وجيهــة الحـويــدر
يُقال انه كان ثمة مجموعة من الطغاة احكَمَوا قبضتهم على شعب، فبطشوا به بطشا شديدا. عبثوا في البلاد، وعاثوا بالعباد، وسرقوا الثروات، وحكموا بالحديد والنار، ونشروا الرعب في قلوب الناس الى درجة انهم فقدوا القدرة على الكلام.
في يوم من الايام شعر كبير الطغاة بالملل من سلبية الناس، وخنوعهم له، وخضوعهم لكل قوانين الظلم والقهر التي يسنها عليهم، ففكر في افتراضية جديدة واراد ان يتأكد من صحتها. الافتراضية هي: هل ثمة شخص من بين الناس من لديه بقايا كرامة وبإمكانه ان يعترض بشجاعة؟
اتى بطريقة ليتأكد من فرضيته، فأمر رئيس جهاز الامن ان يبث حراسا أشاوس وشرسين في جميع الطرقات الرئيسية المؤدية الى الاسواق المركزية التي يتبضع منها الناس ليجنوا قوتهم. كانت مهمة هؤلاء الحراس اثارة غضب الناس وإهانتهم بشتى السبل.
في غضون ساعات نُفذت الاوامر، وباشر الحراس مضايقاتهم للمارة بالشتم واللعن والضرب وانزال الناس من على دوابهم وسرقة ما عندهم، واذا كان العابر بصحبة امرأة اعتدوا عليها وانتهكوا عرضها.
مرت عدة ايام حيث بدوا الناس انهم متعايشون بشكل جيد مع جميع اصناف القهر، ومازال كبير الطغاة ينتظر ان يجد اجابة لفرضيته، هل يا ترى سيجد فردا واحدا يعترض على هذا الظلم السافر؟
فجأة اتى اليه رئيس جهاز الامن ومعه عريضة وعليها توقيعات عديدة من الناس. انبهر كبير الطغاة، لأنه تصور انه قد قضى على كل المشاعر الانسانية لدى افراد الشعب، وانه حولهم الى خرفان مرعوبة تجري وراء لقمة عيشها فقط، مهما كلفتهم تلك اللقمة من مرارة وامتهان.
كان حدس رئيس الطغاة في محله، بالفعل العريضة كانت من مجموعة من الناس كتبوا فيها "افعلوا بنا ما شئتم لكن رجاء زيدوا من عدد حراس الأمن، كي لا تجعلونا ننتظر كثيرا في الحصول على جرعة الذل!"
السبب الذي برروا فيه طلبهم هو كي يتمكنوا الحراس من القيام بمهامهم بشكل اسهل واسرع، ومن ثم يتسنى للناس استكمال لهثهم وجريهم وراء عيشهم المنزوع الكرامة!
تلك الحكاية مجهولة المصدر، لكنها حقيقة تعكس الواقع العربي اليوم. كل دولة عربية لديها شعب يحمل من تلك السمات الشيء الكثير. العرب أحكموا قبضتهم على امم بأنظمة مجحفة وقاهرة. جماعات واسر حكمت شعوب المنطقة وصاروا يتوارثون الظلم أبا عن جد، وسلطوا على اعناق الناس اشرهم، كي يضمنوا جلوسهم على عروشهم أطول مدة ممكنة.
فعلى سبيل الذكر وليس الحصر، ثمة دولة عربية غيّرت بنود دستورها لكي تمدد سنين حكم الطاغية وتضمن استمرار جبروته، ولم تجد واحدا في شعبها من لديه الشجاعة ان يعترض!
واخرى بلا دستور ولا قوانين مدونة. شعبها يتخبط في الظلام..القضاة يحكمون الناس على حسب اهواءهم وأمزجتهم، ويدّعون انهم يطبقون شريعة الرب..! أُلغيت فيها الانتخابات اليتيمة في البلد والتي تُسمى بإنتخابات المجالس البلدية، وربما يُعاد النظر فيها بعد سنتين، ومر الخبر مرور الكرام على مسامع الناس وكأن شيء لم يكن!
دولة عربية اخرى حاكمها صار له اكثر من اربع عقود وهو رازح على صدور الناس، ويزعم ان حكمه هو اساس النظام الديموقراطي الحقيقي، ولا يجد بين الملايين من شعبه من يقول له انك مفتري وكاذب.
حاكم دولة عربية اخرى يُعد ابنه ليرث عرشه بكل السبل، بعد ان استولى على جميع مصادر الثروات في ذلك القطر العريق، ورغم انوف المعترضين سيأتي الابن ليكمل مسيرة النهب، مثلما فعل غيره في دول عربية اخرى مجاورة.
ودولة اخرى تدّعي الديموقراطية، رجالها الوراثين للسلطة بالسلاح أو من ابائهم يسعون لترشيح انفسهم ، ونظام الدولة فيها يقسّم مقاعد البرلمان المحافظ الوزارية الى حصص حسب الطوائف، وكل طائفة فيها مسلحة بقوى من الخارج، ومن يعترض يلقى حتفه في سلسلة من الاغتيالات او في نزاعات عسكرية.
بلدان حكمها حفنة من العرب بقوة السلاح، وحولوا شعبها الاصلي الى سكان من الدرجة الثانية. نشبت حروب طاحنة فيها لعقود، ومازال المسلسل الدموي من اغتصاب النساء وهدم المدن وقتل اهلها وتشريد الناس من قراها ومدنها مستمر...
اخرى حاكمها مثل جاراتها هو المتصرف الشرعي الوحيد في البلد، حين يُطالب اعضاء مجلس الامة بالتحقيق في فساد الحكومة ونهبها للثروات، يحل الحاكم المجلس ويقيل وزراء الحكومة ويأمر بانتخابات جديدة..ثلاث مرات متتالية في اقل من سنتين..ولم يتفوه احد بكلمة واحدة ضد ذاك الحاكم..مبدأ تلك الدولة وشقيقاتها "الشيوخ ابخص!"
في الجمهوريات العربية التي ارتدت عباءة الديموقراطية كذباً وبهتاناً ، تقوم بغش وتدليس في صناديق الاقتراع، ولا يتغير الحكام ابدا، وكأنهم الموت المقدر على جميع البشر، وتظهر نتائج الانتخابات مبينة ان الشعب انتخبهم بنسب لا يصدقها العقل.. ولا يعترض احد..
دولة اخرى تتستر على رجل سادي يتلذذ بتعذيب الناس حتى يشارفوا على الموت، ويصّور جلسات التعذيب في افلام فيديو، ولا احد يُحرك ساكنا..والسبب هو انه واحد من اخوان الحاكم..وهذه الدولة تُعد من اكثر الدول العربية تطورا وانفتاحا على العالم!
دولة بعد ان مكّـنت رجال الحسبة الاشاوس من السيطرة على جميع المؤسسات وكل مناحي الحياة، الآن ستعطي سلطة اكبر لهم بوضع كاميرات في المحلات والاسواق العامة من اجل مراقبة سلوكيات الناس واخلاقياتهم، ومطاردتهم حتى الموت، اذا اقترفوا "جريمة الخلوة غير الشرعية"، هذا الخبر نشر في الجرائد وعبر للأسف، ولم يؤثر ابدا على مسامع احد.
دولة اخرى اعتلت سلم الديموقراطية الصورية، ثم سلّطت محطة فضائية عتيدة تبحث عن عثرات جميع الانظمة في المنطقة وترّكز عليها في تقاريرها.. ولا تسمح لأحد ان يكتب اي تقرير عن الحكومة الحاضنة لتلك المحطة ولا عن انتهاكاتها..ومن يفعل يُعاقب...واذا كان اجنبيا يـُرحّل بهدوء تام...
اكثر الدول العربية ثراء بل في العالم، معظم مدنها شُيدت بعشوائية وبلا صرف صحي ولا خدمات اساسية، مدارسها بيوت مؤجرة، وشوارعها خَرِبة، وحققت اعلى نسبة القتلى على الطرقات... كل اسرة في البلد فقدت فردا في حادث مرور ..يسمونه قضاء وقدر...والحياة تمر.. ولا احد يتذمر...
دولة تفرض على النساء نزع الحجاب، وتضايق السافرات في عيشهن، وتدّعي انها تحترم الحريات الشخصية، وتزعم انها تتبنى اسس المفاهيم العلمانية!
عدة دول عربية تحرّم على المرء استخدام الانترنت في الكافيهات اذا لم يسجل جميع معلوماته الشخصية، ويظهر بطاقته الثبوتية.. قانون اُعتمد في تلك الدول بدون اي عناء او اعتراض من مرتادي تلك الاماكن..
جميع النساء والاقليات المذهبية والدينية والعرقية في البلدان التي يحكمها العرب تعاني من مرارة التمييز والقهر، وفي بعض تلك الدول المرأة تعيش حياة الامَة، يملكها رجل يـُدعى محرَم، صار ذلك امرا معتادا لدى الجميع ، بل على العكس ظهرت فرق متطرفة تُطالب بزيادة جرعات الظلم عليهم..
بلدان عربية افراد من شعبها يعيشون بين الحفر والمقابر، نسبة البطالة بين العرب واحدة من الاعلى في العالم، بالاضافة ان بينهم الاكثر عشوائية في الانجاب، الأمية متفشية تصل الى اكثر من 64 مليون، الثلثين منهم نساء، وكل عام يمر يُضاف عشرة ملايين طفل بلا مقاعد دراسية .. يهيمون على وجوههم في الشوارع، ولا احد يهتم!
جميع الدول العربية وبدون استثناء، من يعترض فيها على الحاكم، او يفكر في تشكيل اعتصام او تنظيم سلمي..يُعتقل ويـُرمى به في غياهب السجون..وربما القدر يرحمه ولا يموت من شدة التعذيب. فيخرج من زنزانات الحاكم بعاهات نفسية، او اعاقات جسدية مستديمة...حتى كتابة هذه المقالة ثمة الآلاف في المعتقلات، ربما يلقون حتفهم هذه اللحظة، وربما منهم من يُهان ويعذب الآن...وتمضي الايام وكأن ذلك لا يحدث...
مرة اخرى هنيئا لكم يا حكام العرب ... تمكنتم ان تحولوا شعوبكم الى كتل مخلوقات خائفة.. تفعلون بهم ما شئتم.. لكن رجاء زيدوا من حراس الامن، لا تجعلوا الناس ينتظرون كثيرا في الحصول على جرعة الموت او الذل.
يُقال انه كان ثمة مجموعة من الطغاة احكَمَوا قبضتهم على شعب، فبطشوا به بطشا شديدا. عبثوا في البلاد، وعاثوا بالعباد، وسرقوا الثروات، وحكموا بالحديد والنار، ونشروا الرعب في قلوب الناس الى درجة انهم فقدوا القدرة على الكلام.
في يوم من الايام شعر كبير الطغاة بالملل من سلبية الناس، وخنوعهم له، وخضوعهم لكل قوانين الظلم والقهر التي يسنها عليهم، ففكر في افتراضية جديدة واراد ان يتأكد من صحتها. الافتراضية هي: هل ثمة شخص من بين الناس من لديه بقايا كرامة وبإمكانه ان يعترض بشجاعة؟
اتى بطريقة ليتأكد من فرضيته، فأمر رئيس جهاز الامن ان يبث حراسا أشاوس وشرسين في جميع الطرقات الرئيسية المؤدية الى الاسواق المركزية التي يتبضع منها الناس ليجنوا قوتهم. كانت مهمة هؤلاء الحراس اثارة غضب الناس وإهانتهم بشتى السبل.
في غضون ساعات نُفذت الاوامر، وباشر الحراس مضايقاتهم للمارة بالشتم واللعن والضرب وانزال الناس من على دوابهم وسرقة ما عندهم، واذا كان العابر بصحبة امرأة اعتدوا عليها وانتهكوا عرضها.
مرت عدة ايام حيث بدوا الناس انهم متعايشون بشكل جيد مع جميع اصناف القهر، ومازال كبير الطغاة ينتظر ان يجد اجابة لفرضيته، هل يا ترى سيجد فردا واحدا يعترض على هذا الظلم السافر؟
فجأة اتى اليه رئيس جهاز الامن ومعه عريضة وعليها توقيعات عديدة من الناس. انبهر كبير الطغاة، لأنه تصور انه قد قضى على كل المشاعر الانسانية لدى افراد الشعب، وانه حولهم الى خرفان مرعوبة تجري وراء لقمة عيشها فقط، مهما كلفتهم تلك اللقمة من مرارة وامتهان.
كان حدس رئيس الطغاة في محله، بالفعل العريضة كانت من مجموعة من الناس كتبوا فيها "افعلوا بنا ما شئتم لكن رجاء زيدوا من عدد حراس الأمن، كي لا تجعلونا ننتظر كثيرا في الحصول على جرعة الذل!"
السبب الذي برروا فيه طلبهم هو كي يتمكنوا الحراس من القيام بمهامهم بشكل اسهل واسرع، ومن ثم يتسنى للناس استكمال لهثهم وجريهم وراء عيشهم المنزوع الكرامة!
تلك الحكاية مجهولة المصدر، لكنها حقيقة تعكس الواقع العربي اليوم. كل دولة عربية لديها شعب يحمل من تلك السمات الشيء الكثير. العرب أحكموا قبضتهم على امم بأنظمة مجحفة وقاهرة. جماعات واسر حكمت شعوب المنطقة وصاروا يتوارثون الظلم أبا عن جد، وسلطوا على اعناق الناس اشرهم، كي يضمنوا جلوسهم على عروشهم أطول مدة ممكنة.
فعلى سبيل الذكر وليس الحصر، ثمة دولة عربية غيّرت بنود دستورها لكي تمدد سنين حكم الطاغية وتضمن استمرار جبروته، ولم تجد واحدا في شعبها من لديه الشجاعة ان يعترض!
واخرى بلا دستور ولا قوانين مدونة. شعبها يتخبط في الظلام..القضاة يحكمون الناس على حسب اهواءهم وأمزجتهم، ويدّعون انهم يطبقون شريعة الرب..! أُلغيت فيها الانتخابات اليتيمة في البلد والتي تُسمى بإنتخابات المجالس البلدية، وربما يُعاد النظر فيها بعد سنتين، ومر الخبر مرور الكرام على مسامع الناس وكأن شيء لم يكن!
دولة عربية اخرى حاكمها صار له اكثر من اربع عقود وهو رازح على صدور الناس، ويزعم ان حكمه هو اساس النظام الديموقراطي الحقيقي، ولا يجد بين الملايين من شعبه من يقول له انك مفتري وكاذب.
حاكم دولة عربية اخرى يُعد ابنه ليرث عرشه بكل السبل، بعد ان استولى على جميع مصادر الثروات في ذلك القطر العريق، ورغم انوف المعترضين سيأتي الابن ليكمل مسيرة النهب، مثلما فعل غيره في دول عربية اخرى مجاورة.
ودولة اخرى تدّعي الديموقراطية، رجالها الوراثين للسلطة بالسلاح أو من ابائهم يسعون لترشيح انفسهم ، ونظام الدولة فيها يقسّم مقاعد البرلمان المحافظ الوزارية الى حصص حسب الطوائف، وكل طائفة فيها مسلحة بقوى من الخارج، ومن يعترض يلقى حتفه في سلسلة من الاغتيالات او في نزاعات عسكرية.
بلدان حكمها حفنة من العرب بقوة السلاح، وحولوا شعبها الاصلي الى سكان من الدرجة الثانية. نشبت حروب طاحنة فيها لعقود، ومازال المسلسل الدموي من اغتصاب النساء وهدم المدن وقتل اهلها وتشريد الناس من قراها ومدنها مستمر...
اخرى حاكمها مثل جاراتها هو المتصرف الشرعي الوحيد في البلد، حين يُطالب اعضاء مجلس الامة بالتحقيق في فساد الحكومة ونهبها للثروات، يحل الحاكم المجلس ويقيل وزراء الحكومة ويأمر بانتخابات جديدة..ثلاث مرات متتالية في اقل من سنتين..ولم يتفوه احد بكلمة واحدة ضد ذاك الحاكم..مبدأ تلك الدولة وشقيقاتها "الشيوخ ابخص!"
في الجمهوريات العربية التي ارتدت عباءة الديموقراطية كذباً وبهتاناً ، تقوم بغش وتدليس في صناديق الاقتراع، ولا يتغير الحكام ابدا، وكأنهم الموت المقدر على جميع البشر، وتظهر نتائج الانتخابات مبينة ان الشعب انتخبهم بنسب لا يصدقها العقل.. ولا يعترض احد..
دولة اخرى تتستر على رجل سادي يتلذذ بتعذيب الناس حتى يشارفوا على الموت، ويصّور جلسات التعذيب في افلام فيديو، ولا احد يُحرك ساكنا..والسبب هو انه واحد من اخوان الحاكم..وهذه الدولة تُعد من اكثر الدول العربية تطورا وانفتاحا على العالم!
دولة بعد ان مكّـنت رجال الحسبة الاشاوس من السيطرة على جميع المؤسسات وكل مناحي الحياة، الآن ستعطي سلطة اكبر لهم بوضع كاميرات في المحلات والاسواق العامة من اجل مراقبة سلوكيات الناس واخلاقياتهم، ومطاردتهم حتى الموت، اذا اقترفوا "جريمة الخلوة غير الشرعية"، هذا الخبر نشر في الجرائد وعبر للأسف، ولم يؤثر ابدا على مسامع احد.
دولة اخرى اعتلت سلم الديموقراطية الصورية، ثم سلّطت محطة فضائية عتيدة تبحث عن عثرات جميع الانظمة في المنطقة وترّكز عليها في تقاريرها.. ولا تسمح لأحد ان يكتب اي تقرير عن الحكومة الحاضنة لتلك المحطة ولا عن انتهاكاتها..ومن يفعل يُعاقب...واذا كان اجنبيا يـُرحّل بهدوء تام...
اكثر الدول العربية ثراء بل في العالم، معظم مدنها شُيدت بعشوائية وبلا صرف صحي ولا خدمات اساسية، مدارسها بيوت مؤجرة، وشوارعها خَرِبة، وحققت اعلى نسبة القتلى على الطرقات... كل اسرة في البلد فقدت فردا في حادث مرور ..يسمونه قضاء وقدر...والحياة تمر.. ولا احد يتذمر...
دولة تفرض على النساء نزع الحجاب، وتضايق السافرات في عيشهن، وتدّعي انها تحترم الحريات الشخصية، وتزعم انها تتبنى اسس المفاهيم العلمانية!
عدة دول عربية تحرّم على المرء استخدام الانترنت في الكافيهات اذا لم يسجل جميع معلوماته الشخصية، ويظهر بطاقته الثبوتية.. قانون اُعتمد في تلك الدول بدون اي عناء او اعتراض من مرتادي تلك الاماكن..
جميع النساء والاقليات المذهبية والدينية والعرقية في البلدان التي يحكمها العرب تعاني من مرارة التمييز والقهر، وفي بعض تلك الدول المرأة تعيش حياة الامَة، يملكها رجل يـُدعى محرَم، صار ذلك امرا معتادا لدى الجميع ، بل على العكس ظهرت فرق متطرفة تُطالب بزيادة جرعات الظلم عليهم..
بلدان عربية افراد من شعبها يعيشون بين الحفر والمقابر، نسبة البطالة بين العرب واحدة من الاعلى في العالم، بالاضافة ان بينهم الاكثر عشوائية في الانجاب، الأمية متفشية تصل الى اكثر من 64 مليون، الثلثين منهم نساء، وكل عام يمر يُضاف عشرة ملايين طفل بلا مقاعد دراسية .. يهيمون على وجوههم في الشوارع، ولا احد يهتم!
جميع الدول العربية وبدون استثناء، من يعترض فيها على الحاكم، او يفكر في تشكيل اعتصام او تنظيم سلمي..يُعتقل ويـُرمى به في غياهب السجون..وربما القدر يرحمه ولا يموت من شدة التعذيب. فيخرج من زنزانات الحاكم بعاهات نفسية، او اعاقات جسدية مستديمة...حتى كتابة هذه المقالة ثمة الآلاف في المعتقلات، ربما يلقون حتفهم هذه اللحظة، وربما منهم من يُهان ويعذب الآن...وتمضي الايام وكأن ذلك لا يحدث...
مرة اخرى هنيئا لكم يا حكام العرب ... تمكنتم ان تحولوا شعوبكم الى كتل مخلوقات خائفة.. تفعلون بهم ما شئتم.. لكن رجاء زيدوا من حراس الامن، لا تجعلوا الناس ينتظرون كثيرا في الحصول على جرعة الموت او الذل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق