خضر خلف
تعودنا أن نرتقب جلسات الحوار الفلسطيني الفلسطيني المتعاقبة وحول ما يرشح من هذه الجلسات من تعقيبات وكنا نتعمق في تحليلها على أمل بان نجد بصيص أمل ونقطة ضوء تضيء كواليس وسراديب هذا الحوار في الخروج باتفاق يجمع الطرفين بتحمل مسؤولياتهم نحو وطنهم وشعبهم وقضيتهم.
فنجد أنفسنا أمام سجال جديد عندما يخرج لنا ناطقا إعلاميا عن كل طرف في مناظرة من خلال الجزيرة ويخبرنا بأنه تم الاتفاق على بعض البنود والتحفظ وعدم الاتفاق على بقية البنود وسرعان ما تتحول هذه المناظرة إلى سجال ومشادة كلامية وتحول إلى خلاف جديد ينقل إلى طاولة الحوار فيرجع بنا إلى نقطة البداية وسرعان ما يتم تحديد موعد جديد لحوار جديد .
إننا لا نعرف كيف تتم جلسات هذا الحوار من خلف هذه الكواليس ومن منطلق عدم المعرفة نسأل هل بحوارهم يأخذون بعين الاعتبار ما ينبغي عليهم فعله وما بوسعهم عمله من اجل تحمل مسؤولياتهم من اجل غزة وأهلها المشردين في العراء , ومن اجل عمل ما يجب عمله في التصدي لمشروع تهويد القدس وهدم بيوتها وتشريد أهلها وقضم ومصادرة الأراضي في الضفة الغربية , وفك الحصار عن غزة.
ألا يدركون أن شعبهم ينتظر بفارغ الصبر اتفاقهم لان واقعهم الحالي مرهون في هذا الاتفاق , ومن هذا المنطلق يجب على الإخوة في فتح وحماس أن يدركوا الواقع الفلسطيني الذي يقول بان هناك افتراض فلسطيني عام بان يكون هناك مقدرة لدى الإخوة المتحاورين بحل خلافاتهم ونزاعاتهم طالما أن هناك أمور وواقع أقوى وأسمى من خلافهم ونزاعهم على ارض وطنهم وبحق شعبهم لم تشهد لها فلسطين منذ التهجير في سنة 48 انطلاقا من مذبحة وإبادة غزة وحصارها وتهويد القدس وهدم بيوتها وتشريد أهلها والضفة الغربية ومصادرة أراضيها , طابع وواقع جديد تريد إسرائيل فرضه لا تتخلى عنه ولا تفاوض فيه أي خلق عقبة جديدة لعملية السلام , بنيت عليه تصريحات الرئيس اوباما عندما قال يجب أن تكون هناك تفاهمات وعلاقة حسن النوايا بين الطرفين أي بما معناه على العرب المزيد من التنازلات .
إن ما يحصل من خلال الحوار من اتفاق وعدم اتفاق وعدم التوصل إلى اتفاق حقيقي إنما هو بحد ذاته إهدار للوقت وللحمة والوحدة الوطنية الفلسطينية والتوافق الوطني الفلسطيني وسوف ينعكس على واقعنا السياسي الداخلي والخارجي ويكون هدية لإسرائيل يمكنها في سرعة تنفيذ مشاريعها ومخططاتها في غياب هذه الوحدة الفلسطينية.
من كل ما نسمعه من تصريحات وخلافات واختلافات في وجهة نظر الطرفين جعلني أتسال كيف كانت علاقات الطرفين في عهد الشهيد الخالد الرمز القائد أبو عمار والشهيد الخالد الشيخ القائد المجاهد احمد ياسين , الم يكن هناك خلافات ؟ نعم كانت , ولكن كانت هناك الحكمة والمسؤولية من اجل الوطن والشعب , كانت العلاقات كشد الحبل طرف يشد وطرف يرخي كي يحافظوا على عدم قطع هذا الحبل حبل الوحدة الوطنية والمسؤولية الوطنية أليس الأجدر بهم أن يسيروا على خطاهم ,إن عدم الاتفاق يوم 27 يعني بحد ذاته هو انزلاق الطرفين في مسار التفضيل الشخصي التنظيمي على الهدف الوطني والمسار الفلسطيني العام وهذا بحد ذاته لا يعفي احد الطرفين من المسؤولية عما سوف تصل إليه الأمور.
لقد أصبح أمامهم واجب وطني وأنساني بان يتوصلوا لحل هذا النزاع الذي ينعكس بألم لشعبهم ووطنهم عليهم العمل معا ومع باقي التنظيمات على تبني المؤسسات الوطنية التي يمكن من خلالها رفع المعاناة عن شعبهم ووطنهم وأننا على ثقة أن هناك المقدور على تحقيق هذا الواجب الوطني وهذا المقدور يفسره ماضي الإخوة في فتح وحماس النضالي والجهادي والوحدة الوطنية .
وان يوم 27 يجب أن يكون يوم تحقيق المستحيل آلا وهو الاتفاق وإعلان الوحدة الوطنية , لان استمرارية في الخلاف سوف يقود إلى المحدودية ويبعدنا عن الوحدة الوطنية وينتج عجزا في مواجهة التحديات على الساحة السياسية في الداخل والخارج.
فليدركوا انه بمقدورهم تحقيق أفضل النتائج المرجوة , وان يدركوا أيضا بان وطنهم وشعبهم وقضيتهم بحاجة لاهتمام أكثر من الأمور التي هم مختلفون فيها وعليها .
الكاتب العربي الفلسطيني
الأربعاء، مايو 13، 2009
الحوار الفلسطيني الفلسطيني إلى متى؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق