..
في ابعاد الطباخ عنه !
ولكن الطباخ ،
الذي يشير للشعب بكل معاناته فى : الاكل ، والسكن ، والوظيفة ..
لايزال موجوداً ،
وقريباً جداً ـ رغم الاقصاء الرمزي لكل اقصاء في الفيلم ـ ..
من كل :
رئيس ، وحاكم ، ومسئول في اي وقت واي مكان ..
يتحلى بالاستقامة ،
والاحساس بالناس البسطاء ، واحتياجاتهم .
والرغبة الدائمة في اللقاء بهم في : احيائهم ، ومقاهيهم ..
وفهم همومهم .
هذا الطباخ ،
من شاشة وازرار ،
ويحمل اسم : الإنترنت !
وعلى كل راع مسئول عن رعيته ،
أن يملك الرغبة الصادقة في اختراق الحصار من حوله ،
وأن ينقر بأصابع اهتمامه على ازار لوحة المفاتيح ،
ويزور المدونون في مدوناتهم ،
ويتعرّف إليهم ، وإلى رغباتهم ، مهما كانت ذاتية ..
ويتخذهم حلفاء .
ومشاركين له في صنع القرار .
وأن يعرج على المواقع الملتهبة على الشبكة العنكبوتية ،
التي تحمل اسم : الاقليات العرقية ، والدينية ..
في بلاده ؛
فيرى وجوه المنبوذين والمضطهدين ،
ويستمع إلى أنّاتهم ،
ويداوي جراحاتهم
،...،...،...
على الإنترنت ، الحقائق ليست ببعيدة !
adelattiaeg@yahoo.com
السبت، مايو 23، 2009
الحقائق ليست بعيدة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق