الأحد، مايو 17، 2009

أيها العدل في لبنان لماذا تميل إلى , ومع , ومن اجل الهوى؟ ولماذا قبلت لنفسك التسييس والتدنيس؟

خضر خلف

العدل في الدولة يعتبر من أهم القواعد والأسس والمبادئ التي تنبني عليها و تنطلق من خلالها وبها الدولة أو النظام في تحقق المساواة والاطمئنان والشعور في الارتياح والسعادة لدى الفرد والجماعة أي المجتمع , والعدل يعتبر من أسمى المفاهيم في تسيير أمور الدولة والنظام , والتي ينبغي لها تفهم وإدراك معاني نزاهة الحكم في إنجاح تحقيق هذا العدل.
ومن اجل أن يكون قانون الدولة عادلا ويتميز في المصداقية في الدولة ينبغي أن يكون نزيها بعيدا كل البعد عن الحزبية أو الانتماء إلى الشخصيات التي تقود أو تنفرد في إدارة شؤون نظام الدولة , وإلا أصبح القانون مملوكا يتحكم به الأفراد لتحقيق مأرب شخصية تنعكس نتائجه سلبيا بإيقاع الظلم على الفرد والجماعة والمجتمع .
من حق المواطن سواء كــان من الحزب المتصرف والحاكم أو الحزب المعارض أن يتحقق له العدل من قبل مؤسسات دولته .
ويجب أن تكون المؤسسة القضائية التي تتصف في تحقيق العدل والعدالة لمواطني الدولة مستقلة في قراراتها في شتى الجوانب الحياتية ويجب أن تكون بتعاملها مع الإفراد والمجتمع غير مختلفة بين هذا أو ذاك , وان لا تجمع وتستند بقراراتها تلبية لتنفيذ رغبات هذا على حساب ذاك , وان لا تكون منطلقة من صلة حزبية , أو علاقة شخصية ,أو أهداف سياسية .
فإذا تجسد عمل هذه المؤسسة في شعارها آلا وهو ميزان العدالة , أحس المواطن في العدل والمساواة والكرامة وأصبح المجتمع مجتمع العدل والعدالة ، عندها يستطيع المواطن أن يعيش باستقرار وعزة وكرامة مطمئن لأنه لن يظلم وسيأخذ كل حقوقه , وهذا ينعكس بحد ذاته بحالة استقرار على الوطن أي الدولة.
ومن هذا المنطلق يتوجب على وزارة العدل اللبنانية بان تكون مكلفة بتحقيق العدل لمواطنيها على ارض لبنان وخارج لبنان وأن تبني العدل وإظهار الحقيقة ورفع الظلم ورد الاعتبار لم ظلم , ويجب أن تكون انطلاقتها مبنية على أصول و أسس ومبادئ العدل حتى تستطيع أن تجسد القضاء الحر النزيه ، ويحظي كل المجتمع بالكرامة والحرية في ظلها ، وينال الظالم جزائه وعقابه جراء سعيه وراء تشويه سمعة الشرفاء .
إن ما سمعناه على فضائية الجزيرة من اللواء جميل السيد المدير العام للأمن اللبناني السابق عن التزوير والتلفيق والتغير في التحقيقات , و فبركة شهود الزور من قبل القضاة اللبنانيين والدوليين لكي يتمشى وينسجم مع رغبة وتوجهات السياسيين اللبنانيين ,و قيام لجنة ديتليف ميليس بمساومته لمدة أربعة أشهر قبل وبعد اعتقاله من اجل أن يساعد في إيجاد منفذ من شانه توجيه اتهام لسورية .
وكذلك ما ذكره بأنه صدر عن معاون ميليس من تهديد إما أن يسير معهم فيما يطلبون وإما تقديم ضحية لبنانية أو تقديمه هو كضحية , جعلنا نقف أمام صدمة نزلت علينا كصاعقة أو زلزال زلزل عقولنا , أهذا العدل الذي جاء من اجل الكشف عن حقيقة اغتيال الحريري , أهذا هو العدل اللبناني الذي يكفل لكل فرد ولكل جماعة ولكل قوم العدل على ارض لبنان , أهذا هو العدل الذي استأجره السيد سعد رفيق الحريري للكشف عن حقيقة اغتيال والده ؟؟!, أم انه استغل استشهاد والده ليستثمره في توجهاته السياسية ؟؟؟!
أيها العدل في لبنان لماذا تميل إلى , ومع , ومن اجل الهوى ؟؟؟! ولماذا قبلت لنفسك التسييس والتدنيس ؟؟؟! لماذا جعلت نفسك سلعة في مستنقع السياسية وثمنك بخص بدل العدل والعدالة ؟؟؟!
ولكن ما زال بك الشرفاء يا لبنان , الذين لا يقبلون بان يبقى القضاء اللبناني عاريا نعم لن يقبلوا ولن يقبلوا حتما سوف ينشلونه من مستنقع الظلم الذي أوقع فيه , و يكسونه من جدد بثياب الطهارة والعزة والعدل الذي يتصف في سمة المكيال الواحد وللجميع ، و بميزان لا يعرف إلا العدل الحقيقي .
أما أنت يا شعب لبنان العظيم لا تتسامح مع من اسقطوا عدل بلادك في مستنقع الرذيلة والظلم , وعدم تسامحك يأتي من خلال تغيرك هذا الواقع الأليم , فقم وانهض وعمل على التغير وارجع العدل المفقود , واشفي الصدور التي بداخلها الظلم والقهر من فقدان العدل يدور , يوم بعد يوم يا شعب لبنان موعدك مع الحق قريب , فهل تكون مبشرا لنا في نصر لبناني جديد ومقترب. فحياك الله يا شعب لبنان فأنت صاحب القرار .

ليست هناك تعليقات: