انطوني ولسن
بداية اتقدم بخالص التعزية القلبية للأبن علاء والابنة هايدى في وفاة نجلهما محمد، وايضا اتقدم بخالص التعزية القلبية لسيادة الرئيس محمد حسني مبارك والسيدة الجليلة سيدة مصر الأولى سوزان مبارك وآل رشدان في فقدان حفيد العائلتين رحمة الله عليه والصبر والسلوان للجميع.
ولد لنا المولود الثاني في 21/10/1962. المولود ذكر وسميناه مدحت.
كان مدحت جميل المحية مبتسم الوجه يميل شعره الى الاصفرار مع زرقة العينين وكان قرة عيون الجميع فهو اول ولد لنا ولعائلتينا.
بعد عشرة شهور اصيب مدحت بنزلة معوية حادة وهرعنا الى الطبيب الذي كتب له الدواء واسرعت بشرائه وبدأنا مباشرة باعطائه الدواء كما طلب الطبيب. ومع ذلك لم تتحسن حالته. فذهبت به الى طبيب ثان وتكررت نفس الحكاية مما اضطرنا ان نذهب الى طبيب ثالث.. وازدادت حالته سوءا فأشار علينا الأهل بضرورة عرضه على اخصائي اطفال.
لم نتردد واخذناه الى اخصائي اطفال الذي بعد فحصه نظر إلي وسألني عن سبب الاهمال وعدم الاسراع بعرضه على طبيب.
كان في جيبي «الروشتات» الثلاث فأخرجتها واعطيتها له قرأها وقال لي أخشى ما أخشاه انك جئتني متأخرا.
كان ردي عليه اننا لم نهمل في عرضه على الاطباء وشراء الادوية ورعايته ولتكن مشيئة الرب.
في هدوء كتب «الروشته» وكانت تحتوي على 3 أنواع من الأدوية تعطى له حسب مواعيد محددة لكل دواء على حده وعلينا السهر طوال الليل لإعطائه الأدوية في مواعيدها.
انهارت زوجتي فشجعتها واشترينا الأدوية ونحن في طريقنا الى البيت.
كانت حالة زوجتي النفسية صعبة للغاية.. من تلوم؟!! هل تلوم نفسها؟! الحقيقة لم تتقاعص ولو لثانية في اعطائه الأدوية في مواعيدها كما طلب منا كل طبيب من الأطباء الثلاثة الذين عايدوه. هل تلومني في عدم شراء الأدوية في الحال؟! لا لم يحدث هذا.. فعادت تسأل نفسها هل الأهمال من الأطباء الذين لم يعرف اي منهم مدى خطورة المرض على الطفل الرضيع؟! قد يكون..
ما علينا.. اتذكر جيدا بعد مرور ما يقرب من 47 سنة كانت تكون عمر مدحت الآن وحالة الأم فطيبت من خاطرها وطلبت منها ان تصلي وسأتولى انا عملية السهر واعطائه كل دواء حسب الوقت الذي حدده الاخصائي.
في تلك الفترة كنت قد بدأت في كتابة مسرحية «يوسف الصديق» وكنت اكتبها باللغة العربية الفصحى. لذلك بعد ان اعطيناه زوجتي وانا الدواء الأول، وبعد تناول طعام العشاء طلبت منها ان تنام وتستريح وسأتولى بنفسي مسؤولية الاشراف التام هذه الليلة في اعطائه الادوية في الأوقات المحددة.
احضرت «الكشلول» الذي اكتب فيه المسرحية و»المنبه» الساعة التي اضبط عليها التوقيت فيدق الجرس لينبهني بالوقت.
قمت بذلك العمل طوال الليل واعطيته الادوية كل على حدة وحسب الاوقات المحددة. وفي الوقت نفسه قطعت شوطا كبيرا في كتابة المسرحية.
بدأت شمس صباح اليوم التالي في الشروق، ذهبت الى زوجتي وايقظتها وطلبت منها اعطائه الدواء لحين امدد جسمي لفترة وجيزة.
لم تمض فترة على استرخائي واذ بزوجتي تأتيني فزعة وتطلب مني ان اسرع لرؤية ابننا لأن الدواء ما زال في فمه المفتوح.
ما ان رأيته هكذا حتى تيقنت ان السر الإلهي فارق جسده الضعيف الذي انهكته النزلة المعوية.
صرخت زوجتي وبدأت تولول وتلطم وجهها، فما كان مني وبكل حزم ان امسكت بكلتا يديها واخذت اهديء من هول الصدمة وخاصة انها المرة الأولى في حياتنا نواجه فيها الموت وجها لوجه وفي ضنانا..
بعد ان هدأت احضرت لها الكتاب المقدس وطلبت منها ان تقرأ اي شيء تقع عليه عينيها وبدون تحديد.. ومما قلته لها ايضا ان ابننا كان وديعة واستردها صاحبها فهل يعقل ان نعترض على ذلك؟
انتهى اليوم وشيعنا جثمان الطفل البريء وقبل النوم في صلاة صامتة طلبت من الله ان يتعطف عليّ ويسمح لي برؤية ابني لأطمئن عليه.. صدقوني انني كنت مقتنعا ومؤمنا من انه طفل بريء مكانه السماء يرنم مع الملائكة.. لكن رغبة رؤيته تملكتني وانا اصلي.
لم اعرف كم مضى علي من وقت وانا نائم.. لكني شعرت بقوة هائلة تدفعني وانا مستلقي على ظهري الى أعلى خارج برج عال جدا زاهي اللون وجميل، وعندما وصلت الى فتحه في البرج القوة التي كانت تدفعني وانا مستلقي على ظهري دفعت بي داخل البرج فوقفت على قدماي وعن يساري شباك يدخل منه اطفال صغار في عمر ابني عرايا ولهم اجنحة صغيرة ترفرف يطيرون ويمرون امامي ويذهبون الى باب كبير عن يميني ورأيت ابني يطير معهم قادما من الشباك ومتجها الى ذلك الباب الكبير. وما أن وقعت عليه عيناي حتى بدأ لساني يلهج بالشكر لله.
بعد ان دخل ابني من الباب وشكري لله اذ بي اجد نفسي مرميا فوق السرير بقوة عظيمة فاستيقظت ولم أنم تلك الليلة ايضا والسعادة تملأ روحي ونفسي، كما اسعدت زوجتي بعدما قصصت عليها ما حدث.
قصدت من وراء سردي لما حدث لي وفقدان ابننا ان اشارك الوالدان علاء وهايدى واطمئنهما ان الصبي محمد في السماء مع الملائكة يسبح الله. وكان هذا الشق الاول من دعائي.. يا رب ارحمنا وارحم موتانا.
نأتي الى الشق الثاني من دعائي.. ولا ترحم المنافقين منا الذين هم:
1- نفاق القوات المسلحة المصرية بتغطية نعش الفقيد بالعلم المصري.
والمعروف ان هذا الاجراء يتخذ للشهداء الذين ضحوا بارواحهم من اجل الوطن الذي يمثله العلم رمز الوطن.. ثم بعد مراسم الدفن يسلم العلم لأهل الشهيد للاحتفاظ به كرمز وطني تقديرا للفداء.
ولا انكر ان الفقيد حفيد الرئيس.. لكنه مواطن مصري عادي..
2- في يوم الخميس 21/5/2009 قرأنا على الموقع الالكتروني لجريدة المصري اليوم خبرا عنوانه:
- انشاء حديقة باسم «محمد علاء مبارك» بعد ساعات من تشيع جنازته.. و1000 شجرة لتخليد ذكراه.
واليكم الخبر كما جاء على الموقع..
بعد ساعات قليلة من تشييع جنازة حفيد الرئيس مبارك بدأت السواعد تسابق الزمن لإنشاء اول حديقة تحمل اسم «حديقة الطفل محمد علاء مبارك» في القاهرة الجديدة بمحافظة حلوان، على أن يتم افتتاحها السبت المقبل لتصبح بذلك اسرع حديقة في العالم.
تقام الحديقة بالجهود الذاتية على مساحة 10 آلاف متر وتحتوي على 1000 شجرة وبعض انواع الزهور، وجاءت بمبادرة من ادارة مدرسة «كيمبريدج مصر» الخاصة واولياء الأمور والتلاميذ بهدف تخليد ذكرى حفيد الرئيس، الذي وافته المنية الاثنين الماضي.
يقول حمدي علي مدير المدرسة: «قررنا تحويل الساحة الصحراوية المحيطة بالمدرسة الى ساحة خضراء، وغرس 1000نوع من أشجار الظل والزينة والفاكهة واحاطتها بالزهور، لكي تتحول الساحة الصحراوية الى حديقة عامة، مزودة ببعض الخدمات والألعاب الترفيهية المجانية لخدمة اهالي المنطقة وتلاميذ المدرسة».
وعن سبب اطلاق اسم الراحل «محمد علاء مبارك» على الحديقة قال مدير المدرسة: «تلاميذ المدرسة، الذين تتقارب اعمار معظمهم مع عمر الفقيد هم الذين اقترحوا الفكرة، فوافقت عليها الادارة وكل تلميذ غرس شجرة، ثم علق عليها «كارت» يحمل اسمه، وكتب عليه اهداءه «الشجرة لروح الفقيد».
اسأل القارئ ما الذي يدل عليه هذا الخبر.. هل هو الولاء لابن علاء.. أم هو قمة النفاق واستغلال الظروف لضم قطعة ارض صحراوية تحيط بالمدرسة حتى يتم تجميل المدرسة لاجتذاب ابناء كبار رجال الاعمال مثل والد الفقيد؟!! ولا ننسى انها مدرسة «كيمبر يدج مصر».
تعليقات كثيرة جدا على ذلك الخبر.. فما هو تعليقك قارئي العزيز؟
نترك التلعيقات ونأتي الى المختصر المفيد.. ونقول:
- ماذا لو تبرع والد الفقيد محمد علاء مبارك رجل الاعمال الثري جدا جدا من ماله الخاص وبنى مسكنا او اكثر لايواء فقراء القاهرة تخليدا لذكرى ابنه البكر المرحوم محمد علاء مبارك.
- ولماذا لا يشرف الجد سيادة الرئيس محمد حسني مبارك بنفسه على تعويضات حقيقية ملزمة الدفع الفوري لضحايا العبارة والمركز الثقافي في بني سويف وقطار الصعيد.. وغير ذلك من ضحايا الاهمال والاستبداد والاستهتار بارواح الكادحين من ابناء مصر.
يفعل سيادته هذا تخليدا لذكرى وفاة حفيده المرحوم محمد علاء مبارك.
- ولماذا لا تستجيب الجدة السيدة سوزان مبارك سيدة مصر الاولى لنداءات منظمات حقوق الانسان بالسماح للمتنصرات المسيحيات بحقهن في تغير الديانة رسميا لتتمتع كل واحدة منهن بحياة حرة شريفة دون مضايقات من احد او كتابة «مسلمة سابقا» في خانة الديانة كما يدور اللغط حاليا حول هذا الموضوع الذي فيه علنا وباسم الحكومة رخصة لقتل وتعذيب كل من تنصرت.
وتفعل السيدة الجليلة ذلك تخليدا لذكرى وفاة حفيدها المرحوم محمد علاء مبارك.
- وماذا لو ان العم جمال مبارك بدأ بالتشجيع والمشاركة في بناء وتشيد مدارس حكومية على احدث طراز تعليمي وطني تقدمي حتى يخرج التعليم في مصر من قاع الوحل والجهل الذي فيه الآن، ومما لا شك فيه سيجد لمبادرته صدى قوى من الافاضل رجال الاعمال المحيطين به.
يفعل هذا سيادته ومن معه تخليدا لذكرى وفاة ابن أخيه المرحوم محمد علاء مبارك.
وبدون شك اسرة والدة الفقيد لا بد من ان يكون لهم دور في تخليد ذكرى ابن ابنتهم من القيام بتقديم خدمات لابناء مصر الفقراء تخليدا لذكرى وفاة المرحوم محمد علاء مبارك.
وبالقيام بمثل هذه الخدمات لمصر والشعب المصري تخلد ذكرى غالية على الشعب المصري وعلى والدي الفقيد اسكنه الله فسيح جناته دون نفاق او استغلال لمصالح شخصية.
ويا رب ارحمنا وارحم موتانا.. ولا ترحم المنافقين منا.. لان المنافقين سوس فساد للاخلاق ولصحيح الدين..
بداية اتقدم بخالص التعزية القلبية للأبن علاء والابنة هايدى في وفاة نجلهما محمد، وايضا اتقدم بخالص التعزية القلبية لسيادة الرئيس محمد حسني مبارك والسيدة الجليلة سيدة مصر الأولى سوزان مبارك وآل رشدان في فقدان حفيد العائلتين رحمة الله عليه والصبر والسلوان للجميع.
ولد لنا المولود الثاني في 21/10/1962. المولود ذكر وسميناه مدحت.
كان مدحت جميل المحية مبتسم الوجه يميل شعره الى الاصفرار مع زرقة العينين وكان قرة عيون الجميع فهو اول ولد لنا ولعائلتينا.
بعد عشرة شهور اصيب مدحت بنزلة معوية حادة وهرعنا الى الطبيب الذي كتب له الدواء واسرعت بشرائه وبدأنا مباشرة باعطائه الدواء كما طلب الطبيب. ومع ذلك لم تتحسن حالته. فذهبت به الى طبيب ثان وتكررت نفس الحكاية مما اضطرنا ان نذهب الى طبيب ثالث.. وازدادت حالته سوءا فأشار علينا الأهل بضرورة عرضه على اخصائي اطفال.
لم نتردد واخذناه الى اخصائي اطفال الذي بعد فحصه نظر إلي وسألني عن سبب الاهمال وعدم الاسراع بعرضه على طبيب.
كان في جيبي «الروشتات» الثلاث فأخرجتها واعطيتها له قرأها وقال لي أخشى ما أخشاه انك جئتني متأخرا.
كان ردي عليه اننا لم نهمل في عرضه على الاطباء وشراء الادوية ورعايته ولتكن مشيئة الرب.
في هدوء كتب «الروشته» وكانت تحتوي على 3 أنواع من الأدوية تعطى له حسب مواعيد محددة لكل دواء على حده وعلينا السهر طوال الليل لإعطائه الأدوية في مواعيدها.
انهارت زوجتي فشجعتها واشترينا الأدوية ونحن في طريقنا الى البيت.
كانت حالة زوجتي النفسية صعبة للغاية.. من تلوم؟!! هل تلوم نفسها؟! الحقيقة لم تتقاعص ولو لثانية في اعطائه الأدوية في مواعيدها كما طلب منا كل طبيب من الأطباء الثلاثة الذين عايدوه. هل تلومني في عدم شراء الأدوية في الحال؟! لا لم يحدث هذا.. فعادت تسأل نفسها هل الأهمال من الأطباء الذين لم يعرف اي منهم مدى خطورة المرض على الطفل الرضيع؟! قد يكون..
ما علينا.. اتذكر جيدا بعد مرور ما يقرب من 47 سنة كانت تكون عمر مدحت الآن وحالة الأم فطيبت من خاطرها وطلبت منها ان تصلي وسأتولى انا عملية السهر واعطائه كل دواء حسب الوقت الذي حدده الاخصائي.
في تلك الفترة كنت قد بدأت في كتابة مسرحية «يوسف الصديق» وكنت اكتبها باللغة العربية الفصحى. لذلك بعد ان اعطيناه زوجتي وانا الدواء الأول، وبعد تناول طعام العشاء طلبت منها ان تنام وتستريح وسأتولى بنفسي مسؤولية الاشراف التام هذه الليلة في اعطائه الادوية في الأوقات المحددة.
احضرت «الكشلول» الذي اكتب فيه المسرحية و»المنبه» الساعة التي اضبط عليها التوقيت فيدق الجرس لينبهني بالوقت.
قمت بذلك العمل طوال الليل واعطيته الادوية كل على حدة وحسب الاوقات المحددة. وفي الوقت نفسه قطعت شوطا كبيرا في كتابة المسرحية.
بدأت شمس صباح اليوم التالي في الشروق، ذهبت الى زوجتي وايقظتها وطلبت منها اعطائه الدواء لحين امدد جسمي لفترة وجيزة.
لم تمض فترة على استرخائي واذ بزوجتي تأتيني فزعة وتطلب مني ان اسرع لرؤية ابننا لأن الدواء ما زال في فمه المفتوح.
ما ان رأيته هكذا حتى تيقنت ان السر الإلهي فارق جسده الضعيف الذي انهكته النزلة المعوية.
صرخت زوجتي وبدأت تولول وتلطم وجهها، فما كان مني وبكل حزم ان امسكت بكلتا يديها واخذت اهديء من هول الصدمة وخاصة انها المرة الأولى في حياتنا نواجه فيها الموت وجها لوجه وفي ضنانا..
بعد ان هدأت احضرت لها الكتاب المقدس وطلبت منها ان تقرأ اي شيء تقع عليه عينيها وبدون تحديد.. ومما قلته لها ايضا ان ابننا كان وديعة واستردها صاحبها فهل يعقل ان نعترض على ذلك؟
انتهى اليوم وشيعنا جثمان الطفل البريء وقبل النوم في صلاة صامتة طلبت من الله ان يتعطف عليّ ويسمح لي برؤية ابني لأطمئن عليه.. صدقوني انني كنت مقتنعا ومؤمنا من انه طفل بريء مكانه السماء يرنم مع الملائكة.. لكن رغبة رؤيته تملكتني وانا اصلي.
لم اعرف كم مضى علي من وقت وانا نائم.. لكني شعرت بقوة هائلة تدفعني وانا مستلقي على ظهري الى أعلى خارج برج عال جدا زاهي اللون وجميل، وعندما وصلت الى فتحه في البرج القوة التي كانت تدفعني وانا مستلقي على ظهري دفعت بي داخل البرج فوقفت على قدماي وعن يساري شباك يدخل منه اطفال صغار في عمر ابني عرايا ولهم اجنحة صغيرة ترفرف يطيرون ويمرون امامي ويذهبون الى باب كبير عن يميني ورأيت ابني يطير معهم قادما من الشباك ومتجها الى ذلك الباب الكبير. وما أن وقعت عليه عيناي حتى بدأ لساني يلهج بالشكر لله.
بعد ان دخل ابني من الباب وشكري لله اذ بي اجد نفسي مرميا فوق السرير بقوة عظيمة فاستيقظت ولم أنم تلك الليلة ايضا والسعادة تملأ روحي ونفسي، كما اسعدت زوجتي بعدما قصصت عليها ما حدث.
قصدت من وراء سردي لما حدث لي وفقدان ابننا ان اشارك الوالدان علاء وهايدى واطمئنهما ان الصبي محمد في السماء مع الملائكة يسبح الله. وكان هذا الشق الاول من دعائي.. يا رب ارحمنا وارحم موتانا.
نأتي الى الشق الثاني من دعائي.. ولا ترحم المنافقين منا الذين هم:
1- نفاق القوات المسلحة المصرية بتغطية نعش الفقيد بالعلم المصري.
والمعروف ان هذا الاجراء يتخذ للشهداء الذين ضحوا بارواحهم من اجل الوطن الذي يمثله العلم رمز الوطن.. ثم بعد مراسم الدفن يسلم العلم لأهل الشهيد للاحتفاظ به كرمز وطني تقديرا للفداء.
ولا انكر ان الفقيد حفيد الرئيس.. لكنه مواطن مصري عادي..
2- في يوم الخميس 21/5/2009 قرأنا على الموقع الالكتروني لجريدة المصري اليوم خبرا عنوانه:
- انشاء حديقة باسم «محمد علاء مبارك» بعد ساعات من تشيع جنازته.. و1000 شجرة لتخليد ذكراه.
واليكم الخبر كما جاء على الموقع..
بعد ساعات قليلة من تشييع جنازة حفيد الرئيس مبارك بدأت السواعد تسابق الزمن لإنشاء اول حديقة تحمل اسم «حديقة الطفل محمد علاء مبارك» في القاهرة الجديدة بمحافظة حلوان، على أن يتم افتتاحها السبت المقبل لتصبح بذلك اسرع حديقة في العالم.
تقام الحديقة بالجهود الذاتية على مساحة 10 آلاف متر وتحتوي على 1000 شجرة وبعض انواع الزهور، وجاءت بمبادرة من ادارة مدرسة «كيمبريدج مصر» الخاصة واولياء الأمور والتلاميذ بهدف تخليد ذكرى حفيد الرئيس، الذي وافته المنية الاثنين الماضي.
يقول حمدي علي مدير المدرسة: «قررنا تحويل الساحة الصحراوية المحيطة بالمدرسة الى ساحة خضراء، وغرس 1000نوع من أشجار الظل والزينة والفاكهة واحاطتها بالزهور، لكي تتحول الساحة الصحراوية الى حديقة عامة، مزودة ببعض الخدمات والألعاب الترفيهية المجانية لخدمة اهالي المنطقة وتلاميذ المدرسة».
وعن سبب اطلاق اسم الراحل «محمد علاء مبارك» على الحديقة قال مدير المدرسة: «تلاميذ المدرسة، الذين تتقارب اعمار معظمهم مع عمر الفقيد هم الذين اقترحوا الفكرة، فوافقت عليها الادارة وكل تلميذ غرس شجرة، ثم علق عليها «كارت» يحمل اسمه، وكتب عليه اهداءه «الشجرة لروح الفقيد».
اسأل القارئ ما الذي يدل عليه هذا الخبر.. هل هو الولاء لابن علاء.. أم هو قمة النفاق واستغلال الظروف لضم قطعة ارض صحراوية تحيط بالمدرسة حتى يتم تجميل المدرسة لاجتذاب ابناء كبار رجال الاعمال مثل والد الفقيد؟!! ولا ننسى انها مدرسة «كيمبر يدج مصر».
تعليقات كثيرة جدا على ذلك الخبر.. فما هو تعليقك قارئي العزيز؟
نترك التلعيقات ونأتي الى المختصر المفيد.. ونقول:
- ماذا لو تبرع والد الفقيد محمد علاء مبارك رجل الاعمال الثري جدا جدا من ماله الخاص وبنى مسكنا او اكثر لايواء فقراء القاهرة تخليدا لذكرى ابنه البكر المرحوم محمد علاء مبارك.
- ولماذا لا يشرف الجد سيادة الرئيس محمد حسني مبارك بنفسه على تعويضات حقيقية ملزمة الدفع الفوري لضحايا العبارة والمركز الثقافي في بني سويف وقطار الصعيد.. وغير ذلك من ضحايا الاهمال والاستبداد والاستهتار بارواح الكادحين من ابناء مصر.
يفعل سيادته هذا تخليدا لذكرى وفاة حفيده المرحوم محمد علاء مبارك.
- ولماذا لا تستجيب الجدة السيدة سوزان مبارك سيدة مصر الاولى لنداءات منظمات حقوق الانسان بالسماح للمتنصرات المسيحيات بحقهن في تغير الديانة رسميا لتتمتع كل واحدة منهن بحياة حرة شريفة دون مضايقات من احد او كتابة «مسلمة سابقا» في خانة الديانة كما يدور اللغط حاليا حول هذا الموضوع الذي فيه علنا وباسم الحكومة رخصة لقتل وتعذيب كل من تنصرت.
وتفعل السيدة الجليلة ذلك تخليدا لذكرى وفاة حفيدها المرحوم محمد علاء مبارك.
- وماذا لو ان العم جمال مبارك بدأ بالتشجيع والمشاركة في بناء وتشيد مدارس حكومية على احدث طراز تعليمي وطني تقدمي حتى يخرج التعليم في مصر من قاع الوحل والجهل الذي فيه الآن، ومما لا شك فيه سيجد لمبادرته صدى قوى من الافاضل رجال الاعمال المحيطين به.
يفعل هذا سيادته ومن معه تخليدا لذكرى وفاة ابن أخيه المرحوم محمد علاء مبارك.
وبدون شك اسرة والدة الفقيد لا بد من ان يكون لهم دور في تخليد ذكرى ابن ابنتهم من القيام بتقديم خدمات لابناء مصر الفقراء تخليدا لذكرى وفاة المرحوم محمد علاء مبارك.
وبالقيام بمثل هذه الخدمات لمصر والشعب المصري تخلد ذكرى غالية على الشعب المصري وعلى والدي الفقيد اسكنه الله فسيح جناته دون نفاق او استغلال لمصالح شخصية.
ويا رب ارحمنا وارحم موتانا.. ولا ترحم المنافقين منا.. لان المنافقين سوس فساد للاخلاق ولصحيح الدين..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق