سعيد علم الدين
في زيارتها القصيرة لبيروت نهاية الشهر الماضي وضعت وزيرة الخارجية الاميركية السيدة هيلاري كلينتون إكليلاً من الزهر على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري. فما كان من ميشال عون الا ان نَقَزَ وقَفَزَ وهزَّ واهتز منتقدا زيارة الوزيرة الاميركية بالقول:
"عندما ياتي الى لبنان زائر أجنبي رسمي يذهب عادة ليضع إكليلا على ضريح الرئيس رفيق الحريري . صحيح أنهم لهم الحق بتكريمه ولكن بما أنه يأتون بصفتهم الرسمية عليهم ألا يختصروا آلاف الشهداء بضريح الحريري، فهناك ضريح الجندي المجهول الذي يمثّل هؤلاء الشهداء ويجب أن يبلغوا حكوماتهم بهذا الشأن . ان تكريم الشعب اللبناني يكون بوضع الإكليل على نصب الجندي المجهول".
كلام عون يعبر عن قمة غبائه المنقطع النظير بخلط رمزية الجندي المجهول بالرمز الوطني الكبير!
وهكذا عندما يزور الزعماء الاجانب تركيا مثلا فإنهم يضعون اكليل الزهر على ضريح اتاتورك كرمز وطني لتركيا الحديثة، وليس على نصب الجندي المجهول. تماما كما فعل رئيس الجمهورية ميشال سليمان في زيارته الاخيرة لتركيا. وكما يفعل كل زائر اجنبي يزور تركيا ويعبر عن احترامه لرمزها اتاتورك كما عبرت السيدة كلينتون عن عميق احترامها لرمز لبنان ورافع بنيانه من تحت ركام حروب عون العبثية، رفيق الحريري.
وعندما يزور زائر اجنبي اسرائيل فانه يضع اكليلا من الزهر على ضحايا المحرقة وليس على قبر الجندي المجهول.
ولكل دولة رموزها الكبرى والاكبر من رمزية الجندي المجهول.
اما ما ادى الى ان ينقز ميشال عون وعن الكرسي يقفز، هو فقط الحسدُ الذي يأكلُ قلبَ الفاشلين الأنانيين من نجاح الكبار الناجحين.
هو الحسد الذي يعبر عنه عون في كلامه ويلاحقه في منامه لينام معه في فراشه كوابيس تدفعه الى النقز والقفز من طرف الكرسي الى حافة السرير الى ان يقع بحسده وغِلِّهِ وسواد قلبه في الجب الكبير.
فميشال عون محسود من رفيق الحريري الذي اصبح بعد اغتياله رمزا وطنيا لبنانيا شامخا، وعربيا باسقا بارزا، وعملاقا عالميا حضاريا رائدا في تضحيته بحياته من اجل ان يحيا وطنه لبنان سيدا حرا عربيا ديمقراطيا مستقلا.
واين ميشال عون من كل هذا؟
عون محسود من حكمة وشجاعة وصبر وثبات وديمقراطية ومبادئ ووحدة قادة وزعماء قوى 14 اذار رغم الاغتيالات والمؤامرات والدسائس والمكائد والتهديدات التي تلاحقهم منذ اربع سنوات.
عون محسود من رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي جلس بفخامة الرؤساء الكبار على الكرسي رغم كل محاولات عون وجماعة 8 اذار اليائسة لكي يجلس عون على الكرسي ويقفز وينقز ويرقص ويفقش.
عون محسود من غبطة البطريرك الماروني الوطني الكبير نصر الله صفير ومواقفه التاريخية المميزة في الحفاظ على لبنان وطن الرسالة والحضارة والنضارة والعيش المشترك.
عون محسود من الشيخ سعد الحريري الذي واجه التحديات والاحتلالات والتعديات وعمليات الحرق والخراب مبتسما ابتسامة المنتصر: ويا قريطم ما يهزك ريح!
عون محسود من هذا الاب الوطني الكبير فؤاد السنيورة الذي دافع بصدره مع وزرائه عن الدستور والمؤسسات والنظام الديمقراطي امام هجمة عون وشلل 8 اذار الحاقدة في انقلابهم الهمجي على الدولة والمؤسسات والنظام وتعطيلهم للبلاد وافراغهم لرئاسة الجمهورية واغلاقهم للبرلمان.
فالحسدُ يأكلُ قلبَ عون بنهم وكما يأكلُ الدودُ الجيفةَ الى العدم.
وكم من جسد فارقته الحياة وهو يبتسم، وتظللت روحه الزكية برحيق الخلود والراحة والرضا والنِعَم. فظل حياً في وجدان شعبه الى الأبد، وتعملق بعد الموت في قمم المجد يلهم الشعوب والأمم، وصار رمزاً للوطن ومزارا لخيرة أبناء البشر!
وكم من جسد حيٍّ يعيش الحياة بنزقٍ وحسدٍ وحقدٍ وطمعٍ وجشع وغشٍ ونقزٍ وقفزِ وبلا أخلاق وضميرٍ وذمم هو في الحقيقة جيفة ميتة لا تشعر بمعاناة شعبٍ واحساس ام ولوعة أبٍ وبكاء يتيم فقد الأمل.
هو جيفةٌ حيةٌ ويا للقرف، اذا ضُربَ الحذاءُ بها صاح الحذاءُ بأي ذنبٍ أضرب!
من الطبيعي أن تأتي الرؤساء وقادة العالم من الرئيس الفرنسي السابق شيراك الى الحالي ساركوزي الى البريطاني بلير الى التركي اردوغان الى الرئيس الباكستاني السابق مشرف الى المستشارة الالمانية ميركل الى الامين العام للامم المتحدة السابق الى الحالي بان كي مون الى رئيس الوزراء البلجيكي والى الكثيرين جدا من وفود ومبعوثي قادة العالم اخرهم كانت وزيرة الخارجية الأمريكية السيدة كلينتون وبطقم ازرق اللون له دلالات سياسية ترمز به الى لون تيار الرئيس الشهيد رفيق الحريري السياسي ويؤكد على عمق الاحترام الامريكي للزعيم اللبناني العربي الديمقراطي الحر الذي استشهد دفاعا عن المبادئ الإنسانية والقيم الوطنية وعلى ايدي زمرة الخونة الشموليين أعداء الديمقراطية وكارهي المستقبل والحرية وثقافة الحياة والامان والاستقرار والازدهار والعمار.
ولا عجب ان يغتالوه في عيد العشاق والازهار هؤلاء القتلة الاشرار ويتهكمون على المحكمة وهي لهم بالمرصاد !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق